سودانايل:
2025-07-27@16:03:50 GMT

صوب فجر جديد بوحى العقل وضوء الأمل!!

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

نهضة وطن
د. الهادي عبدالله أبوضفآئر

عزيزٌ أنت في علاك نجمة لا تنطفئ، وفي الأرض شجرة خضراء لا تذبل أوراقها مهما اشتدّت حرارة الصيف، ومهما طال برد الشتاء. أنت أكثر من حدود تُرسم على الورق، بل أنت حكاية نرويها لأبنائنا، وأغنية نغنيها حين يعترينا الحنين. على أرضك عرفنا رائحة الدعاش حين تتسلل إلى أنوفنا، منذ الصرخة الأولى التي أبصرنا فيها نور الحياة حين صدحت على ترابك الدافئ.

في كل قرية من قراك قصة تروى للأجيال، في كل بيت ذكريات لا تنسى، وفي كل شارع هتاف (بالدم بالروح نفديك يا وطن) .
وحين ننظر إلى علاك، نشعر بالسلام الذي لا يعرف الحدود مهما بعدت المسافات. تعلمنا في المهاجر انك أقرب إلى قلوبنا، وأنت الحياة، وأنت الأمان حين نتأمل وجهك.
فأي عشق أكبر من عشقك؟
وأي حنين يضاهي الشوق إليك؟ أنت الحلم والمأوى الذي نستظل به، والنسمة التي نتنفسها.
لك نكتب،
ولك نغني،
وإليك نعود مهما تفرقت بنا السبل، منك المبدأ وإليك المنتهى. أنت الحكاية التي تبدأ من القلب، وتنتهي فيه، كل الطرق التي نمشيها تنتهي إليك، وكل النجوم التي تضيء سماءنا تستمد نورها منك. من ترابك نُخلق، وإلى ترابك نعود، لا نستطيع العيش إلا في فلك حبك، ولا نسافر إلا بين تفاصيلك رحلة لا تنتهي، وكلما ظننا أننا وصلنا إليك، نكتشف أن الطريق لا يزال يمتد، حيث لا نهاية للحب، ولا حدود للانتماء.

رغم التحديات الكبرى، ترددت في الأفق أصوات تعلو بالآمال وتتشبث بالأحلام. الجميع يترقب الانتصار الذي يليق ببلد عظيم، وكل فرد يشعر بأن عليه أن يقدم شيئاً، وأن يكون جزءاً من تلك الملهمة الكبرى التي لا تهدأ. في سبيل الوطن، تصبح الأرواح رخيصة، تجد الشباب مندفعين بكل حماسة وشجاعة للدفاع عن ترابه المقدس. إنهم يتقدمون الصفوف بلا تردد، يحملون في قلوبهم إيماناً لا يتزعزع، ورغبةً جامحة لحماية الوطن من كل خطر يحدق به. في كل خطوة يخطونها، يرسمون معالم مستقبلهم، ويكتبون بأفعالهم قصة الوطن الذي يحلمون به، وطنٌ لا تهزه الرياح ولا تزعزعه العواصف، وطنٌ يظل شامخاً رغم المحن. في عيونهم، ترى وميض الأمل والتحدي، وفي صدورهم، تسمع نبضات قلوب لا تعرف الخوف، قلوب تتسابق نحو التضحية، متيقنة أن الوطن يستحق كل غالٍ ونفيس. فلا عجب أن ترى شباب الوطن يندفعون بحماس، حاملين أرواحهم على أكفهم، مستعدون لكل تضحية، لأنهم يؤمنون بأن الحياة دون كرامة الوطن لا معنى لها، وأن النصر لا يأتي إلا لمن يدفعون الثمن الأغلى في سبيل حريتهم وعزتهم.

بكل يقين وأمل، يا وطن، ستظفر بالنصر بإذن الله، وستظل شامخاً كالطود العظيم، تتربع على عرش العظمة فوق القمم. فالنصر والغلبة هما نبض كقسم مقدس، يتسلل برقة وعذوبة إلى أعماق القلوب قبل أن تصافح الآذان، حاملًا معه وعد السماء بالظفر والعزة، يسري فيها لهيب الحماسة، وتوقظ نار الإصرار. ليست مجرد عبارات عابرة، بل وعد يرفرف في الأفق كغيمة تحمل أملاً، يُرفع بقلوب مفتوحة وعقول متحررة، وأيدٍ تتشابك بروح ثورية لا تعرف التراجع. كل حروفها، تتلألأ أحلاما ساحرة لمستقبلٍ مشرق.
سنواجه التحديات بشجاعة نبيلة، حتماً نستعيد كل ما فقدناه، لنمضي قُدماً نحو بناء سودان جديد، نزرع فيه بذور العدالة والمساواة، ونعمره برؤى المحبة والتسامح. حتى يتحول الوطن إلى رقعة دافئة تنبض من أعماق الروح، تهتف بشغف صادق، وتنادي الجميع للوقوف جنباً إلى جنب من اجل هدف واحد. ومن أجل غدٍ مزدهر، يكتسي بألوان الأمل، ويشرق فيه نور الحرية بحب عميق وأمل لا ينتهي.

لم يكن الحديث عن الوطن مجرد شعار يرفرف في سماء الأمنيات، بل إيمان راسخ لا يضعف، ينبعث من قلبٍ آمن بأن هذه الأرض تستحق أن تعيش بكرامة. تتحدى مواكب الظلم وأحلام المليشيا، تخطو بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا، تضغط على الظالم المغتصب حتى ينحني أمام قوة الحق. طالما هناك شعب يقاوم، بلا رجعة تتحدى الموت عند المحن، كلما اشتدت الرياح وزادت العواصف، يغرس أقدامه في أرضك يا وطن، يستمد قوته وتتجدد عزيمته من صلابتك. أنتَ من علمتنا كيف ننهض كلما تعثّرنا، وكيف نبتسم في وجه الألم، وكيف نقاتل بالصبر والإيمان حتى آخر لحظة. عند الشدائد، تظهر المعادن الأصيلة، ويبدو الصمود بأبهى صوره. نحن أبناؤك يا وطن لا ننحني للعواصف، ولا نخاف من ظلام الليل، لأن شمسك دائماً تشرق من أعماق قلوبنا. نتحمل الصعاب، ونعلم أن كل تحدٍ يواجهنا يقوّينا ويصقلنا، ويجعلنا أكثر إصراراً على البقاء، وأكثر رغبةً في النصر. نقف كتفاً بكتف، يداً بيد، مع قواتنا المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين، نواجه كل المحن وكأنها مجرد فصلٍ عابرٍ في رواية طويلة من المجد والانتصار. لا ننهزم، لأننا نعلم جيداً أن الوطن الذي يحتضننا يستحق أن نحميه ونصونه، حتى آخر نفس. طالما في الروح عزة وطننا محال ان تموت.

يقينا ستتعافى يا وطن، فلكل جرحٍ شفاء، ولكل محنةٍ درسٌ نتعلمه. في كل بيت، يتجدد النداء، كأغنيةٍ لا تنتهي، يرددها الجميع بأملٍ وإيمان. نعلم أن الطريق إلى التعافي يمر عبر الفكر المستنير والحوار الصادق، نحل مشكلاتنا بنور الفكرة وقوة المنطق، فنُضيء مساحات الظلام بتلك الأفكار التي تشرق كالشمس في كبد السماء. وفي كل كلمة تُقال، يتوهج الأمل من جديد، لأننا نعلم أن لكل رأي قيمة، ولكل صوت أهمية، ولكل إنسان عزة ما دمنا نسعى نحو هدفٍ واحد، وطن يسع الجميع، يرسخ الكرامة الوجودية للإنسانية. في تلك المساحة المشتركة، تتمركز القوة لننهض من جديد، لنُعيد بناء الوطن بحب، وإرادة، ووعي. نؤمن أن المستقبل يبدأ بفكرة، وأن الحضارة تُبنى على أسس العدالة، وأن الكرامة هي حق لكل إنسان. لذلك نواصل، بلا كلل أو ملل، نعيد ترتيب أحلامنا، نفتح أبواب الأمل ونبني جسور المحبة، حتى يتعافى الوطن، ويعود أقوى، وأكثر إشراقًا.

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أحيلت للتحقيق في الجامعة.. سعاد صالح تثير الجدل من جديد والمؤسسات الدينية ترد عليها

أثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الجدل مرة أخرى بفتوى غريبة عن حكم شرب الحشيش، تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي وتابعتها المؤسسات الدينية.

سعاد صالح تعلق على ترند الحشيش: لم يصلني قرار التحقيق من الجامعةبعد فتوى الحشيش.. ما هي عقوبة سعاد صالح في القانون

وردت المؤسسات الدينية كاملة على فتوى الدكتورة سعاد صالح وبينت وفندت محتواها بشكل شرعي دقيق.

ضرر بالعقل والنفس والبدن

وتابعت دار الإفتاء المصرية ما أُثير حول حكم تناول مخدر الحشيش، وتؤكد دار الإفتاء أن الشرع الشريف قد كرَّم الإنسان، وجعل المحافظة على نفسه وعقله مِن الضروريات الخمس التي دعت إلى مراعاتها جميع الشرائع، وهي: النفس، والعقل، والدين، والعرض أو النسل، والملك أو المال؛ حتى يتحقق في الإنسان معنى الخلافة في الأرض فيقوم بعِمارتها.

