جاكي شان في الضربة الخفية.. اختفت مهاراته القتالية واعتمد فقط على خفة ظله
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يُعرض حاليا فيلم "الضربة الخفية" (Hidden Strike) على منصة نتفليكس، وفي دور العرض السينمائية في الشرق الأوسط والعالم، ويشارك في هذا العمل بطلان يتمتعان بالشهرة والجاذبية، وهما جاكي شان وجون سينا، فكل منهما برع في مزج الأكشن والكوميديا.
وبالإضافة إلى النجمين المذكورين، هناك عامل جذب آخر للجمهور العربي، وهو مشاركة الممثل والمغني والملحن هاني عادل والممثلة ليلى عز العرب في أدوار بسيطة.
تدور أحداث فيلم "الضربة الخفية" في صحراء بالشرق الأوسط، حيث تعمل شركة على استخراج النفط، وعلى الجانب الآخر هناك عصابة تهدف إلى سرقة هذا النفط، ولذلك تداهم الموقع، وينقذ أغلب العاملين رجل القوات الخاصة "دراغون لو" (يلعب دوره جاكي شان) وفريقه، وسريعا ما نعرف أن سبب موافقة "لو" على المهمة هو وجود ابنته (مي) بين العاملين في موقع النفط، وهو لا يهدف فقط إلى إنقاذها، ولكن لاستعادة علاقته بها، التي دمرها غيابه عنها خلال طفولتها.
على الناحية الأخرى، "كريس" (يلعب دوره جون سينا) جندي مرتزق سابق، قرر -بعد مقتل والده أمام عينيه- الاعتزال والتفرغ لرعاية مجموعة من الأيتام من أبناء الصحراء، ولكن بسبب نقص الماء، ورغبته في مساعدة أهل القرية، يقرر العودة لمهمة أخيرة، يظن أنها ضد جماعة من المجرمين.
لكن كريس يكتشف أنه مخلب قط في أيدي الأشرار، ونتيجة لذلك يتراجع، وينضم إلى الصيني "لو" في نضاله لتحرير العاملين في شركة النفط.
الفيلم عبارة عن سلسلة من مشاهد الأكشن، وتتخللها بعض النكات بين البطلين، مع محاولات لصبغ المسعى الخاص بهما بمشاهد إنسانية، فتارة نجد الأمر يدور حول استعادة الأب العلاقة بينه وبين ابنته، وتارة أخرى مساعدة أهل القرية من الفقراء الذين قد يموتون إن لم يساعدهم البطل.
لم تكن تلك "المبررات الأخلاقية" مقنعة بما فيه الكفاية، فلم يعتذر الأب عن غيابه، أما كريس، فيبدو أمره أكثر فجاجة وقد تلبس "عبء الرجل الأبيض" القادم من الغرب حاملا على كتفيه مسؤولية إنقاذ الأعراق الأخرى (أهل الصحراء) متجاهلا تأثير الوجود الغربي في المنطقة العربية ومساهمته هو شخصيا في قضايا اغتيالات وتفجيرات سابقة، ولكن بعدما استيقظ ضميره قرر قضاء عمره في الغناء للأيتام والبحث عن الماء لهم.
تنبع مشكلة الفيلم من افتقاره لحبكة منطقية، أو بناء جيد، ويظهر ذلك حتى في أبسط الأشياء، فعلى سبيل المثال، العامل الأساسي لجذب الجمهور للفيلم هو اللقاء بين اثنين من نجوم أفلام الحركة، الأمر الذي يتأخر لأكثر من ساعة في الفيلم، لتبدو الأحداث السابقة على هذا اللقاء كما لو أنها ملء فراغ، ولأن اختبار البطلين أمام بعضهما بعضا ضروري، فقد بدأ هذا اللقاء بمعركة باليدين بينهما، لم تنته إلى شيء، ولكن سريعا ما يتحولان من دون سبب منطقي إلى صديقين.
ملخص لمساوئ المؤثرات الرقميةيكرس عديد من المخرجين الكبار أمثال كريستوفر نولان أنفسهم للتحذير من استخدام المؤثرات الرقمية أو تقنيات الـ"سي جي آي"، باعتبارها دخيلة على الأفلام، وتقلل من أصالتها، بينما على الجانب الآخر تميل الاستوديوهات الكبرى للإفراط في استخدامها لإضفاء عامل الإبهار.
