سواليف:
2025-07-13@04:53:22 GMT

الحقيقة عارية

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

#الحقيقة_عارية

د. #هاشم_غرايبه

تمكن أحد البخلاء من صرف أبنائه عن طلب المصروف منه بحيلة خبيثة كان يمارسها مع طفله في بداية وعيه، إذ كان يلجأ الى إحماء (الشلن) على النار ثم يعرضه على ابنه، وعندما يلتقطه ويلسع يده يرميه صارخا من الألم، فيقول له أبوه: هذاهو الشلن ان أردته خذه، فكان الطفل يرفض أخذه ولا يطلبه، طبعا كان ذلك ينفع الى حين، فبعد أن يكبر يدرك اللعبة.


لا زال البعض يجادل أن “داعش” هي دولة إسلامية جهادية، بالرغم من نشر اعترافات لضباط الإستخبارات الغربية بعد انتهاء الحرب على (الإرهاب)، يبين حقيقة اختراقها من قبل الغرب وأعوانه المحليين، منهم “جان كلود” الذي عاد الى فرنسا بعد انتهاء مهمته كشيخ إسلامي في داعش، وآخرين غربيين كثر غيره.
ظهرت “داعش” أصلا في ظروف مريبة، حيث كانت المقاومة للمحتل الأمريكي في العراق مكلفة للمحتل، رغم كل وسائل التفوق التقني، ومعونة النظام الطائفي الذي أقامه على أنقاض النظام اللاديني، الذي ظل قائما منذ سقوط الدولة العثمانية.
لم يكن ممكنا للأمريكان اختراق الحاضنة الرئيسة للمقاومة (المثلث السُنّي) بغير هذه الوسيلة، حيث تم الإيقاع بين المقاومين وحاضنتهم، لتتشكل قوات “الصحوة”، وبالتالي اصبحوا هدفا مكشوفاً، فتم القضاء عليهم.
بعد اشتعال الثورات العربية، كانت مطالب الشعوب في كل الأقطار متوحدة على ضرورة اسقاط انظمة سايكس بيكو العلمانية، التي خذلت آمال شعوبها رغم أنها صبرت عليها قرنا كاملا، ومن الطبيعي أن تختار الشعوب نقيض المنهج الفاشل السابق، لذا كان طابع كل الثورات إسلاميا.
الغرب يعرف ماذا يعني أن يكون المنهاج إسلاميا، وجربه فعلا، فكتيبة واحدة تحت قيادة المجاهد الحلبي “عزالدين القسام” أقضت مضاجع الإنتداب الإنجليزي، وآذته بأضعاف ما قامت به جحافل جيش الإنقاذ العربي، وفي القطاع الأبي، ورغم الحصارالمحكم من العرب والغرب واليهود، فلم تستطع كل القوى العسكرية والتقنية المتطورة من كسر شوكة المقاومة، لا شك أن صمودها معجزة بالمعايير المادية، لكن تفسيره الوحيد هو ..التمسك بالمنهاج الإسلامي.
وهذه تركيا وماليزيا عندما تسلم الحكم فيها مسلمون، تمكنتا وبفترة وجيزة من التحرر من قبضة البنك الدولي وبناء إقتصادها المستقل، فخسر الغرب فيها اتباعا تربوا على الفساد والتبعية.
فهل يجازف الغرب باحتمال حدوث مثل ذلك في هذه المنطقة التي ظل يحلم بالسيطرة عليها منذ القدم، وفشلت كل حملاته العسكرية، وما وجد خيرا من منظومة سايكس بيكو حفظا لمصالحه ومن غير احتلالها عسكريا؟.
كان واضحا له من تسارع الأحداث منذ انطلاقة أول ثورة في تونس، وعندما وصلت الشرارة مصر تبين له أنه لا توجد أي قوة قادرة على وقف الغضب المتقد منذ عقود، فلجأ الغرب الى مكر الثعالب، واستخدم عملاءه من العسكر الذين كان ادخرهم لمثل هذه الأيام، وبدعم من الأنظمة العميلة له والمرتعبة من الطوفان القادم، استطاع القضاء على أول خيار إسلامي عربي.
في سوريا كان النظام علمانيا مريحا للغرب، لكنه كان يفضل أن لا تتكون فيها قوة تشكل أية خطورة على الكيان اللقيط، ففرح بالثورة على النظام واعتقد أنه بمساعدة الأنظمة العميلة له قادرون على ركوب الثورة وتحويلها، لاستبدال نظام فاسد بأفسد منه، على غرار استبدال نظام مبارك بالسيسي، لكنهم وجدوا أن الثوار متمسكون بعقيدتهم الإسلامية ولم يتمكن عملاؤه العرب من فرض العلمانيين على قيادتهم.
عندها جاءوا بالتنظيم الذي اخترقوا به المقاومة العراقية عن طريق “الزرقاوي” الذي كانوا سموه بداية الدولة الإسلامية في العراق، وبعد أن قاموا بتصفية الزرقاوي، أخلوا الجو لضباط المخابرات الغربية بأسماء عربية لقيادة التنظيم، ووسعوا صلاحياته لتشمل الشام فصار مسماها “داعش”.
كانت المهمة المباشرة تبرير شن (الحرب على الإرهاب)، لاستئصال شأفة المطالبين بإقامة حكم إسلامي، وبالتالي تثبيت الأنظمة القائمة.
أما الهدف الأكبر فكان إثارة كراهية الناس لمسمى الدولة الإسلامية من أجل فضّهم عن حلمهم في إقامة هكذا دولة، ووصم كل من يطالب بها بالإرهاب لأجل هدر دمه.
كانت الدولة الإسلامية المزعومة، بمثابة إحماء الشلن عل النار، لكي يلسع من يحمله.
لقد مرت هذه الحيلة الساذجة على االبسطاء بداية، فانفضوا عن الثورات خوفا من اللسعة..لكن الواعين يعرفون أنها حيلة، ولن ينخدعوا، وسيعودون من جديد للمطالبة بحقهم.

مقالات ذات صلة اضطرابات جوية واسعة النطاق (أمطار رعدية وتساقط للبَرَد) تشمل دولاً عدة من إقليم البحر المتوسط 2024/09/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحقيقة عارية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

“تيسلا” بين الحقيقة والخيال!

الولايات المتحدة – تحمل شركة “تيسلا” للسيارات الكهربائية والتي يعد إيلون ماسك حاليا أكبر المساهمين فيها، اسم المخترغ والعالم في مجال الكهروميكانيكا “نيكولا تيسلا” الذي دارت حوله أساطير عديدة.

أبرز هذه الأساطير تقول إن الجسم الفضائي الغامض الذي انفجر فوق الغابة السيبيرية فيما يُعرف بـ”ظاهرة تونغوسكا”، في عام 1908، لم يكن نيزكا ولا أي شيء آخر، بل حزمة من الطاقة الكهربائي أرسلها المخترع الأمريكي من أصل صربي، “نيكولا تيسلا” عبر آلاف الكيلومترات من برج “واردنكليف” الواقع بجزيرة لونغ آيلاند في نيويورك، حيث كان يجري تجاربه على النقل الكهربائي اللاسلكي.

يُلفت إلى أن الكثير من الأساطير حول هذا العالم ظهرت أثناء حياته، وهو لم يمانع في انتشارها على الإطلاق، بل على العكس، من خلال إحاطة أنشطته بهالة من الغموض وعدم التعليق عما يقال عنه، شجع على انتشار هذه الشائعات بشكل غير مباشر.

تنسب لـ “نيسلا” العديد من الاختراعات الهامة وحتى الغرائبية مثل اختراع أجهزة النقل الآني و”أشعة الموت” وآلات الزمن، كما تنسب له اختراعات لا علاقة له بها مثل التيار المتردد الذي كان اخترعه العالم الفرنسي هيبوليت بيكسي، قبل أن يُولد نيكولا تسلا.

