تقرير: زيادة هيمنة الرجل في القرارات الأسرية وتراجع المساواة في العمل بالمغرب
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - بدر هيكل
لا زالت قضية المساواة بين الجنسين تثير الكثير من الجدل في المغرب والعالم العربي، وفي هذا الإطار يأتي تقرير "توجهات الرأي العام حول الجندر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، الذي استقى نتائجه من خلال إجراء 13 ألف مقابلة مع أشخاص بالمنطقة.
التقرير الصادر عن الشبكة البحثية "الباروميتر العربي" أعدّته مديرة التكنولوجيا والابتكار في الباروميتر العربي د.
يُعتبر الباروميتر العربي شبكة بحثية مستقلة تقدم نظرة عن الاتجاهات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي. تقوم الشبكة بإجراء استطلاعات للرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2006.
من صاحب القرار داخل البيت؟
ارتفعت نسبة المغاربة (بما فيهم الإناث) الداعين لإعطاء الأحقية للرجل فيما يخص اتخاذ القرارات داخل البيت، حيث يشير التقرير إلى أنها انتقلت من 46% سنة 2018 إلى 61% سنة 2023، فيما ارتفعت نسبة المغربيات المؤيدات لأحقية الرجل في اتخاذ القرار في الشؤون العائلية من 34% سنة 2018 إلى 53% سنة 2023.
وسجلت نتائج استطلاعات الباروميتر العربي (2023-2024)، بخصوص "توجهات الرأي العام حول الجندر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، زيادة ملحوظة للأصوات التي تعتبر أن "القول الفصل" في القرارات الأسرية للرجل.
يعتبر المغاربة أن الرجل له القول النهائي في المجال الأسري، إذ تصدر المغرب لائحة دول المنطقة بنسبة 61%، تليه الأردن 59%، موريتانيا 58%، تونس 53%، الكويت 53%، فلسطين 49%، ثم لبنان 37%.
وأوضح التقرير أن المغرب عرف زيادة واضحة في تأييد فكرة أن يكون للرجل القول الفصل في القرارات الأسرية، ليصل إلى أعلى مستوى دعم لهذه الفكرة منذ بدء استطلاعات الباروميتر العربي، بعد فترة من التراجع الحاد بين 2016 و2018، تلتها زيادة بطيئة في التأييد.
نصف الرجال المغاربة لا يؤيدون عمل المرأة!
في سياق متصل، أظهرت نتائج استطلاعات الباروميتر العربي (2023-2024) تباينًا في العوائق أمام النساء في سوق العمل، ويعود ذلك إلى ندرة الوظائف وتدني الأجور، إلى جانب غياب آليات رعاية الأطفال، وعدم توفر مرونة في ساعات العمل، والتحيز ضدهن في التوظيف.
أشارت المستجوبات إلى أن عائق رعاية الأطفال يحول دون انخراطهن في سوق العمل، وذلك بسبب الكلفة المرتفعة التي لا يمكن للأسرة توفيرها لتغطية نفقات أي شكل من أشكال رعاية الأطفال.
في ذات الوقت، كشفت 26% من المستجوبات في المغرب أنه بغض النظر عن الكلفة، فإن خدمة رعاية الأطفال غير متوفرة في محيطهن.
كما كشف التقرير تباينًا كبيرًا في دعم المساواة بين الجنسين في فرص العمل، حيث سجلت أدنى نسبة دعم للرجال في المغرب بواقع 54%، بينما دعم الرجال في تونس ولبنان المساواة في العمل بنسبة 77%.
وأوضح التقرير أن تراجع تأييد المساواة في العمل لا يحركه الرجال وحدهم، بل النساء أيضًا. ففي المغرب، على سبيل المثال، النساء أقل تأييدًا للمساواة في العمل بواقع 11 نقطة مئوية مقارنة بسنة 2007.
ومن الخلاصات التي نبه إليها تقرير الباروميتر العربي، بناءً على هذه الأرقام الجديدة التي تشابهت نتائجها في جل الدول العربية وليس فقط المغرب، أن الحركات المؤيدة للمساواة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تعطلت وتدهورت في أسوأ تقدير.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الشرق الأوسط وشمال أفریقیا رعایة الأطفال فی المغرب فی العمل
إقرأ أيضاً:
بتوجيهات الشيخة فاطمة.. «التنمية الأسرية» تطلق دليل تهيئة المنازل الآمنة لكبار السن
أبوظبي (الاتحاد)
بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية، بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع، دليل تهيئة المنازل الآمنة لكبار السن، وذلك في إطار سعيها المستمر لتوفير بيئة صحية وآمنة لهذه الفئة المهمة في المجتمع، وتوجيه الأسر نحو تطبيق معايير السلامة في المنازل، بما يضمن توفير الحماية اللازمة لكبار السن ويعزز رفاههم.
يتضمن الدليل، إرشادات حول كيفية تعديل البيئة المنزلية لتناسب احتياجاتهم الخاصة، مع التركيز على الوقاية من الحوادث المنزلية والإصابات، ويعد خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق كبار المواطنين وضمان راحتهم في بيئتهم.
وقال معالي علي سالم الكعبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية: «إن ما تقدمه القيادة الرشيدة، التي يأتي على رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لكبار المواطنين والمقيمين من دعم لا محدود، يدعو للفخر، ويعكس رؤية إنسانية متقدمة تضع الإنسان في صميم الاهتمام والتخطيط، فأولتهم كل الرعاية والاهتمام، من خلال توفير برامج متكاملة تضمن لهم الحياة الكريمة، وتعزز مشاركتهم في المجتمع، وتشعرهم بالتقدير والاحترام لدورهم وجهودهم».
