الثورة نت|

احتفلت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وهيئة التدريب والتأهيل، اليوم، بتخريج دفعة “ثباتاً وانتصاراً على طريق القدس”، التي تضم الدفعة الـ 55 للكلية حربية، والدفعة 30 للكلية البحرية والدفعة 37 لكلية الطيران والدفاع الجوي، بمناسبة الاحتفال بالعيد العاشر لثورة الـ 21 سبتمبر المجيدة.

وفي الاحتفال، الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق جلال الرويشان، قال وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي “في مستهل هذا اليوم المجيد الذي أطلت علينا فيه شمس الحرية والاستقلال، يسعدني أن أحمل أجمل التحايا وأطيب التهاني والتبريكات إلى شعب عظيم يتوق للحرية والعزة والكرامة والمجد، شعب حق له أن يحتفل باستقبال مناسباته الوطنية العظيمة التي تتجلى في الانطلاقة العاشرة لثورة الـ 21 من سبتمبر الخالدة، والذكرى الـ 62 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة التي ستتواكب مع الإطلالة المشرقة لثورة الاستقلال في الـ 14 من أكتوبر”.

وأضاف “وفي خضم احتفالات شعبنا بهذه المناسبات الوطنية نحتفل في مؤسستنا العسكرية بتخريج دفعات جديدة من أبنائنا من القادة العسكريين ومن مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة والكليات العسكرية الدفعة 55 من الكلية الحربية، والدفعة 30 من الكلية البحرية، والدفعة 37 من كلية الطيران والدفاع الجوي”.

وأشار الوزير العاطفي إلى أن تخريج الدفع العسكرية، يدل على الرؤية الصائبة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقوة الإيمان والإرادة اليمنية للقوات المسلحة التي يجري تحديث مفاصلها وتجديد بنائها وفولذة رجالها الأشداء بوجوه شابة ومؤمنة، على جبينها ترتسم خارطة اليمن القوي عالي المكانة وعظيم الأثر في مفاهيم الجغرافيا السياسية وحسمت وحددت طريقها للنهوض باتجاه يمن قوي معافى، ومسموع الصوت، مستقل السيادة ومتحرر من كل تبعية أو وصاية وأكبر من كل هيمنة أو حسابات جيوسياسية في العهود السابقة.

وأكد أن القوات المسلحة اليمنية تسير اليوم بكل ثقة واطمئنان نحو تجسيد قيم السيادة الوطنية، والهوية اليمنية الراسخة التي هي مصدر التحدي ضد كل متآمر أو خائن، وتعمل جاهدة بكل طاقتها لتأهيل الكفاءات والقدرات التي تكفل لها امتلاك الإمكانيات والوسائل الضامنة للتفوق والتطور والتنامي الفعال كقوة عسكرية دفاعية فاعلة قادرة على فرض المعادلة السياسية والعسكرية اليمنية كرافعة للسيادة الوطنية ومدافعة عنها.

وقال “رغم ما يعيشه بلدنا من عدوان وحصار من قبل قوى الشر إلا أن قواتنا المسلحة شهدت تطورات عديدة في كافة صنوفها وتشكيلاتها كان أبرزها تطوير وتحديث المنظومة الصناعية العسكرية حتى أصبحت هذه القوات ومن خلال ما امتلكته من قدرات وامكانات تفخر بما أنجزته من تحديث متصاعد في القوة الصاروخية والطيران المسير وتحديث وسائل القوات البحرية وتطوير الدفاعات الجوية”.

ولفت وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى أن ما أنجزته القوات المسلحة اليمنية من تحديث متصاعد، أكسبها قدرة وتأثيراً قوياً وجعلها قوة ضاربة في ميدان المعركة وكذا قوة ردع استراتيجية ألجمت المعتدين وأعطت القرار اليمني زخماً جديداً في مسارات المواجهة البحرية والجوية والبرية ضد قوى الاستكبار وفي توجيه ضربات موجعة في عمق العدو الصهيوني.

