نشر أولى صور مرصد فيرا روبين لمجرات بعيدة ومناطق تكوّنت فيها النجوم
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
واشنطن "أ.ف.ب": نشر فريق مرصد "فيرا روبين" في تشيلي أولى الصور التي التقطها المرصد لمناظر خلابة لمجرات بعيدة ومناطق تكوّنت فيها النجوم.
يقع هذا التلسكوب العملاق المموّل من المؤسسة الوطنية للعلوم ووزارة الطاقة الأمريكية، في تشيلي، وهو موقع مثالي لمراقبة الكون بفضل انخفاض غطائه السحابي ومناخه الجاف.
بعد أكثر من 20 عاما من العمل، نشر المرصد أولى صوره، بينها صورة لسديم تريفيد وسديم البحيرة، على بُعد آلاف السنين الضوئية من الأرض.
وتظهر الصورة هاتين الحاضنتين النجميتين داخل مجرتنا درب التبانة بتفاصيل غير مسبوقة، كاشفة بوضوح عن سمات لم تُرصد من قبل.
وتُظهر صورة أخرى مشهدا مذهلا لعنقود العذراء المجري. كما نشر فريق المرصد فيديو بعنوان "صندوق الكنز الكوني"، يبدأ بلقطة مقربة لمجرتين، ويظهر تدريجيا نحو 10 ملايين مجرة أخرى.
وقال المسؤول عن سياسات العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض مايكل كراتسيوس إنّ "مرصد روبين هو استثمار في مستقبلنا، إذ يضع أسس المعرفة التي سيبني عليها أبناؤنا بفخر المستقبل".
يتميّز المرصد المزوّد بتلسكوب قطره 8,4 أمتار وأكبر كاميرا فلكية صُنعت على الإطلاق في العالم، بنظام قوي لمعالجة البيانات.
في وقت لاحق من هذا العام، سيبدأ مشروع "ذي ليغاسي سورفي اوف سبايس اند تايم" (المسح الإرثي للمكان والزمان) (LSST)، الذي سيمسح السماء كل ليلة على مدار العقد المقبل، ملتقطا أدق التغيرات بدقة لا مثيل لها.
سُمي مرصد "فيرا سي. روبين" تيمنا بعالمة الفلك الأمريكية التي اكتشفت المادة المظلمة، وهي مادة غامضة تعمل كغراء للمجرات، وتمنع النجوم من أن تُقذف خارجها.
الطاقة المظلمة هي قوة غامضة مسؤولة عن تمدد الكون. يُعتقد أن الطاقة المظلمة والمادة المظلمة تُشكلان معا 95% من الكون.
يُعتبر المرصد أيضا إحدى أقوى الأدوات لتتبع الكويكبات.
في عشر ساعات فقط، رصد 2104 كويكبا جديدا في نظامنا الشمسي، منها سبعة كويكبات قريبة من الأرض ولا تُشكل أي تهديد. وترصد مختلف المراصد الأخرى مجتمعة، سواءً في الفضاء أو على الأرض، نحو 20 ألف كويكب جديد سنويا.
ويُفترض أن يكون "فيرا روبين" المرصد الأكثر فاعلية في رصد الأجرام بين النجمية التي تمر عبر نظامنا الشمسي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الكشف عن أول تفاعل كيميائي حدث في تاريخ الكون
قبل أكثر من 13.8 مليار سنة، وبحسب أكثر النظريات قبولا وثباتا في علم الكونيات المعاصر، حدث الانفجار العظيم الذي أطلق نشأة الكون كما نعرفه.
لكن رغم التطور الهائل في علم الفلك والفيزياء، ظلت تفاصيل اللحظات الأولى من عمر الكون محاطة بالغموض، خاصة فيما يتعلق بأول تفاعل كيميائي حدث بين الذرات والجزيئات.
