قمة العلمين الثلاثية .. حجر جديد بالمياه الراكدة يحرّك 6 ملفات عربية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
تستضيف مدينة العلمين الجديدة غدًا الأحد، قمة ثلاثية للرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لبحث آخر المستجدات في المنطقة.
وأعلن سفير دولة فلسطين بمصر دياب اللوح أن الرئيس محمود عباس سيصل إلى مصر غدا الأحد في زيارة رسمية تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية.
وأكد السفير دياب اللوح أن لقاء قمة ثلاثية سيجمع الرئيس محمود عباس مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مدينة العلمين، تجسيدًا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية ولتوحيد الرؤى بين القادة الثلاثة للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية، وعملًا على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
وعبر السفير دياب اللوح عن شكره للشقيقة الكبرى مصر والرئيس السيسي لاستضافة هذه القمة ومساعيها المقدرة لدعم الشعب الفلسطيني، ونصرة قضيته العادلة على درب الحرية والاستقلال، كما أعرب عن تقدير فلسطين قيادة وشعبا للجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك دفاعا عن القدس ومقدساتها.
وسبق أن استضافت مدينة العقبة الأردنية في 26 فبراير الماضي اجتماعا خماسيا ضم ممثلين من الولايات المتحدة ومصر والأردن إلى جانب السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الأسبوع الماضي، بأن "هناك حراكا سياسيا مهما في المنطقة والرئيس عباس يشارك في هذا الحراك بنشاط عال" من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وأعلنت السلطة الفلسطينية عن وقف الاتصالات مع إسرائيل والتمسك بوقف التنسيق الأمني معها على خلفية شن الهجوم الإسرائيلي مطلع الشهر الماضي هجوما على مخيم جنين للاجئين.
في هذا الصدد قال الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن لقاء القمة الذى يعقد بمدينة العلمين بمشاركة الرئيس محمود عباس والملك عبدالله الثانى بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى يأتى فى سياق حالة المشاورات والتنسيق الدائم بين القادة الثلاثة بخصوص كل القضايا التى تهم البلدان وخاصة القضية الفلسطينية التى تمثل جوهر القضايا بالمنطقة والعالم.
وأضاف الحرازين خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه فى ظل التطورات السريعة والحاصلة بالاقليم والعالم كان هناك ضرورة لعقد هذا اللقاء وخاصة فى ظل استمرار حكومة التطرف الإسرائيلى بجرائمها وإجراءاتها العنصرية ومواصلة الاقتحامات والاستيطان وعمليات القتل والاعتقال وتدنيس المقدسات هذا من جانب، ومن جانب آخر التطورات على الساحة الدولية والإقليمية وضرورة وجود موقف عربى داعم للقضية فى الأروقة الدولية وممارسات ضغوط حقيقية على الإدارة الأمريكية لتقوم بدورها بتحريك العملية السلمية وطرح مبادرة والضغط على نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لوقف إجراءاتها التدميرية، ودعوة المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية للقيام بدور مماثل تجاه القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وأكمل: نتيجة للارتباط التاريخي والجغرافي بين فلسطين ومصر والأردن فالأمر بحاجة لأن يكون هناك موقف مشترك من قبل هذه الدول لتحقيق معادلة السلام والاستقرار بالمنطقة، وإنهاء الاحتلال ولذلك ستعمل القمة بين الرؤساء على تبادل الآراء والخروج برؤية واحدة داعمة للموقف الفلسطيني واتفاق على جميع القضايا الدائرة بالمنطقة والعالم، وبالأساس سيكون الملف الفلسطينى الرئيسى بهذه القمة وخاصة بعد التصريحات السياسية الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ما يتطلب موقفا ورؤية متفقًا عليها.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: أما عن الجهود التى تبذلها مصر تجاه القضية الفلسطينية والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى، فهى تأخذ أكثر من مسار وعلى رأسها المسار السياسى وما تبذله مصر بشراكة الأردن فى محاولة إيجاد أفق سياسى وحمل القضية الفلسطينية للعالم من خلال المؤسسات الدولية والإقليمية والتنسيق والتشاور مع قادة دول العالم بضرورة إنهاء الاحتلال وإلزام إسرائيل بالقانون الدولى وبكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وكذلك قرارات الشرعية الدولية وعلى المسار الداخلي فمصر تلعب دورًا كبيرًا فى محاولة تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الذى نتج عن انقلاب حركة حماس.
وأردف: على المسار الإغاثى والإنسانى فمصر لا تزال تقدم المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية وتعمل على تخفيف المعاناة وإنهائها، وعلى مسار إعادة الإعمار، فهى تعمل على قدم وساق بعد المبادرة التى أعلن الرئيس السيسى عنها بقيمة 500 مليون دولار لإعادة بناء ما دمّره الاحتلال وأنجز الكثير من العمل فى هذا السياق، ولذلك الدور المصرى بحاجة إلى الكثير من الكتابة التى لن تجمل ما تقدمه مصر رئيسًا وحكومة وشعبا ومؤسسات لصالح القضية الفلسطينية وخدمة الشعب الفلسطينى.
