استطاع العلماء تحديد جين يمكّن خلايا الثدييات من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة في درجات حرارة منخفضة للغاية، وهو ما تتعرض له الحيوانات أثناء السبات.

وثبت أن درجات حرارة الجسم التي تقل عن 10 درجات مئوية، قاتلة بسرعة للإنسان والعديد من الثدييات الأخرى، لأن الإجهاد البارد المطول يتسبب في تراكم الجذور الحرة الضارة في الخلايا، وخاصة جذور بيروكسيد الدهون، ما يؤدي إلى موت الخلايا وفشل الأعضاء لكن بعض أنواع الثدييات يمكنها البقاء على قيد الحياة من الإجهاد البارد عن طريق السبات.

ويتضمن السبات في العديد من الثدييات الصغيرة دورات من أيام إلى أسابيع من الخمول العميق حيث تتوقف الحيوانات عن الحركة وتنخفض درجة حرارة أجسامها إلى مستويات منخفضة للغاية، تتخللها فترات قصيرة من درجة حرارة الجسم الطبيعية والنشاط.

والآن، حددت دراسة بقيادة الأستاذ المساعد ماساميتسو سون والأستاذ يوشيفومي ياماجوتشي من جامعة هوكايدو باليابان، جينا رئيسيا يساعد الهامستر السوري (الهامستر الذهبي، Mesocricetus auratus) في حالة السبات على تجنب موت الخلايا الناجم عن البرد.

ولتحديد الجين، قام العلماء أولا بهندسة خلايا سرطانية بشرية حساسة للبرد لتحمل جينات من خلايا الهامستر المقاومة للبرد، ثم قاموا بتعريض الخلايا البشرية لتكرار ظروف البرد المطولة وإعادة التدفئة من البرد.

ومن خلال تحليل جينومات الخلايا البشرية التي نجت من التعرض للبرد وضغوط إعادة التدفئة، تمكن الفريق من تحديد جينات الهامستر التي تم دمجها في جينوم الخلايا البشرية وتمكينها من البقاء على قيد الحياة في البرد.

وكشف التحليل عن مرشح محتمل: الجين الذي يشفر "الغلوتاثيون بيروكسيديز 4" (Gpx4)، وهو أحد أفراد عائلة البروتينات المعروفة بالفعل بتقليل تأثير أنواع الأكسجين التفاعلية في الخلايا الثديية.
وعندما تم قمع نشاط هذا الجين في خلايا الهامستر، إما عن طريق هندسة نسخة منه أو عن طريق قمع نشاطه كيميائيا، لم تتمكن الخلايا من البقاء على قيد الحياة إلا لفترات أقصر من التعرض للبرد الشديد - يومين، بدلا من خمسة أيام - قبل أن تموت بسبب تراكم بيروكسيد الدهون.

ويتم التعبير عن بروتين Gpx4 في الخلايا البشرية وخلايا الهامستر، ولكن الهامستر فقط هو الذي يمكنه السبات، لذلك فحص فريق البحث ما إذا كان بروتين Gpx4 البشري وبروتين Gpx4 في الهامستر يتصرفان بشكل مختلف.

ومن المثير للاهتمام أنهم وجدوا أن بروتين Gpx4 البشري يمكنه أيضا توفير الحماية من البرد عند الإفراط في التعبير عنه في الخلايا البشرية.

ويقول الدكتور سون: "ما يزال السؤال مفتوحا لماذا تكون الخلايا غير السباتية أكثر عرضة للإجهاد البارد من الخلايا السباتية على الرغم من أن مستويات التعبير عن بروتين Gpx4 قابلة للمقارنة".

وتعد هذه النتائج خطوة أولى نحو فهم أخيرا لغز كيف يمكن لبعض الثدييات أن تدخل في سبات آمن في البرد الشديد.

ويمكن أن يكون لهذا الاكتشاف تطبيقات محتملة لصحة الإنسان، مثل تحسين الحفاظ على الأعضاء على المدى الطويل للزرع باستخدام درجات حرارة منخفضة، أو في استخدام انخفاض حرارة الجسم كأداة علاجية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثدييات درجات حرارة الجسم الإجهاد الجذور الحرة السبات البقاء على قید الحیاة الخلایا البشریة فی الخلایا

إقرأ أيضاً:

ما السر في طول أمد معركة “طوفان الأقصى”؟

#سواليف

في ظل اقتراب معركة ” #طوفان_الأقصى” من إتمام عامها الثاني، وتعثّر مساعي #وقف_إطلاق_النار، تطرح تساؤلات متكررة حول سرّ استمرار #المعركة بهذا الزخم رغم الكلفة الباهظة إنسانيًا وسياسيًا.

اعتبر مدير “مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية” (مقره بغداد) #محمود_الهاشمي، أنّ “المعركة ليست كسابقاتها، بل تمثل معركة وجود حقيقية للكيان الصهيوني، ما يجعل إنهاءها دون مكاسب حاسمة أمرًا مستحيلًا”.

