كيف ستكون الحرب النووية بين روسيا وأميركا؟ ومن سينجو؟
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا عن تأثيرات حرب نووية محتملة بين روسيا والولايات المتحدة، وأشار التقرير إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس آثار الانفجارات النووية في روسيا وأوروبا وسط تزايد قلق العالم الغربي من اندلاع حرب عالمية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واستمرار روسيا وأميركا في تطوير برامجهما النووية تحسبا وردعا للطرف الآخر.
وذكر التقرير نموذجا مصورا لما قد يحصل في حالة حرب نووية صممته منظمة "معهد مستقبل الحياة"، وهي منظمة أميركية غير ربحية تعمل على تقليل مخاطر استخدام الأسلحة النووية، إذ أوضحت المنظمة أن الحرب النووية قد تبدأ بإطلاق الولايات المتحدة صواريخ باليستية من غواصات على روسيا، ومن المتوقع أن ترد روسيا في غضون 10 دقائق بضرب الولايات المتحدة وكندا، وسينتج عن ذلك انفجارات مدوية تحرق من حولها وتؤدي إلى دمار شامل.
وستتدخل المملكة المتحدة وفرنسا بأسلحتيهما النووية بموجب ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يجمعهما بالولايات المتحدة، وينص الميثاق على وجوب مساعدة أعضاء الحلف بعضهم بعضا إذا تعرض أحدهم للهجوم، وستؤدي حصيلة الانفجارات النووية إلى انبعاث كميات هائلة من الكربون الأسود الذي بدوره سيحجب الشمس ويؤدي إلى "شتاء نووي".
وحسب التقرير، ستنخفض درجات الحرارة لتصبح قاتلة حتى في فصل الصيف، مما قد يتسبب في وفاة أكثر من 5 مليارات شخص، بما في ذلك حوالي 99% من سكان الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين.
وقال إيغور نيكولين المحلل السياسي والخبير العسكري والعضو السابق في لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، إن "الزراعة ستكون شبه مستحيلة، وستضطر البشرية للعيش في أعماق الأرض"، وأكد المحلل أن العديد من الحكومات والأفراد يبنون الآن ملاجئ تحت الأرض مزودة بمخزون وافر من الغذاء ومصادر المياه العذبة.
استعداد الولايات المتحدةقال التقرير إن وزارة الدفاع الأميركية أصدرت طلبا لشركة "تيرا أناليتيكس" لتحديث برنامج "أغري شوك" الحاسوبي، الذي يُستخدم لتقييم تأثير الأسلحة النووية على القطاع الزراعي، وسيوسع التحديث من قدرات البرنامج ليشمل دول أوروبا الشرقية والجزء الغربي من روسيا، في خطوة تكلف نحو 34 مليون دولار.
ويأتي هذا التحديث في سياق المخاوف المتزايدة من حرب نووية، إذ تستعد الولايات المتحدة لمواجهة تداعياتها عبر تحديث إستراتيجياتها النووية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف 2024 عن خطط لتحديث الإستراتيجية النووية الأميركية، بما في ذلك توسيع الترسانة النووية لردع روسيا والصين وكوريا الشمالية، بجانب تحسين قدرات الأسلحة النووية الأميركية مثل القاذفة "بي-21" والصاروخ الباليستي "سنتينيل" والغواصة النووية "كولومبيا".
روسيا تستعد أيضاوقال التقرير إن روسيا تستعد أيضا لمواجهة الصراع النووي من خلال تحديث قدراتها النووية، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس/آذار 2024 عن استعداد بلده للحرب النووية من الناحية العسكرية والتقنية، وأعلن سيرغي ريابكوف بنائب وزير الخارجية الروسي في سبتمبر/أيلول الجاري عن بدء مراجعة القدرات النووية الروسية، مشيرا إلى أهمية تأمين الأمن الوطني الروسي.
واعتبر الخبير النووي أليكسي أنبيلوغوف أن تحديث القدرات النووية الروسية هو استجابة طبيعية للتغيرات العالمية، ويرى أن الإستراتيجية النووية الحالية قديمة ولا تأخذ في الحسبان الخبرات المكتسبة من الصراعات الأخيرة.
ويبرز الخبير أن الوضع الحالي يعكس تردد الدول الغربية وروسيا في التصعيد النووي، ويرى أنه من غير المرجح أن تستخدم أي دولة السلاح النووي، خصوصا وأن الدول الغربية تخشى التصعيد كما تخشاه روسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
تمثل العقوبات الأميركية الأخيرة على الدعم السريع خطوة مهمة للضغط على هذه القوات وداعميها، لكنّها ليست كافية لوقف الحرب في السودان، التي تذكيها أطراف خارجية، كما يقول خبراء.
فقد كشفت الخارجية الأميركية عن عقوبات فرضتها على جهات كولومبية قالت إنها تساعد قوات الدعم السريع، وإنها كانت سببا في السيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت فظائع بها.
