أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

في خطوة جديدة تعكس السيطرة المتزايدة للعقلية العسكرية على المشهد السياسي والإعلامي في الجزائر، أصدرت السلطات قرارًا مفاجئًا بتوقيف جريدة "جزائر الغد" بشكل فوري، والشروع في إجراءات قانونية لتصفية نشاطها نهائيًا، بعد نشرها لمقال حول "مؤامرة" مزعومة لاغتيال الرئيس عبد المجيد تبون، ما أثار حفيظة السلطات التي سارعت إلى قمع الجريدة بعد أن ظهر لها أنها لا تتماشى مع توجهات النظام.

وبرر العسكر هذا الإجراء بكون الجريدة نشرت "معلومات مضللة وغير موثقة" تتعارض مع القوانين الصحفية المعمول بها، حيث استند القرار إلى المادة 54 من الدستور والمادة 70 من قانون الصحافة المكتوبة والإلكترونية، في تحرك يكشف إلى أي مدى يمكن للنظام أن يستخدم القوانين كأداة لإسكات الأصوات الإعلامية التي لا تسير وفق الأجندة الرسمية، رغم أن الصحيفة دافعت عن نفسها بأنها اعتمدت على "مصادر عليمة"، إلا أن السلطات لم تتوانَ في اتخاذ خطوات فورية لوقفها.

وحملت المادة الصحفية عنوانًا تناول احتمال وجود مؤامرة اغتيال ضد الرئيس تبون، بإدارة من الصـ.ـهـ.ـاينة وما أسمته بقوى الشر، وأن الجزائر قد تكون على وشك مواجهة سيناريو مشابه لاغتيال الرئيس السابق هواري بومدين، كما تضمنت أيضا صورة شملت العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيسي الإمارات وفرنسا ورئيس وزراء إسرائيل، أضافت مزيدًا من الجدل حول الموضوع، لكنها في الوقت نفسه أثارت غضب السلطة التي سارعت إلى اتخاذ إجراءات قمعية مفاجئة.

ويضاف هذا القرار إلى سلسلة من الإجراءات القمعية التي تتخذها السلطات الجزائرية تجاه وسائل الإعلام التي تجرؤ على الخروج عن الرواية الرسمية أو تنتقد النظام بشكل مباشر أو غير مباشر، مقابل دعم الصحافة الخاضعة لرقابة صارمة من الجيش والدولة، حيث تضل الغالبية العظمى من الصحف الكبرى في البلاد إما مملوكة للدولة أو تابعة لجهات عسكرية، وهو ما يضيق الخناق على أي صوت إعلامي مستقل يحاول كشف أو مناقشة قضايا حساسة.

ولعل المثال الأبرز على هذه العقلية العسكرية المسيطرة هو تعامل الجزائر مع الإمارات والمغرب في سياق التوترات الإقليمية الحالية، فالجريدة التي تم توقيفها لم تكن الوحيدة التي تطرقت إلى هذه المواضيع، إذ سبق لصحيفة "الشروق" أن اتهمت الإمارات بالتآمر على الجزائر، دون أن يجرؤ العسكر على اتخاذ اجراءات مماثلة.

ولا ينفصل التعامل مع الإعلام في الجزائر عن التاريخ الطويل للنظام الذي حكم البلاد بعقلية عسكرية منذ الاستقلال، حيث أقال تبون في يونيو 2023 وزير الاتصال بعد نشر تقارير غير صحيحة عن طرد دبلوماسيين إماراتيين، وكان واضحًا أن الإقالة جاءت كرد فعل من النظام العسكري على فشل الوزير في "ضبط" الإعلام بما يتماشى مع توجهاته.

وتعكس القرارات المتتالية التي تقمع الإعلام المستقل وتمنع أي مناقشة حقيقية لقضايا البلاد خوف النظام العسكري من أي تغيير قد يهدد استمراريته، حيث يستخدم الإعلام الجزائري اليوم كأداة لبث الرواية الرسمية وحماية مصالح النظام، وأي محاولة للخروج عن هذا الخط تواجَه بالقمع الفوري.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

هل بدأت التجهيزات لاغتيال خامئني؟

أنقرة (زمان التركية) – تصدرت صورة المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، غلاف مجلة التايمز الأمريكية، وهو ما أثار أصداء واسعة بالأوساط الدولية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ويظهر على غلاف المجلة عددها الصادر في عددها بتاريخ 19 يونيو/ حزيران الجاري، صورة خامئني وقد تلاشى جزء منها وعُلِّق عليها بعبارة “الشرق الأوسط الجديد”.

واعتبر البعض عابرة “الشرق الأوسط الجديد” على الغلاف إشارة إلى عملية تغيير جذري في المنطقة بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الإيرانية واشتراك الولايات المتحدة بالصراع.

ووُصِفت صورة خامئني الممزقة بأنها إشارة ضمنية إلى تغيير النظام في إيران.

وسبق وأن تم إعداد غلافات مشابهة لمجلة التايمز في أحداث تاريخية ملفتة، ففي عددها الصادر ب10 مارس/ آذار من عام 2003، نشرت المجلة على غلافها صورة للرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، وعلقت عليها بعبارة “الحياة بعد صدام”. وجاء هذا الغلاق بعد أيام فقط من الغزو الأمريكي للعراق.

وبطريقة مشابهة، نشرت المجلة صورة الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، بينما وجهه ممسوح في عددها الصادر بتاريخ 5 سبتمبر/ آيلول من عام 2011. وبغد فترة قصيرة من صدور العدد، تم الإطاحة بالقذافي.

ويرى بعض المحللون أن هذا الغلاف هو جزء “من الحرب النفسية”، بينما زعم البعض الآخر أن مثل هذه المنشورات تأتي في جهود تأهيل الرأي العام لنتائج محددة.

ويُنظر إلى رمزية “التمزق” في صورة خامنئي على أنها بداية لعملية لا رجعة فيها بالنسبة للنظام الإيراني.

ومع دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها الحادي عشر، يُعاد تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط مع استهداف الولايات المتحدة بشكل مباشر المنشآت النووية في إيران.

هذا وقد يُظهر غلاف المجلة أن عملية التحول هذه تحمل أبعادا سياسية وأيدولوجية وليس فقط أبعادا عسكرية.

 

Tags: الشرق الأوسطالمرشد الأعلى الإيرانيالهجمات الأمريكية على إيرانالهجمات الإسرائيلية على إيرانالهجمات الإيرانية على إسرائيلعلي خامنئيمجلة التايمز

مقالات مشابهة

  • سفارة الجزائر تحث الجالية في قطر على الهدوء والامتثال لتعليمات السلطات القطرية
  • رئيس الجمهورية يزور جناح وزارة الدفاع بمعرض الجزائر الدولي
  • هل بدأت التجهيزات لاغتيال خامئني؟
  • الجزائر تجدد دعمها للدفع بمسار تسوية الأزمة في اليمن التي طال أمدها
  • سلطة الضبط تحذر من تهويل إعلامي يُقحم الجزائر في تكهنات زائفة تخدم أجندات أجنبية
  • تنفيذًا لتعليمات الرئيس تبون.. لجنة تحقيق تحل بملعب 5 جويلية
  • ثلاثة قتلى و81 جريحًا إثر انهيار مدرج في مباراة بالدوري الجزائري
  • ضبط سيدتين بالقاهرة بسبب اتهامات كيدية لسيدة اتهمت نجل إحداهما بالسرقة
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • السلطات السورية تعلن القبض على ابن عم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد