أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، السبت، أن إسرائيل قتلت أكثر من 1640 شخصًا، من بينهم 104 أطفال، و194 من النساء، وأصابت 8 آلاف و408 منذ بدء هجماتها على لبنان في 8 أكتوبر 2023، بعد يوم من إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة الفلسطيني.

وعرض الأبيض في مؤتمر صحافي الحصيلة الإجمالية للضحايا والجرحى وقال: "لا يزال هناك الكثير من الضحايا تحت الركام، وفي عداد المفقودين".

 

وقسم الأبيض عدد الضحايا على فترات زمنية، ليبين التفاوت في الأرقام، والتي تعكس كثافة الهجمات الإسرائيلية وشراستها بين فترة وأخرى.

وأوضح أن عدد الضحايا في الفترة الواقعة بين الثامن من أكتوبر 2023، والخامس عشر من سبتمبر 2024، بلغ 610 شخصًا من بينهم 38 امرأة و17 طفلًا، بينما عدد الجرحى 2056 جريحًا.

وأفاد الأبيض بأن عدد الضحايا بين 16- 27 سبتمبر، بلغ 1030 من بينهم 56 امرأة و87 طفلًا، وقرابة 6352 جريحًا، إذ تعتبر هذه الحصيلة فقط خلال 11 يومًا، وهي الفترة التي شهدت أكبر عدد من الوفيات.

وقال الأبيض إنه منذ الجمعة، وحتى الآن بلغ عدد الضحايا 11 شخصًا و108 جرحى، مبينًا أن عدد الوفيات في صفوف العاملين بالقطاع الصحي منذ بداية الأحداث 41 عاملًا صحيًا ومسعفًا، بينما عدد الجرحى 111 شخصًا.

وكشف الأبيض عن تعرض مراكز صحية وطبية في دير سريان والطيبة، لضربتين بغارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 7 أشخاص، و4 جرحى من القطاع الصحي وفرق الإسعاف. 

وأكد الأبيض على أن المستشفيات لم تخرج حتى الآن عن نطاق الخدمة، ولكن وزارة الصحة العامة عملت على تنفيذ عمليات إخلاء المرضى، ونقلهم إلى مستشفيات أخرى، كي يستكملوا العلاج، بغية تخفيف العبء عن المستشفيات في المناطق المستهدفة، من أجل إتاحة وصول الناس إليها.

استمرار الخدمات الصحية 

وذكر وزير الصحة العامة أن الخدمات الطبية والتسهيلات المقدمة للنازحين مستمرة، إذ يمكنهم الاتصال على الرقم 1787 للاستفسار عن أي خدمات صحية يحتاجون إليها، كما تم إضافة الرقم 1214 إليه.

وأوضح الأبيض أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية، تلقت الوزارة أكثر من 2072 اتصالًا من بينها 450 من مرضى السرطان، الذين تمت إحالتهم إلى مراكز أخرى للعلاج، و159 من مرضى غسيل الكلى، كما تم تأمين عمليات الولادة لـ38 امرأة حامل، إضافة إلى عمليات أخرى.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهجمات الاسرائيلية الحرب على قطاع غزة حكومة تصريف الاعمال وزير الصحة اللبناني قطاع غزة عدد الضحایا

إقرأ أيضاً:

الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا

السفير د. عبدالله الأشعل

في صباح السابع من أكتوبر 2023 شنت قوات حماس هجومًا شاملًا وكاسحًا على منطقة غلاف غزة، وهي منطقة تابعة لغزة احتلها المستوطنون الذين رحلوا عن غزة عام 2005 تحت ضربات المقاومة. وكان هجوم حماس على القواعد والقوات الإسرائيلية برًا وبحرًا وجوًا. ولم تُفاجأ إسرائيل بالهجوم، ولكن فُوجئت بحجم الهجوم الذي لم تكن مستعدة له أمنيًا وعسكريًا. وأخذت المقاومة معها عددًا من المدنيين والعسكريين رهائن. وقد انقسم الموقف من الأطراف المختلفة من هذا الهجوم وتشعّب المواقف إلى ثلاثة:

الموقف الأول: منطق حماس من الهجوم.. الموقف الثاني: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية وأولها السلطة.. الموقف الثالث: موقفنا من الحادث ووضعه في القانون الدولي.

أولًا: دوافع حماس ومنطقها في الهجوم

تسوق حماس سبعة دوافع لهجومها على القوات المعادية:

الأول: إن إسرائيل تعمدت إهانة الفلسطينيين منذ قيامها. الثاني: إن صبر حماس على جرائم إسرائيل خلال نحو سبعة عقود قد نُقِض، وتأكدت حماس أن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ليست مؤقتة وعابرة، بل هي أساس المشروع الصهيوني. الثالث: تأكد لحماس أن إسرائيل خارج حدودها ليست مجرد سلطة احتلال وإنما تريد الأرض ولا تريد السكان.

الرابع: لاحظت حماس أن إسرائيل تقوم على الغضب والقوة، وأن المقاومة المسلحة هي أنسب رد على إسرائيل. الخامس: لاحظت حماس أن آليات النظام الدولي تحتال عليها إسرائيل، وأنها تفلت من العقاب، ولذلك توحشت. ورأت المقاومة أن الحلول عن طريق التفاوض غير مجدية. السادس: إن إسرائيل مصرّة على تفريغ فلسطين من أهلها.

