انتظام حركة الملاحة والصيد بنهر النيل في المنيا
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تشهد محافظة المنيا ، اليوم الجمعة ، إنتظاما لحركة الملاحة والصيد ، من حيث عبور ، السفن ، والبواخر ، والمراكب الشراعية بنهر النيل في المنيا ، بغرض السياحة والنقل ، بمحافظات ( المنيا - الأقصر - أسوان ).
و رصدت بوابة الوفد ، إنتظام حركة الصيد ، بنهر النيل ، والبحر اليوسفي ، وترعة الإبراهيمية ، بالقوارب والشباك ، والتي تعد مصادر رئيسية للثروة السمكية بالمحافظة ، في ظل حملات متابعة رقابية من رجال المسطحات المائية بالمنيا ، من حيث رخص الملاحة ، وسلامة معديات نهر النيل ، ووجود وسائل الإنقاذ بالبواخر، والسفن ، من اطواق النجاة ، وكذلك إستمرار عمليات الصيانة الدورية بصفة مستمرة ، لحماية الركاب من المواطنين والمركبات ، والحمولة المقررة من حوادث الغرق.
وكذلك إنتظام حركة نقل البضائع للرخام والكتل الحجرية والفوسفات والبضائع المتنوعة ، من خلال (وابور) النيل ، والذي يسير طبقا لخريطة ملاحية لنقل البضائع بمحافظات صعيد مصر ( المنيا – سوهاج – قنا – الأقصر – أسوان ) من وإلى القاهرة والعكس .
ويعد نهر النيل ، هو شريان الحياة من حيث المصدر الرئيسي لمياه الشرب ، وكذلك إستخدامه في نقل البضائع بين المحافظات المترامية بطول نهر النيل ، وكذلك لعبور السفن والبواخر ، بغرض السياحة النيلية ، والوصول لنهاية نهر النيل بمحصر المحروسة بأسوان ، مارا بمناطق آثار جبل الطير بسمالوط للسيدة العذراء وبني حسن الشروق ، وآثار الأقصر وأسوان .
وكذلك معديات نهر النيل من الضفة الشرقية للضفة الغربية والعكس ، والتي تخضع ايضا لحملات تفتيشية من قبل الوحدات المحلية ، على وسائل الآمان والصيانات الدورية للمعديات ، وتوفر أطواق النجاة ، وسريان تراخيص المعديات والمحلاحيين ، والإلتزام بالحمولة المقررة من المواطنين والمركبات ، وغلق الأبواب .
جديرا بالذكر ان مصادر صيد الأسماك بمحافظة المنيا ، تتمثل في ( نهر النيل – البحر اليوسفي – ترعة الإبراهيمية – مزارع الأسماك الصناعية ) ، وتخضع أعمال الصيد لحملات تفتيشية على رخص قوارب الصيد والصيادين ، وكذلك نوعية شباك الصيد ، حيث يجرم الشباك ذات الفتحات الصغيرة لمنع صيد ( الزريعة )
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الملاحة الصيد النيل البواخر انتظام حركة أخبار محافظة المنيا نهر النیل
إقرأ أيضاً:
من “حارس الازدهار” إلى “الراكب الخشن”.. هل انقلبتِ النتائج؟
مقالات:
بقلم/عبدُ الحميد الغُرباني
منذُ شاركت في معركة الإسناد للمقاومة الفلسطينية، كانت اليمنُ وحدَها أمامَ ما سُمي “تحالف الازدهار” الأمريكي و”اسبيدس” الأُوروبي، ثم مشاركة بريطانية لأمريكا، فيما وُصِفَ بـ “الراكب أَو الفارس الخشن”.
وَفي التصدي والمواجهة لم يكن هدفُ اليمن أن تكسرَ إرادَةَ كُـلّ هذه القوى وَتفرضَ عليها المشيئةَ اليمنية الكاملةَ، وإنما كان الهدفُ تقويضَ أهدافهم المُعلَنة وَهي في جولتَـي المواجهة:
– استعادة حرية الملاحة الإسرائيلية، وإن كان هذا الهدفُ يُسوَّق تحت غطاءِ حرية الملاحة الدولية.
– تقويضُ وتدميرُ القدرات اليمنية المُختلفة.
أما الهدفُ غيرُ المعلَن فهو فرضُ معادلة الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومحاصَرته في الميدان وحيدًا.
ومع الجولة الثانية كانت الولاياتُ المتحدة قد أضافت إلى هذه الأهداف استعادةَ الردع بعد أن كانت الجولة الأولى قد أفضَت عمليًّا إلى انكشافِ قوة الردع وَالهيمنة الأمريكية في المسرح البحري، فإلى أين انتهى الاشتباكُ اليمني الأمريكي؟ قبلَ وَبعدَ إعلان سلطنة عُمان عن اتّفاق لوقف إطلاق النار بعد نحو شهرَين من العمليات الساخنة والتصعيد المُكثّـَف؟ هل أوقف اليمنُ عملياتِ الإسناد لغزة والشعب الفلسطيني ورَفَعَ الحظرَ عن الملاحة الإسرائيلية في منطقة عملياتِه؟
إن وقائعَ الميدان من جهة، والمواقف المعلنة سياسيًّا وعسكريًّا من أُخرى تؤكّـد أن أولويةَ اليمن كانت وما زالت كما هي قبل “حارس الازدهار” وبعد “الفارس الخشن”؛ فلا هو رفع الحظرَ أمام السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي ولا هو أوقفَ ضربَ الأهداف الحسَّاسة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وغير ذلك تحقّق له من استعمالِ القوة ضد القوات الأمريكية وَالتصدي لها الوصولُ بواشنطن إلى نقطةٍ وجدت فيها البقاءَ في إسنادِها للإسرائيلي أكثرَ كُلفةً، فضلًا عن صورة ردعٍ تتهشَّمُ تِباعًا مع كُـلّ يوم يمُرُّ في المواجهة، في ظلِّ سجلٍّ مفتوحٍ لسقوط مُسيَّرات إم كيو 9 وَمقاتلات إف 18 وَتمركُزٍ بعيدٍ لحاملاتَي طائراتها أقصى البحرَين العربي والأحمر، وهما الأُصُولُ العسكرية الضخمة المناطُ بهما سرعةُ الانتشار والقدرةُ على الوصول لدرجةٍ بات للولايات المتحدة بها وعبرها حدودٌ تشتركُ مع كُـلّ دولة في قارات العالم.
