شفاء مريضة بالسكري من النوع 1 بفضل برمجة خلايا جذعية
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
بعد عام من العلاج، أعلن فريق من الباحثين الطبيين في عدد كبير من المؤسسات في الصين، شفاء مريضة مصابة بمرض السكري من النوع الأول، بعد حقنها بخلايا جذعية مبرمجة، أخذت من جسم المريضة نفسها، وليس من متبرع.
وفي دراستهم، استخرج الفريق خلايا من المريضة، وأعادوها إلى حالة متعددة القدرات، وبرمجوها لتنمو إلى جزر بنكرياسية، ثم حقنوها مرة أخرى في بطنها، حسب “مديكال إكسبريس”.
وخلال العقد الماضي، تقدمت الأبحاث حول الخلايا الجذعية بشكل كبير. وبرمجها العلماء لتصبح عضيات وأعضاء وأنسجة بيولوجية. كما استخدمت لعلاج حالات مثل تلف العضلات، ومرض الخلايا المنجلية.
وفي التجربة الجديدة، استخدمها الباحثون لاستبدال جزر البنكرياس المفقودة بسبب استجابة مناعية خاطئة تسبب مرض السكري من النوع الأول.
ولأسباب غير معروفة، يعاني البعض من هجوم مناعي يدمر جزر البنكرياس التي تصنع الأنسولين. وتكون هذه الحوادث عادة خلال سنوات المراهقة، ولهذا يُعرف المرض أيضاً بمرض السكري عند الأطفال.
برمجة الخلاياولأن الجزر البنكرياسية تُدَمر، فإن أي لابد وأن يتضمن استبدالها بطريقة أو بأخرى، إما بزرعها من متبرع، أو في هذا المثال الجديد، باستخدام خلايا المريض نفسه لإنشاء خلايا جذعية متعددة القدرات، والتي يمكن برمجتها لتنمو إلى جزر بديلة.
ونشرت نتائج الأبحاث في دورية “سِل” العلمية، وجمع فريق البحث من الأكاديمية الصينية للعلوم، بالتعاون مع باحثين آخرين، خلايا من 3 مرضى مصابين بالسكري من النوع الأول، وأعادوا جميع الخلايا إلى حالة متعددة القدرات ثم برمجوها لتنمو إلى جزر بنكرياسية.
وأشار الباحثون إلى أنهم عدلوا النهج القياسي ب تعريض الخلايا لجزيئات معينة بدل إدخال البروتينات. وكان علاج المرضى متداخلاً بمرور الوقت بحيث يمكن تطبيق النتائج التي توصلوا إليها من المريض الأول على المريض الثاني ثم الثالث.
وفي إجراء استغرق نحو 30 دقيقة، حقن الباحثون 1.5 مليون جزيرة التي زرعوها في بطن المريضة الأولى، 25 عاماً، وسمح وضعها في البطن بمراقبتها وإزالتها بسهولة إذا لزم الأمر. وبعد شهرين ونصف الشهر، أظهرت الاختبارات أنها تنتج ما يكفي من الأنسولين، للتوقف عن الاعتماد على الحقن.
وبعد عام، كانت لا تزال تنتج الأنسولين.
وأشار الباحثون إلى أن المريضة كانت تعالج بأدوية مثبطة للمناعة بسبب عملية زرع كبد سابقة؛ وبالتالي، لا يعرف إذا كان جهازها المناعي سيكرر الهجوم الذي أدى إلى إصابتها بمرض السكري من النوع الأول.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: السکری من النوع الأول
إقرأ أيضاً:
علماء يكتشفون كيف يهضم ثعبان الأصلة عظام فرائسه
في دراسة علمية حديثة، أعلن فريق من الباحثين من جامعة مونبلييه الفرنسية عن اكتشاف نوع جديد من الخلايا المعوية المتخصصة لدى ثعبان الأصلة البورمي، الملقب بالتنين البري، وهي خلايا ذات قدرة غريبة على التخلص من فائض الكالسيوم والفوسفور الناتج عن التهام فرائسه الكاملة بما فيها العظام.
هذا الاكتشاف يفتح نافذة جديدة لفهم التكيفات الهضمية في الزواحف المفترسة، ويلقي الضوء على آليات مذهلة تُمكِّن هذه الحيوانات من معالجة كميات ضخمة من المعادن دون أن تُصاب بأي ضرر. وقد نشرت الدراسة في عدد خاص من دورية "جورنال أوف إكسبرمنتال بيولوجي".
يقول جان-إيرفيه لينيو، الأستاذ في قسم البيئة وفسيولوجيا الطاقة في جامعة مونبلييه الفرنسية، والباحث الرئيسي في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "نعتقد أن هذا النوع من الخلايا يُسهم في التخلص من فائض الكالسيوم المذاب القادم من هيكل الفريسة، الذي يتمعدن على شكل جسيمات ‘كروية’، وتُطرد هذه الجسيمات بعد ذلك إلى تجويف الأمعاء".
عن التجربة، يقول لينيو: "كان التحليل الكيميائي الدقيق المرتبط بالمجهر الإلكتروني هو الأداة المثالية. كما أن التلاعب بنوع الحمية، من فريسة طبيعية كالفئران، إلى خالية من الكالسيوم، أو معززة بالكالسيوم، كانت بمثابة الإطار التجريبي الذي سمح لنا بتحديد كيفية عمل هذا النوع الجديد من الخلايا".
اعتمدت الدراسة على تغذية الثعابين وفق 3 حميات مختلفة. الأولى عبارة عن فرائس طبيعية تحتوي على العظام كالفئران، والثانية فرائس منزوعة العظام، أي فئران منزوعة العظام، والأخيرة فرائس منزوعة العظام مضاف إليها الكالسيوم من خلال حقن مادة كربونات الكالسيوم داخل أجسامها.
وبتحليل الأنسجة المعوية بالمجهر الضوئي والإلكتروني، بالإضافة إلى تقنيات تحليل العناصر الكيميائية المرتبطة بالمجهر، كشف الفريق عن ظهور جسيمات بيضاء كروية.
إعلانتبين من التحليل الكيميائي للجسيمات الكروية أنها تراكيب غنية بالكالسيوم والفوسفور، تظهر بكثافة في أمعاء الثعابين بعد التهامها فريسة كاملة. وتُعد هذه الجسيمات نتاجًا فسيولوجيًا فريدًا يمثل استجابة تكيفية لهضم العظام دون أن يتسبب ذلك في اختلال توازن المعادن في دم الثعبان.
ظهرت هذه الجسيمات في خلايا خاصة في الأمعاء عند تناول وجبة تحتوي على العظام أو الكالسيوم حصرًا، وعندما أُزيلت العظام ولم يُضف كالسيوم، لم تظهر هذه الجسيمات.
بناءً على ذلك، استنتج الفريق وجود خلايا متخصصة تعمل على تجميع الفائض من الكالسيوم والفوسفور وتحوّله إلى جسيمات كروية صلبة تُطرَد لاحقًا عبر الجهاز الهضمي والإخراج.
تتصرف الخلايا المُكتشَفة كآلية ترشيح دقيقة، حيث تسمح بمرور جزء من الكالسيوم والفوسفور إلى مجرى الدم، بينما تحتفظ بالباقي داخل بطانة الأمعاء حيث يُعاد ترسيب الفائض في شكل الجسيمات الكروية.
ويقول لينيو: "تتغذى هذه الحيوانات على فرائس كاملة، وغالبًا من ذوات الدم الحار باستخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء في أنفها. لذلك، يجب عليها التعامل مع هذا التدفق الهائل من المعادن، وذلك بالسماح بمرور جزء إلى الدم، واحتجاز الفائض داخل الأنسجة المُبطِنة وتحويله إلى جسيمات تُطرد لاحقًا".
لا يقتصر هذا النوع من الخلايا على ثعبان الأصلة البورمي فقط، يقول لينيو: "لقد وجدنا هذا النوع من الخلايا في أمعاء أنواع مختلفة من الثعابين والسحالي".
ويشير انتشار هذا النوع من الخلايا في كائنات أخرى إلى احتمال وجود نمط مشترك بين تلك الكائنات المفترسة، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث في علم الأحياء المقارن. كما تُبرز الدراسة أهمية تقديم فرائس كاملة للحيوانات المفترسة في الأسر، وعدم الاكتفاء باللحوم فقط. فالنقص في الكالسيوم والفوسفور والحديد قد يؤدي إلى أمراض تمس الهيكل العظمي وأداء الأمعاء.
ويشكل هذا الاكتشاف إضافة مهمة لعلم وظائف الأعضاء المقارن، ويؤكد مدى تعقيد وتطور أنظمة الهضم لدى الزواحف المفترسة. كما يلقي الضوء على أهمية فهم البيولوجيا الداخلية للكائنات في تصميم إستراتيجيات تغذية مناسبة عند أسر هذه المفترسات، وكذلك إمكانية استلهام هذه الآليات الطبيعية لتطوير تقنيات حيوية جديدة والحفاظ على التوازن الحيوي في البيئة.
من أجل رفاهية الحيوانات، من الضروري الالتزام بنظام غذائي يشبه ما تتناوله في بيئتها الطبيعية. يقول لينيو: "أخبرني الأطباء البيطريون أن تقديم اللحوم فقط للثعابين التي تتغذى في البرية على فريسة كاملة من ذوات الدم الحار قد يؤدي إلى نقص في الحديد. ومن خلال عملنا، يمكن تفسير هذا النقص بمحاولات متكررة من بطانة الأمعاء لبناء هذه الجسيمات حتى في غياب الكالسيوم الكافي".
ويختتم لينيو: "أتمنى حقًا أن تسهم هذه التغطية الإعلامية في تحفيز دراسات جديدة من الزملاء المهتمين بتحديد الجانب التطوري أو الآليات الجزيئية لهذه الظاهرة".