بعد أسابيع من شن حماس الهجوم المفاجئ على إسرائيل، والذي أدى إلى بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أرسى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مقاربته للتعامل مع هذه الحرب.

لم يكن حزب الله قادراً على مواكبة الإسرائيليين

وكتب بن هوبارد في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن نصرالله قال في حديثه عبر رابط فيديو من مكان سري، إن حزب الله يسعى إلى تحقيق التوازن، بين شن هجمات عبر الحدود على إسرائيل لدعم حماس، وتجنب حرب شاملة.


وقال: "البعض في لبنان يقول إننا نخاطر...لكن هذا الخطر جزء من حسابات مفيدة وصحيحة".
وقد فشلت هذه الحسابات بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، حيث شنت إسرائيل سلسلة متصاعدة من الهجمات على الحزب. لقد أدت الحملة فعلاً إلى إعاقات لدى الآلاف من أعضاء حزب الله من خلال تفجير أجهزتهم الإلكترونية وقتل العديد من كبار قادة الحزب في الغارات الجوية.

As Hezbollah Pursued a Limited War, Israel Went for a Knockout. by @NYTBen https://t.co/CFEvwmemU8

— Steven Erlanger (@StevenErlanger) September 28, 2024

والجمعة، استهدف الجيش الإسرائيلي نصر الله نفسه، وأسقط قنابل قوية على ما قال إنه مقر الحزب قرب بيروت، وأكدت كل من إسرائيل وحزب الله وفاته، السبت.  

لعبة الردع

وقال كبير المحررين في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت مايكل يونغ: "كان حزب الله يعتقد أن لعبة الردع مع إسرائيل كانت متكافئة في الأساس... وقد أظهر الإسرائيليون أن الأمر لم يكن كذلك".
  قاد نصر الله، حزب الله لأكثر من ثلاثة عقود، وموته يحرم الحزب من قائد متمرس يتمتع بمكانة بين عناصر الحزب.
وبقراره قيادة حزب الله إلى معركة جديدة مع إسرائيل، يبدو أن نصر الله قد افترض إمكانية احتواء القتال، وأن الإرهاق الذي أصاب إسرائيل من جراء  حربها في غزة والخوف من الأضرار التي قد تسببها صواريخ حزب الله وقواته الخاصة في إسرائيل، من شأنهما أن يمنعا إسرائيل من الرد بقوة.  

الاستراتيجية

ونجحت هذه الاستراتيجية إلى حد كبير لبضعة أشهر، حيث تبادلت إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود اللبنانية- الإسرائيلية ولكنهما تجنبا إلى حد كبير شن هجمات أكبر.  

"As Hezbollah Pursued a Limited War, Israel Went for a Knockout" by Ben Hubbard via NYT New York Times https://t.co/PejyI5VanA

— LadyEleanorA (@LadyEleanorA) September 28, 2024

لكن في الأسابيع الأخيرة، سارع القادة الإسرائيليون، الذين يواجهون ضغوطاً داخلية لإيجاد طريقة للتعامل مع عشرات الآلاف من الإسرائيليين، الذين فروا من شمال البلاد للعودة إلى ديارهم، إلى تصعيد هجماتهم. لقد زرعت هذه الجهود المتواصلة حالة من الفوضى داخل حزب الله وأعاقت قدرته على الرد.
وكان لإسرائيل ميزتان أمام حزب الله. أولاً، اخترقت أجهزتها الاستخباراتية الحزب بعمق، مما سمح لها بتعقب وقتل عدد كبير من القادة من المستوى المتوسط ​​والعالي.
وقال يونغ: "لقد تمكنوا من التسلل إلى حزب الله بعمق شديد، بحيث بدا أنهم يعرفون كل شيء، أين يتواجد القادة وأين ومتى يجتمعون".
وحتى بعدما أوضحت الاغتيالات أن إسرائيل تتعقب قادة الحزب، لا يبدو أن حزب الله قد عمد إلى تعديل بروتوكولاته الأمنية لتجنب المزيد من الاستهداف. والأسبوع الماضي، قتلت إسرائيل إبراهيم عقيل، الذي كان يرأس قوة النخبة التابعة للحزب، بينما كان يجتمع مع قادة عسكريين آخرين. ويبدو أن نصر الله قد تم استهدافه داخل مقر الحزب خلال اجتماع آخر مع مسؤولين آخرين في الحزب.
الميزة الثانية لإسرائيل، هي أن أفعال نصر الله، أظهرت أنه كان متردداً في الرد على الهجمات الإسرائيلية بطرق من المرجح أن تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب.
وتفاخر الحزب منذ فترة طويلة بامتلاكه صواريخ قوية يمكنها ضرب مدن في عمق إسرائيل، وكان القادة الإسرائيليون يشعرون بالقلق من أن حزب الله قد يضرب البنى التحتية الحساسة بصواريخ موجهة بدقة، أو يرسل قوات كوماندوس لاقتحام المستوطنات الإسرائيلية. لكن هذه القدرات، إن لم تكن قد عطلتها الهجمات الإسرائيلية، ظلت غير مستخدمة إلى حد كبير.
وقال يونغ: "على كل مستوى من التصعيد، لم يكن حزب الله قادراً على مواكبة الإسرائيليين".  

ضربة قاضية

وهكذا، فقد سارعت إسرائيل إلى التصعيد، فزادت من عمليات القتل المستهدف لقادة حزب الله، وقصفت بشكل مكثف معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه، وهي الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص خلال الأسبوع الماضي، وكثير منهم من المدنيين. وقال مسؤولون إسرائيليون، إنهم يسعون إلى تجنب غزو بري للبنان من خلال إضعاف قدرات حزب الله بشكل كبير والقضاء على قيادته.
ومن خلال ملاحقة نصر الله نفسه وقتله الجمعة، ربما تأمل إسرائيل في أن يكون القضاء على زعيم الحزب بمثابة ضربة قاضية له.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان نصر الله حزب الله الله قد

إقرأ أيضاً:

المحفظة الفارغة.. رسالة غامضة تستهدف عناصر حزب الله

أضفت بعض التفاصيل على الرسالة طابعًا شخصيًا ومستفزًا للجمهور المقرّب من حزب الله، وجعلتها تبدو كأنها موجّهة إلى الفرد مباشرة وضمن سياقه اليومي.

تفاعل روّاد مواقع التواصل في لبنان مع محتوى نشرته صفحة تزعم انتماءها لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، تضمّن فيديو دعائيًا مُنشأ بتقنيات الذكاء الاصطناعي موجَّهًا بشكل مباشر إلى عناصر حزب الله.

يبدأ الفيديو بمشهد لشابٍ ذي بشرة سمراء ولحية، يرتدي بزةً عسكرية باللون الزيتي، مع وشاح أصفر وغطاء يشبه الكوفية الفلسطينية.

وفي اللقطة التالية، ينظر الشاب إلى الكاميرا بملامح عابسة، ثم يفتح محفظته الشخصية التي تبدو خالية تمامًا من النقود، لتظهر على الشاشة عبارة باللهجة العامية تقول: "حتى مصاري ما في عندُن بعدك الك؟". ويأتي ذلك في سياق سخرية من الضائقة المالية التي يُقال إن التنظيم يواجهها في ظل التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة في المنطقة.

يشارك عناصر حزب الله في مراسم تشييع رئيس أركان الحزب، هيثم طباطبائي، وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الاثنين، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. Hussein Malla/ AP

لمشاهدة الفيديو

يتحوّل المشهد بعدها إلى شارع في أحد الأسواق الشعبية اللبنانية، حيث يسير الشاب بين حشد من المارة الذين تظل وجوههم غير واضحة، بينما تُعرض عبارة: "حزبك عم يضعف مع الوقت، تنطرش لحتى كل إشي يتدمر". تليه لقطة مقرّبة ليد تضع خاتماً، ثم تُفتح نافذة على الشاشة مع عرض يحمل عبارة: "تعال واستغل الفرصة. هلق عنا عرض قيم الك!".

لماذا كانت الرسالة مستفزة؟

تميز المقطع باستخدام مدروس للألوان (مثل اللون الزيتي للبزة والأصفر للوشاح)، والملابس (الكوفية والخاتم)، وخلفية الشوارع الشعبية المألوفة، والإضاءة الصفراء التي تعطي شعورًا بالإعياء والضعف، وصولاً إلى السمات الجسدية للشخصية المجسدة (لحية الشاب، والبشرة السمراء والملامح العربية)، لتشكل هذه التفاصيل إيحاءً مقصوداً نحو ما يمكن تسميته "الواقعية المصطنعة".