وأفاد بأن تطور قوة الردع للقوات المسلحة اليمنية، جعل العدو الأمريكي، البريطاني ومن يدور في فلكه يحسب ألف حساب للقدرات العسكرية اليمنية التي تمضي قدماً في سباق مع الزمن في مسارات التصنيع الحربي الذي يُعد أهم منجز تحقق للقوات المسلحة الباسلة وثمرة مباركة من ثمرات ثورة الـ 21 من سبتمبر الغراء التي جاءت لتحرر الإرادة الوطنية، مما كبلها وأثقل كاهلها بالمتاعب السابقة ولتضع نقاطاً مشرقة في طريق الشعب الذي عصرته المعاناة وكبلته قيود الفساد والإفساد والتبعية خلال الفترات السابقة.

وتابع “ومن دواعي الفخر أن يقود المتغيرات وثورة التغيير الفعالة قائد وطني استثنائي جاء وفق الاختيار الإلهي ليضع حداً فاصلاً للآلام والمتاعب التي أنهكت اليمن واليمنيين، قائد قُدر له أن يحقق لليمن انتصارات نوعية وقفزات عظيمة في مسار التحولات الإيجابية في حياة الشعب اليمني وتاريخه المعاصر وهذا من فضل الله على أبناء اليمن أن قيض لهم قائداً حكيماً شجاعاً واسماً بارزاً أعطى لليمن زخماً متدفقاً من الحماس والفخر والمجد والعطاء”.

وأوضح وزير الدفاع والإنتاج الحربي “أننا اليوم نعيش في ظل متغيرات ومستجدات متوالية أطلت على المنطقة وأوجبت على الجميع أن يكونوا مواكبين لأحداثها ولمتغيراتها العاصفة ونحن إذ نتابع ونرصد مجمل التفاصيل السياسية والعسكرية والجيو سياسية جدير بنا أن نكون على أهبة الاستعداد للتصدي لكافة ذرائع أحداث هذه المرحلة والقيام بما يتوجب علينا من أعمال ومهام اعتيادية وسيادية وأولى هذه المهام السيادية مواجهة التوحش الصهيوني الذي فلت من عقاله وأصبح وباءً يجب الإسراع في استئصاله وقطع ذرائعه ودابره”.

وجددّ العهد لله تعالى والسيد القائد بأن القوات المسلحة اليمنية ستكون النيران التي تحرق كل معتد أثيم وكل صهيوني نازي استفحل شره وامتد ضرره إلى الأمة العربية والإسلامية وإلى الأشقاء في غزة الأبية المحاصرة الصامدة وجنوب لبنان، من منطلق المسؤولية والواجب الديني والوطني والقانوني والعسكري والأخلاقي.

وقال “ومثلما طرقنا أبواب وأسوار “يافا” وأم الرشراش المحتلة سنواصل الدرب لدك أوكار الصهاينة ولن نبخل عليهم وسنرسل لهم قوافل ومواكب صواريخنا الباليستية والفرط صوتية والمجنحة وطائرتنا المسيرة ومثلما أغلقنا البحار في وجه الملاحة الصهيونية سنجعل الصهاينة يستصرخون العالم بحثاً عن ملاذ وعن منقذ لهم من ويل اليمانيين”.

وأكد الوزير العاطفي أن يمن الإيمان والحكمة بشعبه الأبي يعي جيداً تبعات كل عمل يقوم به، والخوف لا مكان له في قلوب اليمنيين .. مضيفاً “لدينا الاستعداد العالي للتعامل بالقوة المناسبة مع طبيعة التحديات الشاخصة في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة والمفتوحة على كل الاحتمالات وفي حرب طويلة الأمد مع هذا العدو الصهيوني النازي الذي نعده بالكثير من المفاجآت التي ستثلج صدور المؤمنين”.

وبين أن الشعب اليمني وقواته المسلحة يتهيأ لدخول العام العاشر من تاريخ العدوان الغاشم والحصار الخانق والحرب الاقتصادية التي يشنها الأعداء ضد اليمن وشعبه.

وقال “لقد عملنا دوماً لدرء مثل هذه المفاسد والأضرار مراعين حق الجيرة والأخوة العربية والإسلامية ونصطبر قدر ما سمح لنا الاصطبار الاستراتيجي حيال العدائية المفرطة لقوى الجيرة الإقليمية عسى ولعل يحتكمون إلى صوت العقل والمنطق وإلى إلجام جموح المغامرين الصغار والكبار ولكن يبدوا أنهم فهموا أن الاصطبار الإستراتيجي نوعاً من الضعف”.

