دخول الطاقة الشمسية بمتحفى المجوهرات الملكية والإسكندرية القومى
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تستحوذ محافظة الإسكندرية، على نصيب الأسد من المشروعات التي أعلنتها وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، والتى تتعلق بمحطات الطاقة الشمسية، حيث يأتي نصيب المدينة الساحلية من المشروعات الخاصة بخلايا الطاقة الشمسية والمواقع الخضراء متحفين هما متحف الإسكندرية القومي ومتحف المجوهرات الملكية .
وبدأت وزارة السياحة، في تنفيذ مشروع محطات الطاقة الشمسية في 4 متاحف ومواقع أثرية على مستوى الجمهورية هي متحف المجوهرات الملكية ومتحف الإسكندرية القومى، وقصر محمد على بالمنيل، ومركز زوار منطقة أهرامات الجيزة.
وأجرى محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندريه، جولة ميدانية لمتحف المجوهرات الملكية المسجل في عداد الآثار الإسلامية بالإسكندرية بالقرار رقم 3884 لسنة 1999 وصدر له قرار حرم سنة 2008، شملت الجولة تفقد أعمال الصيانة والترميم بباركية ارضية قاعة f2 والتي تتم بناء على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية الصادرة بتاريخ 2021.
وشملت الجولة متابعة الأعمال التي تتم في إنشاء مشروع محطة للطاقة الشمسية أعلى سطح متحف المجوهرات الملكية، والذي يتكون من 37 خلية شمسيه، والتي تتم بناء على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بتاريخ 2023 ،وهي الأعمال التي تتم تحت إشراف قطاع المشروعات وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية وقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار.
وشارك في الجولة صفاء فاروق، مدير عام متحف المجوهرات الملكية، هيام رميح مدير عام آثار شرق الإسكندرية، وجهاز الإشراف من قطاع المشروعات هندسة وترميم دقيق، وجهاز الإشراف الأثري من مفتشي آثار الإسكندرية بقطاع الأثار الاسلاميه والقبطية وقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار.
وقال متولى، إن متحف المجوهرات الملكية، أنشئ على الطراز الأوروبي على مساحة 4185 مترًا حيث شيدت القصر السيدة زينب هانم كريمة محمد باشا فهمي سنة 1919 م واكملت القصر بنتها النبيلة فاطمة حيدر فاضل سنة 1923 م ويتكون القصر من جناحين شرقي وغربي يربط بينهما بهو داخلي على جانبية لوحات من الزجاج المعشق تحكي قصص من الحياة الأوربية.
وكشف متولى، عن تفاصيل المشروع في متحف المجوهرات، ، أنه تم تركيب الخلايا الشمسية على مرحلتين، المرحلة الأولى أعلى سطح القاعات بالمتحف بالجناح الغربي بمساحة 11 مترًا في 7 متر، بارتفاع 2 متر و30 سنتيمتر، والمرحلة الثانية تشمل تركيب اللوحات الشمسية أعلى سطح الجناح الغربي للمتحف، بمساحة 5 أمتار في 7 أمتار بارتفاع متر و80 سنتيمتر، فيما يبلغ عدد جميع اللوحات في الجزء الأول 27 لوح وفى الاخر 10 ألواح بإجمالى 37 لوح شمسي.
من جانب آخر قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المشروع يأتي في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الإطارية التي تم توقيعها في نوفمبر الماضي على هامش استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرون لتغير المناخ COP 27 والذي تم انعقاده بمدينة شرم الشيخ.
وأشار إلى أن تنفيذ المشروع يأتي إطار تنفيذ خطة الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، لتحويل المتاحف والمواقع الأثرية إلى مواقع خضراء تعتمد على الطاقة الشمسية كبديل مستدام وأكثر جدوى اقتصاديا عن الطاقة الكهربائية، بما يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي بكافة أنواعه، وحمايته وتأهيله والاستفادة منه في تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030.
ولفت العميد هشام سمير، مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف، إلى أن تنفيذ محطات الطاقة الشمسية بالمواقع الأثرية المستهدفة يهدف إلى تعزيز استخدام نظم الخلايا الشمسية الصغيرة، مشيرا إلى أن المحطات التي تم تنفيذها بالمتاحف والمواقع الأثرية الأربعة جاءت بقدرة إجمالية حوالي 85 كيلووات، وبتكلفة تقدر بـ 95 ألف دولار، مشيرا إلى أنه تم بدء تشغيل محطات الطاقة الشمسية بكل موقع وربطها على شبكة كهرباء كل محافظة فيما بدأت الإسكندرية التنفيذ في متحفى المجوهرات الملكية بالإسكندرية القومى بتركيب خلايا الطاقة الشمسية .
وأوضح سمير، أنه تم التعاقد لإنشاء محطة طاقة شمسية بمتحف شرم الشيخ القومي بقدرة 22 229.6 ومن المقرر أن يتم التوريد والتركيب وبدء التشغيل لمحطة الطاقة الشمسية وربطها بشبكة كهرباء شرم الشيخ، وكذلك تدريب العاملين بالمتحف على التشغيل، ومن المقرر أن يتم الإنتهاء من تنفيذها خلال شهر سبتمبر المقبل.
