كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن وثيقة اعتمدها منتدى الجنرالات والمحاربين بمبادرة من الجنرال المتقاعد غيورا إيلاند تتضمن خطة للقضاء على حركة حماس في غزة.

ورفعت الوثيقة إلى الوزراء وأعضاب الكابينت سعيا لمناقشتها وإقرارها ولإصدار الاوامر للجيش بتطبيقها ميدانيا ومن دون تردد، بحسب الصحيفة التي ذكرت أنها جاءت بعد مقتل الأسرى الستة في رفح وفشل الاحتلال بتحقيق أهداف الحرب.



وذكرت الوثيقة، أنه "بالرغم من الضربات التي تلقتها حماس من العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلا أنها لا تزال قادرة على ترميم ذاتها وتجنيد مقاتلين كما أنها قادرة على توفير الوسائل القتالية وتسيطر فعليا على توزيع الغذاء للسكان. كما وتعود وتسيطر على كل موقع يخرج منه الجيش".



ويرى الجنرالات بحسب الوثيقة أن السبيل لمنع حماس من كل ذلك، ولتحطيم قدرات الحركة على إعادة ترميم قدراتها يتطلب الخطوات الأربع التالية:  منع الاموال، تدمير قدرة حماس على تجنيد عناصر جديدة، ضرب الإمدادات والقضاء على الحوافز لمواصلة القتال والحكم".

وتنطلق الوثيقة من أنه "ما دامت حركة حماس تسيطر على المساعدات الانسانية، فلن يكون بالإمكان القضاء عليها".

وبحسب الجنرال غيورا ايلاند الذي صاغ الوثيقة، فإن "كل السكان الغزيين المتبقين في المنطقة شمالا من محور نتساريم بما فيه غزة المدينة، والبالغ عددهم نحو 300 ألفا بعد تهجير الغالبية العظمى من السكان نحو الجنوب، سوف يتم إصدار الأوامر لهم بالنزوح فورا عن طريق ممرات يوفرها الجيش وتحت حراسته".

وبينت الوثيقة، أنه "بعد أسبوع من أوامر الإخلاء، يتم فرض الحصار العسكري الذي لا يتيح لمن يتركوا أية مقومات للعيش، بل يترك لكل من يبقى باعتبارهم وفقا للوثيقة من عناصر حماس، خيارا واحدا وهو أما الاستسلام او الموت".

وفقا للجنرال ايلاند "فإن التجويع حتى الموت هو سيد الموقف، حيث يؤكد أن الصفقة الأولى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 تكللت بالنجاح وذلك "لأن اسرائيل أدخلت للقطاع فقط حافلتي مساعدات اثنتين يوميا".


ويراهن كتاب الوثيقة على أن لا يوجد ما تخشاه حماس أكثر من "حكم بديل وجماهير غاضبة [نتيجة للتجويع".

كما يؤكد ايلاند والذي شغل في السابق منصب رئيس قسم العمليات وكذلك رئيس مجلس الأمن القومي، بأن المقترح "لا ينتهك القانون الدولي كونه يتيح للسكان الخروج" قبل بدء الحصار المطبق".

وذكر الجنرال حيزي نحاما رئيس منتدى الجنرالات، بأن "الخطة هي الوصفة المؤكدة لهزيمة حماس والقضاء عليها، وكان من المفترض أن يتم تطبيقها منذ أشهر، في إشارة إلى مشروع وزير الحرب غالانت التجريبي الذي سعى لتطبيقه على حي الزيتون في مدينة غزة قبل نصف عام، ثم أخفق".

وانتقدت الوثيقة وزير الحرب غالانت وقائد الأركان هليفي في إشارة إلى تردد كل منهما "إن من لا يستطيع تطبيق المخطط فهو يخون وظيفته ولن يكون بمقدره قيادة الجيش والدولة إلى الانتصار على حماس".

بدورها قالت صحيفة "هآرتس" إن خطة الجنرالات تشكل قوة ضاغطة على الحكومة وحصريا على المجلس الوزاري المقلص للشأن السياسي-الأمني (الكابنيت)، ويبدو أنها بإيحاء من نتنياهو وتتوافق مع رؤيته بالكامل. وتمنحه مصداقية اسرائيلية أمنية في مساعيه لأقصاء قادة الجيش والشاباك ووزير الحرب.

وأضافت، أن تحفظ الجيش كان من الخطة التي بادر إليها وزير الحرب غالانت قبل نحو نصف عام بشأن مشروع احتلالي تجريبي في حي الزيتون في مدينة غزة، ودعوة الجيش في حينه إلى إعادة النازحين أو جزء منهم إلى شمال القطاع وذلك تحسبا من ملاحقة قياداته قضائيا ومن قبل محكمو الجنايات الدولية.

وتابعت الصحيفة تعليقا على الوثيقة، "في أعقاب مؤتمره الصحفي في الثاني من أيلول/ سبتمبر والذي شكل ذروة  كسب التماهي الشعبي معه منذ بداية الحرب، أصدر نتنياهو أوامره لقيادة الجيش، ومتجاهلا صلاحيات وزير الأمن، باتخاذ الاجراءات لتحمل المسؤولية في موضوع توزيع المساعدات الانسانية في قطاع غزة.

وكانت الحكومة قد اتخذت من قبل قرارا بتعيين جنرال يشرف على توزيع "المساعدات الانسانية"، وهو وظيفة موازية للإدارة المدنية الاحتلالية في الضفة الغربية ومنسق أعمال الحكومة فيها.

وكان في تسويغ القرار السعي إلى تحطيم قدرات حماس السلطوية والتحكم بالمساعدات الدولية وتوزيعها وخلق قيادة محلية بديلة "غير معادية لاسرائيل".

ويستدل من قرار نتنياهو انه قرّ قراره بصدد استدامة احتلال قطاع غزة مهما كان مصير الصفقة والهدنة، وفقا للصحيفة.

وتؤكد الوثيقة مجددا بأن أداة السيطرة الاستراتيجية على قطاع غزة تمر من محور نتساريم (المازي لوادي غزة) والذي يبتر القطاع شمالا وجنوبا، بخلاف ما يزعمه نتنياهو بصدد الأهمية الوجودية لإسرائيل بالسيطرة على محور صلاح الدين /فيلادلفيا على طول الحدود المصرية الفلسطينية في قطاع غزة.

وأوضحت "هآرتس" أن معنى تطبيق خطة الجنرالات هو استدامة الاحتلال الإسرائيلي المبني على تغيير خارطة التواجد السكاني الفلسطيني في القطاع، كما وتعني السيطرة الإسرائيلية المطلقة على شمال القطاع وتدمير مدينة غزة واستيطان إسرائيلي للمنطقة التي تكون إسرائيل قد ضمتها فعليا.

وأشارت إلى أن خطاب التهجير والضم والاستيطان بات مجاهرا به وسائدا في السياسة الإسرائيلية، وهو يتكامل مع دعوة وزير الخارجية كاتس بتهجير سكان جنين ومخيمها، ليتحول التهجير إلى مشروع شامل للفلسطينيين في الضفة الغربية كما في غزة.

ووفقا للتوقعات فإن احتمالية انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة تعيد إلى المقدمة مشاريع الضم والتهجير وفكرة الوطن البديل في الأردن وفقا لروح الحكومة الحالية.

كما أن اعتراض الفلسطينيين في غزة على النزوح خارج الوطن والموقف المصري الحازم في حينه ضد التهدير عن طريق سيناء، قد جمدا المشروع الاحتلالي لكنه لا يزال قائما في الذهنية الإسرائيلية الحاكمة وفي أوساط واسعة من المعارضة أيضا.

