في ختام مداخلات القامات الفكرية حول الشق الاقتصادي، خلال لقاء رئيس الوزراء بهم مساء اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أهمية هذه اللقاءات، وأنه قام بتدوين كل الملاحظات التي تقدموا بها، وسيكون هناك فرصة لعقد لقاءات أخرى لمناقشة العديد من النقاط بشكل متخصص.

وقال رئيس الوزراء: اسمحوا لي أن أؤكد أهمية هذه اللقاءات، وأضاف: كل الملاحظات التي تقدمتم بها قمت بكتابتها، وسيكون هناك فرصة للقاءات مصغرة مع حضراتكم لمناقشة العديد من النقاط.

واستطرد: أود أن أعلق على عدد من النقاطـ، بداية مما أثير بشأن التحدي في إصلاح العديد من المنظومات؛ كالضرائب والجمارك، مؤكدا أن ذلك يمثل جزء من الأولوية القصوى بالنسبة لمصر، وفي خلال شهور بسيطة يتم إصلاح هذه المنظومة بصورة كبيرة جدا ضمن تحسين مناخ الاستثمار ومنح الثقة للمستثمر المحلي قبل الأجنبي في أن الأمور مستقرة.

وتابع: هذا الملف يمثل مشكلة كبيرة جدا، وقد استمعت للعديد من رجال الأعمال بشأنه. فالمشكلة ليست في قيمة الضرائب ولكنها تكمن في آلية التطبيق والتقدير الجزافي والمشكلات التي تتم، مؤكدا أن الحكومة وخاصة وزير المالية تعمل بقوة في هذا الشأن.

وأضاف رئيس الوزراء: بالنسبة لملف التصدير، نحن نضع مستهدفا بأرقام نتمنى أن نتجاوزها في خلال عام 2030، وهو أن نحقق رقما كبيرا جدا، من الممكن أن يكون ما زال أقل من دول أخرى، ولكن بالنسبة لمصر فمن المستهدف مضاعفة الأرقام الموجودة حاليا من ثلاث لأربع مرات في خلال تلك الفترة، وهذا المستهدف جاء بناء على لقاءات ونقاشات كثيرة مع جمعيات ومجالس التصدير، وقد أكدوا أننا قادرون كدولة على تحقيق هذه الأرقام.

وتابع: ولكن يبقى أيضا كيفية تحسين الإجراءات في هذا الشأن، وهي مسؤولية وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وسوف نخرج بإجراءات واضحة جدا فيما يخص دعم الصادرات وتحسين آليات التجارة الخارجية خلال الفترة القادمة، بحيث يتم تفعيلها قبل نهاية عام 2024.

وبالنسبة للتحول الرقمي، أكد رئيس الوزراء أن مصر قطعت شوطا كبيرا جدا في هذا الملف، من حيث البنية الأساسية والتطبيقات، مشيرا إلى أن هدف نقل مؤسسات الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة كان يكمن في "التحول الرقمي"، بحيث نصبح بنهاية عام 2025 دولة لا ورقية، قائلا: وسنكون قادرين على تنفيذ ذلك.

وأضاف: المشكلة ليست فقط على المستوى المركزي، ولكن التحدي الأكبر في تقديم الخدمات، واليوم لدينا بوابة مصر الرقمية التي شملت حتى الآن 140 خدمة. وأوضح أنه يبقى مدى وعي المواطن بالدخول على هذه المنصات وتطبيقاتها والاستفادة منها لأن ذلك الأمر مشترك.

واستطرد: اتفق مع حضراتكم فيما يخص الإعلام عن هذه الخدمات، فما زالت هناك مساحة كبيرة للتطوير، لكي يدرك المواطن حجم ما يتم على الأرض، ويدرك وجود خدمات تُقدم من خلال الصورة الإعلامية. فهناك عدد من المصريين يستفيد من الخدمات الرقمية، مثل استخراج بطاقة رقم قومي وتجديد جواز سفر، ولكن ما زالت الغالبية لا تعي ذلك.

