لماذا تريد دول الخليج أن تصبح قوى عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال السنوات الأخيرة، كانت دولة الإمارات تُشير إلى نيتها في أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في مجال الذكاء الاصطناعي. والآن، تأخذ دول الخليج الأخرى هذه التكنولوجيا على محمل الجد أيضًا.
ويمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ قدره 320 مليار دولار في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، أي 2% تقريبًا من إجمالي الفوائد العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن شركة " بي دبليو سي" للاستشارات (PwC).
وخلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (GAIN) الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض، قال رئيس قسم الاستراتيجية والأسواق في الشرق الأوسط بشركة " بي دبليو سي"، ستيفن أندرسون، أثناء مقابلةٍ مع CNN: "هناك استثمارات ضخمة تتجه إلى (الذكاء الاصطناعي) في الشرق الأوسط".
وأضاف: "هنا في المنطقة، كان الناس أكثر استعدادًا لإجراء التجارب والانخراط في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنةً ببعض الأجزاء الأخرى من العالم".
ويرتبط النمو السريع للذكاء الاصطناعي بإمكانية استهلاكه للطاقة بشكلٍ كبير، ويُعد مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي بشكلٍ متزايد.
وأفادت شركة "غوغل" أنّ انبعاثاتها في عام 2023 كانت أعلى بمقدار 50% ممّا كانت عليه في عام 2019، وهو أمر عزته جزئيًا إلى متطلبات الطاقة الخاصة بالذكاء الصناعي.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، قد يتضاعف الطلب على الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والعملات المشفرة بحلول عام 2026.
ورأى أندرسون أنّ دول الخليج، التي تعتمد اقتصاداتها على الوقود الأحفوري بشكلٍ كبير، تُعتبر من أبرز اللاعبين في هذه التكنولوجيا.
وأوضح: "نحن في مركز العالم عندما يتعلق الأمر بالطاقة، وليس فيما يتعلق بالطاقة القديمة فحسب، بل فيما يتعلق بالطاقة الجديدة بشكلٍ خاص".
ومن ثم أضاف: "هذا هو المكان الأقل تكلفة في أي مكان في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية. لذا، فإنّ الفرصة للجمع بين الاستدامة والطاقة، مع قوة الحاسوب المطلوبة من منظور الذكاء الاصطناعي مهمة حقًا".
ولفت أندرسون إلى أن دول مثل الإمارات، وقطر، والسعودية تُعد من المستثمرين الروّاد في المنطقة بمجال الذكاء الاصطناعي.
وبينما تتطلع السعودية إلى خفض اعتماد اقتصادها على النفط والغاز، استثمرت المملكة بكثافة في الذكاء الاصطناعي أيضًا، حيث رأت أنّه سيساعد في تحقيق الأهداف المحددة ضمن "رؤية 2030"، وهو برنامج حكومي يهدف لتنويع الاقتصاد.
ووفقًا لتوقعات حديثة من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، التي استضافت قمة " GAIN"، سيساهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مع نمو القطاع بمعدل سنوي قدره 29%.
وكانت هناك جهود كبيرة في جميع أنحاء المنطقة لتطوير نماذج باللغة العربية مُدرَّبة على مجموعات من البيانات المحلية لرصد الفروقات الدقيقة للغة بطريقة كانت مفقودة على منصات مثل "ChatGPT".
في العام الماضي، كشفت دولة الإمارات عن أداة تُسمى "جيس"، بينما طوَّرت السعودية روبوت الدردشة باللغة العربية يُدعى "علّام" (ALLaM).
وخلال الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن استضافة "علّام" على منصة " Azure"، للحوسبة السحابية من "مايكروسوفت".
ويأتي هذا بعد تداول خبر في وقتٍ سابق من هذا العام ينص بأنّه سيكون متاحًا أيضًا من خلال منصة " watsonx" لـ "IBM".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الإدارية "Oliver Wyman Group"، الذي حضر قمة "GAIN"، نيك ستودر، إنّ التركيز على نماذج اللغة العربية قد يساعد المملكة على التنافس مع الأسواق الناطقة باللغة الإنجليزية التي تتمتع بـ "ميزة أساسية" في هذا المجال بسبب تَوفّر العديد من نماذج اللغة الكبيرة.
وأشار ستودر إلى وجود عدّة نماذج خاصة باللغة العربية قيد التطوير في البلاد، مع التركيز على مجموعة من حالات الاستخدام، مثل الدردشة، والتطبيقات الحكومية، وتلك الخاصة بالشركات.
