دراسة تكشف تورط الجزائر في تقويض أمن تونس وفي رعاية الارهاب
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
زنقة20| العيون
سلط الباحث في المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، د. حسن رامو الضوء على تورط الجزائر في تقويض الأمن والاستقرار في جارتها الشرقية تونس، وكشف د.حسن رامو، ضمن دراسة تحليلية تفاصيل مثيرة حول الدور الذي لعبته الجزائر في زعزعة استقرار تونس، مستعرضًا ما وصفه بـ”الترابط الوثيق بين تصعيد الإرهاب في البلاد والتوجهات السياسية للسلطات التونسية، خاصة إبان فترات التقارب مع المغرب”.
ويأتي إصدار هذه الدراسة الأكاديمية عن المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية، في وقت تتصاعد فيه الاتهامات الدولية الموجهة للنظام الجزائري بشأن تورطه في رعاية الإرهاب بمنطقة شمال إفريقيا والساحل، حيث تزايدت الدعوات، بما في ذلك من داخل الكونغرس الأمريكي، لتصنيف جبهة “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، وسط تلميحات متكررة إلى دور الجزائر في تأجيج بؤر التوتر وتمويل الحركات المسلحة.
وبالاستناد إلى قاعدة بيانات الإرهاب الدولية (جامعة ميريلاند)، ومعطيات المؤشر العالمي للإرهاب، توصل الباحث إلى معطى لافت يتمثل في تزامن تصاعد العمليات الإرهابية في تونس ما بين 2013 و2019، مع فترات رئاسة منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي، بينما سجل توقف شبه تام لهذه العمليات منذ تولي قيس سعيد الحكم في 2019، عقب زيارة رسمية للجزائر.
ويطرح هذا المعطى تساؤلات عميقة حول احتمال استخدام النظام الجزائري للإرهاب كأداة ضغط سياسي، خصوصًا بعد سلسلة من مؤشرات التقارب التونسي-المغربي خلال عهد المرزوقي، مثل زيارة الملك محمد السادس لتونس عام 2014، والتي تزامنت مع تصاعد كبير في وتيرة الهجمات الإرهابية داخل البلاد.
وتشير الدراسة إلى أن طبيعة العمليات الإرهابية خلال هذه الفترة ركزت بشكل غير مسبوق على استهداف قوات الأمن والجيش التونسي، بنسبة بلغت 80% من مجمل الهجمات، في تحول نوعي عن النمط السابق للهجمات الإرهابية.
وأما على المستوى الجغرافي، فقد تركزت أغلب هذه العمليات في المناطق الغربية المحاذية للجزائر، خاصة ولايات القصرين وجندوبة، وهو ما يعزز فرضية تسلل الجماعات المسلحة من الأراضي الجزائرية، واستفادتها من دعم لوجستي ومخابراتي عبر الحدود.
وفي خضم هذا المسلسل الدموي، سلطت الدراسة الضوء على التضحية التي أقدم عليها النظام الجزائري بإقالة وسجن الجنرال عبد القادر آيت واعرابي المعروف بـ”الجنرال حسان” سنة 2015، وذلك بعد تزايد الضغط الأوروبي والأمريكي على الجزائر عقب مقتل مواطنين غربيين في هجمات بتونس. وقد وُجهت للجنرال حسان تهم “تكوين جماعة إرهابية” و”حيازة أسلحة”، ما أثار انتقادات من محاميه الذي أكد أن موكله كان ينفذ أوامر رؤسائه، في إشارة إلى الجنرال توفيق مدين وزير الدفاع الأسبق.
وبحسب رامو، فإن حل جهاز المخابرات الجزائرية المعروف بـ”دائرة الاستعلام والأمن (DRS)” في مطلع 2016، أدى إلى تراجع كبير في مستوى التهديد الإرهابي في تونس، قبل أن يعاود الارتفاع مجددًا بعد إعادة هيكلة الجهاز سنة 2017.
كما ألمحت الدراسة إلى أن التقارب السياسي التونسي مع الجزائر في عهد الرئيس قيس سعيد، وما تبعه من مواقف داعمة لأطروحات الجزائر بشأن ملف الصحراء المغربية، مثل استقبال زعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي، ودعوة الجبهة إلى قمة اليابان-إفريقيا، يعكس ضغوطًا جزائرية عميقة دفعت تونس إلى تغيير بوصلتها الدبلوماسية.
واختتمت الدراسة بتحذير من أن تعيين الجنرال حسان مجددًا على رأس المخابرات الجزائرية، في مايو 2025، قد يمثل عودة وشيكة لاستراتيجية “توظيف الإرهاب كأداة جيوسياسية”، ما يهدد أمن المنطقة ويطرح تحديات خطيرة أمام الأمن الإقليمي والدولي.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الجزائر فی
إقرأ أيضاً:
سماتك الشخصية قد تحدد طول حياتك... دراسة جديدة تشرح العلاقة بين الطباع والعمر
كشفت دراسة جديدة عن السمات الشخصية الدقيقة التي يمكن أن تتنبأ بطول أعمارنا. ويعتقد الباحثون أنها قد تمهد الطريق لمزيد من الرعاية الصحية الفردية. اعلان
أظهرت دراسة جديدة أن بعض السمات الشخصية قد تكون مؤشراً مهماً على طول عمر الإنسان، مشيرة إلى أن فهمها قد يفتح الباب أمام رعاية صحية أكثر تخصيصاً لكل فرد.
