كيف تعززت الهوية الاجتماعية؟.. نماذج تعكس التنوع في أبعاد الشخصية المصرية
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أكدت الدكتورة الشيماء علي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم بحوث الاتصال الجماهيري والثقافة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن مفهوم الهوية من المفاهيم المهمة والمشتركة بين أكثر من فرع من فروع العلوم الاجتماعية، كعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، وفي كل علم له مدلوله الخاص، وثمة تقارب بين أبعاد المفهوم بين العلوم الثلاثة حيث تتكامل لتوضح معناه.
قالت لـ«الوطن»، إن الهوية فى علم النفس تشبه البصمة الذاتية للشخص أو الصفات والسمات التي تميزه عن غيره، وتتشكل بفعل عوامل ذاتية وتؤثر فيها البيئة المحيطة بالفرد، وبعضها ثابت والآخر يتطور ويتغير عبر مراحل العمر، وتتأثر بالهوية الاجتماعية، موضحة أن الهوية في علم الاجتماع أقرب للبصمة الذاتية لجماعة إنسانية ما، وما يرتبط بها من إدراك وشعور بالانتماء لهذه الجماعة، ووجود سمات مشتركة.
وأضافت «علي» أن الهوية الاجتماعية تتشكل بفعل عوامل عدة منها الموقع الجغرافي والخبرات التاريخية والخبرات المشتركة على مر العصور، وتؤثر فى تشكيل ثقافة المجتمع وتوجهاته الأساسية، موضحة أن وجود الهوية الجامعة داخل الدول لا ينفى وجود الهويات الفرعية بل أن وجود الأخيرة يعزز الثقافة العامة للمجتمع، ويكسبها طابع خاص من العمق والرقي والقدرة على التطور والحفاظ على خصوصيته فى ذات الوقت.
نماذج تعكس التنوع فى أبعاد الشخصيةذكرت «الشيماء» عدة نماذج تعكس التنوع فى أبعاد الشخصية المصرية، وقدرة المجتمع المصري على القيام بدور بوتقة الصهر للشعوب والقبائل التي وفدت على مصر من الشمال والجنوب والشرق والغرب بفضل موقعها الجغرافي المميز في ملتقى ثلاث قارات، على مدار تاريخها منذ ما قبل الميلاد، وكلها انصهرت فى معين واحد، وإن حافظت على خصوصيتها وتركت آثارها المادية على الفن والعمارة والتقاليد والعادات.
وقالت: «نجد الحرص على عدم المجاهرة بالإفطار فى رمضان من قبل الأخوة المسيحيين والمشاركة فى الاحتفالات الدينية من الجانبين والترحاب والحفاوة من قبل أهل مطروح لكل الوافدين لها كمقصد ترفيهي صيفا، وتمسكهم بأرضهم والإقامة فى مصر مع الحفاظ على روابط الدم والمصاهرة مع قبائل شرق ليبيا».
الهوية الاجتماعيةضمن النماذج أيضا، تمسك أهل سيناء بانتمائهم وولائهم للدولة المصرية والثقافة العربية الإسلامية والوقوف بقوة، ووفق أستاذ العلوم السياسية، فإنه داخل كل جماعة إنسانية ثمة جماعة أو نخبة قوية صاحبة نفوذ تستطيع تطوير هذه الهوية، وفرضها لتصبح سماتها وخصائها سمت لمجتمع بأكمله، وعلى أكتاف هذه الجماعة نشأت الدول، ومن الهوية الاجتماعية ينبع مفهوم الهوية الوطنية بما يحمله من قيم الانتماء والولاء للدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الهوية الهوية الاجتماعية الشعوب القبائل الهویة الاجتماعیة
إقرأ أيضاً:
الأزهر: استحضار الأحزان مرهق للنفس فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله
حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، من التفكير فيما مضى واستحضار ما يجدد الأحزان لأنه شاق على النفس البشرية ويجعل الإنسان فى صراع داخلي.
وقال الأزهر للفتوى: “إن إرهاق النفس بالتفكير فيما مضى، واستحضار ما يجدد الأحزان، أمر شاق على النفس، قد يبعد الإنسان عن هدفه، أو يدخله في حالة صراع مع نفسه”.
واستدل بما جاء عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضّعِيفِ، وَفِي كُلِّ خَيْرُ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَز..». أخرجه مسلم.
وعلاج الضيق والهم بالقرآن من الأمور التي كشف عنها إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، خلال خواطره الإيمانية حول كتاب الله تبارك وتعالى، حيث يقول: “يجب على المسلم حين يقرأ القرآن الكريم أن يتصور أنه يسمع الله يتكلم، ويلغى المتكلم الواسطة”.
ولفت “الشعراوي” في حديث له إلى أن هناك 4 أسرار في القرآن قد استنبطها الإمام جعفر الصادق، تزيل ما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها، منها لمن يريد الدنيا وزينتها، ومن يشعر بالغم، ولمن يخاف، ولمن مُكر به.
وأشار إلى أن الإمام الصادق قال في وصفه علاجا لمن يخاف: عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” والشاهد فى هذا قوله فيما بعد إنني سمعت الله عقبها يقول “فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”، مشدداً : "انظروا إلى شدة صفاء الإمام جعفر فى استقبال كلام ربه حينما قال" فإني سمعت الله عقبها يقول" كأن الله يتكلم مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن".
ونوه الشعراوي إلى أنه بذلك قد أعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذى يعترى الإنسان، لأن كل ما يخيفك دون قوة الله، وما دام كل ما يخيفك دون قوة الله فأنت قولت حسبنا الله ونعم الوكيل فى مواجهة ما يخيفنى، موضحاً أن الخوف هو قلق النفس من شيء تعرف مصدره.
وفي وصفة لعلاج من يشعر بالغم، قال الإمام جعفر الصادق: وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى"لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ” وتلك ليست خصوصية له بل “وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”، موضحا أن الغم كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره فهو عملية معقدة نفسية.
ولمن مكر به، قال الإمام جعفر الصادق: "وعجبت لمن مكر به -أي كاد الناس له، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.
وفي وصفة لمن يريد الدنيا وزينتها، قال الإمام جعفر الصادق: وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”.
وشدد وزير الأوقاف الأسبق، على أن هذه وصفات أربعة لما يعترى النفس الإنسانية من أشياء قد تفسد عليها حياتها وتكدر عليها صفاءها.