وأوضح: "قد يؤدي هذا المزيج من ريادة الأعمال في القطاع الحكومي والخاص إلى تطوير مركز للذكاء الاصطناعي، خاصةً وأنّ المملكة والمنطقة الأوسع تسعى إلى تنويع اقتصاداتها".
تنظيم الذكاء الاصطناعيتتمثل إحدى العقبات الرئيسية في تطوير الذكاء الاصطناعي في الرأي العام والحوكمة، فكيف ينبغي تنظيم الذكاء الاصطناعي والبيانات بأمان، وبطريقة تضمن الأخلاقية والعدالة؟
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنية وتكنولوجيا دول الخليج دول مجلس التعاون الخليجي ذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی دول الخلیج
إقرأ أيضاً:
وضع الذكاء الاصطناعي يصل إلى الشاشة الرئيسية في هواتف أندرويد
تشهد خدمة بحث Google تحولًا جذريًا في الفترة الأخيرة، والمحرك الرئيسي لهذا التغيير ليس سوى الذكاء الاصطناعي.
فعملاق البحث يعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في كل جوانب تجربة المستخدم، بدءًا من كيفية عرض النتائج ووصولًا إلى طريقة التفاعل معها.
والآن، تأتي خطوة جديدة لتعزيز هذه التجربة، إضافة اختصار مباشر لوضع الذكاء الاصطناعي على الشاشة الرئيسية لهواتف أندرويد.
اختصار جديد لبدء البحث الذكي بضغطة واحدةأطلقت Google اختصارًا دائري الشكل يظهر ضمن أداة البحث (Search Widget) على الشاشة الرئيسية، إلى جانب أيقونتي الميكروفون وGoogle Lens، ويتيح هذا الاختصار فتح واجهة بحث بملء الشاشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في تجربة أقرب لما يشبه الدردشة التفاعلية الذكية.
ظهر هذا الاختصار لأول مرة في أبريل لبعض مستخدمي النسخة التجريبية، ثم اختفى لفترة، قبل أن يعود مجددًا ويبدو أنه سيبقى رسميًا هذه المرة.
ويمكن تفعيله بسهولة من خلال الضغط المطول على أداة البحث، ثم اختيار "تخصيص" ومن ثم التوجه إلى قسم "الاختصارات" لتفعيل "AI Mode" الذي أصبح الخيار الثاني في القائمة.
الاختصار متوفر الآن لمستخدمي النسخة التجريبية والمستقرة من تطبيق Google (الإصدار 16.28) على نظام أندرويد. ويعتبر هذا الاختصار أسرع وسيلة للوصول إلى وضع الذكاء الاصطناعي، خاصة لمستخدمي الهواتف غير التابعة لعائلة Pixel.
لكن يجدر بالذكر أنه إذا لم يكن المستخدم مشتركًا في برنامج "Search Labs"، فقد تبدو الواجهة كما كانت سابقًا. ففي هذه الحالة، سيظهر الاختصار على شكل شريط صغير أسفل شريط البحث، ولن يتمتع بتصميم واجهة المستخدم الجديدة المتكامل مع خلاصة Discover أو ميزة "Search Live".
مزايا جديدة ضمن تجربة البحث الذكييتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي في بحث Google بشكل ملحوظ. فقد تم إطلاق ميزة AI Overview، التي تتيح تعميق نتائج البحث باستخدام ثلاثة أزرار تكميلية تفاعلية.
كما أصبح بإمكان Google إجراء مكالمات هاتفية نيابة عن المستخدم للأنشطة التجارية، بالإضافة إلى التعامل مع مهام بحثية معقدة.
إلى جانب ذلك، يجري حاليًا طرح ميزة Search Live، التي تسمح للمستخدم بالتحدث بطريقة طبيعية والحصول على إجابات فورية.
كما أن وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode يتم توسيعه ليشمل خاصية "الدائرة للبحث Circle to Search"، مع دعم أفضل للألعاب وتحسينات في العرض البصري.
تطور مستمر... ولكن ليس دون تحفظاترغم أن هذه التحديثات تسعى لتوفير الوقت وتحسين كفاءة البحث، إلا أن هناك بعض المخاوف.
إذ يرى البعض أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في تقديم نتائج "متوقعة" قد يُضعف روح الاستكشاف، ويقلل من فرص العثور على محتوى جديد لم يكن المستخدم يبحث عنه أساسًا.
هكذا تدخل Google عصرًا جديدًا من البحث الذكي، لكن يبقى السؤال مطروحًا: هل ستجعلنا هذه الأدوات أكثر ذكاءً أم فقط أكثر كفاءة؟ الإجابة لا تزال غير محسومة.