حكومة الإقليم: لانثق بالحكومة الاتحادية ولا بتعدادها السكاني !
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
آخر تحديث: 19 شتنبر 2024 - 10:48 ص بغداد/شبكة أخبار العراق- عبّر رئيس هيئة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان فهمي برهان، الخميس، عن “شكوك كبيرة” حول التعداد السكاني العام في كركوك والمناطق الأخرى، مشيراً إلى أن اجتماعاً سيعقد اليوم الخميس في أربيل بين مسؤولي حكومة إقليم كوردستان والقوى والأطراف الكوردستانية بهذا الشأن.
وأكد في حديث صحفي، أن عملية التعداد “ذات أهمية بالغة تستدعي فصلها عن جميع الشؤون السياسية والإدارية، بما في ذلك الانتخابات، لأنها مسألة ترتبط بمستقبل أمتنا”.ووجّه رسالة إلى المواطنين الكورد في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان الذين لا يمكنهم التواجد هناك يوم التعداد، قال فيها: “إذا كانت لديكم أي ارتباطات أخرى، فأرسلوا بطاقاتكم الوطنية والبطاقة التموينية إلى أقربائكم المقيمين في المناطق الكوردستانية لغرض تسجيلكم في عملية التعداد”.حول الأسباب التي تدفعهم لـ”الشك” في التعداد العام، أوضح أن التعداد “ليس الملف الوحيد الذي لدينا شكوك بشأنه، لأن تجاربنا كانت مريرة دائماً مع الحكومات العراقية المتعاقبة”.وأضاف فهمي برهان: “نرغب في التحدث إلى شعبنا بوضوح عن الحقائق، ولن نتحمل أي مسؤولية تاريخية، لأننا نعيش في بلد يتطلب منا حماية أنفسنا من الأفعال وردودها. لذلك، فإن كشف الحقائق يخفف عنّا جزءاً من العبء الثقيل”.وفي هذا الصدد، أشار إلى اجتماع سيعقد الخميس 19 أيلول مع المسؤولين في حكومة إقليم كوردستان والقوى والأطراف السياسية لبحث مسألة التعداد بـ”التفصيل”.وأستطرد: “صحيح أن وزارة التخطيط بذلت جهودًا كبيرة لتقليل التأثيرات السياسية على العملية قدر الإمكان، لكن ذلك لم يبدد شكوكنا. فنحن جميعاً عراقيون في التعداد، لكننا نرغب في أن نكون عراقيين بهوية كوردية”.وحذّر من خطورة إشراك سكان الأحياء العربية الجديدة في كركوك في التعداد العام، قائلاً: “نعلم أن 9 أحياء عربية جديدة تم إنشاؤها في كركوك خلال السنوات السبع الماضية. إذا تم إجراء التعداد وشارك سكان هذه الأحياء، فسيعتبرون من أهالي كركوك، وسيزعمون بعد سنوات أنهم كركوكيون أصلاء ومسجلون في التعداد العام”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: إقلیم کوردستان فی التعداد
إقرأ أيضاً:
أزمة تجنيد الحريديم تعصف بالحياة السياسية في إسرائيل.. هل تسقط حكومة نتنياهو؟
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديًا جديدًا مع اقتراب تصويت حاسم في الكنيست الأربعاء قد يؤدي إلى حل البرلمان، وذلك على خلفية أزمة حادة مع شركائه من الأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتشددة (الحريديم)، الذين يلوّحون بإسقاط الحكومة في حال عدم تمرير قانون يُعفي مجتمعهم من الخدمة العسكرية. اعلان
ورغم تصاعد التوتر، يستبعد المراقبون أن تكون هذه نهاية الطريق لنتنياهو – أطول رؤساء الوزراء خدمة في تاريخ إسرائيل – أو لحكومته اليمينية المتطرفة، التي لا تزال تمسك بزمام السلطة رغم الفشل الأمني المدوي خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
قانون التجنيد: القشة التي قد تقسم ظهر الائتلافيأتي التصويت بدعوة من المعارضة، لكنه لن يمرّ إلا إذا قررت الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة الانشقاق عن الائتلاف الحاكم، وقد يكون هذا الانقسام وشيكًا في حال لم يتم تمرير قانون يُجدّد الإعفاء من الخدمة العسكرية لشباب الحريديم، وهي قضية شائكة تُثير انقسامًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي، خصوصًا مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
ورغم أن بعض المحللين يرون تهديدات الحريديم مجرد مناورة سياسية، فإن هذا التصويت يُعدّ التحدي الأخطر لحكومة نتنياهو منذ اندلاع الحرب، وقد يؤدي انهيار التحالف إلى هزة سياسية لها تداعيات كبيرة على مسار الحرب وأزمة الرهائن.