وأكد معاليه أن مؤسسة التنمية الأسرية، تترجم بحرصٍ توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي تحرص دائماً على أهمية رعاية كبار المواطنين والمقيمين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، وتعزيز دورهم في المجتمع باعتبارهم ركيزة أساسية من ركائز التماسك الأسري والمجتمعي، مشيراً إلى أن المؤسسة، وبدعم سموها، تعمل على إطلاق وتنفيذ مبادرات ومشاريع نوعية تُعنى بجودة حياة هذه الفئة، وتسهم في تمكينهم وضمان مشاركتهم الفاعلة في التنمية المستدامة، بما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات ونهجها الإنساني الشامل.
استراتيجية شاملة
أوضحت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، أن الاهتمام بكبار المواطنين في الدولة لم يكن محض مصادفة، بل هو جزء من رؤية استراتيجية شاملة تتبناها القيادة الرشيدة، وتدعمها بقوة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، التي تولي هذه الفئة عناية خاصة، باعتبارها جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع، مشيرة إلى توجيهات سموها المستمرة بتوفير سبل الراحة والدعم كافة لكبار المواطنين، من خلال برامج ومبادرات تضمن لهم حياة كريمة ومستقرة، تتماشى مع احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.
وأشارت الرميثي إلى أهمية المشروع الذي تتبناه مؤسسة التنمية الأسرية، نظراً لما يتضمنه من تعديلات منزلية تسهم في تسهيل حركة كبار المواطنين، وتمكنهم من التفاعل والاندماج المجتمعي، مثل تركيب منحدرات الوصول، وإضافة مقابض إمساك في الأماكن المناسبة، بالإضافة إلى استخدام أرضيات مانعة للانزلاق في المناطق الخارجية، مؤكدة ضرورة توسيع الأبواب وتحسين الإضاءة، وكذلك إضافة قبة أو مظلة لمدخل المنزل لتوفير الحماية من الظروف الجوية، مع مراعاة مستلزمات الأمان كافة.
وقالت الرميثي: «إن الاهتمام بكبار المواطنين يعد من القيم الإنسانية والوطنية الأصيلة، التي تعكس تماسك النسيج الاجتماعي، وتعزز من جودة الحياة، وتدعو إلى تبني المبادرات المجتمعية والبرامج التي تقدمها المؤسسة من أجل ضمان حياة كريمة وآمنة لهذه الفئة المهمة في المجتمع، بما يحفظ لهم مكانتهم».
حساسات الحركة
أكدت وفاء محمد آل علي، مديرة دائرة تنمية الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، أن التكنولوجيا لم تعد ترفاً، بل أصبحت وسيلة نعبر بها عن محبتنا وحرصنا على راحة كبار المواطنين، مشيرة إلى أن استخدام بعض التقنيات البسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تهيئة بيئة منزلية أكثر أماناً واستقلالية لهم، التي من بينها حساسات الحركة التي تضيء الممرات تلقائياً ليلاً، وأجهزة التنبيه في حالات السقوط أو الطوارئ، وكاميرات المراقبة الداخلية التي تطمئن أفراد الأسرة عن بعد، بالإضافة إلى منظمات الدواء الذكية التي تذكر بمواعيد الأدوية، والمساعدين الصوتيين الذين يتيحون تشغيل الأضواء أو طلب المساعدة بسهولة.
وشددت على أهمية توفير بيئة منزلية آمنة لكبار المواطنين، تبدأ من تفاصيل بسيطة ولكنها مؤثرة، لافتة إلى أهمية الإضاءة الجيدة في الممرات ودورات المياه لتقليل خطر السقوط، حيث إن كبار المواطنين بحاجة إلى رؤية أوضح، والإضاءة الكافية تحدث فرقاً كبيراً في سلامتهم، مؤكدة ضرورة تركيب مقابض دعم في دورات المياه لتسهيل الوقوف والحركة، خاصة أن معظم الحوادث المنزلية في هذه الأماكن، والتعديلات البسيطة يمكن أن تقي من مخاطر كبيرة، بالإضافة إلى التأكد من إزالة السجاد غير المثبت والأسلاك المكشوفة لتجنب التعثر، فالأرضيات الآمنة تعني خطوات آمنة، وضرورة إعادة ترتيب الأثاث بطريقة تسهل الحركة، خاصة لمن يستخدمون أدوات مساعدة كأجهزة المشي أو الكراسي المتحركة، وأن المساحات المفتوحة تضمن تنقلاً أكثر حرية وأماناً لكبار المواطنين.
المنازل الآمنة
وتطرق عبدالرحمن البلوشي، مدير دائرة التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي في المؤسسة، إلى أحد المشاريع المهمة التي تتبناها مؤسسة التنمية الأسرية، والمتمثل في إطلاق دليل تهيئة المنازل الآمنة لكبار السن، الذي يهدف إلى توفير بيئة منزلية أكثر أماناً وراحة لهم، بما يتناسب مع احتياجاتهم الصحية والوظيفية، مشيراً إلى أن الدليل يعمل على توعية الأسر وتشجيعها على إعادة تصميم وتعديل المنازل لتكون ملائمة لكبار المواطنين.
وذكر أن التحسينات التي سيتم إجراؤها على غرفة النوم ضرورية، باعتبارها من الأماكن التي يجد فيها كبار المواطنين الراحة والاسترخاء، لتجنب أي مخاطر غير متوقعة، ومن التحسينات استخدام أرضيات مانعة للانزلاق، وتركيب مقابض ومساند دعم، وضبط ارتفاع السرير ليكون مناسباً، وتثبيت زر نداء أو جرس طوارئ، وغيرها.