يتردد أحيانا أن هذا العالم الشهير هو من اختراع المحولات الكهربائية، إلا أن ذلك ليس صحيحا تماما. تم إنتاج أول محول من قبل شركة “غانز” المجرية في عام 1870، وحينها كان تسلا قد بدأ لتوه دراسته الجامعية.

علاوة على ذلك، لم يخترع نيكولا تيسلا الرادار ولا الأشعة السينية. هذان الاختراعان وضع أسسهما، الفيزيائي الألماني هاينريش هيرتز.

الجدير بالذكر أيضا أن هذا المخترع الكبير والشهير لم يكمل تعليمه العالي. أثناء دراسته في السنة الثالثة من جامعة “غراتس” التقنية، أدمن على القمار وترتب على ذلك طرده من هناك. تبعا لذلك يُشاع بأن نيكولا تيسلا كانت لديه معرفة متواضعة إلى حد ما بالفيزياء.

إضافة إلى ذلك، يقيم البعض دراية هذا المخترع بالرياضيات بالسيئة، ويروي بعض شهود العيان من زملائه أنه كان يعاني من مشاكل في حساب التفاضل والتكامل.

من الأمور الأخرى الغريبة أن تيسلا كان أعلن في نهاية حياته أنه ابتكر “نظرية الأثير” التي تدحض نظرية النسبية. مع ذلك لم ينشر تسلا أي مقالات أو دراسات حول “نظرية الأثير”، ولم يُعثر على أي شيء حولها في وثائقه بعد وفاته.

من الأمور الجدلية الأخرى، ما تردد من أن المخترع أديسون كان يعاديه طول الوقت. في الرد على هذا الادعاء، يقال إن التنافس  بين المخترعين الاثنين الكبيرين تواصل لفترة قصيرى لم تتعد 6 أشهر حين عملا معا. في قوت لاحق عرض أديسون منحه بديلا عن مختبره بعد حريق عام 1895، وتبادل الرجلان المديح حيث وصف أديسون تيسلا بأنه عبقري، وأعرب الأخير عن إعجابه يمنجزات أديسون.

الأسطورة الأخيرة التي نسجت حول “تيسلا” تزعم أنه قاسى من الفقر قبل مماته. هذه الأسطورة صحيحة بعض الشيء، لكنه لم يعش من دون معاش تقاعدي. كان يتقاضى في ذلك الوقت حوالي 125 دولارا شهريا من شركة “ويستينغهاوس”. للمقارنة كان متوسط الأجور في نيويورك في ذلك الوقت حوالي 15 دولارا في الأسبوع.

كان الرجل ببساطة ينفق أكثر مما تحتمله إمكاناته. كان على سبيل المثال يقوم بإطعام الحمام في حديقة “سنترال بارك” في نيويورك، وأنفق مبالغ كبيرة على هذا العمل الخيري، لذلك يعزو خبراء ظروف التقشف التي مر بها إلى اختياره الشخصي وليس لضيق اليد.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • فقر الشعوب وسقوط الكيانات الغنية
  • بكري يحذر من مؤامرة منظمة لإسقاط النظام المصري..السيسي يرفض التنازل(شاهد)
  • بين الاستشراق والاستغراب: حين نكون موضوعًا بلا أدوات
  • خلال كيمن محكم.. الحشد يطيح بأحد المتعاونين مع داعش غرب كركوك
  • ديوكوفيتش: هذه الحقيقة تطاردني!
  • قنابل بشرية موقوتة.. مخاوف من عودة عوائل داعش إلى العراق
  • حرارة تلامس الـ70.. الأنواء العراقية تكشف الحقيقة
  • مصطفى بكري ردا على المشككين: « إحنا مستعدين ندوس على قلوبنا لنبعث الأمل مهما كانت التحديات»
  • “تيسلا” بين الحقيقة والخيال!
  • السوداني يدعو لحماية النظام السياسي