وأوضحت الصحيفة، أن مثل هذا المخطط حتى وإن كان يمثل ذهنية متسيّدة في الحالة الإسرائيلية والنوايا من ورائه حقيقية، إلا أنه لا يعني ان اسرائيل تملك مفاتيح تطبيقه والقدرة على تهجير الفلسطينيين ما دامت إرادة الصمود قوية فهي الحاسمة إلى حد كبير.



وخلصت الصحيفة، أن خطة الجنرالات بتهجير من بقوا في شمال القطاع والحصار القائل حتى الموت هو استكمال الحرب على غزة بذهنية أكثر إبادية ومع سبق الإصرار.

ومن الجدير أن تتابع الدبلوماسية الفلسطينية هذه الوثيقة وأن ترفع دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية تطالب بملاحقة المشرفين عليها ومن وراءهم.

كما يتطلب رفعها امام محكمة العدل الدولية التي تنظر في حرب الإبادة ونوايا الابادة.

وختمت الصحيفة قائلة، إن شعب فلسطين هو صاحب القول الفصل في تقرير مصيره وفي صموده ورفض أي تهجير أو اقتلاع مهما كانت الاحتلال ومخططاته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية حماس غزة الاحتلال التجويع حماس غزة الاحتلال التجويع اهداف الحرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزیر الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يثمن الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر وأمريكا

ثمن وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة والتي تمتد لأكثر من أربعة عقود، وما تمثله من ركيزة أساسية لدعم الأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده وزير الخارجية مع السيناتور ديفيد ماكورميك رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وذلك في إطار لقاءاته مع قيادات الكونجرس خلال زيارته لواشنطن.

وأعرب «عبد العاطي» عن التطلع للارتقاء بأطر التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وفي سياق التعاون الاقتصادي، أشار الوزير إلى الزخم الذي تشهده العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة، مستعرضًا نتائج منتدى الأعمال المصري - الأمريكي الذي استضافته القاهرة في مايو الماضي، بمشاركة أكثر من 50 شركة أمريكية، وما عكسته من اهتمام متنامٍ من القطاع الخاص الأمريكي بالاستثمار في مصر في قطاعات الطاقة والدواء والتحول الرقمي، في ضوء الإصلاحات الاقتصادية التي تضطلع بها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحفيز القطاع الخاص الأمريكي للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة بالسوق المصري.

كما شهد اللقاء نقاشًا مستفيضًا حول التحديات الإقليمية المختلفة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن والأسرى، مسلطاً الضوء على الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.. وتناول في هذا السياق المؤتمر الدولي الذي تعتزم مصر استضافته للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.

وشدد وزير الخارجية، على ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.

وتبادل الجانبان الآراء حول التطورات في ليبيا وسوريا وأمن الملاحة في البحر الأحمر.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع سيناتور بـ مجلس الشيوخ الأمريكي تعزيز التعاون والتنسيق المشترك

وزير الخارجية يلتقي السيناتور ليندسي جراهام بمجلس الشيوخ الأمريكي

وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية

مقالات مشابهة

  • مهندس خطة الجنرالات : لا نصر في الأفق والخطة لم تعد قابلة للتطبيق
  • الجيش الليبي ينفذ عمليات دقيقة للقضاء على الجريمة المنظمة في الجنوب
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • عيدروس الزبيدي يدعو في اجتماع عسكري رفيع المستوى لقادة الجيش حضره قائد قوة الواجب السعودية إلى وحدة الصف والاستعداد للقضاء على عدو واحد مشترك
  • العلامة فضل الله استقبل وفد حماس: للتصدي لمشروع التهجير في غزة
  • وزير الخارجية يثمن الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر وأمريكا
  • عاجل: وزير الخارجية يعلن اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية
  • وزير الجيش الإسرائيلي: هدفنا هو دحر حماس سلطويا وعسكريا
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: إنهاء الحرب دون إسقاط حماس كارثة