الثورة نت:
2025-06-03@10:43:55 GMT

لهذا قامت ثورة 21 سبتمبر

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

 

 

يعدُّ مفهوم الثورة من أكثر المفاهيم السياسية والاجتماعية استخداماً وتواتراً وحضوراً وأهمية وتشويقاً في الفكر السياسي والاجتماعي في تاريخ المجتمعات الإنسانية، وما زال هذا المفهوم يثير جدلا واسعا بين المفكرين والباحثين في ما يتعلق بدلالاته وإسقاطاته، ومن المعروف أن جوهر أي ثورة هو رفض شامل لكل أشكال الظلم والإذلال والعبودية والقهر التي تقع على المواطنين أو الشعب من قبل سلطة فاسدة ظالمة أو محتل أجنبي .


وفي هذه المساحة نقدم قراءة موجزة للثورات اليمنية، وهي جزء من دراسة للعبد الفقير لم تنشر بعد .
1_ ” ثورة ” 1948
في 17 فبراير عام 1948، أغتيل الإمام يحيى حميد الدين، في كمين بمنطقة حزيز شمال العاصمة صنعاء، وأعلنت ” الثورة الدستورية ” وتم تتويج عبدالله الوزير إماما ملكا على اليمن .
ما أسميت بالثورة، كان أبرز قيادتها من خارج اليمن، إذ تولى الجزائري، الفضيل الورتلاني ذو التوجهات الإخوانية، الخطة السياسية، فيما تولى العراقي جمال جميل الخطة العسكرية، و تولى علي ناصر القردعي تنفيذ عملية الاغتيال .
ما حدث عام 1948، لم يكن ثورة، وهو في الحقيقة أقل من انقلاب، بالنظر إلى هوية الأطراف الرئيسية المشاركة فيه، ودوافعهم التي اتضح أنها تستهدف تغيير طبقة الحكم وليس تغيير أوضاع الشعب .
ونظرا لعدم توفر شروط الثورة، لم يتجاوز عمر مملكة عبدالله الوزير شهرها الأول، و هلل الشعب بأكمله لإعدام قادة الانقلاب ” الذين اغتالوا الإمام المسن الذي تجاوز الثمانين عاما ” وبويع نجله أحمد ملكا على اليمن .
2 _ ثورة 1955
وتسمى أيضا “حركة 55” قادها أحد ضباط الجيش الملكي في مدينة تعز، عاصمة الإمام أحمد بن حميدالدين، وجرى خلالها محاصرة قصر الإمام من قبل عدد من الجنود والضباط بقيادة أحمد الثلايا، و أجبر الإمام على التنازل بالعرش لأخيه عبدالله .
أما عن الخلفيات والدوافع الحقيقية لهذه “الثورة” – والتي غابت عن المناهج المدرسية، وكتب المؤرخين الرسميين – فتعود إلى رفض قائد الجيش ” الثلايا ” رغبة الإمام في معاقبة بعض الجنود الذين ارتكبوا انتهاكات ضد أهالي قرية في الحوبان تعز .
انحاز الإمام أحمد للمواطنين، بينما انحاز الثلايا للجنود واستغل الخلاف العائلي في القصر بين الإمام أحمد وأخيه عبدالله، الذي لم يهنأ بصعود العرش. واستعاد الإمام أحمد عرشه في غضون ساعات ..أعدم قادة الانقلاب وعلى رأسهم الثلايا و عبدالله شقيق الإمام أحمد، ويمكن العودة إلى ما كتبه الأديب والشاعر الكبير عبدالله البردّوني حول حركة 55 في كتابه، “اليمن الجمهوري” .
3_ ثورة 26 سبتمبر 1962
كان الإمام خصماً “عاقلا” للسعودية وحليفا حكيما واعيا لمصر، كان حذرا ومتوازنا في سياساته الخارجية، ولم يكن تابعا لهذا أو لذاك، ولم تكن هذه السياسة تروق لعبدالناصر الذي كان يبحث عن ورقة يستخدمها ضد خصومه وأعدائه في الرياض ولندن، وكانت اليمن التي يحكمها الإمام أحمد مسرحا ملائما لمواجهة الطرفين، السعودية في الشمال وبريطانيا في جنوب اليمن المحتلة .
لم يكن الإمام أحمد خصما لمصر أو لناصر، بل حليفا قوميا، وعاشقا للوحدة العربية، وكانت المملكة المتوكلية اليمنية ثالث اثنين إلى جانب مصر وسوريا في الكيان الذي عرف باسم “الجمهورية العربية المتحدة ” .
لكن عبدالناصر كان يدرك أن الإمام، ملك اليمن، لن يسمح أن تكون بلده مسرحا لحروب الآخرين، ولذلك، كان خيار عبدالناصر التخلص من الإمام، و نقل السلطة إلى أشخاص موالين يديرهم كما يشاء .
حدّد المصريون ساعة الصفر، وأعلنت ” السورة “، وفي حين كانت الثورة في يومها الأول، كانت السفن المصرية المحملة بآلاف الجنود قد قطعت نصف المسافة في طريقها إلى الحديدة .
بعد بضع سنوات، ترك المصريون الجمهورية في اليمن يتيمة، فكفلتها الجارة السعودية، وحتى الآن، ترفض السعودية التخلي عن وصايتها على اليمن “الجمهوري” .
4 ـ 14اكتوبر 1963
السلطتان في الشمال والجنوب شاركتا في تزوير التاريخ النضالي والسياسي لليمنيين، واتفقتا على أن يكون الرابع عشر من أكتوبر 1963، هو اليوم الذي بدأ فيه الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني .
هذا التزوير فيه إساءة للشعب اليمني في الجنوب والشمال، فأي شعب هذا الذي يسكت على احتلال بلده، وينتظر قرناً وربع القرن قبل أن يحمل بندقيته لمواجهة المحتل ؟! .
الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني بدأ منذ اقتراب السفن البريطانية من شواطئ عدن عام 1928، واستمرت المواجهة على موجات وفترات، تارة يقودها سلاطين الجنوب، وأخرى يقودها أئمة الشمال. لكن الأوضاع السائدة حينها كانت لصالح المحتل، القوة الأكبر في العالم، ومع ذلك لم يتوقف نضال اليمنيين شمالا وجنوبا ضد الاحتلال .
أرادت سلطة الجمهورية في الشمال أن تمحو كل إيجابيات العهد الملكي، وزج مؤرخوها بالاحتلال والأئمة في سلة واحدة .
وبالمثل، السلطة التي تولت زمام الحكم في الجنوب بعد رحيل المحتل، أرادت محو كل نضالات الأشخاص والمكونات خارج إطار ” الجبهة القومية ” .
5_ 21 فبراير
كانت ثورة 21 فبراير 2011 في اليمن، واحدة من ثورات الربيع العربي، وكانت قوى الغرب ترقبها بحذر وقلق، لأنها تعرف جيدا أن نجاح الثورات الشعبية في المنطقة العربية سوف يخلق بيئة معادية للمصالح الاقتصادية الغربية من جهة، ويشكل خطراً استراتيجياً على مستقبل العائلات والأنظمة الحاكمة في المنطقة من جهة أخرى .
هذا ما دفع الجميع إلى إفشال تلك الثورات أو على الأقل التحكم بأهدافها والضغط باتجاه انحرافها عن مسارها للتخفيف من آثارها ولقطع الطريق أمام أية فرصة لتحرر هذه البلدان والشعوب من التخلف التاريخي والتخلص من الأنظمة الديكتاتورية التي تقف حجر عثرة أمام أي تطور حقيقي للبلدان العربية .
بعد ثلاث سنوات من ثورة 21 فبراير، رأى اليمنيون ” طربوش الأتراك ” يستعيد موقعه في ثكنات العُرضي عند باب اليمن بالعاصمة، وفي عدن، تستعيد الملكة فيكتوريا مكانها من جديد في حديقة التواهي، بينما تحكم الشقيقة الكبرى قبضتها ممسكة بزمام ” المبادرة ” في اليمن .
و تساءل الناس بدهشة: ما الذي فعله الثوار الشباب في 2011 : ثورة تغيير، أم استعادة ضبط المصنع .
ولذلك، جاءت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014، التي تحل اليوم ذكراها العاشرة.. وسيكون لنا فيها قراءة أخرى إن شاء الله .
aassayed@gmail.com

