دراسة تكشف مستوى الكفايات المهنية لمعلمي العلوم والرياضيات وتقنية المعلومات
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
"عمان": كشفت دراسة بحثية حديثة بجامعة السلطان قابوس مستوى الكفايات المهنية لمعلمي مواد العلوم، والرياضيات، وتقنية المعلومات العمانيين وطرق ممارستهم لها في التعليم قدمتها الباحثة عائشة بنت سالم البادية في إطار متطلبات الحصول على درجة الماجستير بقسم دراسات المعلومات بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس.
خلصت الدِّراسة إلى نتيجة رئيسة تركِّزُ على أنّ الممارساتِ العامّة المتعلّقة بممارسة الكفايات المهنية لمدرِّسي العلوم والرّياضيات وتقنية المعلومات مرتفعةٌ. ومع ذلك، توجد بعض الاختلافات بينهم حسب الجنس والمستوى التّعليميّ والتّدريب المتعلّق بأهداف وغايات الكفايات المهنيّة حسب النّموذج الموظّف في الدّراسة، بينما لا يوجد فرق حسب سنوات الخبرة؛ إذ إن لدى المعلّمين مجتمعات مختلفة من الممارسة ويتشاركون معارفَهم من خلال دورات تدريبيّة قصيرة في كلِّ مدرسة يمكن أنْ يحضرها جميع المعلمين في المدارس.
وهدفت الدّراسة إلى تبيّن مستوى الكفايات المهنيّة لمعلِّمي مواد (العلوم، الرّياضيات، وتقنيّة المعلومات) العُمانيين وطُرق ممارستهم لها في التّعليم بناءً على عدد من المتغيّرات الدّيموغرافيّة المختلفة، هي: الجنس، التّخصّص، سنوات الخِبْرة، والدّورات التّدريبيّة التي تلقّاها المعلّمون. إضافة إلى هذا، هدفت الدّراسة إلى التّعرّف على الفروق بين المعلّمين حسب المتغيّرات الآنفة الذّكر.
وظّفت الدّراسةُ المنهجَ المختلط أو المزجي من خلال تطبيق كلّ من الأساليب الكميّة والنّوعيّة باتباع التّصميم التّتابعيّ التّفسيريّ. إذ بلغت العينة الإجمالية للدراسة 540 معلّمًا ومعلّمة من جميع محافظات سلطنة عُمان، بالإضافة إلى 16 معلما من معلمي (العلوم، الرّياضيات، وتقنيّة المعلومات). وقد وظّفت الدِّراسة إِطارًا مفاهيميًّا جديدًا يركز على التّفكير في التّفكير (metacognition) بغرض التّعريف بالكفايات المهنيّة وممارسات المعلِّمين لها في الواقع. وتتمثل القيمة العمليّة لهذه الدّراسة في توفير إطار نظري وعملي للمعلِّمين العُمانيين بناءً على ممارساتهم الفعليّة ووجهات نظرهم واقتراح برنامج تدريبيّ لأصحاب العلاقة للتنفيذ بناء على الاحتياج الفعليّ للمعلّمين
وأوصت هذه الدِّراسة وزارةَ التّربية والتّعليم بالتّعاون مع الجامعات والمؤسّسات التّعليمية المحليّة والدّوليّة المتخصّصة في الكفايات المهنيّة والمفاهيم ذات الصّلة لتبادل الخبرات المختلفة، ووضع خطط عملٍ للتدريب على أفضل الممارسات في مجال الكفايات المهنيّة. بالإضافة إلى هذا، تفتحُ هذه الدّراسة آفاقَ البَحث للمتخصّصين للنّظر في مدى ممارسة الكفايات المهنيّة من جوانب أُخرى متعلّقة بالمعلّمين والطُّلبة أو معلّمي المواد الأُخرى التي لم تشملها الدِّراسة التي بين أيدينا.
أشرف على الرسالة الدكتور نبهان الحراصي، وقد ترأس اللجنة الدكتورة هدى البلوشية، وعضوية الممتحنين: الدكتورة سهى العوضي (ممتحن خارجي) والأستاذ الدكتور حسين متولي (ممتحن خارجي). والدكتورة فاتن بن لاغة (ممتحن داخلي).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ة المعلومات ة المعل
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف تورط الجزائر في تقويض أمن تونس وفي رعاية الارهاب
زنقة20| العيون
سلط الباحث في المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، د. حسن رامو الضوء على تورط الجزائر في تقويض الأمن والاستقرار في جارتها الشرقية تونس، وكشف د.حسن رامو، ضمن دراسة تحليلية تفاصيل مثيرة حول الدور الذي لعبته الجزائر في زعزعة استقرار تونس، مستعرضًا ما وصفه بـ”الترابط الوثيق بين تصعيد الإرهاب في البلاد والتوجهات السياسية للسلطات التونسية، خاصة إبان فترات التقارب مع المغرب”.