وفيما يتعلق بموضوع الزراعة، قال رئيس الوزراء: نحن مقيدون بكمية المياه المتاحة لنا، وليس الأراضي أو التوسع الأفقي، موضحا أن ما تم إنجازه خلال السنوات العشر الماضية لم يحدث في تاريخ مصر، بدون مبالغة، وفيما يخص كيفية الاستفادة من كل موارد المياه، فإنه يتم تحليتها ومعالجتها والاستفادة منها، والأهم أن الدولة تنفذ مشروعا مهما تسعى للانتهاء منه خلال العامين القادمين، هو إضافة 3 ملايين فدان كأراضٍ زراعية جديدة، مع نفس كميات المياه، وهذه المشروعات تقوم الدولة بتنفيذها باستثمارات هائلة.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه بشأن ما يثار بأن الدولة تزاحم القطاع الخاص وتتغول عليه، إلا ان الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث ان ظروف مصر تفرض أن تعمل الدولة والقطاع الخاص سوياً، وتكون الفكرة في توزيع الأدوار وتحديد القطاعات ذات الأولوية، مؤكداً ان هناك قطاعات لا يريد القطاع الخاص الدخول فيها، وذلك بحسابات المكسب والخسارة، وبالتالي ستظل قطاعات مثل البنية الأساسية وبعض الخدمات والصناعات المهمة للدولة الدور الأساسي بها، حيث أن أعتى الاقتصادات الرأسمالية بها قطاعات معينة تضطلع بها الدولة، والحقيقة أن الدولة تهتم بتنظيم العلاقة بينها وبين القطاع الخاص لنستمر في معدلات النمو المستهدفة.

وأشار إلى أن الظروف التي فُرضت علينا خلال العامين الماضيين، تؤكد أنه لا بد من الاستمرار في التشدد المالي لفترة من أجل خفض معدل التضخم، ولكن الدولة سيظل دورها موجودا في عددٍ من القطاعات المُهمة لتساعد في خلق فرص العمل التي تساعد في زيادة النمو، أما القطاعات التي نرى ضرورة أن ينطلق بها القطاع الخاص بقوة، سنشجعه على الدخول فيها، ونذلل كل العقبات.

كما تطرق رئيس الوزراء إلى ملف السياحة، مشيراً إلى أن الدولة عندما بدأت ملف الطروحات بالشراكة مع القطاع الخاص، سواء المحلي او الأجنبي، ليدير معنا الأصول الخاصة بقطاع السياحة، كان ذلك توجهاً مهماً، داعياً الخبراء في هذا المجال إلى إيضاح الحقائق، حيث أن الدولة عندما أعلنت عن صفقة الفنادق أثار البعض أن الدولة تبيع الفنادق، ولكن القضية أننا شجعنا القطاع الخاص على الدخول معنا في شراكات بحيث تمتلك الدولة حصة كبيرة في هذه المشروعات، مع الاستفادة من إمكانات القطاع الخاص في تطوير القطاع واستغلال إمكاناته، بما يحقق عوائد كبيرة للدولة، وهذا هو الفكر الذي يجب أن يُدركه الجميع، ولابُد للقطاع الخاص أن يقوم بدور كبير في هذا القطاع.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الدولة إذا كانت تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح فإنا نحتاج اليوم إلى بناء ما يزيد على 200 ألف غرفة خلال من ثلاث إلى أربع سنوات، ولكن المسألة هنا هي هل يستطيع القطاع الخاص بناء هذا الكم بمفرده؟، لذلك نحن نضع مبدأ الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص لكي نتمكن من التحرك بسرعة، فهناك فرق بين توفير هذه الغرف على مدار 20 سنة، وبين توفيرها على مدار خمس سنوات، لأن هذا الأمر يساعدنا على توفير تكلفة الفرصة البديلة في الانتظار لمدة 20 سنة لإنهاء الأمر، ولكن يبقي الأهم أن الإدارة والتشغيل يبقي مسئولية القطاع الخاص لقدراته ونجاحاته في تنفيذ هذا الموضوع.

وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي، للتعقيب حول موضوع الزراعة، قائلاً: "أتمنى الوصول لعدم استيراد القمح نهائياً، ولكن في الواقع لا تستطيع دولة على مستوى العالم أن تعلن اكتفاءها ذاتياً في كل المنتجات، ولكن في ظروف مصر التي لديها مساحة زراعية محدودة، فأهم شئ هو التركيبة المحصولية وكيفية تحقيق أعلي عائد من الأراضي بكمية المياه المتاحة وتحقيق عائد أكبر".

مضيفاً خلال تعقيبه: "اليوم الدولة المصرية من أعلى الدول في الصادرات الزراعية، ونحقق اليوم أرقاما وطفرات كبيرة جداً في هذا المجال، ولكن يبقي السؤال هل نحن قادرون على زراعة كل الأراضي بالقمح؟ ففي مقابل ذلك سوف أفقد محاصيل أخرى لها أفضلية وفرص تصدير عالية وجزء من موارد النقد الأجنبي لمصر، فبالتالي يظل الموضوع مزيجا من التركيبة المحصولية التي يمكن التحرك فيها في ضوء كميات المياه المتاحة لنا، وتنفيذ طفرات كبيرة في التوسع الرأسي، من خلال زيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل".

وتابع: "كل هذا نعمل عليه الآن، وأعتقد أنه خلال الثلاث أو الأربع سنوات القادمة سيشعر المواطن المصري بطفرة كبيرة جداً في هذا الملف مع دخول المشروعات الكبيرة التي نعمل عليها، ومرة أخرى لا يستطيع القطاع الخاص أن يُنفذ حجم البنية الأساسية المطلوبة لاستصلاح 3.5 مليون فدان، ولذلك لأن قيمة تكلفة البنية الأساسية تشمل محطات لمعالجة المياه، ومحطات رفع، وقنوات وترع، ومسارات مدفونة تحت الأرض، واستصلاح وبنية أساسية من كهرباء، تصل فيها تكلفة الفدان ما بين 250 إلى 300 ألف جنيه".

وأضاف رئيس الوزراء: "هل هناك بديل لدينا عن ذلك، البديل يكون في حالة توافر موارد دولارية أن أتوجه إلى الاستيراد، ولكن مصر تعمل على هذا الأمر بهدف توفير فرص عمل وتحقيق جزء من الأمن الغذائي، ويبقي التحدي الكبير أنه إذا كان لدى مصر اكتفاء ذاتي في فترة ما عندما كان عدد السكان من 10 إلى 20 مليون نسمة، فإننا اليوم وصلنا إلى 120 مليون نسمة في ضوء نفس كمية المياه المتوفرة، هذا هو التحدي الكبير الذي نعمل عليه".

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هناك دولا لديها كميات كبيرة جداً من المياه أغلبها من الأمطار بكميات هائلة تستطيع من خلالها الزراعة بدون بنية أساسية، مثل التي نضطر نحن لتنفيذها، حيث أن مصر تعد من أعقد الدول في مسألة البنية الأساسية الزراعية مثل الترع والمصارف، فلا توجد دول كثيرة على مستوى العالم لديها هذه الشبكة المعقدة الموجودة في مصر المبنية من القرن التاسع عشر، والتي نعمل على تطويرها باستمرار، حيث أن أغلب الدول حتى المتقدمة منها التي لديها طفرات تعتمد على الأمطار ولديها مراع كبيرة جداً وثروات بحكم كميات المياه المتاحة لها، نعم يوجد لديها تنظيم ولكن ليس لديها هذه الشبكة المعقدة الموجود في مصر.

وانتقل رئيس الوزراء للحديث حول الدين، قائلاً: "نحن نعمل على موضوع تحديد سقف الدين، ولكن لا أعلم إذا كان هناك تقصير من الحكومة فبالرغم من ظهورنا اعلامياً للحديث حول هذا الأمر واتاحة البيانات الكافية، ومع ذلك، عدد من خبرائنا ما زالوا يجهلون هذه الأرقام، لذلك نحتاج إلى المزيد من التواصل.

ووجه الدكتور مصطفى مدبولي، بأن يكون التواصل بشكل مستمر ودائم بين السادة الوزراء في المجموعة الاقتصادية والخبراء لإيصال المعلومات للمواطن، موضحاً عدم علم الكثير من المواطنين بالإنجاز الضخم التي حققته مصر للقضاء على فيروس سي، مضيفاً أن منظمة الصحة العالمية أشادت بما توصلت إليه الدولة المصرية من نتائج للقضاء على هذا المرض ووصفته بالمعجزة، وكيف تخطت مصر دولا متقدمة وبنتائج مبهرة، لتتحول من دولة كانت رقم واحد في الاصابة بفيروس سي، وتصبح دولة هي الأقل اصابات من الدول المتقدمة، ومع هذا نحتاج إلى تكرار ذكر هذا الموضوع حتى يشعر المواطن بالثقة تجاه ما تقدمه الدولة من خدمات.

وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل خلال الفترة الحالية على زيادة مؤشر الثقة المجتمعية مع المواطن المصري، وهو ليس من السهل إعادة بنائه، حيث فُقد على مدار فترة زمنية طويلة، وأن عام 2011 هو عنوان لهذا الموضوع، وبالتالي فإن إعادة بناء هذه الثقة أمر مهم جداً، ولم تكن سهلة في ضوء التحديات الموجودة.

وأشار رئيس الوزراء، إلي أن هناك خلطاً بين التضخم ورفع أسعار الخدمات، موضحاً أنه يتم بشكل أسبوعي ودوري عقد اجتماع مع وزير الكهرباء ووزير البترول ووزير المالية وقد ينضم محافظ البنك المركزي، منوهاً أن هيئة البترول لم تكن قادرة على توفير ليس فقط العملة الاجنبية لكن ايضاً توفير الجنيه المصري، لإتاحة التزامات واحتياجات المواطن المصري، وذلك نتيجة الفجوة الكبيرة بين التسعير الحقيقي للسلعة وما يتم التسعير به، وهو ما جعل الدولة تدخل من خلال وزارة المالية بالدين والاقتراض لتوفير المواد الأساسية للمواطن، وبالرجوع إلي نقطة التوازن على الأقل يجب توفير احتياجات هيئة البترول، وأن تبيع بسعر متوازن حتي يمكن تدبير احتياجاتها، وتدبير احتياجات المواطنين، حيث تم تحميل الأعباء على الحكومة لفترة طويلة، لكن لم يعد بالإمكان أن نستمر في تحميل هذه الأعباء، بالتالي كان يجب أن يتم تحريك الأسعار بنسبة، برغم أن بعض آراء الخبراء الاقتصاديين كان أن يتم رفع السعر مرة واحدة ورفع الدعم بالكامل، ولكن وجدت الدولة أن الأرقام لا يستطيع المواطن أن يتحملها، وبالتالي كان الخيار التدرج في رفع جزء من الدعم والتحرك على مدي زمني طويل، مع العلم بان ذلك لم يجعل معدل التضخم يتباطآ بالسرعة المطلوبة.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعمل على تخفيض الدين الخارجي، وكذا الدين المحلي، وأن هناك مستهدفات واضحة جداً في هذا الصدد، ورداً على ما يثار من أن ذلك يأتي ضغطاً على الدولة من جانب صندوق النقد الدولي، أكد رئيس الوزراء عدم صحة هذا القول، مجددا الإشارة إلى أن هذا هو توجه الدولة المصرية، وأن تخفيض الدين يأتي ضمن ثوابت وأهداف الدولة التي تسعى لتحقيقها، قائلا:" دور الصندوق هو المساعدة في تحقيق هذه المستهدفات، والأهم هو تسويق ما تقوم به مصر من جهود في هذا الشأن لمختلف دول العالم، وأن مصر تسير على المسار الصحيح اقتصادياً".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مختلف دول العالم الآن ليست بمعزل عن بعضها البعض، وأن مؤسسات التصنيف الدولية، تعتمد على تقارير صندوق النقد الدولي، لافتا إلى جهود التعاون والتكامل مع هذه المؤسسات، سعياً لتحسين لشكل مصر، والعمل على نقل الصورة الجيدة لها، وذلك بما يمكن من جذب وتشجيع الاستثمارات الاجنبية لها في مختلف القطاعات، منوها إلى ما يتم عقده من اجتماعات ولقاءات دورية مع العديد من المستثمرين الأجانب، الذين يؤكدون رغبتهم في ضخ استثمارات في مصر، وهذا يرجع إلى ما قامت به الدولة من إصلاحات جيدة في السياسة النقدية وكذا السياسة المالية، هذا فضلا عن التقارير الدولية الصادرة عن العديد من المؤسسات المالية الدولية حول أداء الاقتصاد المصري، وهو ما يسهم في الترويج لمصر على المستوى العالمي.

