عبدالله أبوضيف (بيروت)

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: حريصون على توسيع دائرة شراكاتنا العالمية الإمارات: ملتزمون بالتعاون مع الشركاء لمواجهة التحديات العالمي

دعا وزير الصحة اللبناني الدكتور فراس الأبيض لتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة القطاع الصحي في بلاده، خاصة مع تصاعد الأحداث وزيادة العنف على مدار الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أن الوضع الصحي صعب، ويشهد تدهوراً مع التصعيد العسكري الحادث في البلاد خلال الآونة الأخيرة.


من جهته، طالب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة بتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط قائلاً، إن العالم كله في لحظات حرجة لما تعانيه المنطقة من أزمات متتالية عبر عام كامل، وهو ما انتقل إلى عواصم عدة كانت آخرها العاصمة اللبنانية بيروت، مطالباً بضرورة عدم تفاقم أوضاع المدنيين ومراعاة الوضع الصحي الصعب.
وقال وزير الصحة اللبناني، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن القطاع الصحي في لبنان يمر بفترة عصيبة نتيجة الأوضاع الأمنية المتوترة والاعتداءات المستمرة، مما تسبب في ارتفاع كبير في أعداد القتلى والجرحى خلال الأسبوع الأخير. وذكر الوزير أن لبنان شهد إصابة 5000 شخص خلال أسبوع واحد فقط، فيما بلغ عدد القتلى 60 قتيلاً، وما زالت الاعتداءات مستمرة.
 وأكد الأبيض أن المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد تستقبل المصابين بشكل يومي، إلا أن الوضع الطبي صعب للغاية؛ نظراً لضغوط النقص في الإمدادات الطبية والتحديات المالية التي تعيق تقديم الرعاية الصحية المناسبة، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة للمساعدات والدعم الطبي، قائلاً: «المساعدات في هذه المرحلة مهمة للغاية لتخفيف العبء على المؤسسات الطبية في البلاد».
 في سياق متصل، شهد لبنان خلال الأسبوع الجاري سلسلة من التوترات الأمنية، مما فاقم من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد. وتشير التقارير إلى أن تصاعد المواجهات المسلحة في مناطق عدة، أدى إلى إرهاق المرافق الصحية التي تعاني أصلاً من نقص في الموارد بفعل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. هذا الوضع دفع المنظمات الإنسانية إلى الدعوة لزيادة الدعم الدولي للبنان، لتجنب كارثة إنسانية كبرى.
 وفي إطار دعم القطاع الصحي، أطلق وزير الصحة مبادرة للتطوع؛ بهدف تعزيز قدرات المستشفيات، وتوفير الدعم اللازم للطاقم الطبي المتواجد في الخطوط الأمامية. وأشاد الأبيض بالجهود التي يبذلها المتطوعون قائلاً: «هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في مواجهة التحديات الكبيرة التي نمر بها».
وقال الوزير الأبيض، إن مستشفيات جنوب لبنان تواجه أزمة حقيقية في الإمدادات في الوقت الذي يبذل فيه القائمون على الوضع الصحي في المنطقة كافة جهودهم لاستقبال الجرحى والمصابين ومنع تفاقم الأوضاع، إلا أن هذه المستشفيات معرضة للانهيار بسبب الضغوط المستمرة، وزيادة تدفق المصابين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: لبنان القطاع الصحي أنطونيو جوتيريش الأمم المتحدة بيروت وزیر الصحة فی البلاد

إقرأ أيضاً:

الكوليرا في اليمن.. بدون إجراءات عاجلة ستُزهق المزيد من الأرواح

ما زال اليمن يرزح تحت وطأة موجة ثانية من تفشي وباء الكوليرا منذ أذار/مارس 2024؛ لكنه في الشهور الأخيرة يشهد تزايدًا لافتًا في الإصابة بالاسهالات المائية الحادة بما فيها الكوليرا، خاصة في عدن وتعز ومأرب وصنعاء وعمران والمحويت وحجة وأبين وغيرها من المحافظات، التي لم تصدر السلطات في كل منها إعلانًا دقيقًا بأرقام الحالات الحديثة، بفعل الخوف من رد الفعل الاجتماعي والسياسي؛ إلا أن تقارير دولية يتواتر تحذيرها من الإصابات المتزايدة؛ لكن بدون الإعلان عن مؤشراتها.

 

وقال مدير مركز الترصد الوبائي في عدن في تقارير إعلامية محلية، خلال أيار/مايو، إن مركز العزل الصحي الخاص بالكوليرا في مستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يوميا ما لا يقل عن 30 إصابة. وأردف موضحًا أن بعض هذه الحالات تصل من مديريات محافظة عدن، بينما يأتي بعضها الآخر من المحافظات المجاورة مثل لحج وأبين والضالع.

 

وكان لانخفاض التمويل العالمي لخطة الاستجابة الإنسانية الأممية في اليمن، وخاصة خلال عامي 2024 و2025 دورا في تراجع أنشطة برامج المواجهة، علاوة على ما يعانيه القطاع الصحي في اليمن من انهيار نسبة كبيرة من مقوماته، نتيجة الحرب المستعرة هناك منذ عشر سنوات.

 

من أهم التحذيرات الدولية التي صدرت حديثًا، في هذا الاتجاه، ما أعلنت عنه لجنة الإنقاذ الدوليةـ في أيار/مايو الماضي، عقب اختتام استجابتها المنقذة للحياة من الكوليرا في اليمن. وحذرت اللجنة، في بيان، من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عالمية ستظل البلاد معرضة بشكل خطير لأوبئة مستقبلية وأزمات صحية متفاقمة.

 

مفترق طرق حرج

 

في عام 2024 وحده، سجّل اليمن أكثر من 260 ألف حالة مشتبه بها، وأكثر من 870 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا. ويُمثل هذا العدد، طبقًا للبيان، 35 في المئة من إجمالي الإصابات العالمية، و18 في المئة من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الكوليرا.

 

وقال القائم بأعمال المدير القطري للجنة في اليمن أشعيا أوعولا: «في ظل محدودية التمويل وتزايد الاحتياجات الإنسانية، تقف استجابة اليمن للكوليرا عند مفترق طرق حرج. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، ستُزهق المزيد من الأرواح، وقد تتفاقم الأزمة الصحية الهشة أصلاً وتخرج عن نطاق السيطرة. إن الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه في اليمن الآن ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضاً التزام بالاستقرار والصمود والكرامة الإنسانية على المدى الطويل. لقد أوضح اليمنيون احتياجاتهم بوضوح: إنهم لا يحتاجون إلى حلول مؤقتة، بل إلى دعم مستدام وهادف لإعادة بناء مستقبلهم».

 

وطبقًا لكبير مسؤولي الطوارئ الصحية والتغذية في اللجنة، عمرو صالح: «لا تزال الكوليرا قنبلة موقوتة في اليمن. من خلال مكافحتها، وصلنا إلى بعض أكثر المجتمعات تهميشًا في اليمن برعاية منقذة للحياة. لقد شهدنا ذلك بأم أعيننا».

 

وأكدت اللجنة أن الأسباب الجذرية لتفشي المرض ما زالت دون معالجة؛ فمحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وسوء التغذية، وضعف النظام الصحي، لا تزال تُعرّض الملايين لخطر الإصابة بأمراض قاتلة.

 

في عام 2025، تتطلب خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة 261 مليون دولار أمريكي لتوفير خدمات صحية مُنقذة للحياة لـ 10.6 مليون شخص، بينما هناك حاجة إلى 176 مليون دولار أمريكي لتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لأكثر من ستة ملايين شخص.

 

حتى أيار/مايو 2025، لم يتجاوز تمويل قطاع الصحة 14 في المئة، بينما تجاوز تمويل قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 7 في المئة بقليل. وبدون استثمار عاجل ـ تقول اللجنة – سيظل ملايين الأشخاص معرضين بشكل خطير لأمراض يمكن الوقاية منها، وستتفاقم دورة الطوارئ الصحية.

 

وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن اليمن يتحمل العبء الأكبر من الكوليرا عالميًا. وقد عانى البلد من انتقال مستمر للكوليرا لسنوات عديدة، بما في ذلك أكبر تفشٍّ مُسجَّل في التاريخ الحديث – بين عامي 2017و2020.

 

وقالت في بيان: «يُلقي تفشي الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، عبئًا إضافيًا على نظام صحي مُنهك أصلًا، ويواجه تفشيات أمراض متعددة. وتواجه منظمة الصحة العالمية والجهات الفاعلة الإنسانية ضغوطًا في جهودها لتلبية الاحتياجات المتزايدة بسبب النقص الحاد في التمويل».

 

في 27 نيسان/أبريل الماضي وقعت الرياض ولندن على اتفاق تمويل منظمة الصحة والعالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بمبلغ عشرة ملايين دولار، بواقع خمسة مليون دولار من كل بلد؛ لدعم برامج المنظمتين في مواجهة الكوليرا في أكثر المحافظات اليمنية تفشيًا. لكنها تبقى جهود محدودة لن تُحدث فرقا.

 

وسبق وحذر تقرير أممي من أن وباء الكوليرا سيستمر في الانتشار في حال لم يتم تأمين التمويل المطلوب من أجل «تعزيز عمليات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ودعم أنشطة المياه والصرف الصحي، وجهود التواصل بشأن المخاطر المستدامة، وإشراك المجتمع لتحسين المعرفة العامة بتدابير الوقاية».

 

ما يشهده تفشي الكوليرا في اليمن يؤكد الحاجة إلى إجراءات عالمية عاجلة تلبي الاحتياجات المطلوبة من خلال تغطية التمويل المطلوب؛ بما يعزز من قدرات المواجهة وامكانات محاصرة الأوبئة التي تهدد حاضر اليمن ومستقبله.


مقالات مشابهة

  • ‎غروندبرغ يبحث مع وزير خارجية مصر الأوضاع في اليمن والبحر الأحمر
  • توجيهات عاجلة من وزير الصحة لقيادات الوزارة استعدادًا لعيد الأضحى
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • وزير الصحة: تحديد مقدار الاستطاعة الصحية للحج بتقييم المخاطر الوبائية على مستوى العالم
  • الكوليرا في اليمن.. بدون إجراءات عاجلة ستُزهق المزيد من الأرواح
  • وزير الصحة بسنار يؤكد انحسار الكوليرا
  • وحدة الموقف اللبناني ضرورة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • الجيش اللبناني يعلن تفكيك جهاز تجسس إسرائيلي جنوب البلاد
  • لحود: لبنان شريك فاعل في صياغة السياسات الصحية الحيوانية العالمية