"تحريك حزب الله ونزع السلاح".. شروط الاحتلال الإسرائيلي لوقف ضرباته على لبنان
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار في لبنان ما لم يتم تحريك حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني جنوب لبنان ونزع سلاحه بالكامل. جاء ذلك في تصريحات تعكس الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه الأزمة المستمرة في لبنان، مع تصاعد التوترات في المنطقة.
رسائل دبلوماسية إلى 25 دولةوأفادت هيئة البث الإسرائيلية اليوم (الاثنين) بأن كاتس أرسل رسائل دبلوماسية إلى نظرائه في 25 دولة، من بينها ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، وكندا، موضحًا فيها الموقف الإسرائيلي من النزاع القائم في لبنان.
شدد كاتس على أن التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بلبنان، هو السبيل الوحيد لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وأوضح أن إسرائيل لن تتراجع عن موقفها ما لم يتم الالتزام بهذه القرارات، مضيفًا أن بلاده ستستمر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن مواطنيها، وتأمين عودة سكان المناطق الشمالية إلى منازلهم.
اغتيال حسن نصر الله: "إجراء وقائي مبرر"وفي حديثه عن التطورات الأخيرة، زعم كاتس أن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، كان "أحد أكثر الإجراءات الوقائية المبررة" التي قامت بها إسرائيل. هذا التصريح يأتي في وقت يستمر فيه التصعيد العسكري، وسط مخاوف من أن يؤدي إلى مواجهات أكبر في المنطقة.
اجتياح بري وشيك للبنانفي سياق متصل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاجتياح البري للبنان بات وشيكًا، حيث تناقش القيادة العسكرية الإسرائيلية إمكانية القيام بعملية غزو محدودة تهدف إلى إحداث تغييرات استراتيجية في جنوب لبنان. تأتي هذه التحركات وسط تزايد الحديث عن خطط إسرائيلية لتحجيم نفوذ حزب الله في المنطقة الجنوبية من لبنان.
مواجهة مفتوحة على احتمالات متعددةمع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، تبدو المنطقة على أعتاب تصعيد أكبر قد يشمل اجتياحًا بريًا محدودًا لجنوب لبنان. تحاول إسرائيل تحجيم نفوذ حزب الله وإضعافه عسكريًا من خلال هذه الخطط، بينما يظل الوضع مفتوحًا على العديد من السيناريوهات الخطيرة. ورغم الضغوط الدولية لوقف التصعيد، يبدو أن إسرائيل عازمة على المضي قدمًا في عمليتها العسكرية ما لم يتم تلبية شروطها الصارمة، وهو ما يجعل المنطقة برمتها في حالة ترقب لاحتمالات جديدة للصراع المستمر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتياح بري الاحتلال الاسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت الضاحية الجنوبية وقف اطلاق النار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي نزع السلاح هيئة البث الإسرائيلية حزب الله أن إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
بدعم استخباراتي إسرائيلي.. هل يبدأ لبنان في تفكيك سلاح حزب الله؟
كشفت تقارير إعلامية أن لبنان بدأت في تفكيك البنية المسلحة لحزب الله في الجنوب اللبناني، مستفيدة من دعم استخباراتي للاحتلال الإسرائيلي نقل عبر قنوات أمريكية، في إطار جهود الحكومة الجديدة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع أواخر العام الماضي.
وحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن الحكومة اللبنانية تمكنت حتى الآن من تنفيذ نحو 80 بالمئة من أهدافها المتعلقة بتجريد جزب الله من السلاح في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، وهو ما اعتبره مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون "تقدمًا مفاجئًا ومشجعًا" ساهم في الحفاظ على الهدنة الهشة.
وفي مقابلة مع الصحيفة، شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على ضرورة احتكار الدولة للسلاح، قائلاً: "ينبغي أن تحتكر الدولة وحدها السلاح في جميع أنحاء الأراضي اللبنانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية، التي تم تمريرها إلى الجيش اللبناني عبر وسطاء أمريكيين، لعبت دورًا حاسمًا في كشف وتدمير مخازن الأسلحة والمواقع العسكرية التابعة لحزب الله في الجنوب.