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رئيس الوزراء ملف الزراعة انجازات وزارة الزراعة الحوار الفكري الدکتور مصطفى مدبولی البنیة الأساسیة المیاه المتاحة القطاع الخاص العدید من کبیرة جدا أن الدولة أن الدول من خلال حیث أن إلى أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

بعيداً عن الأكاذيب.. مدبولي يؤكد احترام الحكومة للصحفيين والإعلاميين والحرص على حرية الرأي

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي؛ احترام وحرص الحكومة الشديد على حرية إبداء الرأي بعيدا عن الأكاذيب والأخبار المغلوطة .

وقال الدكتور مدبولي ، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده مساء الأربعاء عقب اجتماع مجلس الوزراء بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة: "هنا أتحدث عن حرية النقد لأداء الحكومة وأداء رئيس الوزراء، وأداء الوزراء، وهذا الأمر يحدث بصورة يومية".

وأكد احترام الحكومة الشديد للصحفيين والإعلاميين، مضيفا : "لا يوجد أي نوع من التصور بأننا ننتقد أداءهم المهم والمحترم الذي يؤدونه لإتاحة المعلومات ومحاولة توضيح الصورة للمواطن المصري، ولكن ما أتحدث عنه هو الأكاذيب والأخبار المغلوطة التي تسيء لقطاعات أو منتجات بعينها في الدولة المصرية، والتي من شأنها زعزعة ثقة المواطن المصري".

وأشار مدبولي إلى مناقشة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي ملف التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة، وعقد اجتماع هذا الأسبوع أيضا لهذا الغرض، وتم نشر أخبار عن هذا الاجتماع، وأثيرت آراء حوله تطالب بتوضيح الأمور في هذا الشأن .

الإساءة والتشكيك في جودة المياه

وأوضح أن أغلب هذه الأخبار يكون وليد مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى بعض الأمثلة؛ مثل ما يثار بشأن الإساءة والتشكيك في جودة المياه، وجودة المنتجات الغذائية، أو الأدوية والتطعيمات، منبها إلى أن كل هذا يُثار بدون إثبات أو وجه حق، وهو ما يثير بلبلة شديدة جدا داخل الدولة، ويهز ثقة المواطن، وبالتالي يشكل خطورة.

وأضاف أن هذا الأمر يسيء للدولة، حيث تستغله وكالات أنباء وبعض المنابر المعادية للدولة المصرية، وتضخم من شأنه ، مشيرا إلى أن بعض هذه الأطروحات الكاذبة يكون الغرض منها الاتجار من خلال الضغط على الشركات أو الكيانات التي يوجَّه إليها الاتهام، بهدف الاستفادة المادية. 

وفي الإطار ذاته، ساق "مدبولي" مثالاً أيضاً بظهور صور لإحدى المنشآت المعيبة ونسبها إلى الدولة المصرية، ثم يتضح بعد ذلك أنها توجد بدولة أخرى. 

تحديد التحركات اللازمة لتجنيب البلد مثل هذه الموضوعات الكبيرة

وأوضح رئيس الوزراء أن هذا الأمر لا يجب السكوت عليه، حيث أن هذا التشكيك في منتجاتنا ومنشآتنا يأتي بدون وجه حق أو دليل أو إثبات، مؤكدا أن الحكومة كانت ستتحرك على الفور وتتخذ إجراءات مناسبة إذا كانت هذه الادعاءات مثبتة، ولكن عندما تخرج هذه الموضوعات دون دليل وتثير بلبلة وتنتشر في أثناء ساعات معدودة كما لو كانت حقيقة، يكون لا بد من اتخاذ اللازم، وبناء عليه فهناك توجيه للمجموعة الوزارية المعنية والجهات المختصة بدراسة هذا الأمر، وتحديد التحركات اللازمة لتجنيب البلد مثل هذه الموضوعات الكبيرة.