خلفية الأزمة: الحريديم والخدمة العسكريةمنذ تأسيس إسرائيل عام 1948، حظي طلاب المعاهد الدينية الأرثوذكسية بإعفاءات من الخدمة العسكرية، كنوع من التعويض التاريخي عن خسائر التعليم الديني خلال المحرقة، آنذاك، كان عدد المُعفيين محدودًا، لكن بمرور الوقت وبدعم من الأحزاب الدينية، ارتفعت أعدادهم إلى عشرات الآلاف.
اليوم، تُعد هذه الإعفاءات إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل، فمع أن جميع الرجال اليهود يُجبرون على الخدمة لمدة 3 سنوات، والنساء لمدة سنتين، يستفيد طلاب الحريديم من الإعفاء التام، فضلًا عن تلقيهم مخصصات مالية من الحكومة حتى سن 26. وقد أثار هذا الوضع غضبًا شعبيًا متزايدًا، خصوصًا بعد التعبئة العسكرية غير المسبوقة في أعقاب هجوم حماس، والتي شملت 360 ألف جندي احتياطي.
في المقابل، يرفض كثير من الحريديم الانخراط في الجيش، معتبرين أن الالتحاق بالخدمة يُشكّل تهديدًا على نمط حياتهم الديني، يقول الحاخام إفرايم لفت من مدينة بني براك: "الخدمة العسكرية تخلط بين أشخاص من خلفيات وأفكار متباينة، وبعضهم يحمل قيَمًا لا أخلاقية، نحن نحمي الدولة من خلال التزامنا بالوصايا، وهذا لا يقل أهمية عن حماية الجيش."
شركاء نتنياهو يُلوّحون بالانسحابتُعد أحزاب "شاس" و"ديغيل هتوراه" من الركائز الأساسية في ائتلاف نتنياهو، وقد أعلن متحدث باسم "شاس" أن الحزب سيصوّت لصالح حل الكنيست إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، بينما تُهدد "ديغيل هتوراه" بالانسحاب منذ أسبوع.
يرى الباحث شوقي فريدمان، نائب رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي في القدس، أن موقف هذه الأحزاب ينبع من "تركيزها المطلق على مصلحة مجتمعها"، مشيرًا إلى أن "القضية ليست الحرب أو الاقتصاد، بل الإعفاء من التجنيد."
ويضيف فريدمان أن استمرار الإعفاءات بهذا الشكل بات غير قابل للاستمرار، خصوصًا مع النمو السريع في عدد السكان الحريديم، الذين يُقدّر عدد من يبلغون سن التجنيد منهم سنويًا بـ13 ألفًا، لكن أقل من 10% منهم فقط يلتحقون بالخدمة.
هل ستمرّ خطوة حلّ البرلمان؟رغم الضجيج السياسي، يستبعد كثير من المحللين تمرير التصويت، إذ أوضحت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية، غاييل تلشير، أن التصويت يحتاج لحضور الأحزاب الأرثوذكسية بكاملها، وأن غياب أحدها يُسقط المقترح ويمنع إعادة طرحه لمدة 6 أشهر.
لكن تلشير تحذّر من سيناريو آخر أكثر خطورة: "إذا شعر الحاخامات الذين يقودون تلك الأحزاب أن الحكومة استنفدت مهلة الانتظار، فقد يُصدرون فتوى تدعو للانسحاب، خاصة مع ازدياد الضغط الشعبي داخل المجتمع الحريدي."
ويُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإرسال آلاف أوامر الاستدعاء لشباب الحريديم، وأوقف بعضهم عند محاولتهم مغادرة البلاد أو بسبب مخالفات مرورية، وهو ما أثار موجة من القلق داخل هذا المجتمع المغلق.
ما علاقة ذلك بالحرب في غزة؟يرى نتنياهو في الحرب المستمرة ذريعة لبقاء حكومته موحّدة، لكن في المقابل، تتمنى الأحزاب الأرثوذكسية نهاية سريعة للقتال.. تقول تلشير: "يعتقد الحريديم أنه بعد انتهاء الحرب، ستتراجع الضغوط السياسية، وستكون لديهم فرصة أفضل لتمرير قانون الإعفاء."
لكن حتى ذلك الحين، تبقى إسرائيل عالقة بين جبهتين: جبهة مشتعلة في غزة، وجبهة سياسية لا تقل اضطرابًا داخل الكنيست، حيث تزداد التساؤلات: هل يستطيع نتنياهو البقاء في الحكم دون تقديم تنازلات؟ وهل ستكفي أدواته المعتادة لتجاوز هذا المنعطف الحرج؟.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة