بوابة الوفد:
2025-06-02@11:52:58 GMT

اجتياح لبنان واللغم التوراتى

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

يخطئ من يظن أن مخطط اجتياح لبنان وليد اللحظة أو نتيجة لأحداث راهنة، ويخطئ أيضًا من يعتقد أن هذا الاجتياح جاء لردع خطر يمكن أن يهدد أمن الكيان المحتل، ويخطئ كذلك من لا يدرك أن مخططات إسرائيل التوسعية بشن هجمات عسكرية استعمارية وما يتبعها من عمليات قتل وتدمير ومذابح وإبادة جاءت من أجل السلام، فما تفعله «تل أبيب» الآن أوراق سابقة التجهيز لتحقيق الحلم التوراتى «من النيل إلى الفرات »، وكل ما تحتاج إليه لتنفيذ هذا الكابوس «أرض يسرائيل» التى وعدهم بها الرب ذريعة لشن العدوان كلما سنحت الفرصة بذلك، وما حدث أمس يفسر ما يحدث اليوم وما سيحدث غدًا، فقط صفحات التاريخ تعيد طباعة نفسها مرة أخرى وربما مرات على أوراق ملطخة بدماء عربية!
ما حدث أمس:
فى 15 يناير 1982 بث التليفزيون الإسرائيلى تصورًا لسيناريو تسلسل أحداث الحرب العربية الإسرائيلية الخامسة المحتملة، وجاءت المشاهد كالتالى:
تبدأ الأحداث بسيارة ناسفة تنفجر وسط مدينة «عكا»، يسفر الحادث عن سقوط عدد كبير من القتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال، تعلن القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية مسؤوليتها عن الحادث، يحضر رئيس وزراء إسرائيل مراسم جنازة الضحايا، ويقوم بزيارة الجرحى ثم يعلن عن ضرورة استئصال الإرهاب من المنطقة، فى نفس اليوم يؤكد «شارون» وزير الدفاع أمام المسؤولين الأمريكيين أن جنوب لبنان أصبح مركزًا للإرهاب الدولى، وبعد ذلك تعبر المدرعات الإسرائيلية نهر«الليطانى» فى جنوب لبنان، وقبل نهاية البرنامج قال معلق التليفزيون إنه يكفى شرارة أو حادث اعتداء خطير على سبيل المثال كى يتحقق هذا السيناريو!
استمرت المناوشات والتهديدات وعمليات التربص والترصد و«التحرش السياسى» لتنفيذ مخطط اجتياح لبنان بعد اعتبارها جزءًا من الأرض الموعودة!، وفى 3 يونيو 1982 استغلت اسرائيل حادث محاولة اغتيال سفيرها فى لندن «شلومو أرغوف» وألقت بالتهمة علي« منظمة التحرير الفلسطينية» التى نفت أن يكون لها أى دور فى هذا الاغتيال، لكن الحدث كان الشرارة المنتظرة لتنفيذ عملية الاجتياح!
فى 4 يونيو 1982 بدأت الغارات الإسرائيلية بقصف الأحياء السكنية ومخيمات «صبرا وشاتيلا»، وفى 6 يونيو 1982 اجتاحت قوات الإستعمار الصهيونى جنوب لبنان بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الفورى!
ما يحدث اليوم:
علينا فقط إعادة تركيب وإحلال مشاهد الأحداث فى سيناريو الحرب الخامسة الذى بثه التليفزيون الإسرائيلى فى الفقرة السابقة، لنجد أن عملية «طوفان الأقصى» التى قامت بها حماس وربما التى سمحت إسرائيل بحدوثها، هى الشرارة والذريعة لإعادة تنفيذ مخطط الاستعمار الصهيونى وبدء عمليات التدمير الشامل والإبادة لغزة وأهلها، ثم الانتقال إلى الجنوب اللبنانى واغتيال قيادات «حزب الله »، ثم الحديث عن عملية برية لإجتياح لبنان وضرب اليمن بمباركة غربية أمريكية، تحت غطاء محاربة جذور الإرهاب وإحلال السلام والأمن فى المنطقة!
ما يحدث غدًا:
أحداث الغد تتنبأ بها أحداث أمس واليوم، وتشير إليها الإجابة عن سؤالين، الأول: لماذا يتحدث «نتنياهو» بكل هذا الغرور وتلك «البجاحة» بمواصلة الحرب حتى تحقيق النصر الكامل، دون أن يخشى حسابًا أوعقابًا، وأن يد اسرائيل «الطويلة» يمكنها الوصول لأى مكان فى الشرق الأوسط برمته وليس إيران فقط؟!، والثانى: هل سلمت إيران رقبة «حسن نصر الله» وقيادات حزب الله إلى إسرائيل.