سمات الشخصية وعلاقتها بطول العمرتشير الدراسة إلى أن السمات الشخصية تلعب دوراً مؤثراً في تحديد مدى طول عمر الإنسان. فطريقة إدراك الفرد لذاته تنعكس على سلوكه وصحته اليومية، إذ يميل الأشخاص المنظمون إلى الالتزام بتناول أدويتهم في الوقت المحدد واتباع روتين صحي متوازن، ما يعزز فرصهم في العيش لفترة أطول.
وفي المقابل، قد تؤدي السمات المرتبطة بالاندفاع أو التوتر أو تقلب المزاج إلى سلوكيات أقل استقراراً، ما ينعكس سلباً على الصحة العامة مع مرور الوقت.
في السابق، اعتمد علماء النفس نموذجاً عاماً يعرف بـ"العوامل الخمسة الكبرى" (OCEAN) لتقييم الشخصية: الانفتاح، الضمير، الانبساط، التوافق، والعُصاب.
لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في Journal of Psychosomatic Research، سعت إلى تجاوز هذه التصنيفات الواسعة عبر تحليلها إلى سمات أكثر تفصيلاً ودقة.
اعتمد الباحثون على بيانات أكثر من 22 ألف شخص، استندت إلى إجاباتهم السابقة على استبيانات الشخصية، حيث جرى التعامل مع كل إجابة على أنها سمة مستقلة، وتم تتبع الوفيات خلال فترة تراوحت بين 6 و28 عاماً.
Related هل يجعلك الطقس الحار في مزاج سيئ؟ الدراسات العلمية تكشف أن الأثر يتجاوز ما نتخيّلهدراسة تكشف أن الجمع بين المدرب البشري والذكاء الاصطناعي يعزز فعالية برامج إنقاص الوزنمعظم المصابين من النساء..دراسة تكشف ارتباطًا بين كوفيد طويل الأمد واضطراب نادر في نبض القلب نتائج لافتة: النشاط والتنظيم أطالا العمرقال البروفيسور رينيه موتوس، المتخصص في علم الشخصية بجامعة إدنبره وأحد مؤلفي الدراسة، لموقع Euronews Health: "وجدنا أن دقة التنبؤ بالوفاة تتضاعف تقريباً عندما نبتعد عن التصنيفات الكبرى ونتجه إلى السمات الصغيرة. هذا يعني أن هناك العديد من الآليات التي يمكن من خلالها أن تؤثر الشخصية على طول العمر. لدى البعض قد يتعلق الأمر بتنظيم العواطف، ولدى آخرين بالسلوكيات اليومية".
وأضاف موتوس أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم "نشطون" كانوا الأقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة، إذ انخفض لديهم الخطر بنسبة 21 بالمئة، حتى بعد احتساب عوامل مثل العمر والجنس والحالة الصحية.
كما أن السمات المرتبطة بالانضباط والودّية مثل التنظيم، والاجتهاد، والمساعدة، والدقة كانت مرتبطة بعمر أطول، في حين أن القلق وتقلب المزاج ارتبطا بنتائج معاكسة.
الرعاية الصحية الشخصية ودورها المستقبليمن جانبه، أوضح الدكتور جون فرانسيس ليدر، عالم النفس والباحث في العلوم الإدراكية، أن "أنماط التفكير والمشاعر والسلوك يمكن أن تؤثر مباشرة على الرفاهية، وعلى قدرة الأفراد على الوصول إلى الرعاية الصحية والالتزام بها، مما ينعكس بدوره على طول العمر".
وأشار إلى أن "مقدمي الرعاية الصحية يمكنهم تكييف أساليب الدعم لتناسب أنماط الشخصية المختلفة، ما يسهم في تحسين فرص الوقاية والعلاج".
هل يمكن تغيير شخصيتنا؟يطمئن فرانسيس ليدر أولئك الذين لا يرون أنفسهم ضمن السمات "المُعمّرة"، قائلاً إن الشخصية ليست ثابتة بالكامل: "السمات الشخصية مستقرة نسبياً، لكنها ليست جامدة، ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، خاصة عند بذل جهد واعٍ أو نتيجة لتغييرات حياتية كبيرة".
وشدد على أهمية العوامل الاجتماعية في هذا السياق: "قد يواجه الشخص صعوبة في التحفيز بمفرده، لكنه يصبح أكثر التزاماً عندما يكون ضمن مجتمع داعم. كما أن بعض الأفراد يحتاجون فقط إلى بيئة أو دعم معين ليتفاعلوا بشكل إيجابي".
مستقبل الأبحاث: الذكاء الاصطناعي والشخصيةيرى موتوس أن هذا النوع من الأبحاث سيزداد أهمية مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي المتخصصة، خاصة في مجال الصحة النفسية.
وأشار إلى أنه "في المستقبل، يمكننا التنبؤ بدقة عالية بالمشكلات النفسية أو مظاهر الرفاهية انطلاقاً من تقييمات الشخصية، خصوصاً إذا كانت هذه التقييمات دقيقة ومفصلة"، مضيفا :"يمكن أن تُستخدم هذه الاختبارات في مجالات أخرى مثل التعليم والعمل، لتطوير بيئات تتناسب مع اختلافات الشخصية. لكنه شدد على أن الدراسة لا تزال في مرحلة إثبات الفكرة، وتحتاج إلى مزيد من البحث قبل تطبيقها عملياً".
وختم قائلاً:"ربما نحتاج إلى نحو خمس سنوات أخرى، عندما نحصل على بيانات كافية تربط بين تقييمات الشخصية والوفيات. لكني واثق أننا سنصل إلى روابط أوضح وأكثر قابلية للتطبيق بين سمات الشخصية وطول العمر".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة