هل يهدد طموح الزوج المهني استقرار الأسرة؟ نصائح للحفاظ على العلاقة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
أصبح التعامل مع الطموحات المهنية للأزواج معضلة تواجه العديد من النساء، خاصة في ظل انتشار المحتوى الداعم لسبل تحقيق الثراء السريع وإدارة الأعمال عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تظهر الكثير من المؤثرين الشباب وهم يتفاخرون بما حققوه من إنجازات كبيرة خلال فترات زمنية قصيرة.
وفي ظل دعوات "المؤثرين" المتكررة إلى "التحرر" من فكرة الوظيفة التي تمتد لـ8 ساعات يوميا تواجه الكثير من الزوجات تحديا مرتبطا بقدرتهن على الحفاظ على استقرار الأسرة معنويا وماديا في حال قرر الزوج اتباع نصائح نجوم شبكات التواصل الاجتماعي.
اعترفت مي علي بأن الطموح المهني لزوجها كان السبب الرئيسي وراء انهيار علاقتها الزوجية، فبعد 10 سنوات من العمل في وظيفة مستقرة قرر زوجها في عام 2020 ترك وظيفته وافتتاح مطعم خاص، وذلك في ذروة انتشار جائحة كورونا.
هذا القرار الذي وصفته مي بـ"غير الواقعي" أدى في النهاية إلى خسائر مالية فادحة على مدى 3 سنوات، مما اضطرها في النهاية إلى طلب الطلاق.
وتقول ربة المنزل "لم يكن هناك تخطيط كافٍ أو رؤية واضحة، واعتمد زوجي فقط على متابعة نجاحات الآخرين -سواء من أصدقائه أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورؤيته لنجاحات من تحسنت حالتهم المادية في فترات زمنية قصيرة- فقرر ترك الوظيفة دون الاهتمام بالتخطيط الجيد أو تخيل الخسارة".
وتابعت "دائما ما كان يرى أن غيره تمكن من تأسيس مشروعه الخاص والتربح منه، ويظن أنه قادر على تحقيق النجاح بسهولة إذا تحرر من فكرة الوظيفة، دون التفكير في أي بدائل أو استشارة من هم أكثر خبرة منه في مجال العمل الحر".
وتظهر العديد من الدراسات أن العمل الحر يأتي بمخاطر أكبر مقارنة بالوظائف التقليدية، إذ يُظهر تقرير صادر عن مجلة "فوربس" أن الكثير من المشاريع الصغيرة الجديدة تفشل خلال أول 5 سنوات، لذلك، لا يمكن إغفال أهمية التخطيط الجيد واستشارة المتخصصين قبل اتخاذ قرار يخص حياة الأسرة واستقرارها المادي.
الطموح المهني سيف ذو حدينتجربة مي ليست فريدة من نوعها، إذ يتأثر الكثير من الرجال بنجاحات أصدقائهم أو معارفهم معتقدين أن بإمكانهم تحقيق النجاح نفسه.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة "جورنال أوف فاميلي إيشوز"، فإن التغيرات المهنية المفاجئة للأزواج يمكن أن تؤدي إلى توترات كبيرة داخل الأسرة، خاصة عندما تكون هناك مغامرات مالية غير محسوبة.
وتوضح اختصاصية الإرشاد الأسري تغريد إحسان أن الطموح المهني يمكن أن يكون "سيفا ذا حدين" في الحياة الزوجية، في حين أن الطموح ضروري لتقدم الزوج على المستويين الشخصي والمهني، لكن اتخاذ قرارات غير مدروسة مثل ترك الوظيفة دون خطة واضحة قد يؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر على استقرار الأسرة.
وتقول إحسان "شخصية الزوج هي المحرك الرئيسي لنجاح أو فشل مشروعه الخاص، من الضروري أن تكون هناك خطة مدروسة ودراسات جدوى قبل اتخاذ مثل هذه القرارات الكبيرة".
وتضيف اختصاصية الإرشاد الأسري أن الدعم الزوجي يلعب دورا حاسما، لكن ذلك لا يعني موافقة الزوجة على كل شيء "فإذا وجدت في زوجها الحكمة والقدرة على القيادة والتخطيط فإن عليها أن تكون داعمة، لكن في حال غياب هذه الصفات قد يكون من الضروري التفكير في الأمور بعناية قبل دعم مثل هذه المغامرات".
دعم الزوجة مفتاح النجاح أو الفشليعتبر دعم الزوجة عنصرا أساسيا في نجاح المشروع المهني للزوج، ومع ذلك فإنه يجب أن يكون مبنيا على الثقة المتبادلة والتفاهم بين الطرفين.
وتحذر إحسان من أن بعض الزوجات قد يرفضن دعم أزواجهن بسبب القلق المبالغ فيه من فقدان الاستقرار المالي، مما يؤدي في النهاية إلى تدهور العلاقة الزوجية.
وتضيف "تحتاج المرأة إلى رؤية المشهد بصورة أكثر إيجابية، فالفشل في البداية لا يعني بالضرورة الفشل على المدى الطويل، يجب أن تكون هناك فرصة ثانية مبنية على التعلم من الأخطاء".
وتشير دراسة صادرة عن "هارفارد بيزنس ريفيو" إلى أن الدعم العائلي والشراكة الزوجية هما من أهم العوامل التي تسهم في نجاح ريادة الأعمال، إذ أظهرت الدراسة أن الأزواج الذين يتبادلون الدعم والتفاهم يكونون أكثر قدرة على تجاوز الأزمات المالية والمهنية.
أما جمعية علم النفس الأميركية فتقول إن التوتر المرتبط بالجوانب المالية هو أحد الأسباب الرئيسية وراء فشل العلاقات الزوجية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقرارات المتعلقة بالعمل.
وفي هذه الحالة قد يشعر الزوج بالضغط لتحقيق النجاح في مشروعه، في حين تشعر الزوجة بالقلق حيال الاستقرار المادي، ويؤدي هذا الصراع إلى توترات كبيرة قد تتفاقم وتؤدي إلى انهيار العلاقة.
كيف تتعاملين مع طموحات زوجك المهنية؟تقدم إحسان مجموعة من النصائح للزوجات للتعامل مع طموحات الزوج المهنية بطريقة ذكية تضمن الحفاظ على استقرار الأسرة، ومنها:
الحوار البناء: الحوار هو المفتاح لفهم ما إذا كان الزوج قد درس قراره بعناية، يجب على الزوجة الاستماع بعناية لمعرفة خطط الزوج وكيف ينوي تحقيق أهدافه، وما البدائل المطروحة في حالة الفشل. التحلي بالهدوء والدعم: يجب على الزوجة استخدام عبارات داعمة تعزز ثقة الزوج في نفسه وتقلل التوتر، مشاركة الزوج في حلمه وتقديم المقترحات المناسبة يعززان فرص النجاح. الإيمان بالفرصة الثانية: على الزوجة أن تكون مستعدة لإعطاء الزوج فرصة أخرى في حالة الفشل الأولي طالما أظهر الجدية في التعلم من أخطائه وتطوير خططه. استشارة الخبراء: التعاون مع مستشارين ماليين وخبراء في مجال الأعمال يساعد في تقليل المخاطر وزيادة فرص النجاح، ويمكن للزوجة أن تشجع زوجها على استشارة المختصين قبل اتخاذ قرارات مهمة. متى يجب على الزوجة سحب دعمها؟على الرغم من أهمية دعم الزوج فإن هناك حالات قد تتطلب من الزوجة إعادة النظر في قرارها بالدعم.
وحذرت إحسان من أن اتخاذ قرارات غير مدروسة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأسرة، وفي هذه الحالة يجب على الزوجة أن تكون حذرة وأن تتدخل بشكل إيجابي لدفع زوجها نحو اتخاذ قرارات أكثر منطقية ومبنية على التخطيط السليم.
وفي النهاية، فإن الطموح المهني ليس مشكلة بحد ذاته، بل كيفية التعامل معه، يجب أن تكون هناك رؤية مشتركة وتفاهم بين الزوجين بشأن كيفية تحقيق التوازن بين الطموح المهني واستقرار الأسرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على استقرار الأسرة یجب على الزوجة اتخاذ قرارات فی النهایة دعم الزوج تکون هناک الکثیر من أن تکون
إقرأ أيضاً:
ارتفاع استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي يهدد استقرار الإمدادات العالمية
#سواليف
حذر رئيس أكبر شركة لتصنيع المحولات في العالم من ضرورة #كبح #الحكومات لجماح #الارتفاع_الحاد في #استخدام #شركات_التكنولوجيا الكبرى للكهرباء أثناء تدريبها لنماذج #الذكاء_الاصطناعي، وذلك للحفاظ على #استقرار #إمدادات #الطاقة_عالميًا.
وقال أندرياس شيرينبيك، الرئيس التنفيذي لشركة هيتاشي إنرجي، لصحيفة فاينانشيال تايمز في مقابلة، إن أي قطاع صناعي آخر لن يُسمح له باستخدام الطاقة بهذه التقلبات كما يحدث مع قطاع الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن الارتفاعات الهائلة في الطلب على الطاقة في مراكز البيانات التي تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تذبذب إمدادات الطاقة المتجددة، تعني وجود “تقلب فوق تقلب” مما يُصعب القدرة على الحفاظ على استقرار التيار الكهربائي، بحسب تقرير للصحيفة، اطلعت عليه “العربية Business”.
مقالات ذات صلةوتركز معظم القلق بشأن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي على الحجم الهائل للطاقة التي تستهلكها، لكن شيرينبيك، الذي كان يدير مجموعة الطاقة الألمانية يونيبر، كان من أوائل من دقّوا ناقوس الخطر بشأن الارتفاعات والانخفاضات الكبيرة في الطلب التي تسببها خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتضاعف استهلاك مراكز البيانات من الكهرباء إلى 945 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، أي أكثر من الطاقة الحالية التي تستخدمها دولة بأكملها مثل اليابان.
وقد فرضت أيرلندا وهولندا بالفعل قيودًا على تطوير مراكز بيانات جديدة بسبب مخاوف بشأن تأثيرها على شبكات الكهرباء الوطنية.
وجادل محللون في شركة ريستاد إنرجي، وهي شركة استشارية مقرها أوسلو، بأن احتياجات الذكاء الاصطناعي من الطاقة يمكن أن تساعد في استقرار الشبكات طالما أن شركات التكنولوجيا تحدد حدًا أقصى للطاقة أثناء المعالجة وتجدول تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها عندما تكون مصادر الطاقة المتجددة وفيرة.
وتأسست “هيتاشي” إنرجي في عام 2020 نتيجة استحواذ بقيمة 11 مليار دولار على شركة إيه بي بي باور غريدز، وهي في صميم نقص عالمي في محولات الطاقة، وهي المكونات الأساسية لشبكات الكهرباء التي تساعد في ضبط الجهد.
وقدّر شيرينبيك أن هذا النقص سيستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات لتخفيف حدته، وقال إن الشركة اليابانية تركز على تقليل تراكم طلبات بقيمة 43 مليار دولار، ارتفاعًا من 14 مليار دولار قبل ثلاث سنوات.
وقال إن هناك نقصًا في المقاولين المتخصصين القادرين على بناء الأرضيات المقواة اللازمة لتصنيع المحولات التي تزن مئات الأطنان. وكان هذا عاملًا مقيدًا لتوسعات المصانع التي من شأنها أن تسمح للصناعة بمواكبة الطلب بسرعة أكبر.
وتخطط “هيتاشي” إنرجي لاستثمار 6 مليارات دولار لزيادة الطاقة الإنتاجية وتوظيف موظفين إضافيين.