وأضاف الوزير العاطفي “وهنا نعود ونكرر ونهمس في الآذان التي فيها وقر، دعوا اليمن وشأنه ولا تختبروا صبرنا والتزموا بالخطوط الحمراء بشأن التدخل الداخلي لليمن وجدولوا مرحلة انسحابكم من أرضنا وجزرنا، مالم فسوف نجعلكم تذوقون المرارة الحقيقية لأن خارطة إجراءاتنا وتدابيرنا العسكرية إذا بدأناها فإن الشلل سيصيب ممالككم وأنظمتكم ويقضي على كل طموحاتكم الجوفاء”.

وخاطب العاطفي الخريجين بالقول “إنكم اليوم تحملون على أكتافكم أمانة الوطن وشعبه، فكونوا عند مستوى المسؤولية وحافظوا على أمانة العهد وتذكروا دائماً أن الوطن في أمس الحاجة اليكم فكونوا أوفياء لواجبكم ولقسمكم العسكري وأعلموا أنكم أصبحتم جزاء كبير من الأمل والمستقبل”.

وجدّد وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الوعد والعهد للقيادة الثورية والسياسية والشعب اليمني على مواصلة العمل وتكثيف الجهود لإنجاز المهام السيادية التي تخدم اليمن الجديد، المتحرر من التبعية والإرتهان ومن السطوة والهيمنة الأجنبية، متمنياً للخريجين التوفيق والنجاح في مهامهم وواجباتهم العملية وترجمة وتطبيق المعارف والخبرات المكتسبة في ميادين المجد والعزة والكرامة وبما يعزز من القدرات الهجومية الاسنادية والدفاعية لقواتنا المسلحة على مختلف المستويات التكتيكية والتعبوية والاستراتيجية.

وتوّجه بخالص الشكر والتقدير لكل من بذلوا الجهود لتأهيل وتدريب الخريجين للوصول إلى هذه النتيجة المشرفة، مؤكداً مضي اليمن وشعبه بعون الله وبحكمة قيادته الثورية قدماً من نصر إلى نصر وليذهب المرجفون والمتآمرون والمطبعون وخونة الأوطان إلى مزبلة التاريخ.

وفي الاحتفال، الذي حضره نائب رئيس هيئة الأركان العام اللواء الركن علي الموشكي، وقائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء عبدالخالق الحوثي، أشار نائب رئيس هيئة التدريب والتأهيل العميد عبد المجيد الرمام، إلى أن تخرج هذه الدفع من أبناء المؤسسة العسكرية اليمنية من خريجي هيئة التدريب والتأهيل – دائرة الكليات، يأتي مباركة لثورة الـ 21 من سبتمبر العظيمة، ومن أجل الشعب والقضية الفلسطينية، قضية الأمة والشعب اليمني المركزية والأولى.

وأوضح أن تخرج هذه الدفع الرمزية، يأتي في إطار البناء والإعداد القتالي للجيش اليمني الذي بفضل الله هي في طليعة الآلاف من الجيش المنظم ممن جمع بين التجربة والبناء، وتسلح بسلاح الوعي والبصيرة وسلاح الحديد.

وأكد العميد الرمام، أن المؤسسة العسكرية، ستظل الدرع الحصين الذي تتحظم من خلاله كل مؤامرات الأعداء وستبقى على الدوام في أعلى جاهزيتها، مشيراً إلى أن هيئة التدريب والتأهيل بجميع دوائرها ومعاهدها ومدارسها العسكرية ستواصل البناء البدني والمعرفي والمهاري والمعنوي للقوات المسلحة بجميع تشكيلاتها وستبذل كل الجهود من أجل تطوير وتحديث المناهج والعلوم، بما يواكب المرحلة والأحداث التي تشهدها المنطقة.

فيما أكدت كلمة الخريجين، أن تخرج الدفع من الكليات العسكرية، ثمرة من ثمار ثورة الـ 21 سبتمبر المجيدة، وفي ظل ما ينعم به اليمن اليوم من عزة وكرامة وقوة وتمكين وانتصارات في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب الأشقاء في غزة وكل فلسطين.

وجددت العهد والولاء لله والقيادة الثورية والسياسية والشعب اليمني بالدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته، ونصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مبيناً أن الاحتفال بتخريج الدفع العسكرية، هي مرحلة ختامية للإعداد، والانتقال بعدها إلى مرحلة البناء والاستعداد لما أمر الله به من فريضة الجهاد في سبيل الله ضد الأعداء والتنكيل بهم.

وتطرقت إلى ما تلقاه الخريجون من علوم ومعارف عسكرية نظرية وعملية ، معبرة عن الشكر لمن ساهم في تعليم وإعداد الدفع المتخرجة من قيادات ومدربين وما بذلوه من جهود في سبيل تخريج الدفع العسكرية من كليات الحربية والبحرية والطيران والدفاع الجوي.

عقب ذلك استأذن قائد العرض، نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق جلال الرويشان ووزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، لبدء عرض وحدات رمزية من الدفاع المتخرجة والمتقدمة ووحدات من منتسبي وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة وهيئة التدريب والتأهيل ومرورها أمام المنصة، حاملة العلم اليمني، وشعار البراءة.

وقدّم الخريجون عرضاً عسكرياً مهيباً عكس المستوى الرفيع والمهارات الميدانية التي اكتسبوها في ميادين التدريب والتأهيل، كما تم تبادل الأعلام بين الدفع المتخرجة والدفع المتقدمة من الكليات العسكرية.

وتضمن العرض الذي تقدّمه فرسان الخيالة، إبراز مدى جاهزية واستعداد الدفع المتخرجة لخوض معركة الجهاد في الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله والمشاركة في معركة “طوفان الأٌقصى” إلى جانب المقاومة الفلسطيني ضد كيان العدو، المدعوم أمريكياً وأوروبياً.

وتم عقب العرض العسكري المهيب، تشكيل لوحة فنية لـ “طوفان الأقصى” و21 سبتمبر” من قبل الدفع المتخرجة.

وقرأ مدير الدائرة القانونية العميد محمد العظيمة قرار ترقية خريجي الدفعة الـ 55 للكلية حربية، والدفعة 30 للكلية البحرية والدفعة 37 لكلية الطيران والدفاع الجوي، إلى رتبة ملازم ثاني في القوات المسلحة، فيما أدى الخريجون القسم العسكري تلاه مدير دائرة القضاء العسكري اللواء قاضي عبداللطيف العياني.

وفي ختام الحفل الذي تخللته قصيدة للشاعر حسين أبو حسين، تم إعلان النتائج العامة وتكريم أوائل الخريجين للدفع من الكليات العسكرية “الحربية، والبحرية، والطيران والدفاع الجوي”، وتوزيع الجوائز والهدايا على الخريجين.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صنعاء وزير الدفاع وزیر الدفاع والإنتاج الحربی هیئة التدریب والتأهیل الکلیات العسکریة المسلحة الیمنیة القوات المسلحة للقوات المسلحة والدفاع الجوی الشعب الیمنی من سبتمبر نائب رئیس لثورة الـ إلى أن

إقرأ أيضاً:

نظام الدفع الأفريقي الموحد.. ما الذي يعنيه انضمام الجزائر لأكبر شبكة تسوية مالية في القارة؟

تخطو الجزائر بانضمامها إلى نظام الدفع والتسوية الأفريقي الموحد (بابس – PAPSS) خطوة جديدة ضمن سياسة تراهن من خلالها على تعزيز حضورها الاقتصادي داخل القارة، وتعميق الشراكة مع الدول الأفريقية، وصولا إلى تحقيق التكامل الأفريقي.

وتُصبح الجزائر بانضمامها إلى هذا النظام من بين أكثر من 15 دولة موزّعة على 4 مناطق أفريقية، سارعت إلى تبني آلية الدفع الإقليمي التي تُتيح تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية، ضمن شبكة مصرفية متنامية تضمّ أكثر من 115 بنكا تجاريا و10 بنوك مركزية، في مسعى جماعي لإرساء بنية مالية أفريقية مستقلة عن النظام المالي الغربي.

ويُعد النظام، الذي أطلقه رسميا البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي سنة 2022، إحدى الأدوات المالية الأساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، إذ يتيح للدول الأعضاء تسوية معاملاتها التجارية بالعملات المحلية، دون الحاجة إلى المرور بالنظام المالي الغربي أو استخدام الدولار واليورو، مما يُعزز السيادة المالية للقارة ويُسرّع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية.

دوافع الانضمام

وتراهن الجزائر، من خلال انضمامها إلى "بابس"، على فتح مسارات جديدة للتبادل التجاري مع شركائها في القارة، وتسهيل حركة رؤوس الأموال، وتقليص التكاليف الزمنية والمالية، في خطوة تعكس سعيها إلى تعزيز الانخراط العملي في مسار التكامل القاري.

التحديات التقنية والتشريعية تشكّل اختبارًا حاسمًا لنجاح التجربة الجزائرية (شترستوك)

ويرى الخبير الاقتصادي هواوي تيغرسي أن انضمام الجزائر إلى نظام الدفع الأفريقي الموحد يحمل دلالات اقتصادية عميقة، ويعكس رغبة واضحة في تعزيز التجارة البينية داخل القارة، وتوسيع نطاق الصادرات الجزائرية نحو الأسواق الأفريقية، ضمن مسعى أوسع لتنويع الاقتصاد الوطني بعيدا عن الريع النفطي.

إعلان

ويُشير تيغرسي، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن النظام الجديد يُمهّد لتجاوز العقبات التي طالما كبّلت المعاملات المالية في القارة، وعلى رأسها الاعتماد المفرط على العملات الأجنبية كالدولار واليورو، مما يشكل عبئا ماليا على الدول الأفريقية، لا سيما حين يتعلق الأمر بتحويل المدفوعات أو تسوية المعاملات عبر البنوك التقليدية.

ويُضيف تيغرسي أن استخدام العملات المحلية، بما فيها الدينار الجزائري، يفتح الباب أمام تسويات فورية، بتكلفة أقل، وسرعة أعلى، وهو ما من شأنه أن يعزز سلاسة التبادلات التجارية، ويدعم اندماج الجزائر في المنظومة المالية القارية.

انفتاح أفريقي

في السياق نفسه، يعتبر تيغرسي أن هذه الخطوة تنسجم مع توجه الجزائر نحو تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، التي لا تزال التجارة البينية بين دولها دون 15% من إجمالي التبادل التجاري، وهو معدل يراه بعيدًا عن الإمكانات الفعلية للقارة.

ويُشدّد الخبير على أن الجزائر، من خلال هذا الانخراط، تستهدف تمكين شركاتها من دخول أسواق جديدة، وتوسيع نشاط بنوكها إقليميا، بما يعزز الوجود المالي الجزائري داخل أفريقيا، ويدعم التكامل الاقتصادي جنوب-جنوب، من خلال آليات دفع أكثر مرونة وتكلفة أقل، مما يعود بالفائدة المباشرة على المواطن الأفريقي وعلى معدلات النمو في الدول الأعضاء.

وفي سياق الانفتاح المتسارع على السوق القارية، يؤكد الخبير الاقتصادي جمال الدين نوفل شرياف أن انضمام الجزائر إلى نظام الدفع الأفريقي الموحد يمثّل حلقة من سلسلة إصلاحات تهدف إلى خلق تكامل اقتصادي حقيقي داخل القارة، انطلاقا من تفعيل الدفع الإلكتروني وتحديث التشريعات المرتبطة بالصرف.

ويُضيف شرياف، في حديث للجزيرة نت، أن السلطات الجزائرية شرعت فعليا في تنزيل هذه الرؤية من خلال قانون الصرف الجديد، وتوسيع دوائر الدفع الإلكتروني، ليس فقط عبر القطاع البنكي، بل عبر مختلف المؤسسات والقطاعات، وفي مقدمتها التجارة، بما يعزز حجم المبادلات ويدفع نحو تنويع الاقتصاد بعيدا عن المحروقات.

ويرى شرياف أن التوجّه نحو اعتماد العملات المحلية داخل أفريقيا سيوفّر مناخ أعمال مواتيا، ويسهّل دخول المستثمرين إلى السوق المحلية والأفريقية، مما يوفّر امتيازا إستراتيجيا حقيقيا للجزائر وشركائها على السواء.

تحديات التفعيل

رغم أهمية الخطوة، يُشير شرياف إلى أن تفعيل هذا النظام يطرح تحديات بنيوية، على رأسها كيفية تأمين وضمان سير هذه العملية، لتجاوز الاختلالات التي واجهها المصدرون المحليون سابقا من خلال التعامل بالعملة الأجنبية، والفرق الشاسع بين السوق الرسمية والموازية، خصوصا ما يتعلق بسعر صرف العملة الأجنبية. إلى جانب ضمان انضمام باقي الدول الأفريقية إلى هذا النظام بشكل فعّال وكامل.