لقد قيل -وهو حقٌّ-: إن معيارَ النصر والهزيمة في الحربِ المحدودة، فَكُّ قبضةِ العدوّ عن أهدافِ الحرب، وقد أمكَنَ لليمن ذلك وتبقَّى لأعدائها -وهم بالضرورة أعداءُ فلسطين والعرب عمومًا- الخيبةُ والفشل، لقد أسقطت صنعاء معادلةَ الاستفراد بغزة والشعبِ الفلسطيني وَثبتَّت معادلةَ إسنادِها؛ رَغمًا عن السياسة الصهيونية الرامية لإخلاء الساحةِ من التضامن مع غزة والمناوئة للكيان المؤقَّت، لدرجةٍ انقلبت معها الصورةُ بشكل دراماتيكي ولأولِ مرة يجدُ العدوُّ نفسَه وحيدًا في معاركه خارجَ رقعة الأراضي المحتلّة دون أن يعنيَ ذلك فِراقًا مع الولايات المتحدة لناحية أن المصلحةَ الأمنية الإسرائيلية تمثل أولويةً أمريكيةً ثابتة، لكنْ الاتّفاقُ يعكسُ طريقةً مختلفةً في التعامل بينهما فرضتها النيرانُ اليمنية.
منذ بداية الإسناد اليمني لبُندقية الجهاد والتحرير الفلسطينية، لم يكن استهدافُ السفن الأمريكية وحظرُ الملاحة أمامَها على قائمةِ الأهداف، وإنما واشنطن هي من وضعت نفسَها في مرمى النارَ اليمنية، وبالتالي لم تتنازل اليمن، إنما انسحبت واشنطن من ميدان المعركة ووفَّرت صنعاءُ ملاذًا لتأمين الخروج وَنزولِ الأمريكي عن شجرة أهدافه بعدَ نحو شهرَين من نتائجَ مُخيِّبةٍ للآمال استنزفت عتادَها وذخائرَها الأحدثَ.
وبعدَ طولِ انتظار أدواتها الإقليمية والمحلية على التَّل ورهانِ هؤلاء على الاقتراب من بيئةٍ تُهيِّئ الانقضاض على اليمن والتهاوش على الصيد فيه كما حصل في سوريا، لكن الرياح جرت على عكسَ مآرِبِ الجميع، خرجت الولاياتُ المتحدة من مأزِقِ الضربات العسكرية الفاشلة في اليمن مع الكثير من الخسائر، لا تقتصر على المباشرة.
وفي ظل مكاسبَ يمنيةٍ لا تقفُ عند جانب مُعيَّن، استعادت صنعاءُ معها موقعَها في المعادلة الإقليمية لصالحِ الأمن القومي العربي وثبتَت حضورَها ضمن نَسَقٍ محسوبٍ بمنتهى الدقة تحافظُ معه على القيام ِبواجبها الديني وتترجمُ موقفَها المبدئي تجاه القضية الفلسطينية.
وبوِسْعِ اليمن اليوم وَقد حيَّدَ العدوَّ الأمريكي عن ساحة المواجهة أن يواصِلَ بزخمٍ كافٍ إرهاقَ العدوّ الإسرائيلي والبلوغ بالإسناد ذروته مع تعقيدات وتحديات أقلَّ في هذا الطريق، ومع عدم وجودِ وسائلَ أفضلَ بالنسبة للعدوّ لاستنزاف التهديد اليمني وأمام انعدامِ الخيارات غير المُكلِفة لمواجهةِ الصوارِيخ والمُسيرات اليمنية والإدراك أن مُعادلةَ الردع تتهشَّمُ أمام اليمن كما أن لا سبيلَ لاستعادتها أَو فرضِها عبر قصفِ الأعيان المدنية لليمن، وَهو ما يعني أن اليمنَ يُقَدِّرُ تقديرًا متوازنًا أهميَّةَ دوره في المعركة؛ وكونه عامِلًا ضمن مجموعة عواملَ أُخرى ستدفعُ العدوَّ الإسرائيلي بالإكراه للنزولِ عن شجرة العدوان والحِصار المفروض على غزةَ، وفي طليعة هذه العوامل، المقاومةُ الفلسطينية واستمرارُها؛ تعبيرًا عن الإرادَة والصبر والصمود الشعبي في غزة وَالضفة الغربية المحتلّة والتأييد والدعم في الشتات.
تجارِبُ الصراعات الحديثة تذكِّرنا أن السؤالَ الجوهري فيها هو: كم احتلَّ العدوّ من إرادتنا؟ وليس كم احتل العدوّ من أراضينا ودمّـر من منازلنا وقتل وجَرَحَ منا؟
لقد ثبت أن كُـلَّ مساحةٍ من الأرض احتلها العدوُّ قابلةٌ للاستعادة طالما بقيت الإرادَة، ولكن احتلالَ أيِّ جزءٍ من الإرادَة هو الضياعُ الذي لا سبيلَ إلى استرجاعِه.