واشنطن- رغم تضاؤل حظوظ مرشحة حزب الخضر جيل ستاين في سباق الرئاسة، فإن الكثير من ناخبي أميركا المسلمين سيصوّتون لها في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي الوقت الذي يتقاسم فيه المرشحان، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، التقدم في استطلاعات الرأي بنسب تقترب من 48% لكل منهما، يجعل ذلك من سباق 2024 أكثر سخونة مع تأكد انتصار أحدهما بفارق ضئيل للغاية.

وهنا تبرز أهمية كل صوت، وأهمية أصوات الكتل الانتخابية، ومن بينها المسلمة التي يمكن لها أن تلعب دورا حاسما في عدد من الولايات المتأرجحة التي تقرر هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.

أهمية الصوت المسلم

الإسلام هو ثالث أكبر دين في الولايات المتحدة بعد المسيحية واليهودية. ويمنع الدستور الأميركي السؤال عن الهوية الدينية في التعداد العام الذي يجري كل 10 سنوات، وذلك بسبب علمانية الدولة، وفصل الدين عن الدولة.

وتشير تقديرات محايدة إلى أن هناك نحو 4.1 ملايين أميركي مسلم، يشكلون حوالي 1.2% من إجمالي السكان، من بينهم ما يزيد على مليوني ناخب.

ويُعد المسلمون الأميركيون أحد أكثر المجموعات الدينية تنوعا في الولايات المتحدة مع عدم وجود أغلبية عرقية بارزة بينهم، وهم على النحو التالي:

%25 من الأفارقة السود. %24 من البيض (أتراك وإيرانيون وجمهوريات وسط آسيا وألبانيا). %18 آسيويون. %18 عرب. %7 أعراق مختلطة. %5 من أصول لاتينية. %3 آخرون.

ومع وجود عدد كبير من الناخبين المسلمين في ولايات متأرجحة رئيسية، فإن لديهم القدرة على التأثير في نتائج السباق الرئاسي.

وأشار تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) لبعض الاختلافات الملحوظة داخل كتلة الناخبين المسلمين الأميركيين.

فمثلا، في حين تتمتع هاريس بتقدم كبير على مرشحة حزب الخضر ستاين، بين الناخبين المسلمين السود (55% مقابل 11%)، فإن ستاين أفضل حالا مع المسلمين البيض والعرب والأتراك (33% مقابل 26%). ولا يوجد تباين كبير بين المسلمين الآسيويين، حيث يدعم 28% منهم هاريس و26% يؤيدون ستاين.

وتأسس "الخضر" عام 2001 كحزب مستقل مرتكزا على 4 أسس وهي: منهج السلام واللاعنف، والاهتمام الكامل بالبيئة، والديمقراطية الشعبية، والعدالة الاجتماعية.

مرشحة الخضر

واختار الحزب الدكتورة جيل ستاين كمرشحة رئاسية، واختارت هي الأكاديمي المسلم بوتش وير، نائبا لها على بطاقة الحزب. تقول ستاين "أنا أترشح للرئاسة مع الخضر لتقديم خيار للشعب خارج نظام الحزبين الفاشل. سنضع أجندة عمل مناخية مؤيدة للعمال ومناهضة للحرب في هذه الانتخابات".

ترشحت ستاين سابقا للرئاسة في انتخابات عامي 2012 و2016 وحصلت على حوالي 1% من الأصوات على المستوى الوطني. بينما كان إجمالي حصيلتها في عام 2016 متواضعا، ويمكن القول إن الأصوات التي حصلت عليها في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن حينها ساعدت ترامب أن يصبح رئيسا.

يدعو برنامج ستاين لعام 2024 إلى "وقف فوري لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين" وإنهاء فوري لجميع المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وإلى إجراء تحقيق مستقل في "شرعية المليارات للمساعدات العسكرية المباشرة". وبرأيها، فإن المقاضاة من قِبَل المحكمة الجنائية الدولية قد يكون لها ما يبررها.

تقول ستاين "نحن ممتنون للدعم القوي من الناخبين المسلمين الذين يشاركوننا التصميم على إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، والظلم الذي يواجهه أصدقاؤنا المسلمون".

وأظهر تقرير "كير" أن ستاين تتقدم على هاريس بين الناخبين المسلمين في العديد من الولايات المتأرجحة الرئيسية. وكشف استطلاع، أُجري أواخر الشهر الماضي، أن الناخبين المسلمين منقسمون على المستوى الوطني بينهم.

وتشير النتائج إلى أن 29.4% من المسلمين الأميركيين يؤيدون هاريس، و29.1% يدعمون ستاين، و11.2% يؤيدون ترامب، و4.2% يؤيدون المفكر كورنيل ويست، وأقل من 1% يدعمون تشيس أوليفر من حزب الأحرار.

تردد

وعلى الرغم من هذا التنوع، فإن 16% من الناخبين المسلمين لم يحسموا أمرهم بعد، مما يعكس ترددهم الانتخابي بشأن القضايا الحرجة. بالإضافة إلى ذلك، يقول 8.3% إنهم لن يصوتوا على الأرجح في الانتخابات المقبلة.

وفي ولاية ميشيغان، قال 40% من الناخبين المسلمين إنهم ينون التصويت لصالح ستاين، مقارنة بـ12% فقط قالوا إنهم يخططون للتصويت لهاريس.

ووفقا لموقع "وورلد بوبيلويشن ريفيو" (World Population Review)، يبلغ عدد سكان ميشيغان المسلمين أكثر من 241 ألفا (2.4% من سكانها)، مما يعني أن تقدم ستاين الكبير هناك -إذا استمر- يمكن أن يكون له تأثير حاسم على من يفوز في نهاية المطاف بتلك الولاية.

ويُظهر موقع "فايف ثيرتي إيت" (FiveThirtyEight) حاليا أن هاريس تتقدم على ترامب في ميشيغان بنسبة 1.9% فقط. وكان بايدن قد فاز بالولاية عام 2020 بفارق 2.7% فقط.

وتلقت ستاين دعما كبيرا من الناخبين المسلمين في ولاية ويسكونسن، حيث قال 44% إنهم يخططون للتصويت لها مقارنة بـ39% قالوا إنهم سيدعمون هاريس.

ويبلغ عدد السكان المسلمين بهذه الولاية 69 ألف نسمة (1.2% من سكانها) وفاز بايدن بها بفارق 0.63% فقط. وتتقدم هاريس حاليا بنسبة 2.8%.

وفي أريزونا، حصلت ستاين على دعم 35% من الناخبين المسلمين، مقارنة بـ29% لهاريس، ويبلغ عدد سكانها المسلمين 110 آلاف نسمة (1.5% من إجمالي سكان الولاية)، وفاز بايدن بأريزونا في انتخابات 2020 بفارق 0.3% فقط، ويتقدم ترامب في استطلاعاتها بنسبة 0.5% فقط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الناخبین المسلمین

إقرأ أيضاً:

الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها

انتقدت الصين اليوم الأحد بشدة خطة دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصادرات الصينية، وهددت باتخاذ إجراءات مضادة جديدة، مُحمّلةً الولايات المتحدة مسؤولية التدهور السريع للعلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأفادت وزارة التجارة في بيان لها بأنه منذ عقد البلدين محادثات تجارية في مدريد الشهر الماضي، واصلت الولايات المتحدة فرض سلسلة من القيود الجديدة على الصين، بما في ذلك إدراج شركات صينية على قائمة تجارية سوداء.

ما المقصود بـالقائمة التجارية السوداء الأميركية؟

هي قائمة تُصدرها وزارة التجارة الأميركية، ومن يُدرج في هذه القائمة يُصبح من الصعب عليه الحصول على تراخيص لاستيراد أو استلام تكنولوجيا أميركية أو منتجات تصدّر من الولايات المتحدة، لأن الشركات أو المؤسسات الأميركية المُصدّرة بحاجة إلى إذن خاص إذا أرادت التعامل مع هذه الكيانات.

السبب عادةً يتعلق بـ مخاوف تتعلق بالأمن القومي، المساعدة في القدرات العسكرية، استخدام التكنولوجيا في التجسس أو القمع، أو انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت الوزارة يوم الأحد: "موقف الصين من حروب الرسوم الجمركية ثابت: لا نريد الحرب، لكننا لسنا خائفين منها".

وأثر التوتر التجاري الجديد على وول ستريت، مما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأثار قلق الشركات الأجنبية المعتمدة على إنتاج الصين من العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة، وربما يعرقل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.

تخضع المنتجات الصينية حاليا لرسوم جمركية أميركية نسبتها 30% بناء على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب الذي اتّهم بكين بدعم تجارة الفنتانيل وبممارسات تجارية غير منصفة.

وتبلغ الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين ردا على ذلك 10% حاليا.

ضوابط تصدير

وفي أحدث تصعيد في الحرب التجارية بين البلدين، صرّح الرئيس الأميركي الجمعة الماضية بأنه سيفرض ضوابط تصدير "واسعة النطاق" على كل منتج أميركي تقريبًا، بما في ذلك "جميع البرامج الأساسية"، إلى جانب رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 100% اعتبار من مطلع الشهر القادم.

إعلان

ردت وزارة التجارة الصينية: "التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة في كل منعطف ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين.. إذا أصرت الولايات المتحدة على نهجها، فستتخذ الصين بحزم إجراءات مماثلة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".

تهديد ترامب جاء في أعقاب سلسلة من الإجراءات التجارية التي اتخذتها الصين خلال اليومين الماضيين، والتي وسعت نطاق ضوابطها التصديرية على المعادن النادرة والتقنيات ذات الصلة، بالإضافة إلى المعدات والمواد اللازمة لصنع البطاريات.

وأطلقت بكين تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد شركة كوالكوم الأميركية لتصنيع الرقائق، وفرضت رسومًا على السفن المملوكة للولايات المتحدة التي ترسو في الموانئ الصينية.

ضغط قبل الاجتماع

وحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن إجراءات بكين هذا الأسبوع بدت بمثابة استراتيجية لممارسة الضغط قبل اجتماع متوقع بين ترامب وشي في كوريا الجنوبية، وشكك ترامب يوم الجمعة في إمكانية عقد الاجتماع، لكنه قال لاحقًا إنهما سيلتقيان على الأرجح.

أثارت ضوابط التصدير الجديدة التي فرضتها الصين مخاوف من اضطرابات واسعة النطاق في قطاع التصنيع العالمي.

وردت بكين اليوم بأن التأثير على سلاسل التوريد سيكون "محدودًا للغاية"، وأصرت على أنه لا داعي لقلق الشركات. وأضافت وزارة التجارة أن الجانب الأميركي لطالما "أساء استخدام ضوابط التصدير" وتجاوز مفهوم الأمن القومي.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن فنغ تشوتشنغ، الشريك المؤسس في شركة هوتونغ للأبحاث، وهي شركة استشارية مستقلة تتخذ من بكين مقرًا لها، قوله إن الجانبين بدا في أعقاب محادثات مدريد متفقين على تجنب التصعيد قبل اجتماع شي وترامب المقترح في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول.

مع ذلك، تغير الوضع بعد قرار الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول بتشديد ضوابط التصدير على الشركات الصينية، مما يُصعّب التحايل على القواعد المُصممة لإبطاء قدرة الصين على تطوير أشباه الموصلات المتقدمة.

وعارضت بكين قرار واشنطن بزيادة رسوم السفن الصينية التي تزور الموانئ الأميركية.

نهج الصين في المواجهة

وقال فنغ: "من وجهة نظر شي، لا تُمثّل هذه الإجراءات تصعيدًا جوهريًا فحسب، بل تُمثّل أيضًا تأكيدًا إضافيًا على ضعف مصداقية إدارة ترامب".

وأضاف أن بكين تُعيد تفعيل نهجها المُتبع بعد فرض ترامب تعريفات جمركية أولية في أبريل/نيسان الماضي، "إذ تُصعّد أولًا لفرض إعادة ضبط للمفاوضات، بدلًا من الانتظار السلبي للمحادثات التالية".

وقالت المشاركة في معهد ميركاتور لدراسات الصين، يانمي شيه إنه في حين أن للولايات المتحدة نفوذًا على التجارة، وأن كلا البلدين مُعرّضان لضوابط التصدير التي يفرضها الآخر، إلا أن الصين قد تكون لها "الغلبة" عندما يتعلق الأمر بنقاط الضعف في قطاع الشركات.

وقالت: "ثمة عدد أكبر بكثير من الشركات الأميركية التي تُنتج في الصين مقارنةً بالعكس، وبعضها، مثل آبل وتسلا، تُعدّ درة تاج الشركات الأميركية".

وقال كوري كومبس، المدير المساعد لشركة تريفيوم تشاينا الاستشارية ومقرها بكين، إن تصعيد ترامب الأخير، بما في ذلك التهديد بالانسحاب من المحادثات مع شي، قد يُحفّز بكين على إعادة تقييم موقفها.

إعلان

وقال: "من الناحية الواقعية، أعتقد أن بكين تُعدّل نهجها بسرعة – وربما لا تعرف القيادة حتى ما هو التالي تحديدًا".

مقالات مشابهة

  • بالصور: قمة شرم الشيخ - قادة أميركا ومصر وتركيا وقطر يوقعون وثيقة إنهاء حرب غزة
  • قادة أميركا ومصر وقطر وتركيا يوقعون على اتفاق غزة
  • ترامب: أميركا مع السيسي دائما
  • تجمع العلماء المسلمين: ما تشهده غزة خطوة على طريق تحرير فلسطين
  • وقف إطلاق النار في غزة.. لماذا جاء الاتفاق متأخرًا؟
  • أبعدوا كلابكم عنا.. قصة ملصق أشعل عاصفة تحريض ضد المسلمين في كندا
  • حين تصطدم مصالح أميركا بدولة الاحتلال: الأولوية للأولى
  • «حكماء المسلمين» يتضامن مع قطر في ضحايا حادث شرم الشيخ
  • ترامب: أميركا تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها تجاريا
  • الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها