أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

تعرضت مخيمات محتجزي تندوف الواقعة جنوب غرب الجزائر لأوضاع إنسانية مأساوية إثر الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة مؤخرًا، وتسبب في انهيار الخيام والمساكن العشوائية على رؤوس سكان المخيمات، مما أدى إلى تدمير ممتلكاتهم وتعرض حياة آلاف العائلات للخطر، بما في ذلك الأطفال.

وجاءت هذه الظروف المأساوية لتكشف عن الإهمال الجسيم والممنهج الذي يتعرض له سكان المخيمات، الذين يعيشون في أوضاع احتجاز قسرية منذ أكثر من خمسين عامًا، مقابل عيش قادة جبهة البوليساريو، في قصور وفلل فاخرة سواء في الجزائر أو في أوروبا.

ويبرز الوضع الحالي التناقض الواضح بين حياة القادة والمحتجزين، وهو التباين الفاضح الذي يعكس فشلًا كبيرًا في إدارة الأزمة من قبل قيادة البوليساريو والنظام الجزائري، اللذين لم يتمكنا من تقديم أي نوع من الدعم أو المساعدة العاجلة للسكان المتضررين في المخيمات.

وتداول سكان المخيمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو توثق حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الأمطار، حيث أظهرت المشاهد الفيضانات التي غمرت المساكن وتسببت في دمار شامل، مما دفع المحتجزين لمناشدة المنظمات الدولية للتدخل الفوري وإنقاذهم من هذه الظروف الكارثية التي تهدد حياتهم، في ظل تجاهل السلطات الجزائرية للأزمة المتفاقمة.

وعلى الرغم من خطورة الأوضاع، لم تتدخل أي جهة رسمية جزائرية لتقديم المساعدة لسكان المخيمات، ودخولها في صمت رسمي أظهر عجز النظام الجزائري عن مواجهة الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم، مما يزيد من معاناة المحتجزين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية منذ عقود، محرومين من أبسط حقوق الحياة الكريمة.

وسبق لمجموعة من المنظمات الدولية أن وصفت أوضاع سكان مخيمات تندوف بأنها أحد أشكال الاتجار بالبشر، حيث يتم استغلالهم لأغراض سياسية والتسول بهم دوليا للحصول على المساعدات التي يتاجر فيها المسؤولون بالبوليساريو في نهاية المطاف، مما يضيف بُعدًا آخر للمأساة الإنسانية التي يواجهونها.

ولم تكن الفيضانات التي ضربت المخيمات مؤخراً مجرد كارثة طبيعية، بل كشفت أيضًا عن هشاشة الأوضاع الإنسانية التي يعيش فيها سكان تندوف، وعن التجاهل المتعمد من قبل الجهات المسؤولة، سواء على مستوى البوليساريو أو النظام الجزائري الذي يحتجزهم منذ نصف قرن.

يشار إلى أنه وعلى الرغم من محاولة السلطات الجزائرية التستر على الكارثة وإخفاء حجم الأضرار التي لحقت بمخيمات تندوف، أكدت خرائط "غوغل" بشكل واضح أن الفيضانات قد ضربت المنطقة ولايزال خطرها قائما، مما يدحض محاولات العسكر لإخفاء الكارثة، ويعكس التناقض بين الواقع الذي توثقه التكنولوجيا وبين الصمت الرسمي عجز النظام عن مواجهة الأزمة وإصراره على إخفاء الحقائق عن المجتمع الدولي.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الإنسانیة التی سکان المخیمات

إقرأ أيضاً:

مباحثات أردنية أممية حول مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة

عمّان (الاتحاد)

بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جهود مواجهة الكارثة الإنسانية التي يعانيها قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية ومنع إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع.
وأجرى الصفدي وغوتيريش مباحثات في نيويورك، ركّزت على جهود مواجهة الكارثة الإنسانية التي يعانيها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، وفق بيان لوزارة الخارجية.
وبحث الصفدي وغوتيريش التعاون بين الأردن ومنظمات الأمم المتحدة في جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وشدّدا على أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، حسب ذات البيان.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تحذر من تفاقم أزمة «الجوع المميتة» في غزة الوسطاء يدعون لاستئناف المفاوضات حول غزة

مقالات مشابهة

  • غوغل تعترف بفشل نظام التحذير من الزلازل خلال كارثة زلزال تركيا في 2023
  • غوغل: نظام التحذير من الزلازل أخفق في إنقاذ الملايين خلال كارثة تركيا
  • وزير الخارجية السعودي: الكارثة الإنسانية في فلسطين تهدد مصداقية النظام الدولي
  • غوغل تقرّ بفشل نظام الإنذار المبكر خلال زلزال تركيا المدمر
  • تصاعد المطالب الغربية لوقف الكارثة الإنسانية في غزة
  • استمرار دخول المساعدات المصرية يخفف من حدة الكارثة الإنسانية في غزة
  • فتح: مصر جاهزة لإدخال المساعدات وإسرائيل تتجاهل الكارثة الإنسانية في غزة
  • الاحتلال يُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة ويقتل عشرات المدنيين
  • مباحثات أردنية أممية حول مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة
  • رئيس الوزراء البريطاني يدعو إلى ضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فورًا