وتابع مدبولي: "وقد أثير أنكم لا تتيحون البيانات الكافية، وهو أحد الانتقادات الموجهة، على الرغم من أنه كل أسبوع يكون هناك مؤتمر صحفي، كما أن المواقع الالكترونية الخاصة بمجلس الوزراء والوزارات تعرض كل شيء، ومع ذلك، فقد كان توجيهي اليوم لمجلس الوزراء بسرعة إعداد وإصدار القانون الخاص بتنظيم تداول البيانات والمعلومات الرسمية، حتي لا يكون هذا الأمر ذريعة لتأخرنا في أي شيء" .

الأخبار المفبركة والكاذبة 

وأكد رئيس الوزراء أن كل البيانات التي من الممكن أن تكون متاحة لدينا نسارع بنشرها وإصدارها في كل المجالات، مضيفا "أعتقد أنكم تشاركونني الرأي في نوعية هذه الأخبار المضللة والكاذبة، وتحديداً في الأمثلة التي ذكرتها، مع احترامي الكامل لكل الصحافة والإعلام وحرية النقد الكامل لأداء الحكومة وكل الموجودين بها وعلى رأسهم رئيس الوزراء، فهذا موضوع آخر، ولكن أتحدث هنا عن هذه النوعية من الأخبار المفبركة والكاذبة التي لا تستند إلى أدلة حقيقية للأسف، والتي تشيع بلبلة وقد تقلل من ثقة المواطن فيما يتم في بلده، هذه هي النوعية التي نتحدث عنها" .

وحول ما نشرته وكالة "فيتش" الأمريكية للتصنيف الائتماني بخصوص الاقتصاد المصري، قال مدبولي" إن هذه المؤسسة من أهم مؤسسات التصنيف التي تتابع كل المؤشرات والأرقام التي تظهر في أداء اقتصاديات الدول، والمؤسسة في تقريرها الصادر منذ أيام قليلة رفعت للمرة الثانية من توقعاتها لنمو الاقتصاد المصري، وهي المرة الثانية خلال شهرين، من 4.9% إلى 5.2% للعام المالي الحالي، وهذا الأمر جاء بناءً على الأداء الجيد جداً الذي أعلناه للربع الأول بحمد الله، حيث وصلت نسبة النمو خلال الربع الأول إلى 5.3%، لذلك قاموا برفع توقعاتهم للعام المالي كله إلى 5.2%، وهو شيء شديد الإيجابية".

إيرادات قناة السويس

وأضاف: "والأهم أن الوكالة أرجعت هذه الزيادة المتوقعة إلى زيادة الاستثمارات، وزيادة الصادرات، وتحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري، والقطاع الخارجي، إلى جانب توافر العملة واستقرارها، كما ربطت توقعاتها بارتفاع إيرادات قناة السويس بطريقة تدريجية خلال الفترة القادمة، وبالتالي أبقت المؤسسة تصنيف مصر عند مستوى (B) مع نظرة مستقبلية مستقرة، كما توقعت المؤسسة أيضاً أن يحافظ الجنيه المصري على أدائه القوي أمام سلة العملات الأجنبية".

وتابع قائلاً: "هذه كلها مؤشرات مهمة جداً، تستحق التوقف أمامها، وتؤكد بوضوح شديد على ما نقوله منذ فترة، بأن النمو الذي يحدث في الاقتصاد المصري قائم على إنتاجية حقيقية، وأن ما يحدث اليوم ليس مدفوعاً بعوامل مؤقتة، بل على العكس، فما كنا نعمل عليه جميعاً هو أن يكون الاقتصاد مدفوعاً بالقطاعات الرئيسية التي تعمل بغض النظر عن أي عوامل قد تدخل بصورة موسمية، وبالتالي فالنمو ليس مرتبطا بصفقات وأموال ساخنة، بل نحن نتحدث اليوم عن اقتصاد حقيقي ينمو بصورة جيدة جداً".

