الجزيرة:
2025-10-14@02:44:34 GMT

عائلات فلسطينية في صيدا تفتح منازلها لنازحي الجنوب

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

عائلات فلسطينية في صيدا تفتح منازلها لنازحي الجنوب

صيدا – مع تفاقم أزمة النزوح نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي والغارات الجوية، بادرت عائلات من اللاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا إلى استقبال عشرات اللبنانيين النازحين من مناطق المواجهة في الجنوب.

وفي منطقة سيروب المحاذية لمخيم عين الحلوة، خصّص فلسطينيون مركزًا لإيواء العائلات اللبنانية النازحة في مدرسة درب السيم الرسمية، ووفروا لهم الخدمات الأساسية كالمأوى والغذاء والمستلزمات الضرورية، بالإضافة إلى تسهيل الاتصالات اللازمة للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم.

وتؤكد العائلات النازحة أن هذه المبادرة تمثل تعبيرًا حقيقيا عن العلاقات الإنسانية النبيلة والروابط الأخوية القوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، اللذين يتشاركان وحدة المسار والمصير في مواجهة الحرب مع إسرائيل، بعد فتح جبهة الجنوب لدعم غزة.

وأوضح منسق لجنة "تجمع شباب سيروب" علاء الجابري أن التجمع وأهالي المنطقة من اللاجئين الفلسطينيين يقومون بدعم واستقبال النازحين القادمين من الجنوب في ظل الحرب الدائرة مع "العدو الصهيوني"، وأشار إلى أن المساعدات تُقدم وفق الإمكانيات المتاحة، مؤكدا أنهم "يعتبرون أنفسهم شعبا وجسدا واحدا".

وأعرب الجابري، في حديث للجزيرة نت، عن تقديره للدور الذي تلعبه المقاومة اللبنانية، مؤكدًا أنهم يقفون إلى جانب أهلهم بكل ما يستطيعون تقديمه بالتعاون مع اللجان الموجودة في المنطقة، ومن خلال العمل داخل مدرسة سيروب. وأضاف أن الجميع ملتزمون ببذل أقصى الجهود لتحقيق التوقعات المرجوة.

محمد، أحد الشبان المتطوعين في مركز الإيواء، يقول للجزيرة نت "نحن الفلسطينيين نعرف جيدًا معنى النزوح، ولذلك كان من واجبنا الإنساني أن نفتح أبوابنا لإخواننا اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة". ويضيف أن هذا التعاون ليس بجديد، بل هو امتداد للتضامن المتبادل الذي يتجسد في الأزمات، حيث يصبح الجميع "يدًا واحدة في مواجهة العدو".

تضامن وطني

تجلس العائلات النازحة في الباحة الخارجية لمركز الإيواء هذا، ويمكنك ملاحظة القلق في عيونهم، لكن الإيمان يجمعهم. يتبادلون أطراف الحديث عن المقاومة والصمود والمعاناة. فهذه ليست المرة الأولى لهم في تجربة النزوح، لكنهم يبدون ثباتا وثقة بعودتهم إلى منازلهم وبلداتهم.

تقول اللبنانية فاطمة، إحدى النازحات من بلدة حولا الجنوبية، للجزيرة نت إن الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا لم تكسر صمودهم أو إصرارهم على التحمل. وأوضحت أن الأوضاع تغيّرت عندما بدأت إسرائيل تستهدف المدنيين استهدافا مباشرا، مشيرة إلى أن الضربات امتدت إلى مناطق مثل تول والنبطية والكفور، لكنهم بقوا في منازلهم حتى اللحظة التي اقترب فيها القصف من دير الزهراني، مما أجبرهم على المغادرة فورا، دون أن يدركوا كيف تمكنوا من الفرار.

واستعادت فاطمة مشاهد اللحظات الصعبة التي رافقت رحلة نزوحهم المحفوفة بالمخاطر، ووصفت الدمار الكبير الذي حلّ بالمنطقة جراء استهداف المنازل السكنية وتصاعد الغبار والدخان. لكنها بدت ممتنة لتمكنهم من الهروب والانتقال مباشرة إلى منطقة سيروب- درب السيم.