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حريق هائل يلتهم فرن مخبوزات في دمياط دون خسائر بشرية

نشب حريق هائل داخل مخبز لإنتاج المخبوزات بمدينة كفر سعد بمحافظة دمياط، وذلك عقب وقوع ماس كهربائي أدى إلى اندلاع الحريق.

وتلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة دمياط، بلاغا أفاد وقوع حريق هائل داخل مخبز لإنتاج المخبوزات بمدينة كفر سعد، وعلى الفور تحركت قوة شرطية من قبل قسم شرطة كفر سعد، رفقة سيارات الاسعاف لموقع الحادث بينما دفعت الحماية المدنية بأربع سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق.

وتمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق دون وقوع خسائر بشرية، فيما قامت الأجهزة المعنية بفصل التيار الكهربي عن المنطقة، كذلك استدعاء شركة ريبكو جاس لفصل الغاز الطبيعي عن المنطقة، فضلا عن قيام الأجهزة الأمنية بتحرير المحضر اللازم للواقعة تمهيدا للعرض على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأكد شهود عيان، أن الأهالي تفاجئت باندلاع الحريق بشكل مفاجئ، موضحين أن ألسنة اللهب انت قد بلغت المنزل المجاور له، مشددين على أن الحماية المدنية قامت بالسيطرة على العريق بصورة سريعة قبل وصول النيران إلى باقي العقار.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • «حكماء المسلمين» يضم رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا إلى عضويته
  • لكى الله يا كرة القدم.. تامر أمين بفتح النار على أحمد دياب لهذا السبب
  • شاهد.. الأضاحي في اليمن عبء ثقيل والأسعار تقهر الناس
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • وحدت اليمنيين وسلطت الضوء على الأوضاع الراهنة.. ثورة النساء في اليمن الدلالات والرسائل (تحليل)
  • غزة تسقط القناع عن العملاء وتذكّر بـفصائل السلام.. هذا ما قامت به زمن البريطانيين؟
  • حريق هائل يلتهم فرن مخبوزات في دمياط دون خسائر بشرية
  • باسم محمود ياسين | انطلاق مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي سبتمبر 2025
  • شرطة دبي تحمي قيم الأسرة بـ «أبي قدوتي»
  • وزير خارجية السعودية يصل دمشق على رأس وفد اقتصادي وسيلتقي أحمد الشرع