داليو يحذر.. الفيدرالي في مأزق بسبب الديون الهائلة
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
بعد أن قام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتنفيذ أول خفض لسعر الفائدة منذ بداية جائحة كورونا في مارس 2020، لفت المستثمر الملياردير راي داليو إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال يواجه "كمية هائلة من الديون".
قرار البنك المركزي الأميركي خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 50 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 4.
نقلت شبكة سي ان بي سي العالمية عن مؤسس شركة بريدج ووتر اسوشيتس، راي داليو، قوله إن "التحدي الذي يواجه الاحتياطي الفيدرالي هو الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة بما يكفي لتكون جيدة للمقرض، مع عدم رفعها بقوة إلى درجة تكون فيها مشكلة للمدين"، مشددا على صعوبة تحقيق هذا التوازن.
وأفادت وزارة الخزانة الأميركية مؤخرًا أن الحكومة أنفقت أكثر من تريليون دولار هذا العام على مدفوعات الفائدة على ديونها الوطنية البالغة 35.3 تريليون دولار. تزامن هذا الارتفاع في تكاليف خدمة الدين مع ارتفاع كبير في عجز الميزانية الأميركية في أغسطس، والذي يقترب من تريليوني دولار لهذا العام.
قال داليو الأربعاء إن الديون والمال والدورة الاقتصادية هي واحدة من أعلى خمس قوى تؤثر على الاقتصاد العالمي.
وقال إنه مهتم بشكل عام بـ "الكمية الهائلة من الديون التي تخلقها الحكومات وتتم تأميمها من قبل البنوك المركزية. لم أشهد مثل هذه الكمية من الديون في حياتي مطلقًا."
تحملت الحكومات في جميع أنحاء العالم أعباء ديون قياسية أثناء الوباء لتمويل حزم التحفيز وغيرها من التدابير الاقتصادية لمنع الانهيار.
عندما سُئل عن توقعاته وما إذا كان يرى أزمة ائتمانية على وشك الحدوث، أجاب داليو أنه لا يتوقع ذلك.
وقال: "أرى انخفاضًا كبيرًا في قيمة هذا الدين من خلال مزيج من أسعار الفائدة الحقيقية المنخفضة الاصطناعية".
وتابع "داليو" بأن ما يقلقه هو أن أي من مرشحي الرئاسة "دونالد ترامب" و"كامالا هاريس" يضع مسألة استدامة الديون ضمن أولوياته، مما يعني أن هذه الضغوط من غير المرجح أن تخف بغض النظر عن من سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لذلك يعتقد "داليو" أنه بمرور الوقت، سوف تتجه الأمور نحو اللجوء لتسييل هذه الديون واتباع مسار مشابه لليابان بالحفاظ على أسعار فائدة منخفضة للغاية بشكل مصطنع، ما أدى في النهاية إلى ضعف العملة المحلية وتراجع قيمة السندات السيادية.
وقال: "انخفضت قيمة السندات اليابانية بنسبة 90 بالمئة بحيث توجد ضريبة هائلة من خلال منحك عائدًا أقل بشكل مصطنع كل عام".
لسنوات، تمسك البنك المركزي الياباني بنظام أسعار الفائدة السلبية حيث شرع في واحدة من أكثر سياسات التيسير النقدي عدوانية في العالم. رفع البنك المركزي في البلاد أسعار الفائدة مؤخرًا في مارس من هذا العام.
بالإضافة إلى ذلك، عندما لا يكون لدى الأسواق ما يكفي من المشترين لتحمل المعروض من الديون(السندات)، فقد يكون هناك موقف حيث يتعين على أسعار الفائدة أن ترتفع أو قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى التدخل والشراء، وهو ما يعتقد داليو أنه سيكون المسار المقبل.
وقال الملياردير: "أرى تدخل الاحتياطي الفيدرالي حدثًا سيئًا كبيرًا للغاية". كما يثير فائض الديون تساؤلات حول كيفية سدادها.