ويأتي إصدار هذه الدراسة الأكاديمية عن المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الدولية الموجهة للنظام الجزائري بشأن تورطه في رعاية الإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا والساحل، حيث تزايدت الدعوات، بما في ذلك من داخل الكونغرس الأمريكي، لتصنيف جبهة “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، وسط تلميحات متكررة إلى دور الجزائر في تأجيج بؤر التوتر وتمويل الحركات المسلحة.
وبالاستناد إلى قاعدة بيانات الإرهاب الدولية (جامعة ميريلاند)، ومعطيات المؤشر العالمي للإرهاب، توصل الباحث إلى معطى لافت يتمثل في تزامن تصاعد العمليات الإرهابية في تونس ما بين 2013 و2019، مع فترات رئاسة منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي، بينما سجل توقف شبه تام لهذه العمليات منذ تولي قيس سعيد الحكم في 2019، عقب زيارة رسمية للجزائر.
ويطرح هذا المعطى تساؤلات عميقة حول احتمال استخدام النظام الجزائري للإرهاب كأداة ضغط سياسي، خصوصًا بعد سلسلة من مؤشرات التقارب التونسي-المغربي خلال عهد المرزوقي، مثل زيارة الملك محمد السادس لتونس عام 2014، والتي تزامنت مع تصاعد كبير في وتيرة الهجمات الإرهابية داخل البلاد.
وتشير الدراسة إلى أن طبيعة العمليات الإرهابية خلال هذه الفترة ركزت بشكل غير مسبوق على استهداف قوات الأمن والجيش التونسي، بنسبة بلغت 80% من مجمل الهجمات، في تحول نوعي عن النمط السابق للهجمات الإرهابية.
وأما على المستوى الجغرافي، فقد تركزت أغلب هذه العمليات في المناطق الغربية المحاذية للجزائر، خاصة ولايات القصرين وجندوبة، وهو ما يعزز فرضية تسلل الجماعات المسلحة من الأراضي الجزائرية، واستفادتها من دعم لوجستي ومخابراتي عبر الحدود.
وفي خضم هذا المسلسل الدموي، سلطت الدراسة الضوء على التضحية التي أقدم عليها النظام الجزائري بإقالة وسجن الجنرال عبد القادر آيت واعرابي المعروف بـ”الجنرال حسان” سنة 2015، وذلك بعد تزايد الضغط الأوروبي والأمريكي على الجزائر عقب مقتل مواطنين غربيين في هجمات بتونس. وقد وُجهت للجنرال حسان تهم “تكوين جماعة إرهابية” و”حيازة أسلحة”، ما أثار انتقادات من محاميه الذي أكد أن موكله كان ينفذ أوامر رؤسائه، في إشارة إلى الجنرال توفيق مدين وزير الدفاع الأسبق.
وبحسب رامو، فإن حل جهاز المخابرات الجزائرية المعروف بـ”دائرة الاستعلام والأمن (DRS)” في مطلع 2016، أدى إلى تراجع كبير في مستوى التهديد الإرهابي في تونس، قبل أن يعاود الارتفاع مجددًا بعد إعادة هيكلة الجهاز سنة 2017.
كما ألمحت الدراسة إلى أن التقارب السياسي التونسي مع الجزائر في عهد الرئيس قيس سعيد، وما تبعه من مواقف داعمة لأطروحات الجزائر بشأن ملف الصحراء المغربية، مثل استقبال زعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي، ودعوة الجبهة إلى قمة اليابان-إفريقيا، يعكس ضغوطًا جزائرية عميقة دفعت تونس إلى تغيير بوصلتها الدبلوماسية.
واختتمت الدراسة بتحذير من أن تعيين الجنرال حسان مجددًا على رأس المخابرات الجزائرية، في مايو 2025، قد يمثل عودة وشيكة لاستراتيجية “توظيف الإرهاب كأداة جيوسياسية”، ما يهدد أمن المنطقة ويطرح تحديات خطيرة أمام الأمن الإقليمي والدولي.