. ولماذا؟، إجابة السؤال الأول لا تحتاج إلى عناء فى ظل الدعم اللا محدود وغير المشروط الذى تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، ودور«كلب الحراسة» الذى تلعبه الثانية لحماية وتأمين مصالح أمريكا والغرب فى الشرق الأوسط خاصة فى البحر الأحمر، ونترك إجابة السؤال الثانى للأيام القليلة القادمة تجيب عنه وتؤكد شرعيته أو بطلانه.
فى النهاية:
ما يجرى الآن هو عملية «ارتجاج سياسى» قد يغير موازين القوى فى الشرق الأوسط، وتتوقف نتائج هذا «الارتجاج السياسى» على قدرتنا والعالم بالتصدى لهذا «اللغم التوراتى، من النيل إلى الفرات»، قبل أن ينفجر هذا الكابوس ويجر المنطقة إلى حرب إقليمية «تجر» بعدها العالم لحرب عالمية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حزب الله قرار مجلس الأمن أشرف عزب

إقرأ أيضاً:

شيكلي.. مخطط إسرائيلي لاقتلاع قرى النقب وتهجير سكانها

القدس المحتلة – تشهد منطقة النقب تصعيدا غير مسبوق في احتجاجات شعبية واسعة النطاق، وذلك رفضا لمخططات التهجير والاقتلاع التي تحركها الحكومة الإسرائيلية وتستهدف القرى البدوية مسلوبة الاعتراف. ويصحب هذه الاحتجاجات إضراب شامل عن المدارس والمجالس المحلية والمرافق العامة في تعبير قوي عن وحدة الموقف الشعبي الفلسطيني.

وتدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بمخطط "شيكلي" قُدما، بإشراف وزير الشتات المكلف بـ"سلطة توطين البدو"، عميحاي شيكلي.

ويهدف هذا المخطط إلى مصادرة نحو 800 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضي النقب الذي يقطنه أكثر من 300 ألف عربي من بدو فلسطين، علما أنه كان بملكيتهم أكثر من 4 ملايين دونم قبل النكبة عام 1948، حيث سكنها حينها قرابة 100 ألف عربي، تم تهجير غالبيتهم العظمى، وبقي منهم قرابة 11 ألفا.

أهالي النقب يتظاهرون في مدينة بئر السبع ضد مخطط التهجير والاستيطان الإسرائيلي (لجنة التوجيه العليا لعرب النقب) مخطط "شيكلي"

كما يهدف المخطط إلى تهجير أكثر من 150 ألفا من سكان 35 قرية ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها من أصل 45 قرية، تمهيدا لإقامة بلدات استيطانية على أنقاضها، إذ تستهدف المرحلة الأولى من المخطط 11 قرية يقطنها أكثر من 8 آلاف نسمة. كما تشمل قرى ومدنا معترفا بها.

ويعتمد على مزيج من الحوافز والعقوبات، حيث يمنح أصحاب دعاوى الملكية مهلة قصيرة لإبرام "تسويات" مع إسرائيل، يحصلون بموجبها على جزء من الأرض وتعويض مالي، شرط إخلائهم لأراضيهم وتخصيصها للاستيطان اليهودي أو تجميع وإسكان بدو آخرين تم تهجيرهم من قراهم.

أما من يرفض أو يتأخر، فستقلص تعويضاته تدريجيا وصولا إلى شطب دعواه وإخراج مسطحات الأرض التي يقطن فوقها من مخطط البلدة، مما يفقدها أي قيمة قانونية. كما تنص الخطة على نقل السكان بشكل سريع إلى "قرى قانونية" بعد هدم منازلهم وإخلاء أراضيهم، وتسكينهم مؤقتا إلى حين بناء مساكن دائمة. وتبدأ هذه المرحلة التجريبية في بلدات كسيفة ومرعيت وسعوة.

إعلان

وتفاعل آلاف من فلسطينيي 48 مع حراك الكرامة، الذي نظمته لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ومنتدى السلطات المحلية العربية، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، بدعم لجنة المتابعة العليا، رفضا لسياسات هدم البيوت والاستيطان، وتأكيدا على التمسك بالأرض والكرامة والحق الجماعي في البقاء والتطور.

وشهدت مدينة بئر السبع، أمس الخميس، مشهدا غير مسبوق، حيث خرج أكثر من 15 ألف شخص من مختلف القرى والتجمعات البدوية في أكبر مظاهرة تشهدها منطقة النقب منذ سنوات. وأكد المشاركون على ضرورة تحويل هذه الهبة الشعبية إلى نقطة انطلاق لمواجهة المخططات الاقتلاعية والتفجيرية، عبر بناء إستراتيجية نضالية موحدة ترتقي إلى حجم التحدي.

وتزامنا مع هذا الحراك، أقدمت السلطات الإسرائيلية على أكبر عملية هدم جماعي في قرية السر مسلوبة الاعتراف، حيث دمرت أكثر من 25 منزلا في يوم واحد، ضمن حملة تصعيدية شملت خلال أسبوعين أكثر من 45 منزلا. وتهدد أوامر الهدم الآن أكثر من 200 أخرى، وهو ما يشير إلى نية واضحة لإفراغ الأرض من أصحابها.

السطات الإسرائيلية تجبر سكان القرى مسلوبة الاعتراف على هدم منازلهم بأنفسهم (لجنة التوجيه العليا لعرب النقب) حقوق تاريخية

وحذر النائب وليد الهواشلة، عن القائمة الموحدة، من خطورة مخطط "شيكلي"، واصفا إياه بـ"أحد أخطر المخططات"، لكونه يفرض حلولا قسرية وينتهك الحقوق التاريخية للعرب في النقب، مما ينذر بإشعال صراعات داخلية بدلا من حل الأزمة.