وأكدت دار الإفتاء أن الإسلام حرَّم تحريمًا قاطعًا كل ما يضُرُّ بالنفس والعقل، ومن هذه الأشياء التي حرمها: المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيمائية، وأيًّا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدي إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسدَ كثيرةٍ، فهي تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضارِّ والمفاسد التي تصيب الفرد والمجتمع؛ والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ويقول أيضًا: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].

كما أن الشرع كما حرَّم كل مُسْكِر فقد حرم كل مخدِّر ومُفتِر؛ فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" وأبو داود في "سننه" عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: "نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ".

وتابعت: وقد اتفق العلماء على تحريم كل ما هو مخدِّر ومُفْتِر ولو لم يكن مُسْكِرًا، ونَقَل الإجماع على هذه الحُرمة الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه "البناية" حيث قال في خصوص جوهر الحشيش: إنه مخدر، ومفتر، ومكسل، وفيه أوصاف ذميمة؛ فوقع إجماع المتأخرين على تحريمه.

وأشارت إلى أن القواعد الشرعية تقتضي القول بحرمة المخدِّرات بجميع أصنافها وأنواعها؛ حيث ثبت أَنَّ إدمانها فيه ضرر حسِّي ومعنوي، وما كان ضارًّا فهو حرام؛ لما جاء في الحديث الشريف: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».

كما أن المشرع القانوني قد نص على تجريم تعاطي المخدرات ومعاقبة متعاطيها، وتجريم الاتجار فيهما بالعقوبة المضاعفة؛ لما يترتب على ذلك من الضرر والإضرار والفساد في المجتمع.

وشددت دار الإفتاء المصرية على أهمية الوعي والتثبت وأخذ الفتوى من مصادرها الصحيحة الموثوقة عند البحث عن الحكم الشرعي، إذ هي مهمة عظيمة، فالمفتي مبلِّغ عن الله تعالى، ونائب عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات

ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك يرد فيه على فتوى تحليل الحشيش، التى أثارت بها الجدل الدكتورة سعاد صالح، وأوضح حكم الشرع فى كل ما يذهب العقل وقال: إدمان مُحرّم .. وإن اختلفت المُسميات.

وأوضح الأزهر للفتوى أن الشريعة الإسلامية أمرت بحفظ العقل وصيانته عن كل ما يغيبه أو يُفسده، والابتعاد به عن كل مُسكر ومُخدر ومُفتّر ومُدمّر؛ باعتبار أن العقل أشرفُ الصفات الإنسانية ومناطُ التكاليف الشرعية، وحمايةً للفطرة، وحفظًا للدين والنفس والأخلاق.

ونوه بأن المُسكر هو ما غيَّب العقل دون الحواس، وأذهب التمييز، مع شعور بالنشوة، والاندفاع النفسي، وميل وجرأة على البطش والعدوانية وارتكاب جميع الموبقات، ومثاله: الكحول بأنواعه وهو من كبائر المُحرمات، القليل منه والكثير، يقول الحق سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، ويقول سيدنا رسول الله في الحديث الشريف: «كُلُّ مُسْكِرٍ خمرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ». [ متفق عليه]، ويقول: «الخمرُ أمِّ الخبائثِ، فمنْ شربَها لمْ تُقبلْ صلاتُه أربعينَ يومًا، فإنْ ماتَ وهيَ في بطنِهِ ماتَ ميتةً جاهليةً» [أخرجه الطبراني في الأوسط]

وبين أن المخدر هو ما غيب العقل، وبدد الإدراك، وخدَّر الأطراف والحواس، دون نشوة، وأدى إلى هلاوس حسّية وسمعية، وبطء شديد في ردود الأفعال العقلية والحسية؛ وهو ما يفسر لنا علاقته المباشرة بارتكاب الجرائم.

واشار إلى أن المخدرات من الخبائث التي يحرم تعاطيها؛ قياسًا على الخمر؛ لتغييب العقل في كليهما؛ ولقول الله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } [الأعراف: 157] سواء أكانت المخدرات من المواد الخام أم المصنعة أم المستحضرة، وأمثلتها كثيرة؛ منها: الحشيش بجميع أنواعه كالماريجوانا (وهو مُخدّر ومُفتّر)، والأفيون، والكوكايين، وعقاقير الترامادول واللاريكا.

ونوه أن المُفتّر هو كل ما يؤدي تناوله إلى الفتور وخدر الأطراف وتثبيط للجهاز العصبي للإنسان وقدراته، وخمول في الحواس، واختلال في التوازن العضلي والنفسي، ومثاله: بعض أنواع التدخين المعالج بمواد مخدرة مثل الحشيش وهو من المُحرمات المنهي عنها في الحديث الشريف :«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ». [أخرجه أبو داود].

ويقول الإمام القرافي رحمه الله: "والقاعدة أنه إذا ورد النهي عن شيئين مقترنين ثم نص على حكم النهي عن أحدهما من حرمة أو غيرها أعطي الآخر ذلك الحكم بدليل اقترانهما في الذكر والنهي، وفي الحديث المذكور ذكر المُفتر مقرونًا بالمُسكر، وتقرر عندنا تحريم المسكر بالكتاب والسنة والإجماع؛ فيجب أن يعطى المُفتر حكمه بقرينة النهي عنهما مقترنين". [الفروق 1/ 216].

وذكر أن «المنشطات» هي مواد تُستخدم بغرض تحفيز الجهاز العصبي؛ لرفع القدرة الجسدية أو العقلية مؤقتًا، لكنها تؤدي لاحقًا إلى الإدمان والانهيار النفسي والعصبي؛ ويحرم تناولها قطعًا؛ للأدلة المذكورة وللضرر المؤكد طبيًا ومجتمعيًّا جراء تناولها وإدمانها، فهي تعرض متعاطيها لتوتر دائم، وقلق، وأرق، وتهيّج عصبي، وهلاوس وذُهان، واضطرابات قلبية وعقلية مزمنة وفقدان للشهية، وقد تؤدي إلى الجنون المؤقت والانتحار، وهذا فضلًا عن صلتها المباشرة بالجريمة وعدد من الأمراض والمشكلات المجتمعية، وأمثلتها كثيرة، منها:  الكبتاجون، الشبو، والأيس.

ويدل على حرمتها ما ذكر من الأدلة السابقة، وقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقول سيدنا رسول الله: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [أخرجه ابن ماجه.

ولفت إلى أنه مما اختلفت صور الإدمان ومسمّياته، فإن حكمه في الشريعة واحد؛ إذ العبرة في التصرفات بالمقاصد والمعاني لا بمجرد الألفاظ والمباني.

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على هذا الحكم الشرعي - وهو تحريم الحشيش وكل مال يغيب العقل- وحذر من محاولات تمييع الحق أو تزييف الوعي العام عبر فتاوى شاذة، تُبرر تعاطي هذه السموم أو تُهوِّن من خطرها؛ سيما وأن تعمد إصدار فتاوى مضللة تُحل ما حرّمه الله، أو تُلبس على الناس دينهم يُعد جرمًا شرعيًا وأخلاقيًا ومهنيًّا، وفعلًا يستوجب المساءلة القانونية؛ لما يترتب عليه من إفساد للعقول، وتمييع للحدود، وإهدار للثوابت القيمية في المجتمع.

الحشيش من المواد المخدرة

وتابعت اللجان العلمية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ردود الأفعال حول ما صرَّحت به الدكتورة سعاد صالح من أن الحشيش ليس كالخمر، وأن تناوله جائز شرعًا، وقد استعرضت اللجان تفاصيل هذا التصريح.

وأصدر المجمع بيانًا ، أكد فيه أن الحشيش من المواد المخدرة المفترة التي ثبت طبيًا أنها تُسكِر وتُفتر العقل، ومن ثم قامت الفتوى على تحريمه. وقد نصَّ العلماء على أن كل مفتر حرام، لقول النبي: "كل مسكر ومفتر حرام". والمفتر هو المخدر الذي يورث الفتور والخدر في أعضاء الجسم، والحشيش مفتر للعقل ومُغيِّب للإدراك، ومثله مثل المخدرات بجميع أنواعها، لذلك أجمع الفقهاء على تحريمه، وتجريم تحليله وإشاعة ذلك يضر بالشباب ويستقطب عقولهم وطاقاتهم إلى الكود وتعطيل الوعي السليم.  

وأضاف المجمع في بيانه أن القانون يجرّم تعاطي الحشيش وبيعه، مؤكدًا على ضرورة التثبت من الفتاوى وأخذها من مصادرها الرسمية المعتمدة.

كما أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن الدكتورة سعاد صالح لا تنتسب إلى لجان الفتوى بالأزهر الشريف، وأن ما صدر عنها لا يعبر عن رأي الأزهر، ولا يمت بصلة إلى فتاوى المؤسسة القائمة على التأصيل الفقهي المنضبط.

