أليس مناسباً لذكرى المولد النبوي الشريف، قطعُ شوطٍ آخر في حديث الهجمات المستعرة على القرآن الكريم والعربية؟ ما يدعو إلى الدهشة هو أن أجهزة المناعة المكتسبة، مادياً ومعنوياً، كلها تشكو الوهن. هي الشاكية، لا الأمة. لكنك محقّ إذا بدا لك الموضوع غير مناسب لهذه المناسبة العطرة. قد ينصرف الذهن، لا قدر الله، إلى أن علماءنا، أهل الذكر والنظر في الميادين المعنية، في أربعمئة مليون من المحتفلين بمولد النور والهدى، هم غير قادرين على الدفاع عن أقدس ما لديهم.
وقد ينبري لنا بعض طوال الألسنة، مدّعين أن الخريطة لا حول لها ولا قوّة، في ميادين إعادة البلدان إلى العصور الحجرية.
دعنا من هذه الاستغاثات، فالعربية لن تستنجد المعتصم، ولا أحد يعرف ما هو معادل عمورية في نزال الانتصار للغتنا. لكن المؤلم في هذه المواجهة، هو أنها أشد إيلاماً من انعدام التكافؤ أمام الدول النووية وترسانات الأساطيل، وما تُلفّقه في حملاتها من أباطيل. الهول أدهى، فالمخططات المغرضة الساعية إلى ضرب ثقافة الهوية وهوية الثقافة، في مقتل، تستخدم تكتيك قطيع الذئاب في إنهاك الفريسة.
عندما ينزلق المتصفح العادي في منعرجات الشبكة، يقع في متاهات شتى، بها أصناف من الأحابيل، بعضها يلوح لغير العارف، من قبيل البحوث الأكاديمية، بينما بعضها لا يرقى حتى إلى إتقان "أخبار الحمقى والمغفلين". مغالطات في بناء جذور المفردات، وليّ عنق اللفظ العربي ليصبح سريانياً، وهذا لا يعني أن التنزيل خالٍ من الكلمات الآرامية، أو العبرية. أغاليط في التاريخ الإسلامي والعربي. انهيار في أخلاق الثقافة، في التعامل مع لغات سامية وغيرها. بينما لا تجرؤ لغة على مطاولة قامة العربية وهامتها، غير أقرب اللغات إليها، ألا وهي الأكادية. أي افتراء، ذلك الذي يروّج له المغرضون، ومن وراءهم من العقورين، وكأن العربية وآدابها ظهرت كالفطر بين بداية الإسلام وقيام الدولة العباسية، أي في أقل من مئة وخمسين سنة. كأنما ابتكرها الذكاء الاصطناعي بين عشية وضحاها.
السؤال بسيط: تداعت حصون البلدان ولم تجد من العرب ذوداً عربياً مشتركاً عن حماها، فهل ينبغي لجحافل علماء اللغة والتاريخ والإناسة العرب أن يتركوا شباك العربية والهوية بلا حارس، والقلاع بلا دفاع، أهدافاً سهلة لمغول الثقافة؟
لزوم ما يلزم: النتيجة التحذيرية: عندما يواجه غير العارف كل تلك القطعان من الذئاب، يقتنع بأن القوم بلا دفاع: «لا تندهي، ما في حدا».
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اللغة العربية
إقرأ أيضاً:
الأيام الأخيرة .. تفاصيل وفاة بونجا حارس مرمى وادي دجلة
توفي اليوم اللاعب محمد أبو النجا، الملقب بـ "بونجا"، حارس مرمى نادي وادي دجلة، إثر أزمة صحية مفاجئة أودت بحياته، في خبر أثار صدمة واسعة داخل الوسط الرياضي المصري.
بداية الأزمة الصحية لـ" بونجا" كانت بغيبوبة مفاجئة، تبين لاحقا أنها نتيجة مضاعفات خطيرة في الكبد والجهاز الهضمي، ناتجة عن إصابته بمرض الصفراء، الذي تطورت أعراضه بسرعة كبيرة.
ونقل على إثر ذلك بونجا إلى العناية المركزة لتلقي العلاج، لكن حالته استمرت في التدهور بشكل سريع.
وبعد أيام من المعاناة، تم نقله إلى أحد المستشفيات الكبرى في مدينة السادس من أكتوبر، في محاولة لتوفير رعاية طبية متقدمة، خاصة بعد التأكد من حاجته العاجلة لزراعة كبد.
إلا أن حالته الصحية لم تتحمل مزيدا من التدهور، ليفارق الحياة وسط حزن كبير من زملائه ومحبيه.
ونعى الاتحاد المصري لكرة القدم، برئاسة المهندس هاني أبو ريدة، الفقيد، معربا عن خالص تعازيه لأسرته وللوسط الرياضي، داعيا الله أن يتغمده برحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.