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء: "اقترن بهذا الأمر، كما تابعتم، إعلان البنك المركزي عن زيادة جديدة في الاحتياطي من العملة النقدية، ووصلنا اليوم إلى 50 ملياراً و216 مليون دولار، ومقارنة بالشهر الماضي هناك زيادة حوالي 145 مليون دولار خلال شهر في الاحتياطيات"، مشيرا إلى لقاءاته المستمرة مع محافظ البنك المركزي، على مدار الأسبوع، وهناك تنسيق كامل بين الحكومة والبنك المركزي في كل ما نتحرك فيه من إجراءات، لأن هدفنا جميعاً هو تخفيض معدل التضخم، بما يؤدي إلى انخفاض تدريجي لأسعار الفائدة، ليتيح فرصة أكبر للقطاع الخاص والمواطن المصري للاستفادة من هذه التسهيلات الائتمانية.

وأشار رئيس الوزراء، اتصالاً بـ "انخفاض معدل التضخم"، إلى صدور الرقم الخاص بالتضخم لشهر نوفمبر، الذي أوضح وجود انخفاض في التضخم، قائلاً: "هنا أود التوقف، للإشارة إلى أننا كنا نتخوف بصورة كبيرة من أن مسار التضخم الذي قد بدأ في الصعود الشهر الماضي ،أن يستمر"، لافتا إلى أن بعض الآراء قالت في هذا الوقت هناك تداعيات لارتفاع سعر الوقود، موضحاً أنه عند قراءة التقرير بالتفصيل لمعرفة المؤشرات التي أدت إلى انخفاض التضخم سنجد أن السبب الرئيسي هو انخفاض أسعار الخضراوات والمواد الغذائية الأساسية، وهو ما ساهم في هذا الأمر بفضل الثقل والوزن النسبي في خفض التضخم بالرغم من وجود ارتفاع في أسعار وسائل النقل بسبب ارتفاع أسعار الوقود.

وتابع: "هذا يثبت صحة التوقيت والإجراء الذي اتخذته الحكومة برفع أسعار المحروقات، على الرغم مما قابله هذا الإجراء وقتها من عدم رضا من بعض الفئات من المواطنين، إلا أنه تم اتخاذ القرار وفقًا لحساباتنا للوصول إلى النسبة التي تم الوصول إليها في التضخم على نهاية هذا العام، وهو ما نؤكده، أن الأرقام الصادرة اليوم بأن نسبة التضخم في المدن المصرية بلغت 12.3%، مقارنة بـ 12.5% في الشهر السابق، وأن التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية بلغ 10%".

مدبولي: نمو اقتصادي حقيقي قائم على الإنتاجية.. وهذا الأمر لا يجب السكوت عليهمدبولي: الدولة تعمل على تطوير جميع المناطق المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف الكبير

وأشار مدبولي إلى أن "توقعاتنا في المؤتمرات الصحفية السابقة، كانت بأننا سنرى هذا الرقم بنهاية 2025 وبداية عام 2026"، لافتاً إلى أنه كان هناك بعض التشكيك بأن هذه الأرقام لن تتحقق، ولكن اليوم نري على الأرض تحقق هذا الرقم، وهو ما يؤكد أن الإدارة المشتركة لهذا الملف بين الحكومة والبنك المركزي تسير بصورة جيدة.

ولفت رئيس الوزراء إلى لقائه بعثة صندوق النقد الدولي، صباح اليوم، مُوضحًا أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي، وأن أعضاء البعثة يعملون على إكمال أعمال المراجعة خلال اليومين القادمين، قائلاً: "بصفة عامة الأمور تسير بالشكل الإيجابي الذي نتمناه جميعاً، وستكون هناك أخبار إيجابية بمشيئة الله في هذا الأمر".

وتطرق مدبولي إلى لقاء وزير المالية الأسبوع الماضي وعرضه للحزم الخاصة بالتيسيرات الضريبية (الحزمة الثانية)، مُوضحًا أنه أثناء عرض وزير المالية أمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجه الرئيس بإطلاق حزمة متكاملة من التيسيرات لمختلف القطاعات في الدولة التي تحتاج إلى الانطلاق بصورة أكبر، منوها إلى الاجتماعات التي يعقدها رئيس الوزراء مع الوزراء المعنيين لوضع رؤية متكاملة لقرارات من شأنها أن تساعد في تحقيق نمو أسرع للاقتصاد المصري بناءً على توجيهات السيد رئيس الجمهورية.

وتابع : "نبذل مع المجموعة كلها جهداً كبيراً للخروج بأفكار كثيرة في هذا الملف، وسيتم عرضها أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لنراها بمشيئة الله خلال الفترة القادمة".

وعبر مدبولي، عن سعادته بافتتاح مصنع جديد، مشيراً إلى قيامه أمس بافتتاح مصنع جديد لإحدى الشركات العالمية المتخصصة في مجال تصنيع الضفائر الكهربائية، لافتاً في الوقت نفسه إلى اعتزام هذه الشركة القيام بتوسعات جديدة خلال أقل من عامين، من خلال إنشاء مجمع صناعي كبير يبلغ حجمه قدر مساحة جميع المصانع القائمة حالياً للشركة والتي أقامتها خلال الفترة الماضية.

وفي هذا السياق، لفت رئيس الوزراء إلى أن الشركات العالمية لا تجامل الدولة في ضخ استثمارات ضخمة في مصر بهذا الحجم، وهو ما يعكس نجاح مصر في مسارها الذي تنتهجه، والقرارات التي تتخذها الحكومة، والإجراءات التي تقوم بها لتحسين مناخ الاستثمار، وهو ما يشجع تلك الشركات على ضخ المزيد من استثماراتها داخل مصر.

وقال مدبولي: "أحرص دائماً ـ خلال زياراتي لهذه المصانع ـ على إجراء حوار مع شبابنا من الجنسين العاملين بها"، معبراً عن سعادته للالتقاء أمس بأحد الشباب والشابات في المصنع، ورغم أني كنت أتبادل معهما الحديث، إلا أنهما كانا يعملان بتركيز شديد، والشيء اللافت للنظر في هذا الحوار أن هذا الشاب خريج كلية التربية، إلا أنه اكتشف أن هذا المجال لا يواكب سوق العمل، ولم تكن لديه أي غضاضة في الالتحاق بتدريب مهني، وهو ما أهله للعمل في هذا المصنع، وهو أمر أسعدني بهذا التوجه، وخاصة أني لمست سعادة على وجه الشاب".
وأضاف رئيس الوزراء في السياق نفسه: "هذا الأمر وهذا التوجه من الشباب يبعث على السعادة، فالشباب مُلم باحتياجات سوق العمل، ويرى أن عمله بالمصنع هو الأفضل والأنسب له، وهؤلاء شباب المستقبل، فكل الدعم لهم، ونحن نسعد بهذه النماذج".

طباعة شارك الحكومة مدبولي الأخبار

مقالات مشابهة

  • مصرع شخص وإصابة 7 آخرين اثر تصادم سيارة ملاكي وتوك توك على الزراعي بدمنهور
  • مدبولي: رؤية مصر تعتمد على نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي وبلومبرج شريك استراتيجي
  • مدبولي: مصر ليست أرض التاريخ فقط.. بل أرض العلم والابتكار
  • بعيداً عن الأكاذيب.. مدبولي يؤكد احترام الحكومة للصحفيين والإعلاميين والحرص على حرية الرأي
  • مدبولي: نمو اقتصادي حقيقي قائم على الإنتاجية.. وهذا الأمر لا يجب السكوت عليه
  • مدبولي: الشركات الكبرى تثق في السوق المصري بناءً على دراسات دقيقة لمناخ الاستثمار
  • مدبولي: من حق المواطن أن ينتقد ولكن ليس حقه الترويج لأكاذيب
  • مدبولي: أخبار إيجابية خلال اليومين القادمين بشأن الاقتصاد المصري
  • توجيه عاجل من «مدبولي» لجميع الوزراء بشأن مواجهة الشائعات
  • مدبولي: الحكومة تدعم نجاح المدارس اليابانية في مصر والتوسع فيها