حكم تعاطي «الحشيش»

وكشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن حكم تعاطى الحشيش.

وقال أسامة الأزهري: إن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، وحذر من محاولات البعض تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور والتهاون فى هذا الأمر.

ونوه أنه لن يطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حرمته، ووسف يكتفى بالإشارة الى كتاب الإمام بدر الدين الزركشي (زهر العريش في تحريم الحشيش)، وهو مطبوع ومشهور ومتداول، وكتاب آخر في ذلك من تأليف العلامة السيد عبد الله بن الصديق اسمه: (واضح البرهان، على تحريم الخمر والحشيش في القرآن) وهو أيضا مطبوع عدة مرات.

ولفت الى أن الاستسهال والادعاء أن الحشيش حلال خطأ فادح، وخصوصا لدى من يتعرض لقيادة الحافلات أو السيارات، فإنه حينئذ لا يرتكب محرما فقط بل يعرض حياته وحياة غيره للخطر، وإثم ذلك عند الله عظيم.

إحالة سعاد صالح إلى التحقيق

وقررت جامعة الأزهر برئاسة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، إحالة الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر، إلى التحقيق؛ لظهورها الإعلامي دون تصريح من جهة الإدارة.

وأوضحت جامعة الأزهر في بيانها أن قرار الإحالة جاء لمخالفة قرار مجلس الجامعة رقم: (1224) لسنة 2018م الذي ينص على أنه: «يحظر على جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الأزهر العمل أو الظهور أو التصدي للفتوى في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها دون تصريح؛ ضبطًا للخطاب باسم الجامعة، وحفاظًا على مكانتها وصورتها أمام المجتمع محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

وأثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الجدل مرة أخرى بفتوى غريبة عن حكم شرب الحشيش، تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي وتابعتها المؤسسات الدينية.

وقالت الدكتورة سعاد صالح، في فتوى جديدة لها، إنه يجوز تدخين الحشيش لانه لا يذهب العقل كما هو الحال للخمور ، كما أكدت أنه يجوز ترقيع غشاء البكارة من باب الستر للمسلمة.

وتسببت هذه الفتوى في حالة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين تداولوا فتوى الدكتورة سعاد صالح وعبروا عن استيائهم منها بشكل كبير.

تعليق سعاد صالح

وعلقت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على الجدل الدائر حول تصريحها عن حكم شرب الحشيش، وقرار جامعة الأزهر بالتحقيق معها.

وقالت سعاد صالح، في تصريح لها، إن معها تسجيلا لما قالته بالنَّص حول شرب الحشيش، منوهة بأنها قالت "لا يوجد نص على تحريم شرب الحشيش، ولكنه يقاس على تحريم الخمر".

وأضافت سعاد صالح، أن جملة “يقاس على الخمر”، تعني أن شرب الحشيش حرام شرعا، منوهة بأن كلمة “لا يوجد نص بتحريم شرب الحشيش” أحدثت لبسًا عند الناس.

وواصلت: السعودية قالت إن السجائر حرام ولا يوجد نص بذلك، فمعنى أن نقول يقاس شرب الحشيس على الخمر؛ أنه حرام شرعا.

وأكدت أن هناك تعمدًا من القناة في صناعة ترند من هذا التصريح، ونفس القناة أرسلت لي رابط الحلقة، وفيه ما أقوله صراحة، ولا شيء فيه.

وعن قرار جامعة الأزهر بالتحقيق معها بشأن هذا الأمر؛ قالت: "لم يصلني قرار التحقيق من الجامعة".

طباعة شارك سعاد صالح الحشيش شرب الحشيش الخمر المسكرات المخدرات

مقالات مشابهة

  • قافلة دعوية من الأزهر تزرع الأمل في قلوب أطفال سرطان الأقصر
  • أحيلت للتحقيق في الجامعة.. سعاد صالح تثير الجدل من جديد والمؤسسات الدينية ترد عليها
  • خالد الجندي: من يُحلّل الخمر أو الحشيش فقد غاب عنه المخ الصحيح .. فيديو
  • تواصلٌ بين شيخ العقل والشيخ الهجري.. هذا ما تم بحثه
  • “البيت الذي شيده الطفايلة في قلب الوطن”
  • الأزهر في مصر يحيل سعاد صالح للتحقيق بعد فتوى إباحة الحشيش
  • بعد فتوى شرب الحشيش.. جامعة الأزهر تحيل الدكتورة سعاد صالح إلى التحقيق
  • الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات
  • أمل.. حسناء من قوم غزة
  • «ألوان الأمل» في «ياس كلينيك» و«أبوظبي للخلايا الجذعية»