وتشيد السيدة بالدعم الذي تلقاه النازحون في مدرسة درب السيم، حيث استقبلهم أهل المنطقة وإدارة المدرسة بحفاوة بالغة. وترى أن هذا الاستقبال "عكس روح الأخوة والمقاومة المشتركة بينهم"، وقالت "هؤلاء ليسوا مجرد متضامنين، بل إنهم مقاومون يقفون إلى جانبنا في محنتنا".

وأبدت تفاؤلها بعودة قريبة، مشيرة إلى أن "النصر بإذن الله قريب، ولن يطول غيابنا وسنعود إلى بيوتنا قريبًا". وأكدت أن صمودهم واستمرارهم في المقاومة "يعد جزءًا لا يتجزأ من الجهاد الذي يخوضه اللبنانيون جميعًا، سواء على الحدود أو في مراكز النزوح".

عائلات لبنانية نازحة في أحد مراكز الإيواء التي وفرها فلسطينيون في صيدا (الجزيرة) فتحوا منازلهم

وفي مشهد إنساني آخر، فتح عامر شريدي أبواب منزله ومنازل أقاربه لاستقبال عائلات نازحة من النبطية، التي طالتها الغارات الجوية الإسرائيلية بشكل كثيف. وقد توزعت الضربات بين الأحياء السكنية، مما أثار الخوف والرعب في قلوب أبنائها والنازحين إليها معًا.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال شريدي "بوصفنا شعبا فلسطينيا من واجبنا استقبال أهلنا من الجنوب، كل ما يقومون به من تضحيات هو من أجل غزة وما يحدث فيها. كما يتضامنون معنا، فمن واجبنا أن نفتح لهم بيوتنا. وإن شاء الله يعود كل واحد إلى بيته، أهل الجنوب هم أهلنا، ونحن مستعدون لتلبية أي طلب أو مساعدة".

ورافقت الجزيرة نت الرجل إلى أحد المنازل التي استقبلت نازحين، حيث التقينا بهم واستمعنا إلى قصة نزوحهم الطويلة حتى وصولهم إلى مدينة صيدا.

وقال حسن رسلان "في بداية المواجهات الحدودية قبل 11 شهرًا، استقبلنا نازحين في منزلنا، كانت عندنا عائلتان من الطيبة، نزحتا أولا إلى النبطية حيث مكان إقامتنا. ولكن مع تصاعد الأوضاع وتدهورها، قررنا جميعًا النزوح نحو صيدا. وتوجهنا أولاً إلى منطقة جون وأقمنا في مدرسة هناك، حتى تواصل معنا شاب من صيدا عرض علينا شقة للإقامة مجانا".

وأضاف "جئنا جميعًا إلى هنا، حيث وجدنا الجميع متعاونًا، إذ فتح الشباب بيوتهم وساعدونا في تأمين كل احتياجاتنا. شكرا على التعاون الكبير الذي تقدمونه لنا".

وتأتي هذه المبادرة في سياق جهود فردية وجماعية مشابهة في مختلف المناطق اللبنانية، حيث توحّد الناس في مواجهة الحرب وتداعياتها، في مشهد يعكس كيف يمكن للتضامن الإنساني أن يتخطى الحدود السياسية والجغرافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب

"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.

وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلالlist 2 of 2نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائلend of list

وأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".

 

وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".

وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.

عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".

وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.

لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.

وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".

من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.

إعلان

وصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".

استهداف الأطر الطبية

وإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.

وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.

كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.

ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.

مقالات مشابهة

  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • الرئيس السيسي: قمة السلام تفتح الباب لعهد جديد من السلام والانتصار لمنطقة الشرق الأوسط
  • نساء غزة يلدن في خيام النزوح وسط ركام الحرب ومعاناة الإنسانية
  • الهروب من الحرب إلى المجهول.. آلاف اليمنيين يفرّون من جحيم الحوثي.. المليشيا تُشعل أكبر مأساة إنسانية في اليمن
  • في وداع صالح الجعفراوي.. العالم العربي يبكي رحيل جندي الإعلام برصاصات فلسطينية
  • وسائل إعلام فلسطينية: مخابرات الاحتلال استدعت عائلات الأسرى المقدسيين
  • صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر
  • عالم ما بعد غزة: صعود الجنوب العالمي
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • الاحتلال يحذر عائلات أسرى متوقع الإفراج عنهم بصفقة المقاومة بغزة من الاحتفال