«الأزهر والكنيسة» تشارك في احتفالات المولد النبوي و رأس السنة الفرعونية والنيروز
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
في إطار تعزيز الهوية الوطنية المصرية وترسيخ التراث الأصيل الذي يعكس عمق الحضارة المصرية القديمة، أعلنت حركة الدفاع عن الأزهر والكنيسة مشاركتها الفعّالة في احتفالات رأس السنة المصرية الفرعونية لعام 6266، بالتزامن مع عيد النيروز والسنة القبطية 1741، والذي يتزامن مع احتفالات المولد النبوي الشريف.
وأكدت الحركة في بيان رسمي أنها ستساهم في دعم هذه الاحتفالات الوطنية التي تمثل جزءًا من ذاكرة الشعب المصري، وتحمل في طياتها رسالة حب وانتماء للأرض المصرية.
وقال المتحدث باسم الحركة، «صموئيل العشاي» فى البيان، إن هذه الاحتفالات ستكون من خلال رحلة نيلية مميزة تنظمها مجموعة «حراس الهوية المصرية»، بقيادة المستشار سامي حرك، العالم المصري المتخصص في علم الفرعونيات.
وستنطلق الرحلة على متن أحد أفخم المراكب النيلية «موفنبيك»، حيث ستجوب نهر النيل الخالد في جو احتفالي يشمل مظاهر فريدة من الثقافة المصرية العريقة، وذلك يوم 11 سبتمبر من الساعة الخامسة مساءً وحتى السابعة مساءً.
أهمية الاحتفالات الوطنيةشددت الحركة في بيانها على أهمية هذه الاحتفالات التي تعكس الهوية الوطنية، معتبرة أن المصريين مدعوون للاحتفال بهذه المناسبات الثلاث، سواء في مصر أو في المهجر، للحفاظ على التقاليد والعادات التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي للمجتمع المصري.
وأوضحت الحركة أن الاحتفال برأس السنة المصرية القديمة «بت-رنبت» لا يقتصر فقط على استذكار الماضي، بل يُسهم في توثيق الروابط بين الماضي والحاضر، ويزيد من الافتخار والانتماء الوطني والاعتزاز بالتاريخ العريق.
مشاركة شعبية واسعةوتنطلق رحلة «موفنبيك» الاحتفالية من كورنيش المنيل، حيث دعت الحركة جميع المصريين للمشاركة في هذا الحدث التاريخي والثقافي الكبير. وسيكون الحضور متاحًا برسوم رمزية قيمتها 100 جنيه مصري، وهي رسوم بسيطة تهدف إلى تسهيل مشاركة أكبر عدد ممكن من المصريين في هذا الاحتفال. وقد طالبت الحركة المشاركين بالحضور إلى موقع الانطلاق في الساعة الرابعة والنصف مساءً لضمان تنظيم العملية بسلاسة وتسهيل الترتيبات اللازمة.
تراث الأجداد يصل الحاضرأشار المستشار سامي حرك إلى أن الرحلة تحتفي بثلاث مناسبات مصرية غاية في الأهمية، وهي رأس السنة الفرعونية وعيد النيروز والمولد النبوي، مما يعكس التنوع الثقافي والتاريخي الذي يتمتع به الشعب المصري. كما أوضح أن الاحتفال برأس السنة المصرية يُعد إحياءً لتراث الآباء والأجداد، فهو يشمل طقوساً وتقاليد تعود لآلاف السنين. في ذات السياق، ستتضمن الرحلة محاضرات توعوية عن التاريخ المصري القديم وأهمية التقويم المصري الذي استمر استخدامه منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم، حيث ما زال المصريون يستخدمون أسماء الشهور المصرية القديمة في حياتهم اليومية.
الحفاظ على الهوية المصريةمن جانب آخر، أكد حرك أن مجموعة «حراس الهوية المصرية» التي يترأسها هدفها الرئيس من هذه الاحتفالات هو تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ الهوية المصرية لدى الأجيال الجديدة.
مؤكدا على أهمية توارث هذا الإرث الثقافي بما يسهم في تقوية الذاكرة الوطنية، ويرفع من قيم التضامن بين المصريين، أقباطاً أو مسلمين.
ونوه حرك إلى أن الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات يعكس مدى تقدير المصريين لتاريخهم العريق واستمرارية تأثيره في حاضرهم.
إقبال ثقافيوأضاف حرك أن هذا الحدث يأتي بتعاون واسع بين عدد من الجمعيات الثقافية المصرية التي تهدف إلى الحفاظ على التراث، مثل "الجمعية المصرية للتنوير" و"جمعية شروق مصر"، إلى جانب "جمعية محبي التراث القبطي".
و أعلنت هذه الجمعيات أنها ستقدم خلال الرحلة مجموعة من الأنشطة الترفيهية والثقافية التي تستهدف تعزيز الفهم العميق للتاريخ المصري لدى المشاركين، وذلك من خلال عروض فنية وفلكلورية مستوحاة من التاريخ المصري.
