هل ضلت السلطة الفلسطينية بوصلتها الوطنية؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
عندما يهاجم عدو أي بلد يلتحم أبناؤه مع بعضهم البعض لمواجهة هذا المحتل، وحين يكون هذا المحتل هو إسرائيل التي ارتكبت وترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وخاصة أهالي غزة منذ عام تقريبا، فمن المؤكد أن الشعب وجميع القوى والفصائل سوف تتكاتف مع بعضها البعض لمواجهة هذا العدوان.
ولكن على ما يبدو أن هذا الأمر لم يحدث ولم تلتف السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس مع المقاومة، بحسب بيان حركة المقاومة الفلسطينية حماس الذي قالت فيه إن استمرار أجهزة السلطة بالضفة الغربية في ملاحقة المقاومين تساوق كامل مع الاحتلال مما أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الفلسطينية.
حماس: استمرار أجهزة السلطة بالضفة في ملاحقة المقاومين تساوق كامل مع الاحتلال#حرب_غزة pic.twitter.com/tBEHbfjVTm
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 24, 2024
ودعت حماس في البيان -الذي أصدرته أمس الثلاثاء- قادة السلطة الوطنية لوقف السلوكيات التي وصفتها بالمشبوهة والمفروضة، والعمل على دفع الأجهزة الأمنية للانخراط في المقاومة.
ومع نشر هذا البيان بدأ الجدال بين المغردين، فهناك من وصف السلطة في رام الله بالعميلة للاحتلال الإسرائيلي، في المقابل هناك من اعتبر أن هذه السلطة تسعى للحفاظ على أمن المناطق التي تسيطر عليها.
السلطة الفلسطينية حالية تتحمل المسؤولية كاملة مايقع في الضفة وغزة من إنتهاكت متزايدة وعنف مفرط وتقتيل مواطنيها.من طرف إحتلال إسرائيلي الذي يستعبدوها.وهي خاضعة.
— Abou moataz (@OsamaOsama54526) September 24, 2024
وعلق مغردون على بيان حماس بالقول إن السلطة في رام الله تحولت حرفيا لوظيفة الشرطة الإسرائيلية.. فنهجها في التنسيق الأمني الذي يساعد الاحتلال على اغتيال المقاومين واعتقالهم وتثبيط الفعل الفدائي والمقاومة المشروعة تجعلها ضالعة في الخيانة وتصفية القضية الفلسطينية، ولابد من الإطاحة بها وإنهاء وجودها.
ويقول الكاتب ياسر الزعاترة في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس "لقد أدمنوا العار، ولم يعودوا يخجلون، لكن التبريرات جاهزة دائما، ولا رذيلة في عالم السياسة لا يمكن تدبيج مبرّرات لها، لكن المصيبة هي أنهم قبيلتهم الحزبية تواصل الخطابة عن أول الرصاص وأول الحجارة، وحراسة المشروع الوطني"!.
من بيان لـ"حماس" يفضح سلطة رام الله..
"إن استمرار أجهزة السلطة في الضفة الغربية بملاحقة المقاومين، ومصادرة سلاحهم، وقيامها بكشف الكمائن المعدّة للتصدي للاحتلال خلال توغلاته وخاصة في شمال الضفة، وما شهدناه اليوم من عمليات تفكيك لعدد من عبوات المقاومة في العديد من المناطق، يعد…
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) September 24, 2024
وأضاف مغردون أن السلطة الفلسطينية أثبتت "عمالتها للاحتلال" من خلال ملاحقتها للمقاومين وتفكيك العبوات التفجيرية والسماح لقوات الاحتلال بالدخول إلى مناطق سيطرتها والاشتباك مع المقاومة دون منع القوة الإسرائيلية، بحسب قول أحدهم.
واتهم ناشطون السلطة في رام الله بمشاركتها في القضاء على جيوب المقاومة بالضفة الغربية.
ووجه ناشطون سؤالا إلى رأس السلطة عباس بالقول "ما الذي تستفيده سلطة رام الله من ملاحقة أبناء شعبها المقاومين للاحتلال؟ وهل هم كيان لدعم المحتل أم لنصرة الشعب الفلسطيني؟" وأن "سلطة رام الله ضلت بوصلتها الوطنية".
وأشار آخرون إلى أن السلطة تأخذ رواتبها من الاحتلال الإسرائيلي، وبهذا تحافظ على وجودها من خلال ملاحقة المقاومة وتفجير العبوات التي تجهز ضد الاحتلال.
في المقابل، رأى آخرون أن هذه السلطة تسعى إلى الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، وتحاول بكافة الطرق الممكنة انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قالت إن قوات الأمن التابعة السلطة الفلسطينية قامت بحملة ضد العبوات الناسفة التي تصنعها فصائل المقاومة بالضفة الغربية.
وذكرت هذه القناة أن قوات أمن السلطة الفلسطينية قامت بإبطال عشرات العبوات الجاهزة للتفجير، مشيرة إلى أنه تم تدمير 15 عبوة جاهزة للتفجير بمدينة جنين فقط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السلطة الفلسطینیة السلطة فی رام الله
إقرأ أيضاً:
مشعل: غزة غير مطالبة بإطلاق الرصاص ولدينا تصور لسلاح المقاومة
أكد خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج- أن الحركة لديها مقاربتها الخاصة بشأن السلاح وتسعى لإقناع الإدارة الأميركية بها، وقال إن غزة قدمت ما عليها وآن لها أن تنهض وتتعافى.