البنية التحتية المصرفية تمثل ركيزة أساسية لضمان تكامل فعلي مع النظام (شترستوك)

ويُشدّد على ضرورة مرافقة هذا النظام بتوسيع مناطق التبادل الحر مع مزيد من الدول الأفريقية، وإنشاء ممرات تجارية أو ما وصفه بـ"الرواق الأخضر الحدودي" لتسهيل وتسريع عبور السلع، خاصة في ظل ارتباط التجارة بعامل الوقت وإدارته، وهو ما يوفره نظام "بابس" من خلال تسريع وتيرة الدفع.

إعلان

ويقول الخبير إن نظام الدفع الموحّد وحده لا يكفي، ما لم تترافق معه سياسات تسويق فعّالة للمنتجات الجزائرية، ورؤية تؤمّن انخراطا أوسع في الأسواق الأفريقية في أسرع وقت.

من جانبه، يربط البروفيسور فارس هباش، أستاذ الاقتصاد بجامعة سطيف، نجاح تجربة انضمام الجزائر إلى نظام الدفع الأفريقي الموحّد بشروط، أولها قدرة البلاد على تهيئة بنيتها التحتية المصرفية، وتحديث أنظمتها الإلكترونية للتكامل الفعلي مع المنصة.

ويُؤكد هباش، في حديث للجزيرة نت، على ضرورة مراجعة الإطار التشريعي للدفع الإلكتروني، وتدريب الكوادر البنكية والمؤسسات الاقتصادية على استخدام النظام واستغلال إمكاناته.

ويعتبر هباش أن الانتقال من النظم التقليدية إلى منظومة دفع موحدة على مستوى القارة ليس مجرّد إجراء تقني، بل هو تحوّل اقتصادي عميق يستدعي تنسيقًا سياسيًا وماليًا يتجاوز الحدود الوطنية.

وأشار إلى أن الجاهزية التقنية تعد عاملا حاسما، لا سيما أن النظام يعمل بآلية تسوية آنية أو شبه آنية، ترتكز على شبكة مترابطة تضم البنوك المركزية والتجارية ومزوّدي خدمات الدفع، مما يتطلب أنظمة إلكترونية متقدمة وآمنة قادرة على تقليص زمن تنفيذ المعاملات من أيام إلى ثوان أو دقائق فقط.

ونوّه بالتحديات الاقتصادية المرتبطة بتوسيع دائرة الاستفادة من النظام، إذ تكمن أهمية هذه الآلية في قدرتها على خفض تكاليف المعاملات من متوسط يتراوح بين 10% و30% إلى نحو 1% فقط، وهو ما يمكن أن يوفّر نحو 5 مليارات دولار سنويا للدول الأفريقية.

لكن هذا المكسب -في رأيه- يظل مشروطا بتفعيل حقيقي وسلس للنظام داخل الأسواق المحلية، وبمدى استجابة الفاعلين الاقتصاديين للتعامل به.

مقالات مشابهة

  • أكاديمية ويست بوينت.. مشتل لتكوين النخبة العسكرية بأميركا
  • تخرج دفعة الرسول الأعظم بالمنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة
  • مصر.. وزير الدفاع يطالب قوات الصاعقة والمظلات بالاستعداد القتالي
  • بريطانيا تكشف تفاصيل التحول الاستراتيجي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر
  • نظام الدفع الأفريقي الموحد.. ما الذي يعنيه انضمام الجزائر لأكبر شبكة تسوية مالية في القارة؟
  • مصر.. وزير الدفاع يطالب قوات الصاعقة والمظلات بالحفاظ على أعلى مستويات الاستعداد القتالي
  • وزير الدفاع لمقاتلي القوات الخاصة: حافظوا على الاستعداد القتالي- صور
  • صور.. وزير الدفاع يلتقي مقاتلي قوات خاصة من المظلات والصاعقة -تفاصيل
  • وزير الدفاع يلتقي مقاتلي القوات الخاصة من المظلات والصاعقة
  • وزير الدفاع يلتقي بمقاتلي القوات الخاصة من المظلات والصاعقة