رسالة وحدة وطنيةوتأتي الاحتفالات في وقت تشهد فيه مصر زيادة الاهتمام بالحفاظ على الهوية الوطنية وتراثها الثقافي المتنوع. هذه المناسبة، كما تصفها مجموعة "حراس الهوية المصرية"، ليست مجرد احتفال عابر، بل هي مناسبة تُجدد الولاء والانتماء لمصر التي جمعت جميع المصريين عبر التاريخ في وحدة وطنية متماسكة، من زمن الفرعون حتى العصر الحديث. المصريون على مر التاريخ، بفضل هذه المناسبات، يؤكدون وحدتهم وارتباطهم الوثيق بأرضهم، رغم كل التحديات.
وتعتبر هذه الرحلة فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية بين المصريين، وتعزيز التفاعل الثقافي بين مختلف الشرائح الاجتماعية، لتظل مصر بلد التنوع الثقافي والوحدة الوطنية المتجذرة في التاريخ. هذه الفعاليات ليست فقط وسيلة لإحياء الماضي، بل هي منصة لتشكيل الحاضر والمستقبل، حيث يستمد المصريون من تاريخهم العريق القوة لمواجهة تحديات اليوم وغد.
الاحتفال بالتنوع في إطار الوحدةهذا الاحتفال يجمع بين تنوع المناسبات الثقافية والدينية في مصر، وهو ما يعكس الوحدة الوطنية التي تجمع المصريين تحت راية واحدة على مر العصور. إن رأس السنة المصرية الفرعونية، عيد النيروز القبطي، والمولد النبوي الشريف تمثل جميعها رموزاً لتواصل الأجيال وامتداد الحضارة المصرية.
بهذه الروح، تستمر مصر في رحلتها نحو المستقبل، وهي تحمل تاريخاً مجيداً صنعه الأجداد وتوارثه الأبناء، ليكون علامة فارقة في الحفاظ على التراث الثقافي والهوية الوطنية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المولد النبوي الاحتفال الازهر والكنيسة رحلة نيلية رأس السنة المصریة الهویة الوطنیة هذه الاحتفالات الهویة المصریة
إقرأ أيضاً:
يسري عزام: المقوقس أرسل للنبي محمد عسلًا من «بنها»
قال الشيخ يسري عزام، من علماء وزارة الأوقاف، إن لمصر مكانة عظيمة في السنة النبوية، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بها وبأهلها خيرًا.
فإن لهم ذمة ورحمًا
واستشهد «عزام» بما رواه النبي للصحابة: "إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا"، موضحًا أن الرحم تعود إلى السيدة هاجر، أم إسماعيل، عليه السلام، والذمة إلى السيدة مارية القبطية، التي أهداها المقوقس إلى النبي وتسرى بها رسول الله.
وأضاف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد أرسل كتبه إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام، وكان من بين هؤلاء المقوقس، عظيم مصر، الذي استقبل رسالة النبي بكل تقدير، فوضعها في صندوق من عاج، وأرسل إلى النبي هدايا، منها مارية وسيرين، وجاء في بعض الروايات أن سيرين كانت أخت مارية، كما أرسل المقوقس للنبي عسلًا من "بنها" – المعروفة الآن بـ"بنها العسل" – وحمارًا أشهب يُدعى "يعفور"، وبغلة بيضاء، وعبدًا، وعشرين مثقالًا من الذهب.
وأكد الشيخ يسري عزام، أن ذكر مصر في السنة النبوية هو شرف كبير لأرضها وشعبها، وأن هذه المكانة التي سجلها التاريخ ستظل محفوظة في الوجدان الإسلامي إلى يوم الدين.
خدمة الإسلام والعلمولفت إلى أن مصر لها دور عظيم في خدمة الإسلام والعلم، وقد صدّرت العلم إلى البلاد التي نزل فيها القرآن الكريم، عبر منارتها الكبرى الأزهر الشريف.
مكانة مصر الدينية والعلميةولفت إلى أن الإمام محمد متولي الشعراوي قالها صريحة ومدوية: "مصر هي التي صدّرت العلم إلى البلد الذي نزل فيه القرآن"، في إشارة إلى مكانة مصر الدينية والعلمية الراسخة في قلب الأمة الإسلامية.
منارة العالم الإسلاميوألمح إلى أن مصر تحتضن جامع الأزهر الشريف، منارة العالم الإسلامي، إلى جانب جامع سيدنا عمرو بن العاص، الذي سبق الأزهر بـ360 سنة، وكان يُدرّس فيه المذاهب الفقهية، وكان بمثابة جامعة مصرية عربية إسلامية.
الأزهر منبر لأهل السنةوأوضح أن الأزهر، ومنذ تأسيسه، اختار الله له أن يكون منبرًا لأهل السنة، حيث أغلقه القائد صلاح الدين الأيوبي لمدة أربع سنوات، ثم أعيد فتحه ليكون حاضنة لمذهب أهل السنة والجماعة، مشيرًا إلى أن طلاب العلم يفدون إليه من كل بقاع الأرض.
وختم: «يا مصر، نادى المخلصون وكبّروا، لما تجلى في سماك الأزهر، من ألف عام أو يزيد، ومجده في قمة التاريخ لا يتقهقر"، لافتًا إلى أن نيل مصر عذب سائغ، لكن أزهرها الشريف هو الكوثر، نادى مرارًا بقيم الوسطية والسلام، قائلاً: "لا عنف، لا إرهاب، لا تحجُّر... الدين يُسر للحياة، فيسّروا».