اتفاق الهجرة مع الجزائر.. بين مصالح فرنسا وتهديداتها
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
عادت اتفاقية 1968 للهجرة بين الجزائر وفرنسا لتتصدر واجهة النقاش، عقب أول تصريح لوزير الداخلية في الحكومة الفرنسية الجديدة، برونو روتايو، الذي أعلن تمسكه بموقفه الرافض لها.
روتاريو أكد، في حوار مع القناة الفرنسية الأولى، الاثنين، أنه لم يغير رأيه بشأن "ضرورة إلغائها"، معلنا استمراره اعتراضه على تفعيلها، بيد أنه استدرك قائلا "هذا موقفي، لكنني لست وزير الخارجية.
ورغم أنه يقر بمحدودية سلطته من وقعه وزيرا للداخلية، يؤكد روتايو أنه سيعمل من موقعه على اتخاذ قرارات مناهضة للهجرة، معلنا أنه "سيجتمع مع محافظين من الأقاليم التي تشهد أكبر قدر من الفوضى المتعلقة بالهجرة" ليطلب منهم "طرد المزيد".
وتحظى مواقف وزير الداخلية، الذي تولى منصبه الاثنين، تأييد اليمين الفرنسي الذي تتطابق آراؤه مع ما ذهب إليه في التعاطي مع مسألة المهاجرين في هذا البلد الأوروبي.
وعلى الجانب الجزائري، توقع البرلماني عن الجالية بفرنسا، عبد الوهاب يعقوبي، الثلاثاء، أن تقدم الحكومة الفرنسية اليمينية على تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين لدخول فرنسا.
وكان موضوع التأشيرات، فضلا عن قضية اتفاقية الهجرة، أثارا توترا بين الجزائر وفرنسا لم يتوقف إلا عقب زيارة وزير الداخلية السابق جيرالد دارمانان للجزائر في ديسمبر 2022.
وأعلن دارمانان عن انتهاء أزمة التأشيرات التي برزت عقب قرار حكومة بلاده في أكتوبر 2021 تشديد شروط منح تأشيرات دخول البلاد لمواطني كل من الجزائر والمغرب وتونس.
"تلويح قديم"وتعليقا على هذا النقاش، يرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد رواجعية، أن حكومة اليمين الفرنسي "لا يمكنها تجاوز الخطوط المرسومة كإطار يحكم العلاقات الفرنسية مع الجزائر".
ويتابع رواجعية حديثه مؤكدا أن "التلويح بإلغاء اتفاقية الهجرة بين البلدين يمتد إلى الـ15 سنة الماضية"، مشيرا إلى أن "الجدل الفرنسي للاستهلاك الداخلي".
وشدد في تصريحه لـ"أصوات مغاربية" على أن المصالح الفرنسية السياسية والاقتصادية في الجزائر هي "أكبر من التهديد بإلغاء اتفاقية الهجرة التاريخية التي جاءت في سياق نتائج مفاوضات إيفيان".
لذلك لا يتوقع المتحدث أن ينجح اليمين الفرنسي في المس بهذه الاتفاقية التي يقول إنها "تلزم الدولة الفرنسية باحترامها".
تهديد اليمين
في المقابل، يرى المحلل السياسي فاتح بن حمو في تصريحات مسؤولين وسياسيين فرنسيين "تصعيدا" في "محاولة للضغط" على الجزائر بشأن عدة ملفات أبرزها قضايا الذاكرة التي "ما زالت عالقة".
ويتساءل بن حمو في تصريحه لـ"أصوات مغاربية" عن توقيت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي التي تتزامن ومساعي الرئيس إيمانويل ماكرون لترميم العلاقات المتوترة مع الجزائر منذ يوليو الماضي، تاريخ إعلانه عن دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء الغربية.
ويعتقد المتحدث أن الجزائر "حذرة بشكل كبير" من تولي اليمين قيادة الحكومة الفرنسية بسبب "مواقفه المتطرفة" من قضايا الهجرة، وتنقل الأشخاص بين البلدين، واتفاقية الهجرة التي باتت مهددة من طرف هذا التيار"، مشيرا إلى أن بلاده "لديها القدرة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للرد على ذلك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: اتفاقیة الهجرة وزیر الداخلیة
إقرأ أيضاً:
وزير النقل يبحث مع القائم بأعمال السفارة الفرنسية بدمشق آلية تفعيل علاقات التعاون المشترك
دمشق-سانا
بحث وزير النقل الدكتور يعرب بدر، مع القائم بأعمال السفارة الفرنسية في دمشق “جان باتيست فيفر”، آلية تفعيل علاقات التعاون المشترك في مجال النقل، بما يخدم مصلحة البلدين.
واستعرض الوزير بدر خلال اللقاء الذي جرى في مبنى الوزارة اليوم، التعاون بين فرنسا وسوريا، وفرص ومقومات الاستثمار في قطاع النقل في سوريا.
وأكد الوزير بدر أن أولويات الوزارة تكمن في تقديم باصات للنقل الجماعي في المدن لراحة المواطنين، إضافة لإعادة إحياء الدراسة الموقعة بين فرنسا وسوريا لمترو دمشق عام 2009، ما يسهم في تحسين النقل بدمشق بشكل مستدام.
وأشار الوزير بدر إلى أهمية تقديم الدعم لقطاع النقل البري، وإعادة تأهيل السكك الحديدية ولا سيما محوري حلب ودمشق، إضافة إلى دول الجوار، الأردن والعراق وتركيا، بما يلبي طموحات الشعب السوري.
من جانبه عبّر القائم بالأعمال الفرنسي عن استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل في عدد من المجالات، وخصوصا في مجال النقل، وإعادة بناء علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين.
وفي ختام اللقاء، شكر وزير النقل الحكومة الفرنسية، على الجهود التي بذلتها لرفع العقوبات الأوروبية عن الشعب السوري، ما شكل خطوة مهمة لإعادة تطوير النقل.
حضر اللقاء معاون وزير النقل لشؤون النقل البري محمد رحال، ومستشار الوزير لشؤون النقل المستدام سنان الخير، ومدير مديرية مكتب الوزير المهندس عبد العزيز مصطفى.
تابعوا أخبار سانا على