قال: "إذا كنا في نظام نقدي صلب، فستواجه حدثاً ائتمانياً. لكن في النظام النقدي الورقي، لديك مشتريات هذا الدين من قبل البنوك المركزية، مما يؤدي إلى تحويل الدين إلى نقد".
وفي هذا السيناريو، يتوقع داليو أن تشهد الأسواق أيضًا هبوط جميع العملات لأنها كلها نسبية.
وقال: "لذلك أعتقد أنك سترى بيئة مشابهة جدًا لبيئة السبعينيات أو الفترة من 1930 إلى 1945".
بالنسبة لمحفظته الاستثمارية الخاصة، يؤكد داليو أنه لا يحب أصول الديون.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: استقرار نسبي في أسعار الذهب بانتظار قرار الفيدرالي وتصريحات باول
شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا في السوقين المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب لبيان السياسة النقدية الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتصريحات المرتقبة لرئيسه جيروم باول في مؤتمره الصحفي المنتظر لاحقًا اليوم.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن السوق المحلية سجّلت حالة من الهدوء مقارنة بإغلاق تعاملات الثلاثاء، حيث استقر سعر جرام الذهب عيار 21 عند 4565 جنيهًا، بينما ثبت سعر الأوقية عالميًا عند مستوى 3325 دولارًا.
وأضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5217 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3913 جنيهًا، في حين وصل عيار 14 إلى 3044 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب 36520 جنيهًا.
وكان الذهب قد تراجع أمس بنحو 10 جنيهات للجرام، منخفضًا من 4675 إلى 4565 جنيهًا، رغم تسجيل الأوقية العالمية ارتفاعًا طفيفًا بنحو 8 دولارات فقط، من 3317 إلى 3325 دولارًا.
أوضح، إمبابي، استقرار أسعار الذهب، يعود بالأساس إلى ترقّب الأسواق لنتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي ستُحدد مصير أسعار الفائدة خلال المرحلة المقبلة.
وتُرجّح الأسواق أن يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% – 4.5%، إلا أن التركيز الأكبر ينصبّ على تصريحات جيروم باول عقب القرار، لما لها من تأثير مباشر على توجهات السياسة النقدية مستقبلاً.
وأكد إمبابي أن نبرة باول خلال المؤتمر الصحفي ستكون حاسمة في تحديد اتجاه أسعار الذهب، موضحًا أن أي إشارة إلى بدء دورة خفض الفائدة أو التخفيف النقدي ستدفع المعدن نحو مستويات قياسية جديدة، بينما التمسك بسياسة التشديد قد يعيد الضغوط البيعية ويؤدي إلى تراجع المعدن.
مؤشر الدولار الأمريكي
وعلى صعيد آخر، سجّل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.13% إلى مستوى 98.774، بعد أن لامس ذروة خمسة أشهر عند 99.143 يوم الثلاثاء، مما منح الذهب دعمًا نسبيًا، حيث يُفضّل المستثمرون المعدن في ظل ضعف العملة الأمريكية، خاصة مع استمرار التحوط من المخاطر الجيوسياسية.
ورغم تحسّن شهية المستثمرين نتيجة الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكل من اليابان والاتحاد الأوروبي، لا تزال الأسواق حذرة في ظل انتظار نتائج المفاوضات الجمركية بين واشنطن وبكين، واستمرار التوتر في العلاقات التجارية العالمية، وهي عوامل تعزّز من جاذبية الذهب كأداة للتحوّط.
وفي سياق متصل، يترقّب المستثمرون اجتماع بنك اليابان المركزي غدًا الخميس، وسط تساؤلات حول إمكانية رفع الفائدة في ظل تباطؤ التضخم وتزايد الغموض السياسي في طوكيو.
كما تركّز الأسواق أيضًا على بيانات التوظيف في الولايات المتحدة، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، وبيانات التوظيف في القطاع الخاص، إضافة إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يُعد المؤشر المفضل لدى الفيدرالي لقياس التضخم.