منحت التفاصيل الرسالة طابعًا شخصياً ومستفزًا للجمهور القريب من الحزب، وجعلتها تبدو وكأنها تخاطب الفرد مباشرة في سياقه اليومي.

وقد تفاعل مع المحتوى مؤيدو حزب الله وخصومه على حدٍ سواء، داخل لبنان وخارجه. فيما تباينت ردود الأفعال بين التهديدات والغضب من جانب المؤيدين، وبين السخرية والتعليقات الساخرة على الحزب من جانب المعارضين، خاصة في ظل الضربات الأمنية الكبيرة التي تعرّض لها في أيلول (سبتمبر) الماضي، والتي كشفت عن اختراقات عميقة في بنيته الأمنية.

Related اغتيال "الشبح".. "عبد الله" والمهمة السرّية التي مهّدت طريق الموساد إلى عماد مغنيةالموساد يتّهم الحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء شبكة دولية لاستهداف مصالح يهودية وإسرائيلية"خطر على الأمن القومي".. جدل في إسرائيل بعد تعيين غوفمان على رأس الموساد محتوى الصفحة

لم يقتصر نشاط الصفحة على هذا الفيديو، فقد نشرت محتوى آخر يُظهر تل أبيب في ليلة مضيئة مع عبارة: "يا أهل البيت – منتشرف فيكن وبدنا نستقبلكوا!"، مصحوبةً بهاشتاغ #لبنان.

وقد بدا أن هذا المنشور محاولةً لتوجيه خطاب مباشر إلى الحاضنة الشعبية الرئيسية لحزب الله (الطائفة الشيعية في لبنان)، باستخدام مصطلحات وعبارات مألوفة في أدبياتها الاجتماعية.

كما نشرت الصفحة فيديو آخر يحثّ عناصر الحزب بصورة مباشرة قائلاً: "انتوا عارفين أنه في بعد حلول غير عمليات التجميل. احكوا معنا بدل ما تتخبوا وتهربوا. ما بضبط تضلوا مختفيين لآخر الحياة".

تطوّر الخطاب والنشاط

يُظهر تتبّع سجلّ منشورات الصفحة أنّ نشاطها بدأ عام 2018 عبر محتوى متفرّق باللغتين الإنكليزية والعربية، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى نشر منشورات باللغة الفارسية حتى عام 2023.

ومنذ ذلك الحين، تحوّلت الصفحة بشكل ملحوظ إلى التركيز على الخطاب باللغة العربية، مستهدفةً في البداية الجمهور اللبناني العام، ثم تضييق دائرة خطابها لتصبّ في بيئة حزب الله وأنصاره، قبل أن تصل مؤخراً إلى خطاب مباشر وموجه بالاسم إلى "عناصر" الحزب.

الضائقة الاقتصادية

على الرغم من أن النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في لبنان ليس جديدًا، فإنّ التدهور الاقتصادي الحاد الذي يمرّ به البلد شكّل عاملًا حاسمًا في توسيع هامش الاختراق وفتح قنوات جديدة أمام محاولات التجنيد.

وبحسب مصادر لبنانية، تنوّعت أساليب الاستهداف لتشمل عروض سفر مجانية أو منخفضة التكلفة إلى دول أوروبية، وفرص عمل مغرية مصدرها جهات غير معروفة، إضافة إلى محاولات التواصل مع أشخاص يتبنّون مواقف ناقدة لحزب الله، مستغلّين الضائقة المعيشية واليأس الذي يطغى على شريحة واسعة من اللبنانيين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية اللبناني: إسرائيل تستعد لهجوم واسع.. وتعمل على هذا الأمر
  • وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير
  • ر بو عاصي: لا توازن قوى مع إسرائيل والتفاوض ضرورة لحماية لبنان
  • حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
  • خطوات أمنية محدودة لرفع الضغط السياسي
  • ضدّ أهداف حزب الله... إسرائيل وضعت خطّة هجوميّة واسعة
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • قطيعة بين حزب الله وفرنسا؟
  • القاضية عون تؤكد أن الأموال المحولة خلال وبعد 17 تشرين غير شرعية ويجب استعادتها
  • المحفظة الفارغة.. رسالة غامضة تستهدف عناصر حزب الله