ولفت إلى أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في نوفمبر الماضي، جاءت بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، ومركز تحديث الصناعة IMC (مشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الطاقة الشمسية الخضراء متحف المجوهرات القومى الطاقة الشمسیة الأعلى للآثار إلى أن
إقرأ أيضاً:
علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي
في مايو 2024، أتاحت عاصفة شمسية هائلة للعلماء فرصة غير مسبوقة لفهم كيفية انهيار طبقة البلازما الواقية للأرض في ظل ظروف جوية فضائية قاسية.
وبفضل وجود القمر الصناعي الياباني "أراس" في موقع رصد مثالي، شاهد الباحثون انكماش طبقة البلازما إلى جزء بسيط من حجمها المعتاد، واستغرقت عملية إعادة بنائها أيامًا.
وقد كشف هذا الحدث عن "عاصفة سلبية" نادرة في طبقة الأيونوسفير، أبطأت بشكل كبير قدرة الغلاف الجوي على التعافي. طبقة الأيونوسفير هي جزء من الغلاف الجوي (تقريبًا من 60 حتى 1000 كيلومتر) والتي تتأين بفعل أشعة الشمس، وتؤثر على انتشار موجات الراديو، ويظهر فيها الشفق القطبي.
وكانت البيانات التي تم الحصول عليها بواسطة القمر الاصطناعي أراس ضمن مشروع بحثي بقيادة الدكتور أتسوكي شينبوري من معهد أبحاث البيئة الفضائية-الأرضية بجامعة ناغويا في اليابان، قد قدمت رؤى قيّمة في كيفية تعطيل النشاط الشمسي الشديد للأقمار الصناعية وإشارات نظام تحديد المواقع العالمي، وأنظمة الاتصالات.
كما قدمت تلك الأرصاد أيضا أول رؤية تفصيلية لكيفية تأثير هذا الحدث على الغلاف البلازمي للأرض (وهي المنطقة الواقية للأرض من الجسيمات المشحونة المحيطة بالكوكب).
ومن ناحية أخرى تُظهر نتائج الدراسة التي نشرها شينبوري ورفاقه في دورية "إيرث بلانتيت آند سبيس"، كيفية استجابة كلٍّ من الغلاف البلازمي والغلاف الأيوني أثناء الاضطرابات الشمسية الشديدة.
وتساعد هذه الملاحظات البحثية في تحسين التنبؤات بانقطاعات الأقمار الصناعية، ومشاكل نظام تحديد المواقع العالمي، ومشاكل الاتصالات الناجمة عن طقس الفضاء المتطرف.
العاصفة الشمسية هي اضطراب في سطح الشمس ينتج عنه انبعاث كميات هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة نحو الفضاء.
إعلانوتحدث هذه العواصف بسبب التغيرات في المجال المغناطيسي للشمس، وتتكون من توهجات شمسية وانبعاثات كتلية إكليلية، وعندما تصل هذه المواد إلى الأرض، يمكن أن تتسبب في ظواهر مثل الشفق القطبي وتؤثر على الاتصالات وأنظمة الطاقة.
وبحسب البيان الرسمي الصادر من جامعة ناغويا، فإن العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الفائقة التي ضربت الأرض في الفترة من 10 إلى 11 مايو 2024 والمعروفة باسم "غانون"، هي أقوى حدث من هذا النوع منذ أكثر من عقدين، وهي أحد أشد أشكال الطقس الفضائي تطرفًا، والتي تنشأ عندما ترسل الشمس دفعات هائلة من الطاقة والجسيمات المشحونة نحو الأرض، وهي عادةً ما تظهر مرة واحدة كل 20-25 عامًا.
ويقول شينبوري في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "خلال العاصفة الجيومغناطيسية التي حدثت، تقلص الغلاف البلازمي للأرض من 44 ألف كيلومتر إلى 9 آلاف و600 كيلومتر خلال 9 ساعات".
ويضيف: "بعد ذلك، استعاد الغلاف البلازمي تدريجيًا مستوى الهدوء، وقد استغرقت هذه الفترة أكثر من 4 أيام، أي أطول بكثير من 77 عاصفة جيومغناطيسية معتادة خلال الفترة من 2017 إلى 2024".
رصد تغيرات الغلاف البلازمي للأرضفي عام 2016 أطلقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) قمر أراس الصناعي، ليجتاز الغلاف البلازمي للأرض ويقيس موجات البلازما والمجالات المغناطيسية.
وخلال هذه العاصفة العاتية، كان القمر الصناعي في موقع مثالي لتسجيل الانضغاط الشديد للغلاف البلازمي والتعافي البطيء والطويل الذي تلاه، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها العلماء على بيانات مستمرة ومباشرة تُظهر انكماش الغلاف البلازمي خلال عاصفة عاتية.
وفي هذا الصدد يقول شينيوري: "لقد تتبعنا التغيرات في الغلاف البلازمي باستخدام قمر أراس الصناعي، واستخدمنا أجهزة استقبال أرضية لمراقبة الغلاف الأيوني، مصدر الجسيمات المشحونة التي تُعيد ملئ الغلاف البلازمي للأرض، وقد أظهرت لنا مراقبة الطبقتين مدى انكماش الغلاف البلازمي بشكل كبير، ولماذا استغرق تعافيه كل هذا الوقت".
ويوضح شينبوري تفاصيل هذه العملية قائلا: "اجتاز القمر الصناعي أراس طبقة الأيونوسفير والغلاف البلازمي والغلاف المغناطيسي الداخلي بفترة مدارية مدتها 10 ساعات عند حدوث العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الفائقة، حيث تمكّن من قياس كثافة الإلكترونات في الغلاف البلازمي بدقة"
ويضيف: "من ناحية أخرى، وباستخدام بيانات نظام تقنية "جنس تيك" العالمية، وهو نظام لقياس طبقة الايونوسفور، تم تجميع البيانات من 9000 محطة حول العالم، كما راقبنا كثافة الإلكترونات في الغلاف الأيونوسفير أثناء العاصفة الجيومغناطيسية، وبمقارنة كلا البيانات، تمكنا من رؤية التغير في الغلاف الأيوني والغلاف البلازمي للأرض".
بعد نحو ساعة من وصول العاصفة الشمسية العاتية، اندفعت الجسيمات المشحونة عبر الغلاف الجوي العلوي للأرض عند خطوط العرض العليا، وتدفقت نحو الغطاء القطبي.
ومع ضعف العاصفة، بدأت طبقة البلازما تتجدد بالجسيمات التي تزودها طبقة الأيونوسفير، وعادةً ما تستغرق عملية إعادة التعبئة هذه يومًا أو يومين فقط، ولكن في هذه الحالة، امتدت عملية التعافي إلى أربعة أيام بسبب ظاهرة تُعرف بالعاصفة السلبية.
إعلانفي هذه العاصفة، تنخفض مستويات الجسيمات في طبقة الأيونوسفير انخفاضا حادا على مساحات واسعة عندما يُغير التسخين الشديد التركيب الكيميائي للغلاف الجوي، وهو ما يؤدي هذا إلى انخفاض أيونات الأكسجين التي تُساعد في تكوين جزيئات الهيدروجين اللازمة لاستعادة طبقة البلازماسفير، كما ان العواصف السلبية غير مرئية ولا يُمكن رصدها إلا باستخدام الأقمار الصناعية.
وفي ها الصدد قال شينبوري، في تصريحاته للجزيرة نت: "تتميز العاصفة السلبية باستنزاف كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير لفترة طويلة من خلال عملية الفقد المرتبطة بتفاعل كيميائي بين الجسيمات المشحونة والجسيمات المحايدة على ارتفاعات الأيونوسفير، وتسبب استنزاف كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير في انخفاض إمداد طبقة البلازماسفير بالجسيمات المشحونة، مما أدى إلى بطء تعافي طبقة البلازماسفير.
طقس الفضاءتُقدم هذه النتائج فهما أوضح لكيفية تغير الغلاف البلازمي خلال عاصفة شمسية شديدة، وكيفية انتقال الطاقة عبر هذه المنطقة من الفضاء، حيث واجهت العديد من الأقمار الصناعية أعطالًا كهربائية أو توقفت عن إرسال البيانات خلال هذه العاصفة، وانخفضت دقة إشارات نظام تحديد المواقع العالمي، وانقطعت الاتصالات اللاسلكية.
وبحسب الدراسة، فإن معرفة المدة التي تستغرقها طبقة البلازما الأرضية للتعافي من هذه الاضطرابات أمرٌ أساسي للتنبؤ بطقس الفضاء في المستقبل، ولحماية التكنولوجيا التي تعتمد على ظروف مستقرة في الفضاء القريب من الأرض
ويقول شينبوري، في تصريحاته للجزيرة نت: "نظرا للتغيرات الحادة في طبقة الأيونوسفير خلال العاصفة الجيومغناطيسية الفائقة، تزداد أخطاء تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية بشكل ملحوظ"
ويضيف: "لذلك، من المهم التنبؤ بمثل هذه الظواهر خلال العواصف الجيومغناطيسية الفائقة. علاوة على ذلك، فإن معدل حدوث العواصف الجيومغناطيسية الفائقة منخفض جدًا (نحو 4%)، مقارنةً بأحداث العواصف الأخرى. في المستقبل، ينبغي لنا مواصلة إجراء تحليل متكامل للبيانات من المراقبة الأرضية والفضائية أثناء العواصف الجيومغناطيسية الفائقة لفهم العملية الفيزيائية للحقول وبيئات البلازما في طبقة الأيونوسفير".