يصلح فيلم "الضربة الخفية" مثالا حيا على كل التحذيرات من استخدام الـ"سي جي آي"، فقد تحول بفضلها إلى أقرب ما يكون للعبة فيديو، من دون أي لمسة واقعية، ولا ينطبق ذلك فقط على مشاهد التفجيرات أو القتال، بل ينسحب حتى على مشاهد القرية الصحراوية البسيطة، التي تبدو كما لو أنها خارجة من إحدى قصص ألف ليلة وليلة.
ومع التشابهات العديدة بين الفيلم وأعمال سينمائية رائدة أخرى، ظهرت هذه العيوب بشكل أوضح، وبدا الفيلم كأنه نسخة قليلة الميزانية من عمل آخر عظيم، إذ يبدو "الضربة الخفية" خليطا من الفيلم الحائز على عديد من الجوائز "ماكس المجنون: طريق الغضب" (Mad Max: Fury Road) وأفلام "جون ويك" (John Wick).
وقد أخذ من الأول مشاهد مطاردات السيارات في الصحراء، بل تصميم بعض السيارات كذلك، في حين أخذ من الثاني مشاهد الأكشن السريعة، مع حركة الكاميرا، ولكنه أفرط في استخدامها بشكل جعل بعض اللقطات تسبب الدوار للمشاهد، وفي الوقت ذاته لا توحي بأي معنى حقيقي سوى استعراض لإمكانيات التصوير.
وافتقر الفيلم إلى أهم ما قد يميزه، وهو أسلوب جاكي شان في تقديم مشاهد الحركة والقتال، الذي كان يجعلها تبدو كرقصات آسيوية، موجعة لأعدائه، ولكنها محببة لمشاهديه.
في "الضربة الخفية"، يقدم جاكي شان مشاهد باهتة، سواء وحده أو مع جون سينا، وربما يرجع ذلك إلى كبر عمر الممثل الذي يقترب من 70 عاما، وكذلك إلى سوء إدارة المخرج، ومصمم مشاهد القتال الذي لم يستطع الاستفادة من التاريخ الخاص لبطله الذي يحمل الفيلم اسمه.
حقق فيلم "الضربة الخفية" معدلا متواضعا للغاية على موقع "روتن توماتوز" بلغ 17% من النقاد، و58% من المشاهدين، ورغم كونه تجربة جديدة يشارك فيها ممثلون عرب، فإنه لن يعتبر نقطة انطلاق جيدة لكل من هاني عادل وليلى عز العرب في ظل المستوى العام للفيلم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جاکی شان
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. مشاهد تفطر القلوب للقاء أسرى فلسطينيين مع ذويهم
في مشاهد مليئة بالألم والفرح في آنٍ واحد، اختلطت مشاعر الدموع بالعناق، بينما اجتمع أسرى فلسطينيون مع عائلاتهم بعد الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت هذه اللقاءات لحظات تُسجل في الذاكرة الفلسطينية كرمز للصمود والتحدي، تمثل معاناة سنوات طويلة خلف القضبان، وتعيد إلى الأذهان معاناة شعب لا ينسى الحرية حتى في أقسى الظروف.
وجوه أنهكها السجن، ولكن أشرقت بنور الحرية
بينما كانت وجوه الأسرى مشوهة بعلامات السجن الطويلة، كانت لحظات لقائهم مع ذويهم مليئة بالفرح المختلط بالدموع. هذه اللحظات تعكس الفجوة الكبيرة بين الألم والفرح؛ وجوه أنهكها القهر، لكنها أشرقت بنور الحرية، وأجساد أضعفها السجن لكنها لا تزال تحمل إرادة الحياة.
تلك اللقطات التي تم توثيقها بالصور والفيديوهات، لم تكن فقط تعبيرًا عن الفرح بالإفراج، بل كانت بمثابة شهادة حية على شعب فلسطيني لا يعرف الاستسلام، ويولد من معاناته مرة تلو الأخرى.
العدد الإجمالي للأسرى المُفرج عنهم
وفقًا لأرقام مكتب إعلام الأسرى، أفرجت إسرائيل عن 1968 أسيرًا فلسطينيًا ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وتشمل هذه المجموعة:
250 أسيرًا محكومين بالمؤبد أو أحكام عالية.
1718 أسيرًا من قطاع غزة تم اعتقالهم منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
مشهد الإفراج والتوجه إلى المعابر
تم تجميع الأسرى المفرج عنهم من عدة سجون مركزية في إسرائيل، حيث تم نقل 88 أسيرًا من سجن “عوفر” غرب رام الله، و162 أسيرًا آخر من سجن “كتسيعوت” في النقب، في إطار استعدادهم للانتقال إلى وجهاتهم النهائية.
صفقة التبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار
تأتي عملية الإفراج في إطار المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي أُعلنت برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2023. وُكِلت مهمة الإشراف على عملية التبادل إلى لجنة ثلاثية تضم كل من مصر وقطر والولايات المتحدة.
الحرية تأتي على وقع الألم والمعاناة
روى الأسرى المحررون عن تفاصيل ما عاشوه من تعذيب جسدي ونفسي ممنهج خلال سنوات اعتقالهم، مشيرين إلى أن إهمالهم طبيًا كان أحد أساليب العقاب المتعمدة التي جعلت أجسادهم تتحول إلى خرائط من الألم، بعضهم فقد عشرات الكيلوغرامات من وزنه، وآخرون خرجوا من السجون بكسر وجروح لم تلتئم بعد، وبينما فقد بعض الأسرى رفاقًا لهم استشهدوا في السجون، خرج الباقون يحملون معهم قصصًا عن المعاناة التي لا تُنسى.
مشاهد مؤلمة لكنها مهيبة
بعد الإفراج عنهم، ظهرت أجساد الأسرى المرهقة، التي بالكاد استطاعت الوقوف، وعيونهم التي غارقت في بحر من الألم، لكن أيضًا كانت تلك العيون تلمع بوميض من العزة والكرامة، لم تكن الكلمات قادرة على التعبير عن كل ما مروا به، ولكن كان من الواضح أن نظراتهم كانت كافية لرواية حكاية وطن ما زال يدفع ثمن حريته بالدم والوجع.
بلدية غزة: تدمير 90% من شوارع المدينة و50 مليون طن من الركام تعيق الإعمار
قالت بلدية غزة، اليوم الثلاثاء، إن إعادة الإعمار في المدينة لا يمكن أن تبدأ دون فتح الشوارع الرئيسية، التي تعرض معظمها للتدمير الكامل أو الجزئي نتيجة القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة.
وأوضحت البلدية أن حجم الركام الناتج عن الدمار يُقدّر بنحو 50 مليون طن، ما يشكّل عائقاً كبيراً أمام دخول المعدات الثقيلة وفرق العمل إلى المناطق المتضررة.
وأكدت أن نحو 90% من شوارع المدينة مدمرة، مشيرة إلى أن هذه الأوضاع تُعقّد بشكل كبير جهود إزالة الأنقاض وإعادة الخدمات الأساسية إلى السكان.
وكان وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زيارته إلى كل من إسرائيل ومصر بأنها “تجربة لا مثيل لها” و”إنجاز كبير”، مشيراً إلى أن “السلام في الشرق الأوسط” هو الهدف الأكبر، وغزة ليست سوى جزء من هذا المسار.
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب: “الآن على كل تلك الدول العظيمة التي ناضلت طويلًا وبشدة من أجل المنطقة أن تتكاتف وتُنجز المهمة”، مؤكداً عودته إلى “العاصمة الآمنة والجميلة واشنطن”، بعد ما اعتبره خطوة مهمة في طريق تحقيق الاستقرار.
وخلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من قمة شرم الشيخ للسلام، قال ترامب إن التركيز الحالي ليس على حل الدولتين أو الدولة الواحدة، بل على “إعادة إعمار غزة”.
وأوضح: “لم أتحدث عن حل الدولتين، ولا عن دولة واحدة أو دولتين… بل تحدثت عن إعادة إعمار غزة”، مضيفاً أن “بعض الدول تفضل خيار الدولة الواحدة، وأخرى تفضل خيار الدولتين… سنرى، في النهاية سأقرر ما أراه صائباً، ولكن بالتنسيق مع الدول الأخرى”.
وأكد ترامب أن ما تحقق خلال القمة كان “سلاماً لا قتالاً”، واصفاً التوقيت بأنه “مثالي”، ومشيراً إلى أن ما جرى “تم بالطريقة الصحيحة”، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بمشاركة قادة من عدة دول في شرم الشيخ.
آخر تحديث: 14 أكتوبر 2025 - 10:32