حكيم زياش نعمة أم نقمة في المنتخب الوطني؟
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ع. أبو الفتوح
يواصل حضور حكيم زياش في المنتخب المغربي إثارة المزيد من الجدل بين عشاق الفريق الوطني، بين من يرى أن مزاجيته الصعبة وتراجع مستواه يجعل مكونات المنتخب والجماهير المغربية غير مجبرة على تحمل وجوده ضمن كتيبة أسود الأطلس، خاصة في ظل توفر بدائل جاهزة تنتظر فرصتها. في المقابل، ترى فئة أخرى أن زياش لاعب مؤثر وذو خبرة، وما زال بإمكانه تقديم العطاء للمنتخب الوطني، مع العلم أنه سيبلغ 32 عامًا في مارس المقبل.
يُعتبر زياش من اللاعبين المغاربة الموهوبين الذين أثبتوا قدراتهم على المستوى الأوروبي، خاصة مع أياكس أمستردام، لكن مسيرته مع المنتخب المغربي أثارت العديد من التساؤلات حول سلوكه ومدى تأثيره.
زياش معروف بطبعه الصعب ومزاجه المتقلب، وهو ما أدى إلى صدامات مع مدربين سابقين للمنتخب مثل هيرفي رونار ووحيد خليلهودزيتش. كانت لبعض هذه الخلافات آثار سلبية على مسيرته الدولية.
بعد مغادرته أياكس، واجه زياش تحديات عديدة في تشيلسي، حيث لم يحصل على فرص لعب كافية، خصوصًا تحت قيادة توماس توخيل وماوريسيو بوكيتينو، وهو ما انعكس على مسيرته غير المستقرة هناك.
الإصابات كانت من العوائق الكبيرة في مسيرة زياش، حيث أثرت بشكل ملحوظ على أدائه. بعد انتقاله إلى غلطة سراي الموسم الماضي، تحسن أداؤه نسبيًا، حيث سجل 8 أهداف في 23 مباراة في جميع المسابقات، إلا أنه غاب عن العديد من المباريات بسبب الإصابة. ومع بداية الموسم الحالي، تعرض لانتقادات من مدربه أوكان بوروك والجماهير التركية بسبب أدائه المتواضع، مما دفعه إلى حذف صوره من حسابه على إنستغرام، في إشارة إلى رغبته في الرحيل.
مشاركته في كأس إفريقيا كانت أيضًا موضوعًا للجدل، وخاصة بعد إضاعته ضربة الجزاء الشهيرة في مباراة بنين ضمن ثمن نهائي كأس إفريقيا للأمم 2019 بمصر، مما أدى إلى خروج المنتخب من البطولة. وفي النسخة الأخيرة من أمم إفريقيا في كوت ديفوار، غاب زياش عن مباراة الثمن النهائي أمام جنوب إفريقيا بسبب الإصابة، مما أثار تساؤلات حول استعداده وقدرته على المساهمة بفعالية في المنتخب في المواعيد الإفريقية الكبرى.
وفي الفترة الأخيرة، تواصل الجدل حول زياش داخل الفريق الوطني. خلال مباراة زامبيا في تصفيات كأس العالم 2026، وبعد أن قام الناخب الوطني وليد الركراكي بتغييره، بدا زياش غير راضٍ عن خروجه من الملعب، واحتج أمام الكاميرات. وبعد خروجه، استشاط غضبًا، ونزع حذاءه وضرب به الأرض.
وفي المباراة الأخيرة ضد الغابون ضمن تصفيات كأس إفريقيا، رفض زياش منح تنفيذ ركلة جزاء إلى زميله إبراهيم دياز، الذي كان يبحث عن تسجيل هدفه الأول مع المنتخب، رغم أن عميد المنتخب كان قد سجل ركلة الجزاء الأولى في المباراة ذاتها. هذا الموقف أثار استياء فئات واسعة من الجماهير المغربية التي تعاطفت مع إبراهيم، واعتبرت تصرف زياش نوعًا من الأنانية وانعدام روح التعاون مع زملائه.