وقدّرت حماس أن الجمهور الذي تُسيئ إسرائيل إليه سوف يعتبر المقاومة غير ذات جدوى، خاصةً وأن السلطة تعاديها وتعتبرها ذراع إيران في المنطقة قبل طوفان الأقصى، كما أن هجمات المستوطنين على المرابطين في المسجد الأقصى لا تتوقف. وسابعًا: تعتقد حماس أن من حقها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، خاصة أن السلطة لا تحمي الفلسطينيين وليس لها جيش.

ثانيًا: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية

 موقف إسرائيل: فوجئت إسرائيل بحجم وخطورة العملية، وشمولها البر والبحر والجو، وفوجئت بجرأة المقاومة وعدم خوفها من إسرائيل، ولأول مرة تأخذ رهائن، وهي محقة في ذلك بموجب المادة 12 من اتفاقية نيويورك لأخذ الرهائن عام 1979، وتعتبر إسرائيل أن المقاومة وسّعت هدفها من مجرد مقاومة الاحتلال إلى هدف تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وهذه فرضية لاحظناها في رد إسرائيل، ولذلك بدأت إسرائيل حرب إبادة منظمة ضد غزة، مقدّمة لإبادة الشعب كلما حانت الفرصة.

ولما كانت المقاومة تمثّل الحق، وإسرائيل تمثل الباطل، فقد أظهرت إسرائيل بإبادتها للشعب بكافة الطرق غلًا وعقدًا وانتقامًا من تجرؤ غزة على توحش إسرائيل. وكلما نجحت المقاومة في كسر شوكة الجيش الصهيوني، ازداد حقده على المدنيين، أي كلما نجحت المقاومة في ساحات القتال، توحشت إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

 موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي: نفس وجهة النظر الإسرائيلية تبنّتها أمريكا ومعظم الحلفاء الأوروبيين.

 

 موقف معظم الدول العربية: تابعت بألم البيانات الرسمية التي أصدرتها وزارات الخارجية العربية في معظم الدول، وتتضمن أمرين، الأول: إدانة هجوم حماس باعتباره عدوانًا على إسرائيل، ومبررًا لدفاع إسرائيل عن نفسها، على أساس أن الفعل مستحدث ورد الفعل مستحدث أيضًا، والثاني: إن بيانات الخارجية العربية أدانت هجمات حماس على المستوطنين، على أساس أن المستوطنين مدنيون كالفلسطينيين، ودعت هذه البيانات إلى المساواة بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين المستوطنين.

لعل هذه المقالة تبدّد الجهل بهذه الحقائق لدى من أصدر بيانات بهذا المعنى. أما من أصدر بيانات الإدانة على أساس التحالف مع أمريكا وإسرائيل، فقد ضلّ ضلالًا بعيدًا.

رأينا في وضع الحادث في القانون الدولي الحق أن الاحتلال طويل الأجل، خاصة إذا كان يستخدم الاحتلال ستارًا لإفراغ فلسطين من أهلها بل وإبادتهم، ليس له حقوق في القانون الدولي، بل للمقاومة أن تستخدم كل الوسائل، بما فيها أخذ الرهائن، أما الموقف الأمريكي، فقد تماهى مع الموقف الإسرائيلي، واقتربت منهما مواقف معظم الدول العربية، خاصة وأن الدول العربية اتخذت موقفًا معاديًا للمقاومة قبل الحادث بعام تقريبًا، عندما قررت الجامعة العربية أن المقاومة العربية بكل أجنحتها من قبيل "الإرهاب"، وهو موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول الغربية،
ولاحظنا أن الحكومات العربية وحدها تعادي المقاومة بسبب الضغوط الأمريكية، أما الشعوب العربية فكلها مجمعة على مساندة المقاومة ومساندة إيران ضد إسرائيل.

الخلاصة أن ضربة المقاومة ليست منقطعة الصلة عمّا قبلها من جرائم إسرائيل، ويكفي أن محكمة العدل الدولية أكدت في آرائها الاستشارية منذ عام 2004، وآخرها عام 2024، أن علاقة إسرائيل بأرض فلسطين خارج قرار التقسيم هي مجرد علاقة احتلال ويجب أن تنتهي، وأما ما تدّعيه إسرائيل بأن المقاومة اعتدت عليها مما أعطاها الحق في "الدفاع الشرعي"، وما ترتب على هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته المقاومة، فذلك اتهام سياسي لا يسنده القانون، وكان يمكن للمقاومة أن تُنقذ غزة لو اعتذرت لإسرائيل! ثم إن إسرائيل، بمجاهرَتها بهدف القضاء على المقاومة، تُخالف القانون الدولي، وقد فصّلنا ذلك في مقال سابق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: 500 مليون دولار تكلفة علاج أهالي غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • وفاة امرأة بصاعقة رعدية في الجميمة بحجة
  • تزايد حالات الانتحار في جيش الاحتلال منذ أكتوبر 2023 (إنفوغراف)
  • الأبيض تقتص لملايين الضحايا
  • صحة غزة: ارتفاع متواصل في أعداد الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر
  • عدد شهداء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 يتجاوز 60 ألف شهيد
  • وزير الصحة استقبل رئيس مكتب التعاون الروسيّ - اللبنانيّ
  • وفاة امرأة في الحديدة جراء انفجار لغم من مخلفات العدوان
  • وزير الدفاع الإسرائيلي لإيران: نستعد لمفاجأتكم مرة أخرى