قال محللون سياسيون، إن إيران بعد انتخاب مسعود بزشكيان، اتخذت مساراً جديداً قد يكون عنوانه التخلي عن الميليشيات في المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.
وثارت تساؤلات عن التحول في موقف إيران، بعدما تجنبت الرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، في هجوم إسرائيلي.ويقول مراقبون إن هذه التساؤلات زادت بعد أن تركت إيران حزب الله اللبناني وحيداً في المعركة أمام إسرائيل، خاصة بعد اشتداد القصف لمعاقل الحزب في لبنان من الجنوب، إلى العاصمة، إلى الشرق.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، لـ24:" يمكن أن نسمي ما يحدث بين إيران وحزب الله، عملية بيع أو تخل أو عدم توافق المصائر والبرامج".
ولفت يشير إلى اختلاف سياسة إيران بعد انتخاب الرئيس الجديد "طبيب القلب الذي يتحدث عن حقوق الإنسان، ويذهب إلى أمريكا ويقول نحن أخوة"، مؤكداً أن هذا التوجه "لن يكون دون قرار من المرشد علي خامنئي".
إسرائيل تعلن رسمياً مقتل حسن نصر الله https://t.co/kYBftH6al8
— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وتحدث بشير عن أسباب كثيرة لهذا التحول على رأسها الأوضاع الاقتصادية في إيران، وحاجتها لاتفاق نووي جديد مع الأمريكيين، والانفتاح على الغرب لرفع العقوبات.وقال المحلل السياسي: "إذا كان حزب الله عقبة في هذا المسار، ستضطر إيران لبيعه والدلائل كثيرة، منها أن حزب الله يعمل في مسار مخالف لهذا التوجه، إضافة لتصريحات إيران عن رد حزب الله على إسرائيل وحده".
وتاب: "بالتالي كل هذا يدل على أن وجود حزب الله لا يأتي بالخير لإيران بل يؤذيها، وتستطيع التخلي عنه في هذه اللحظة".
من جهته، قال المحلل السياسي، حسن الخالدي لـ24، إن "مجيء بزشكيان كان بمثابة ضربة لميليشيات إيران من اليمن إلى العراق، وسوريا، وصولاً إلى لبنان التي تحتضن الذراع الأكثر أهمية لطهران".
وأشار الخالدي إلى أن "حديث بزشكيان الأخير عن رؤيته للعلاقات مع الولايات المتحدة، يؤكد التخلي عن حزب الله في المعركة مع إسرائيل".
وتابع "إيران استخدمت ميليشياتها لخدمة مصالحها، كانت تريد الضغط على الغرب وجلبه إلى طاولة المفاوضات، دون أن تعرض أراضيها أو شعبها للحرب".
وقال: "إيران تعهدت بالرد على مقتل إسماعيل هنية، فهل ردت؟.. واليوم هناك حديث عن مقتل أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وبالطبع لن ترد إيران".
ويعتقد الخالدي أن "إيران اليوم تبحث عن مصلحتها قبل الانتخابات الأمريكية، وإذا عاد الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض قد نشاهد دلائل أكبر على التخلي عن الميليشيات في المنطقة".
من جهته، قال المحلل السياسي عادل محمود إن "طبيعة الرد على ما حدث لحسن نصرالله هي التي تحدد إذا كانت إيران قد تخلت عنه".
إذا تأكد مقتله..من يخلف حسن نصرالله؟ https://t.co/9Q5rDocoKp
— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في الغارة التي استهدفت الجمعة مقر قيادة الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل لإيران إسرائيل وحزب الله إيران حسن نصرالله التخلی عن حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد، مؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ قراراتها وفق ما تقتضيه مصالحها الأمنية خلال المرحلة المقبلة.
وقال المسؤول إن إسرائيل لا تعتقد أن حزب الله سيقبل بالتخلي عن سلاحه عبر أي اتفاق سياسي أو تفاهمات دولية، في إشارة إلى غياب الثقة في إمكانية الوصول إلى تسوية طويلة الأمد مع الحزب.
توتر متصاعد على الجبهة الشماليةوفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، في تلميح إلى احتمال اتخاذ خطوات ميدانية إذا لم تتغير المعادلة القائمة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.
وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التوتر وعمليات القصف المتبادل، وفي ظل تحذيرات من أن أي خطأ أو تصعيد مفاجئ قد يدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.
وبدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود.
وردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي امتدت تدريجيًا لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال.
على مدى الأشهر اللاحقة، تصاعدت الضربات المتبادلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، مع استخدام الحزب صواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية، في حين نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بينها استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.
جهود التهدئةمع ارتفاع المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، دخلت أطراف دولية خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة على خط الوساطة لفرض تهدئة بين الجانبين.
وتم طرح سلسلة مقترحات لوقف إطلاق النار تشمل:
انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701.نشر قوات لبنانية ودولية إضافية.ضمانات أميركية–فرنسية لإسرائيل بشأن أمن الحدود.الهدنة الحاليةمع إعلان واشنطن عن "هدنة مؤقتة" في غزة أواخر 2024، خفض حزب الله وتيرة الهجمات نسبيًا من دون توقف كامل، فيما أبقت إسرائيل على طلعات جوية وهجمات، ما جعل الهدنة هشة وغير رسمية.
وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري واسع، وتبادل تحذيرات دائمة من أن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.