كما أكد مسؤولون عرب أن الجيش اللبناني عمد إلى تدمير جزء من الأسلحة التي صادرتها قواته، بينما احتفظ بما يصلح منها لتعزيز ترسانته المتواضعة.
وأوضحت وول ستريت جورنال أن الجيش اللبناني نجح في فرض سيطرته على مناطق واسعة جنوب الليطاني، وتحكم فعليًا بمداخل ومخارج المنطقة التي كانت لعقود خاضعة لنفوذ حزب الله.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الجيش اللبناني أصبح "أكثر فاعلية مما كان متوقعًا"، وأن الجيش الإسرائيلي "مرتاح للتطورات الجارية، ويتوقع استمرارها".
من جهتها، كشفت الحكومة اللبنانية عن خطة متعددة المراحل لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية المسلحة التي تنشط في المخيمات المكتظة، حيث تم في أبريل الماضي تفكيك خلية فلسطينية متهمة بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، في تحرك نادر من نوعه.
وأكدت الصحيفة أن حزب الله تجاوب مع الجهود الحكومية في الجنوب، وتم دفعه للتخلي عن سيطرته الأمنية في مواقع حساسة، أبرزها مطار بيروت، بحسب مصادر أمنية لبنانية رفيعة.
وتابعت الصحفية أنه بحسب مصادر مطلعة على تفكير قيادة حزب الله، فإن الحزب يسعى إلى تحسين صورته داخليًا، خصوصًا في ظل سعي لبنان للحصول على مساعدات مالية لإعادة الإعمار من دول الخليج والدول الغربية، التي تضع شروطًا على الدعم، بينها تقليص نفوذ الحزب.
لكن، لا تزال هناك شكوك واسعة حول استعداد حزب الله للتخلي عن سلاحه في باقي المناطق اللبنانية، حيث نقلت الصحيفة عن المحللة اللبنانية في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز، رندة سليم، قولها: "ما لم يكن حزب الله مستعدًا لتجريد نفسه من السلاح طواعية، فمن الصعب تصور أن تتخذ الحكومة اللبنانية هذا القرار بالقوة"، واقترحت ربط إعادة إعمار المناطق ذات الأغلبية الشيعية بنزع سلاح الحزب للضغط عليه سياسيا بحسب تقرير الصحيفة.
وقد تسببت حملة عسكرية إسرائيلية استمرت شهرين، شملت عمليات استخبارية وضربات جوية وتوغلات برية، بخسائر فادحة لحزب الله، طالت قادته ومستودعات سلاحه، وأثرت على سمعته محليًا، حتى في أوساط أنصاره، وفقًا لتقرير الصحيفة.
ووفقًا لقوات اليونيفيل، فقد نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية داخل الأراضي اللبنانية منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، مستهدفة ما تقول إنها مواقع لحزب الله، بينها مواقع في العاصمة بيروت.
وفي ظل الضبابية التي تكتنف خطاب حزب الله، لم تصدر مواقف حاسمة بشأن مسألة نزع السلاح، بل أكد بعض مسؤوليه أن السلاح لا يزال "عنصر قوة للبنان"، كما قال النائب عن الحزب إبراهيم الموسوي، مبررًا بقاء السلاح بضعف الجيش اللبناني والتهديدات الإسرائيلية، إلى جانب المخاطر الأمنية من سوريا المجاورة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحزب يواجه صعوبات في إعادة التسلّح بعد سقوط نظام الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، ما أدى إلى فقدان الحزب لطرق تهريب أساسية كانت تمر عبر إيران وسوريا. كما تراجعت قدرة الحزب على جلب أموال عبر مطار بيروت بعد تشديد السلطات اللبنانية الرقابة عليه.
وأعربت أوساط لبنانية عن قلقها من احتمال رفض حزب الله مواصلة التعاون في نزع السلاح في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني. إذ تخشى الدولة من إشعال نزاع داخلي قد يعيد البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية، وهو سيناريو يحذر منه مسؤولون لبنانيون، بينهم رئيس الوزراء نواف سلام، الذي أكد في حديثه للصحيفة: "لا نريد دفع البلاد نحو حرب أهلية، لكننا في الوقت نفسه ملتزمون بفرض سيادة الدولة".