وتطرق مشعل -الذي حل ضيفا على برنامج موازين ضمن حلقة (2025/12/10)- إلى العديد من النقاط والتفاصيل وخاصة موقف حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وبنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القطاع.
وكشف في سياق حديثه عن مقاربة المقاومة بشأن المطالب الإسرائيلية بنزع سلاح المقاومة، أن حماس تطرح على الأطراف المختلفة معادلة مفادها "أن المقاومة تريد تكوين صورة فيها ضمانات بأن لا تعود الحرب بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، أي "كيف يُخبأ هذا السلاح ويحفظ ولا يستعمل ولا يستعرض به"، وذكر أيضا أن المقاومة طرحت فكرة هدنة طويلة المدى لتشكل ضمانة حقيقية.
وأكد القيادي في حماس أن الخطر يأتي من الكيان الصهيوني، و"ليس من غزة التي يطالبون بنزع سلاحها"، ووصف نزع السلاح عند الفلسطيني بأنه بمثابة "نزع للروح".
وأعرب مشعل عن قناعته بقدرة حماس على إقناع الإدارة الأميركية بمقاربتها المتعلقة بالسلاح، بالنظر إلى العقل الأميركي البراغماتي -حسبه- وبالتالي فرضها على الطرف الإسرائيلي. وكشف أن الوسطاء يبحثون هذه المقاربة مع الأميركيين.
ومن جهة أخرى، أكد مشعل أن إستراتيجية غزة القادمة هي الانشغال بنفسها، في محاولة للتعافي وإعادة الحياة من جديد، مشددا على أنها "قدمت كل ما عليها وزيادة، ولا أحد يطالبها أن تطلق النار ولا أن تمارس واجبها في المقاومة"، وأفاد أن حماس أبلغت الوسطاء بحاجتها لمن يساعدها على النهوض والتعافي مجددا.
وبشأن القوة الدولية، قال مشعل إنه لا مانع لدى المقاومة من وجود قوة استقرار دولية على الحدود مثل قوات اليونيفيل، "تتولى الفصل بين غزة والاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الضامنين خاصة الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) والدول الثماني العربية والإسلامية بإمكانهم ضمان غزة وحماس والمقاومة، بحيث "لا يأتي من داخل غزة أي تصعيد عسكري ضد إسرائيل".
إعلانوفي نفس السياق، أثنى مشعل على موقف وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، الذي صرح لبرنامج " لقاء خاص" على قناة الجزيرة بأن "دور القوة الدولية هو حفظ السلام وليس فرضه".
وعن رؤية حماس لشكل إدارة غزة، أكد أنه كان هناك توافق على أن تسلم غزة لحكومة تكنوقراط وأن تجمع القطاع والضفة الغربية، لكن الأمر تعثر بسبب الحرب والفيتو الإسرائيلي، وكشف أنه قبل أسبوعين أو ثلاثة جرى حوار معمق بين الفصائل ومع مصر، وتم طرح 40 اسما استخلص منهم 8 يمثلون تنوع المجتمع الغزي، و"لكن هذه الخطوة تعرقلها إسرائيل".
كما حذر القيادي في حماس من أن مجلس السلام الذي ورد في خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة محفوف بالمخاطر، مؤكدا أن حماس ترفض المجلس التنفيذي الذي ينضوي تحته ويشكل الحكم الحقيقي داخل غزة، والسبب أنه "شكل من أشكال الوصاية" على الفلسطينيين، وشدد قائلا "نريد أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني وهو من يقرر من يحكمه".
وعلى صعيد آخر أشار إلى أن القضية الفلسطينية استعادت روحها على الساحة الإقليمية وتحولت من الأدراج لتفرض نفسها على الجميع. وفي المقابل تحولت إسرائيل في العالم إلى كيان منبوذ، لأنها ارتكبت إبادة جماعية.
وعن فكرة التطبيع وما كان يُطرح بخصوص تصفية القضية الفلسطينية، يرى مشعل أن هذه الفكرة باتت أبعد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "إلا لمن يريد تجاهل ما أفرزته الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة خلال عامين".
وبشأن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، نبّه مشعل إلى أن "إسرائيل تقوم حاليا بالضم الفعلي للضفة وهي تريد أن تحسم الهوية السياسية للضفة وأن تلحقها بالسيادة الإسرائيلية من خلال خطوات عملية"، وقال إن السلطة الفلسطينية عليها مسؤولية كبيرة، وإنها تعرف أن" مشروعها السياسي أُفشِل، ويتم تقليم أظافرها وتُقلص صلاحيتها وينظر إليها أن تكون أداة أمنية".
وعن موقع حماس في ظل الواقع الجديد في المنطقة، أوضح مسؤول حماس أن "الدعم الإيراني كان وما زال مهما وأساسيا وقويا ويُشكَرون عليه"، وقال إن الحركة تلقت طوال مسيرتها الدعم من كل الدول العربية، ولكن بتفاوت، وانفتحت على الجميع، لكنه أكد أن حماس" لم تكن تتمحور يوما في موضع بعينه بعيدا عن الأمة العربية والإسلامية".
وأضاف أن الصورة اختلت بعض الشيء؛ لوجود "أطراف عربية وإسلامية أوصدت الأبواب أمام حماس"، وقال إن الحركة معنية بتعزيز حضورها العربي والإسلامي.