من ناحية اللياقة البدنية، يعاني زياش من كثرة الإصابات، مما يؤثر على أدائه العام في الميدان. كما أن أسلوب لعبه التقليدي، الذي يعتمد بشكل كبير على التمريرات الطويلة والعرضية بالرجل اليسرى، يجعله مكشوفًا بالمقارنة مع اللاعبين الأصغر سنًا مثل الزلزولي وبنصغير وأخوماش، الذين يتمتعون بقدرة أكبر على الاختراق والتوغل.
ويظل التساؤل قائمًا حول ما إذا كان زياش يمثل نعمة أم نقمة للمنتخب المغربي. فبينما يمتلك موهبة استثنائية، فإن مزاجيته الصعبة والإصابات التي تؤثر على لياقته قد تجعل من الصعب تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياته في الميدان. وقد يفرض ذلك على الناخب الوطني وليد الركراكي التحلي بالشجاعة اللازمة، بعيدًا عن العاطفة، خاصةً أن المنتخب مقبل نهاية السنة المقبلة على كأس إفريقيا للأمم في بلادنا، والتي بات الفوز بها مسألة ملحة وعاجلة للكرة المغربية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: کأس إفریقیا
إقرأ أيضاً:
"ركلة جزاء" تهدد نتيجة مباراة منتخبنا أمام فلسطين.. وبيان رسمي يحتج ويشكو
الرؤية- أحمد السلماني
في بيان رسمي أثار تفاعلًا واسعًا، أعرب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن احتجاجه الشديد على القرارات التحكيمية التي شهدتها مباراة المنتخب الوطني الفلسطيني أمام منتخبنا العُماني، والتي أُقيمت ضمن الجولة العاشرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، ما منح بطاقة التأهل للمنتخب العُماني، وحرمت "الفدائي" من العبور إلى المرحلة التالية.
الاتحاد الفلسطيني أوضح في بيانه أن المباراة شهدت جدلًا تحكيميًا كبيرًا، حيث احتسب الحكم البنجلاديشي "موعود بونيابوفارد" ركلة جزاء لمنتخبنا في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، "رغم غياب أي مخالفة واضحة تستدعي ذلك"، حسب ما جاء بالبيان، و"ما أظهرته مراجعة دقيقة لمقاطع الفيديو الرسمية"، وفقًا للبيان الفلسطيني.
وجاء الهدف العُماني من هذه الركلة، ليقلب الموازين ويُقصي المنتخب الفلسطيني من التصفيات، بعد أن كان متقدمًا بهدف نظيف حتى اللحظات الأخيرة.
وجاء في البيان: "تبين لنا بشكل واضح أن قرار الحكم باحتساب ركلة الجزاء لم يكن مبررًا، ولم تتوفر فيه أي من المعايير التحكيمية التي تستوجب هذا القرار، ما يشكل ظلمًا بيّنًا لمنتخبنا الوطني، ويقوض مبدأ العدالة في المنافسة الرياضية".
وقال الاتحاد الفلسطيني إنه تقدم بشكوى رسمية إلى كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والاتحاد الآسيوي (AFC)، مطالبًا بإجراء تحقيق شامل في ملابسات المباراة، خصوصًا في واقعة ركلة الجزاء التي وصفها بأنها "كارثية في توقيتها وأثرها"، معتبرًا أن هذا القرار حرَم المنتخب الفلسطيني من "إنجاز تاريخي كان في متناول اليد".
ورغم الأداء البطولي للمنتخب الفلسطيني طوال مجريات اللقاء، إلا أن التعادل منح منتخبنا العُماني نقطة ثمينة رفعت رصيده إلى 11 نقطة، ضامنًا التأهل، في حين توقفت مسيرة "الفدائي" عند حدود الحلم.