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه ستعقد هذه القمة الطارئة والتي تضم الرئيس السيسي وعاهل الأردن والرئيس الفلسطيني في ظروف غاية في التعقيد خاصة بعد أن قام اليهود المتطرفون بجلب خمس بقرات حمراء تنحر إحداها قريبا في الحوض المقدس ثم ينثر رمادها على اليهود، ويعتقد اليهود في خزعبلاتهم أن هذا الحدث سيعجّل بهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم.
وأضاف الرقب خلال تصريحات لــ "صدى البلد" أنه خلال الأيام الماضية توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن للأردن في زيارة طارئة أطلع خلالها الملك على هذا المخطط وتم الاتفاق على عقد قمة العلمين لأهمية الدور المصري وقوة تأثيره.
وأكمل: القمة ستناقش آلية الضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذا السلوك الذي سيدفع لتفجير الأوضاع في المنطقة وتفجير الصراع الديني، كذلك التحرك تجاه الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الاحتلال للالتزام بمخرجات اجتماعيّ العقبة وشرم الشيخ الذي انقلب عليه الاحتلال.
وأردف - ومن المتوقع أن تناقش القمة فكرة العمل على إحياء عملية السلام وكذلك دعم المصالحة الفلسطينية الفلسطينية لأهميتها في هذا التوقيت وآلية تجاوز كل العقبات التي تواجه المصالحة خاصة بعد فشل اجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين الأيام الماضية.
وتابع: الموقف المصري ثابت في دعم الشعب الفلسطيني على عدة صعد بدءا من الدعم الإنساني مرورا بالدعم السياسي ، ومصر لعبت دورا مهما في وقف اعتداءات الإحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني ، وقامت بدعم سخي من خلال بناء المدن في قطاع غزة وشق الطرق وترميم منازل هدمها الاحتلال.
مشيراً إلى أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، القضية التي حضرت في كل المحافل الدولية والمحلية التي تشارك بها مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين محمود عباس الرئيس عبدالفتاح السيسي القضية الفلسطينية مدينة العلمين الجديدة القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی محمود عباس
إقرأ أيضاً:
البرلمان الجزائري: تحقيق الأمن والتنمية في المتوسط مشروط بحل القضية الفلسطينية
قال ناصر بطيش، رئيس وفد البرلمان الجزائري، خلال كلمته في منتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط وقمة الرؤساء، إن الجزائر تشكر جمهورية مصر العربية على حفاوة الاستقبال، وتهنئها على رئاسة الجمعية.
وأضاف بطيش أن هذا المنتدى يمثل فرصة مميزة في ظل ما تشهده العلاقات المصرية الجزائرية من تطور كبير يعزز التعاون الثنائي والمصالح المشتركة.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسطوأوضح أن انعقاد المنتدى يأتي تحت شعار تعزيز التعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسط، في الذكرى الثلاثين لإطلاق عملية برشلونة، والتي تمثل محطة تاريخية لتعزيز الشراكة الأورومتوسطية.
وأشار إلى أن الأمن والتنمية مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وأن تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول ضرورة لتقليص الفجوة بين الشمال والجنوب.
القضية الفلسطينية في صدارة التحديات الإقليميةوأكد بطيش أن تحقيق الأمن والتنمية في المتوسط مشروط بحل القضية الفلسطينية، مشدداً على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يقوض جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
وذكر أن الجزائر تؤكد ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وفق حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية، مع الدعوة لمواجهة الهجرة غير الشرعية والتغيرات المناخية.
مشروعات تنموية مشتركة وتعزيز التكامل الاقتصاديوأشار بطيش إلى أهمية إقامة مشروعات اقتصادية مشتركة بين دول المتوسط، مؤكداً التزام الجزائر بإصلاحات داخلية وتشجيع الاستثمار، وتعزيز التحول الأخضر والتجارة والتكامل مع دول المنطقة.
ولفت إلى أن التعاون الاقتصادي يجب أن يضمن تحقيق منافع حقيقية للشعوب، وتحويل التحديات إلى فرص مشتركة، مع تعزيز الاستثمار الأوروبي في دول الجنوب.
الأمن المتكامل والحلول السياسية للنزاعاتودعا رئيس وفد البرلمان الجزائري إلى تبني مقاربة شاملة للأمن تتجاوز النظرة الضيقة، والتعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد الهشاشة والهجرة، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والتحول البيئي والتكنولوجيا.
وشدد على أن الحوار البرلماني الفعال بين الدول يشكل إحدى الركائز الأساسية لتعزيز الشراكات الأورومتوسطية، مؤكداً أن الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة فرصة للاستمرار في هذه الشراكات وتعزيزها.