كما قالت وزارة الخزانة الأميركية إن قوات الدعم السريع والمتحالفين معها اعتدوا على نساء وفتيات بالاغتصاب والعنف الجنسي، وإنهم لا يزالون يرتكبون الفظائع في الفاشر.
وجاءت هذه الخطوة بعد فترة قليلة من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه إنهاء الأزمة السودانية بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنّ محللين يقولون إن المسألة بحاجة لمزيد من الخطوات.
فقوات الدعم السريع مدعومة من دول مهمة في المنطقة ولديها استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة وتمتلك جماعات ضغط قوية بها، كما يقول الصحفي السوداني محمد تورشين.
صحيح أن هذه العقوبات مهمة وسيكون لها تداعيات على مسار العمليات، لكن المهم حاليا -وفق ما قاله تورشين في برنامج "ما وراء الخبر"، هو ما ستفعله واشنطن مع الدول التي تموّل الدعم السريع وتمدها بالأسلحة لكي تتوقف عن هذا السلوك.
ولم يذكر تورشين هذه الدول، لكنّه قال إنها "تجند المرتزقة وتتعاقد على السلاح والتكنولوجيا المتقدمة، وتنقلها للدعم السريع في ساحة المعركة".
لا بد من تدخل ترامبواتفق الخبير في الشؤون الأفريقية جوزيف تاكر، مع الرأي السابق بقوله إن هذه العقوبات تندرج ضمن سلسلة سابقة استهدفت طرفي النزاع، لكنّها تحاول هذه المرة منع تمويل الحرب من الخارج، وبالتالي "لن تكون كافية لوقف النزاع الذي اتسع وجلب جهات خارجية بطريقة غير مسبوقة".
والأهم من ذلك، برأي تاكر، أنه لا دليل حتى الآن على تدخل ترامب مباشرة لحل هذا النزاع الذي لن يحل ما لم يتدخل الرئيس الأميركي بنفسه مع قادة مصر والإمارات والسعودية لإنهاء هذه الحرب.
إعلانومن ناحية الشكل، تعتبر العقوبات الأخيرة غير كافية لوقف الحرب، لكنّها من حيث المضمون تمثل رسالة أميركية واضحة لمن يموّلونها، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات السياسية الدكتور لقاء مكي.
فالولايات المتحدة لا تصدر بيانات عبثية، فهي تدين الدعم السريع بوضوح ومن ثم تقصيها رسميا من على طاولة المفاوضات، لأنها تخشى قبول الجيش السوداني بتسوية تقوم على الأمر الواقع بعد خسائره الميدانية الأخيرة، كما يقول مكي.
تهديد للداعمينوبناء على ذلك، فإن البيان الأميركي الأخير يمثل رسالة لمن يدعمون الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأنهم سيواجهون عقوبات مباشرة إذا خالفوا إرادة واشنطن، لأن الدول الكبرى تفعل ما تريد فعله بالكلام دون تحريك قواتها، حسب مكي.
وعن الطريقة التي يمكن لواشنطن من خلالها ممارسة ضغط أكبر على الدعم السريع، قال تورشين إنها ربما تفعّل قرار مجلس الأمن الذي يجرّم تزويد طرفي النزاع بالسلاح، لكنه شدد على أن التعامل الأميركي مع داعمي حميدتي هو الذي سيحدد مصير هذا النزاع.
ولأن الحديث مع داعمي الدعم السريع هو المهم فعليا -برأي تاكر أيضا- فإن إدارة ترامب حاليا مطالبة ببدء حوار مباشر مع السعودية ومصر والإمارات لتوضيح آثار استمرار هذا النزاع على المنطقة وعلى منطقة البحر الأحمر.
وليس معروفا إن كان هذه الحديث الأميركي سيؤثر سلبا أم إيجابا على مسار الحرب، لكن تاكر يقول إن الولايات المتحدة تدرك خطوة الدعم الخارجي لهذا النزاع، مشيرا إلى أن إدارة جو بايدن كانت تتحدث سرا مع هذه الدول، لكنّها كانت حريصة على عدم خسارتها.
ويصعب التكهن حاليا بما يمكن لواشنطن أن تفعله في هذه القضية، لكن الأكيد -برأي مكي وتورشين- أنها لن تدعم أي مشاركة سياسية لحميدتي أو لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد توقف الحرب، لأنها اتهمتهما في السابق بارتكاب جرائم.
وحاليا، ربما يضغط الأميركيون على البرهان للقبول بالهدنة التي ربما تشهد إطلاق مبادرات سياسية لحل النزاع بطريقة تبعد الرجلين من المشهد، برأي مكي.
أما تورشين، فيعتقد أن الدعم السريع ستقلل هجماتها على المناطق المأهولة بالسكان حتى تحفظ ما تبقى من ماء الوجه أمام واشنطن، وربما تطالب بأن تظل قوة مستقلة كما كانت في السابق.