وأضاف الهواشلة للجزيرة نت أن الحكومة الإسرائيلية تفرض قراراتها دون حوار حقيقي، وتحاول الاستيلاء على الأراضي تحت شعارات مضللة كـ"التنظيم" و"التطوير". وشدد على أن وقف سياسة الهدم والاعتراف بالقرى وحقوق سكانها، هو السبيل الوحيد لحل عادل ومستدام.

وأكد أن وعي السكان وتمسكهم بأرضهم، إلى جانب الوحدة والصمود، يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المخططات، محذرا من تفاقم الظلم والتوتر نتيجة السياسات الإقصائية.

إعلان

ووفق الهواشلة، اضطرت العديد من العائلات للسكن في مبان عامة بعد أن هُدمت منازلها بالجرافات، مؤكدا أن "الاحتجاج الشعبي هو أقوى أدوات الضغط لإجبار الحكومة على التراجع".

مراقبون ثمّنوا حراك الكرامة الذي أطلقه سكان النقب ودعوا إلى استمراره (لجنة التوجيه العليا لعرب النقب)

من جانبه، وصف رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعصم، خطة "شيكلي" بأنها "تهديدية واستعلائية"، مؤكدا للجزيرة نت أن القرى البدوية ليست مجرد تجمعات عشوائية، بل هي امتداد لإرث ثقافي وتاريخي عميق.

وقال إن الخطة تواصل اعتماد الجرافات بدل الخدمات والتهديد بدل الحوار، مؤكدا رفض هذا النهج ومشددا على أن النقب لا يمكن أن يُبنى على أنقاض الثقة ولا على حساب أهله.

ودعا الأعصم إلى وقف الهدم والبدء بتخطيط مشترك يضم ممثلين عن القرى ومهنيين من داخل المجتمع البدوي، لضمان حلول تحترم الهوية وتلبي الاحتياجات. وشدد على ضرورة إقامة حوار رسمي ودائم بين الحكومة والسكان، يضمن مشاركتهم في رسم مستقبلهم واتخاذ القرارات المصيرية.

معركة وجود

بدوره، أكد رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، أن ما يجري في النقب هو معركة وجود لا نزاع على الأرض، وأن أدوات السيطرة القانونية والهندسية تُستخدم تحت غطاء "التنظيم"، محذرا من تبعات استمرار هذا النهج.

وقال بركة، في بيان له عمّمه على وسائل الإعلام وتلقت الجزيرة نت نسخة منه، إن "النقب ينتفض والكرامة لا تساوم"، مشيرا إلى أن الحراك يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو إستراتيجية نضالية موحدة ترتقي إلى مستوى التحديات، وتتكامل فيها جهود الأحزاب واللجان الشعبية والحركات الشبابية.

من جهته، ثمّن عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، جمعة الزبارقة، حراك الكرامة، قائلا إنه شكل مشهدا وحدويا استثنائيا انطلق من بئر السبع بمظاهرة عفوية ضخمة، شارك فيها آلاف من أبناء النقب ومن مختلف مناطق الداخل الفلسطيني. وأكد أن هذه الهبّة الشعبية جاءت ردا مباشرا على تصعيد سياسة الهدم، ورسالة واضحة بأن جماهيره لن تصمت.

إعلان

وأضاف الزبارقة للجزيرة نت أن الجماهير العربية، من خلال هذا الحراك، كسرت حاجز الخوف وفرضت حضورا سياسيا وشعبيا واضحا، مؤكدة أن صوت النقب لا يُقمع، وأن الحق حين يرفع يتحول إلى قوة قادرة على مجابهة البطش والعنصرية.

وشدد على ضرورة مواصلة النضال وتصعيد الحراك في كل مكان دعما لصمود أهل النقب، ورفضا لسياسات التهجير والهدم، داعيا إلى مواجهة النكبة المستمرة في غزة، ومحاولات الإبادة والتطهير العرقي التي تستهدف الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم.

مقالات مشابهة

  • المنسّقة الأممية للبنان في زيارة إلى إسرائيل لبحث تنفيذ القرار 1701
  • هذا ما تخطط له إسرائيل بديلاً عن الحرب
  • بري: مصرون على انسحاب إسرائيل من لبنان تمهيدا لتطبيق 1701
  • لبنان.. خطوات عملية نحو حصر السلاح بيد الدولة
  • بالفيديو.. بري يعلن مواجهة إسرائيل بـموقف
  • إسرائيل تشن غارات جوية على جنوب لبنان وتزعم قتل قيادي خطير بحزب الله
  • إسرائيل تعلن القضاء على قائد "وحدة صاروخية" في "حزب الله"
  • إسرائيل تنفذ غارة جوية جنوبي لبنان مستهدفة شخصاً داخل سيارته
  • الستاتيكو الحالي مع لبنان لا يزعج إسرائيل
  • شيكلي.. مخطط إسرائيلي لاقتلاع قرى النقب وتهجير سكانها