أول 380 ألف سنةوفي دراسة نشرت بدورية "أسترونومي آند أستروفيزيكس"، نجح فريق من العلماء في إعادة خلق هذا التفاعل البدائي داخل مختبر على الأرض، كاشفين بذلك فصلا مجهولا من قصة الكون الأولى.
وبعد الانفجار العظيم، كان الكون شديد الحرارة والكثافة، ولم تكن هناك ذرات مستقرة، بل بلازما من جسيمات دون ذرية، والبلازما هي حالة للمادة تسبح فيها الإلكترونات بحرية، غير مرتبطة بأنوية الذرات، وتتولد في درجات الحرارة العالية جدا.
وبعد مرور نحو 380 ألف سنة، برد الكون بدرجة كافية لتسمح للإلكترونات وأنوية الذرات بالاتحاد، مكوّنة ذرات الهيدروجين والهيليوم، وهنا بدأت الكيمياء الأولى للكون.
في هذا السياق، تشكل أول جزيء معروف في الكون، وهو "أيون الهيليوم هيدريد"، من اتحاد ذرة هيليوم مع بروتون (نواة هيدروجين)، ويعتقد العلماء أن هذا الجزيء لعب دورا محوريا في تسهيل تكوين جزيئات أخرى مثل غاز الهيدروجين، الضروري لتشكيل أول النجوم.
وبحسب الدراسة، فإن الجزيئات مثل أيون هيليوم هيدريد وغاز الهيدروجين كانت أدوات فعالة في تبديد الطاقة الحرارية داخل السحب الغازية، وهذا سمح لها بالتجمع والتكثف تحت تأثير الجاذبية لتكوين النجوم.
وبدون هذه التفاعلات الكيميائية المبكرة التي ضمت هذين الجزيئين، كان من الصعب أن تظهر النجوم في مرحلة مبكرة من عمر الكون، وهو ما يؤكد على أهمية دراسة هذه التفاعلات.
وفي معهد ماكس بلانك للفيزياء النووية في ألمانيا، أعاد العلماء خلق ظروف شبيهة بتلك التي سادت الكون المبكر، إذ استخدموا جهازا متقدما يُعرف باسم "حلقة التخزين بالتبريد الكريوجيني".
إعلانويتيح هذا الجهاز حبس الأيونات في درجات حرارة تقترب من الصفر المطلق، مع ظروف شديدة الفراغ تشبه الفضاء الأولي، داخل خلقة تتحرك بداخلها الأيونات بسرعة هائلة، تشبه طريقا دائريا مغلقا تدور فيه الذرات بدلا من السيارات.
وخزّن الباحثون أيونات الهيليوم هيدريد داخل الحلقة، وعرّضوها لذرات الديوتيريوم (نظير الهيدروجين) لقياس معدل التفاعل بينهما. والنتيجة، بحسب الدراسة، أن التفاعل استمر بكفاءة عالية، على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة جدا التي ظن العلماء سابقا أنها تعيق هذا النوع من التفاعلات.
تاريخ جديد للكونأظهرت البيانات أن معدل التفاعل بين أيونات الهيليوم هيدريد والديوتيريوم لم يتراجع كما توقع بعض العلماء سابقا، بل كان فعالا في نطاق حراري يشبه ظروف الكون المبكر. هذا الاكتشاف يُغيّر فهمنا لديناميكا التبريد في مرحلة ما قبل النجوم، ويعني أن النجوم الأولى ربما تكونت أسرع مما توقعه العلماء.
وبحسب الدراسة، فإن هذا الاكتشاف يغير فهم العلماء لديناميكا التبريد في مرحلة ما قبل تكون النجوم، ويعني أن النجوم الأولى ربما تكونت أسرع مما توقعه العلماء.
وربما تجبر هذه النتائج علماء الكونيات على إعادة النظر في النماذج النظرية التي تشرح تطور الكون بعد الانفجار العظيم، خاصة في سياق استخدام هذه البيانات الدقيقة لتحسين دقّة محاكاة نشأة النجوم الأولى وسلوك الغازات في العصور الكونية المظلمة.