معركة وجود… وخيارات خاسرة

مقالات ذات صلة القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية واسعة 2025/08/01

ويرى الهاشمي أن الاحتلال الإسرائيلي تفهّم منذ الأيام الأولى أن “طوفان الأقصى” لا تشبه حروبه السابقة مع فصائل المقاومة أو الجيوش النظامية، بل تهدد وجوده المعنوي والميداني.

وأوضح أن “إطالة أمد المعركة لا يعود فقط لتعنّت حكومة اليمين بقيادة نتنياهو، بل لأن البدائل المطروحة—سواء حكومة معتدلة أو يسارية—لا تمتلك حلولًا مختلفة، فالتفاوض مع المقاومة مرفوض داخليًا، وحل الدولتين عاد إلى مربع غير قابل للتطبيق، سواء من قبل المستوطنين أو الشعب الفلسطيني”.

تحوّل استراتيجي في المعركة

وعدّد سلسلة من المؤشرات على تغير طبيعة المواجهة، مشيرًا إلى أن “الجيش الصهيوني بات يهاجم المدنيين ضمن معادلة ردع خاسرة، أدت إلى عزلة دولية وخسارة حلفاء تقليديين”.

وتحدث عن “زيادة التذمر في صفوف جيش الاحتلال، مقابل اندفاع أجيال جديدة من الشباب الفلسطيني إلى الميدان، خاصة ممن فقدوا أهلهم بسبب القصف والجوع والمرض”، مشيرًا إلى أن “الاحتلال بدأ بالفعل بسحب قواته تدريجيًا من غزة خشية الخسائر والأسر”.

التأثيرات الإقليمية والدولية

واعتبر أن “الشارع العربي بدأ يتفاعل بوضوح مع أمد المعركة، مستشهدًا بالغليان في مصر والأردن، وبيان الأزهر الذي سُحب سريعًا لكنه شكّل إنذارًا حقيقيًا”، كما أكد أن “طول المعركة ألحق ضررًا بسمعة الولايات المتحدة، وعمّق التصدعات بينها وبين حلفائها الغربيين”.

عمق المقاومة… وصعوبة الحسم العسكري

وقال الهاشمي إن هوية “إسرائيل” العسكرية تجعلها غير قادرة على تقبّل الخسارة، لأنها تشكّل نفيًا لوجودها، ولكن في المقابل فإن المقاومة باتت أكثر رسوخًا، ليس فقط بسبب قدراتها الذاتية، بل بفضل تحولها إلى مشروع سياسي وعسكري واجتماعي متكامل.

وأشار إلى أن “توقف الدعم من بعض محاور المقاومة لم يغيّر موقف غزة القتالي، التي ما تزال تفاوض وتقاتل بثبات”.

وكشف أن ” #الاحتلال فشل في التوفيق بين إدارة #المعركة في #غزة وبين استعداداته المتعثرة لمواجهة إيران، التي تتقدّم على مختلف الجبهات، بالتزامن مع تعقّد ملف سوريا، وتصاعد الضغط الدولي بسبب المجاعة والإبادة في غزة”.

المدن تحت الأرض… وصعوبة الحسم

ولفت الهاشمي إلى أن ” #المقاومة بنت مدنًا تحت الأرض تتجاوز مساحتها 500 كم²، مزوّدة بالبنية التحتية، ما عرقل قدرة #الجيش_الصهيوني على التقدّم، وتركه محصورًا بين المدنيين والأنقاض”.

وأضاف أن #مجازر الاحتلال حوّلت المعركة إلى قضية رأي عام عالمي، وأظهرت “إسرائيل” كـ”دولة مجرمة”، حتى في أعين حلفاء مثل #ترامب الذي وصف مشاهد #الأطفال في غزة بـ” #المجاعة الحقيقية التي لا يمكن تزويرها”.

المقاومة… من الفصائل إلى المشروع

وفي ختام تحليله، أشار إلى أنّ “المقاومة الفلسطينية تحوّلت من مجرد فصائل متناثرة إلى مشروع سياسي عسكري متكامل، بعد تجربة حزب الله والفصائل المدعومة إقليميًا، هذا التحول جعل من الصعب على العدو الصهيوني التعامل معها كما في السابق، حيث أصبحت رقماً وازناً في معادلات دولها ومجتمعاتها”.

مقالات مشابهة

  • تساقط البرد وصواعق رعدية.. أمطار غزيرة على جازان
  • الزمالك كلمة السر.. لماذا تصدر عدي الدباغ الترند؟
  • ما السر في طول أمد معركة “طوفان الأقصى”؟
  • "الأرصاد": أمطار غزيرة ومتوسطة على منطقتي الباحة وجازان
  • مخاوف من الخلايا النائمة
  • مشروب البنجر السحري.. هل يساعد على خفض ضغط الدم وتقليل خطر الخرف؟
  • خالد الجندي: الفهم الدقيق للمعنى يساعد في استنباط الأحكام الشرعية الصحيحة
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها
  • بهدف احتواء الانقسام.. تقرير يكشف تفاصيل زيارة قاآني السرّية إلى العراق
  • ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة