حديثى يتواصل عن هؤلاء الأعداء الذين تلقى بهم الحياة أمامنا، وكلمة أمامنا أعنى بها العموم وليس «الذاتية»، منهم غرباء يكرهون لنا الخير ويتمنون أن يصيبنا كل شر، يحاربون نجاحنا، يحاولون سرقة راحتنا وسعادتنا، ولو طالت أيديهم سلاحا لقتلونا وسفكوا دماءنا لأن مجرد وجودنا فى الحياة يؤرقهم، وهؤلاء يرون أنفسهم فوق خلق الله، وأنهم الأحق بأى نجاح حتى لو لم تكن لديهم القدرات وملكات هذا النجاح، ويرون أنهم الأحق بأى منصب أو كرسى قيادة، ويحاربون كل ناجح بأقذر الوسائل حتى يصلوا لأهدافهم، وهؤلاء أعداء حقيقيون ولديهم طاقة شر غير عادية، ولديهم أسبابهم ودوافعهم لهذه العداوة من تنافس ومحاولة الوصول للقمة أو تحقيق مآربهم بأى وسيلة، وهم يرون أن وجود هذا الأخر فى طريقهم يحول دون ذلك، والحرب مع هؤلاء تطول أو تقصر حسب قدرتك على الصمود فى حربهم، ومدى ذكاءك وقدرتك فى مواجهتهم، ومن المؤسف أن هؤلاء لا يدركون أبدا أن أسبابهم فى العداوة ورؤيتهم خاطئة بكل المقاييس الإنسانية والقدرية والفطرية، لأن لكل إنسان قدره الخاص به، رزقه، ولا ينتقص أحد منه، وإذا اقتنع كل إنسان وأمن بأن الرزق من الله وأن عليه السعى الشريف فقط فى الحياة والتوفيق من الله، وأن ما أصابه ما كان ليخسره لو وقف كل العالم ضده، وما خسره ما كان ليكسبه لو وقف العالم معه، لأن مقسم الارزاق هو الله وحده سبحانه وتعالى، فلو آمن قلب وعقل كل إنسان بذلك، لكفى نفسه شر الحروب والصراعات مع غيره ممن حوله بالمجتمع الكبير أو فى محيط مجتمعه الصغير من عائلة وأسرة، ولساد السلام والمحبة الوفاق مجتمعاتنا وأصبحنا نساند بعضنا البعض لا نحارب بعضنا البعض فى الأرزاق ومسببات النجاح، وقد يكون هؤلاء الأعداء لنا ليس لديهم حتى المبررات لمحاربتنا، فقط هم يعانون من أمراض نفسية وعقد التربية فى طفولتهم، فأصبحت أنفسهم مريضة بالشر ورغبة الإنتقام من كل ممن حولهم، يكرهون رؤية إنسان سعيد و ناجح ومستقر فى حياته، فيكرسون كل جهودهم وطاقاتهم لإفساد تلك السعادة والإطاحة بهذا الهدوء وتحويل حياة الأخرين إلى جحيم مستعر، ومن هؤلاء من نجدهم حولنا فى مجتمعنا الكبير أو حتى داخل العائلة، إنهم يكرهون أنفسهم ووجودهم لما أصابهم فى صغرهم من قهر وسوء معاملة، فأصبحوا كبراميل البارود المتحركة التى تنفجر وتنشر شرها وشرارها فى أى مكان تتواجد به، ولا أعتقد أن أحدنا لم يبتلى بمثل هذا الشخص فى حياته، حتى إنك مجرد أن تراه تشعر وكأن الكراهية والحقد تتفجر من عينيه وملامح وجهه الكئيب ولسانه الذى لا ينطق إلا بالسوء والشكوى من كل شىء وفقدان الشعور بالنعم التى بين يديه، وستشعر أن طاقة سلبية احتلت المكان الذى هو به، وأن الهواء النقى بالأكسجين تم سحبه صدرك وحل محله اختناق وانقباض، وهذا النوع من الأعداء المرضى النفسيين يمكن التغلب عليهم ببذل الكثير من الحب والإحتواء لهم، ومحاولة تغذية ثقتهم فى أنفسهم، و تذكيرهم بالنعم التى وهبها الله لهم، وحال الفشل فى دفع عداوتهم بالتى هى أحسن، علينا فورا تجنبهم ونصحهم باللجوء لطبيب نفسى، وهناك عدو ثالث هو الأخطر فى تصورى للإنسان على الإطلاق لأنه نابع من نفسه وملازم له كقرين السوء، ألا وهو الخوف.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فكرية أحمد
إقرأ أيضاً:
الادخار يدشن تمويل أكثر من 2500 مزارع تراكتورات وطاقة شمسية بالروصيرص
ثمن وزير الزراعة باقليم النيل الازرق أبوبكر الطاهر عبدالله جهود مصرف الادخار في تقديم التمويل المصرفي للقطاع الزراعي .واشاد الوزير لدى تدشينه اليوم تسليم 12 تراكتور ماركة نيوهولند و 8 منظومات طاقة شمسية بتمويل من مصرف الادخار فرع الروصيرص لمزارعين بمحافظة الروصيرص بإقيلم النيل الأزرق .واشاد بدور مصرف الادخار في تمويل القطاع الزراعي وقال إن هذا المشروع جاء في وقته تماما .وأكد إن لمصرف الادخار شراكة مع حكومة الإقليم ممثلة في وزارة الزراعة مشيدا بالجهود المشتركة للاستفادة من الأراضي الشاسعة التي يتمتع بها الإقليم مبشرا بنجاح هذا الموسم الزراعي بوجود مثل هذه التمويلات المصرفية .وقال محافظ محافظة الدمازين العمدة الرشيد ابو شوتال إن تمويل هذة المشروعات الانتاجية من مصرف الادخار جاءت كرد للعدوان الذي تعرض له السودان خلال حرب الكرامة حاليا .ودعا الي تناسي كل اسباب الخلاف والتفرق لتحقيق شعار ( شعب واحد جيش واحد) مشيدا بما حققه فرع مصرف الادخار بالروصيرص والذي لم تمض على افتتاحه الأربعة أشهر حتى الآن .ومن جانبه وصف مدير عام وزارة الماليه باقليم النيل الأزرق ما حققه مصرف الادخار بالإنجازات الحقيقية في تمويل القطاع الزراعي منبها الى ان هناك مشروع لتحقيق الامن الغذائي بعدد من المناطق بالاقليم تنفذه .وزارة المالية مع عدد من الجهات والبنوك منها مصرف الادخار وقال إن محصلة هذا المشروع تصل الي زراعة مليون وخمسمائة الف فدان ل15 الف أسرة متوقع ان يكون عائد كل أسرة يصل إلى 7 مليون جنيه .وقال الأستاذ فتح الرحمن الامين شيخ الدين مدير مصرف الادخار بالروصيرص إن تمويل هذا العدد من التراكتورات يعتبر الدفعة الاولي للعد الكلي المستهدف من مزارعي المنطقة البالغ عددهم اكثر من 2500 مزارع مشيرا الى إن هناك دفعات قادمة تشمل التراكتورات والدساكي والحاصدات لمزارعي المنطقة .يذكر أن مصرف الادخار والتنمية الإجتماعية والذي يعمل عبر ٦٧ فرعا وتوكيلا يقدم كافة الخدمات المصرفية بمختلف الولايات من خلال حزمة متكاملة من الخدمات المصرفية .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب