حضور بارز وغني للمغرب بتنوعه الثقافي والتراثي في القمة الفرنكوفونية بباريس
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الخميس بباريس، أن المغرب “حاضر بشكل جيد للغاية” في القرية الفرنكفونية، التظاهرة الثقافية الكبرى المنظمة هذا الأسبوع بالعاصمة الفرنسية للتعريف بالتنوع الثقافي في الفضاء الفرنكفوني، وذلك عشية انعقاد القمة الفرنكفونية (4-5 أكتوبر).
وقال السيد بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال زيارته للجناح المغربي في هذه القرية، والمنظم تحت شعار “التنوع”، إن “المغرب حاضر بشكل جيد للغاية اليوم في هذه القرية الثقافية التي تقوم فكرتها على الدفاع عن مختلف الجوانب التراثية، سواء المادية أو غير المادية”.
وقال الوزير، الذي كان مرفوقا، خلال هذه الزيارة، بسفيرة جلالة الملك بباريس، السيدة سميرة سيطايل، “سنغتنم هذه الفرصة للتعريف بثقافتنا بشكل أفضل”.
واعتبر أن هذا الهدف يندرج في صميم مقاربة الوزارة الرامية إلى تعزيز حضور الثقافة والخبرة المغربيتين في التظاهرات الدولية، كما هو الحال بالنسبة للقرية الفرنكفونية التي تستقطب عددا كبيرا من الزوار من مختلف الجنسيات.
وشدد السيد بنسعيد على أنه “لدينا تاريخ غني للغاية. والفكرة في كل حدث دولي هي تثمين ثقافتنا وخبراتنا”.
ويقدم الجناح الوطني، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، فرصة لاكتشاف الغنى والتنوع الثقافي المغربي من خلال برنامج يبرز تفرد تراث المملكة ومبادراتها المتنوعة لتعزيز التنمية المستدامة.
ومنذ افتتاحه أمس الأربعاء، يلقي الجناح المغربي إقبالا كبيرا من قبل الزوار الذين أعربوا عن سعادتهم بزيارة هذا الفضاء الرحب الذي يعكس كرم الضيافة المغربية. ويتيح الجناح لزواره رحلة استكشافية تبدأ بجولة في التراث الثقافي المادي وغير المادي للمغرب، بما في ذلك زيارة بالواقع المعزز للمواقع التاريخية المغربية.
وتتواصل رحلة اكتشاف مغرب التنوع من خلال معرض للكتب الجميلة المخصصة للتراث الثقافي والحضاري للمملكة، وكذلك للمراحل البارزة من تاريخه، بدءا من ملحمة المسيرة الخضراء وصولا إلى المشاريع الضخمة التي تم إطلاقها في السنوات الأخيرة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويخصص الفضاء قسما خاصا للشباب والابتكار، تماشيا مع موضوع قمة الفرانكفونية، التي ستنطلق غدا الجمعة في المدينة الدولية للغة الفرنسية بقصر فيلير كوترييه، شمال باريس، قبل أن تتواصل في اليوم الموالي في القصر الكبير بالعاصمة الفرنسية، تحت شعار “الابتكار وريادة الأعمال باللغة الفرنسية”.
وإلى غاية الأحد المقبل، تدعو قرية الفرنكفونية إلى زيارة أجنحة عشرات الدول والأقاليم الناطقة بالفرنسية في إطار سينوغرافيا ملونة، والتفاعل مع ممثلي كل بلد، واكتشاف برمجة غنية ومتعدد التخصصات تشمل عروض مسرحية وسينمائية، وحفلات موسيقية، وتجارب انغماسية، وفنون رقمية، وتصوير فوتوغرافي، وعروض الرقص والهيب هوب، علاوة على لقاءات مع شخصيات ملهمة وملتزمة وعروض كوميدية “ستاند أب” مع نخبة من ألمع الفنانين في العالم الفرنكفوني.
وتم تصميم هذه القرية لتكون “نافذة على الفرنكفونية في العالم”، بل “فضاء للتبادل والاكتشافات الثقافية” يسلط الضوء على الإبداع والفنون الحية من القارات الخمس.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
جامع السلطان قابوس بنزوى.. معلم إسلامي بارز ومنارة علم ومعرفة
يعد جامع السلطان قابوس بنزوى أحد المعالم الإسلامية البارزة في سلطنة عمان الذي تم افتتاحه في 18 سبتمبر 2015م ويقع ضمن المخطط الجديد الذي يتم تطويره بالولاية بالقرب من تقاطع الطرق الرئيسية التي تربط محافظة الداخلية بمحافظة مسقط ومحافظة ظفار، إذ تم تشييده على أرض مساحتها 80 ألف متر مربع.. وتصل مساحة البناء 13 ألفاً و200 متر مربع ويتكون الجامع من قاعة الصلاة الرئيسية وقاعة الصلاة للنساء ومكتبة وفصول دراسية وأربع منارات بارتفاع يزيد على 80 متراً، وتشمل المساحة المتبقية أعمال التشجير ومسطحات خضراء والأعمال الخارجية ومواقف السيارات، ويتسم التصميم المعماري للجامع بوجود قبة قطرها 27 مترًا ترتفع بمقدار 55 مترًا عن سطح الأرض وبه 4 مآذن تحدد الأركان الأربعة لقاعة الصلاة الرئيسية.. ويتفرد الجامع ببساطة التصميم واستخدامه الأمثل للزخارف الداخلية وهو يتضمن أربع منارات تعطي المبنى خاصية فريدة تعزز من مكانته كمعلم بارز في محافظة الداخلية التي يخدمها.
نمط معماري
وقال سامي بن علي الكندي، مسؤول جامع السلطان قابوس بنزوى: إن الفكرة الأولية لإنشاء الجامع بولاية نزوى في عام 2009 كانت تتمثل في إنشاء جامع بحجم مناسب يخدم المدينة والمحافظة بشكل عام، وبالنظر للأهمية الثقافية والتاريخية لمدينة نزوى، فقد تبين أن المدينة هي المكان المناسب لإنشاء جامع كبير يلي جامع السلطان قابوس الأكبر بمسقط من حيث الحجم والمساحة، ونظرًا لتميز محافظة الداخلية بنمط معماري فريد، فقد تم استلهام التصاميم المعمارية لهذا الجامع من هذا النمط المتميز، ويتفرد هذا الجامع عن جوامع السلطان قابوس بالولايات الأخرى ببساطة الشكل والاستخدام الأمثل لزخارفه الداخلية، ويشتمل الجامع على أربع منارات تعطى المبنى خاصية فريدة وتعزز من مكانته كمعلم بارز في المنطقة التي يخدمها، أما فيما يتعلق بألوان الجامع والمواد المستخدمة في تشييده فإنها تماثل إلى حد بعيد المواد والألوان التقليدية التي يتم استخدامها في أعمال البناء بالمنطقة، ويتميز الجامع ببساطة وفعالية تخطيطه حيث تم الفصل بين أماكن الصلاة الرئيسية في الجامع والمتمثلة في قاعة الصلاة الرئيسية، وبين المرافق الأخرى التي تشمل أماكن الوضوء، والمكتبة، وفصول تعليم القرآن الكريم، والقاعة متعددة الأغراض، وقد تم تحقيق هذا الفصل من خلال إنشاء صحنين مفتوحين في الشمال والجنوب، بالإضافة إلى صحن مغطى ناحية الشرق،حيث يوجد المدخل الرئيسي للجامع، وقد تم إجراء دراسة لفنون العمارة المحلية بالمنطقة مع التركيز بشكل خاص على الأنماط الزخرفية التي تمت الاستعانة بها عند إعداد التصاميم التفصيلية لجميع العناصر الزخرفية للجامع، ويتضح هذا جلياً في تصاميم الأبواب والفواصل الخشبية والمشربيات.
أرضية الجامع
وأضاف أن الجامع يقع ضمن المخطط الجديد الذي يتم تطويره بالمدينة عند تقاطع الطرق الرئيسية التي تربط نزوى بمسقط، وصلالة، وبهلاء، وقد تم تشييد الجامع على قطعة أرض تبلغ مساحتها 80 ألف متر مربع، ويقع بمحاذاة وادي نزوى بما يتيح رؤية مباني الجامع من كافة الاتجاهات، وتم زيادة ارتفاع أرضية الجامع ومرافقه بشكل كبير فوق مستوى الأرض الحالية لتعزيز موقعه البارز على الطريق الرئيسي، بالإضافة إلى توفير الحماية اللازمة للجامع في حالة حدوث فيضانات.
وأشار إلى أن مبنى الجامع يتكون من قاعة الصلاة الرئيسية بمساحة تقدر بـ "3546" مترا مربعا، وتبلغ أبعاد القاعة من الداخل 60 متراً × 60 متراً، وتتسع لحوالي 4500 مصلي، ويتم الدخول إلى قاعة الصلاة الرئيسية من محور القبلة عن طريق درج فخم ورحب، ومن الصحن المغطى، وهناك أربعة مداخل أخرى تتيح الدخول من الحديقة إلى شمال وجنوب الجامع، كما تتيح هذه الساحات الدخول إلى منطقة الصحن الواقعة على جانب القاعة عن طريق درج كبير.. مشيراً إلى إمكانية استخدام الصحن المعظى والصحنين المفتوحين كأماكن إضافية للصلاة وهي محاطة بجدار مقنطر يحيط بأماكن الوضوء وخزانات حفظ الأحذية، علماً بأن المناطق الخارجية التي يمكن استخدامها كأماكن إضافية للمصلين تستوعب حوالي 5300 مصلى، كما تشمل مرافق الجامع على مكتبة مساحتها "277.50" متر مربع مصممة من طابقين حول ساحة داخلية مغطاة بالزجاج، بالإضافة إلى 3 فصول لتحفيظ القرآن الكريم مشيدة حول ساحة خاصة بها، وقاعة متعددة الأغراض بمساحة 306 أمتار مربعة ويوجد بها مقاعد ثابتة وتجهيزات الصوت والصورة لاستخدامها في المحاضرات، ويضم الجامع قاعة صلاة للنساء تستوعب حوالي 434 مصلية، وتقع في الطابق الأرضي من الجامع وبالإمكان الدخول إليها بشكل منفصل من خلال الساحات الخارجية والبهو.
المرافق الرئيسية
وأوضح الكندي أن جميع المرافق الرئيسية للجامع قد تم وضعها في الطابق الأرضي الذي يرتفع 5 أمتار عن مستوى الأرض، وتشمل هذه المرافق أماكن الوضوء، والمكاتب، والخدمات المساعدة، في حين أن جميع المعدات قد تم وضعها في طابق الخدمة الذي يقع أعلى قاعدة الصلاة الرئيسية.
وقال: يتميز التصميم المعماري للجامع بوجود قبة قطرها "27" متراً وترتفع بمقدار "55" متراً عن سطح الأرض محاط بها أربع مآذن ارتفاع كل منها 80 متراً، وهي تحدد الأركان الأربعة لقاعة الصلاة الرئيسية، علماً بأن التشطيبات الخارجية لقاعة الصلاة تشتمل على دعامات جانبية وحواجز أعلى مبنى القاعة، وهي جميعاً مستوحاة من النمط المعماري السائد في المنطقة، ويحيط بقاعة الصلاة الرئيسية سور حماية يضم بداخله جميع المرافق الأخرى للجامع، وهذا السور مكسو بالأحجار ويتميز بوجود أشكال مقنطرة، وقد تم تعزيز أعمال الحجارة بإفريزات منقوشة ومخطوطات قرآنية، وفيما يتعلق بقاعة الصلاة الرئيسية فهي ترتفع بحوالي "14" مترًا من الداخل مع وجود القبة التي يبلغ ارتفاعها من الداخل حوالي 40 مترًا، وقد تم استخدام الرخام المزخرف في التشطيبات الداخلية للقاعة مع تنفيذ أعمال الجبس الزخرفية بالجدران والعقد المقنطرة والأسقف، كما تم طلاء السقف باستخدام أصباغ زخرفية متخصصة استوحيت تصاميمها من التصاميم السائدة في المنطقة، وفيما يتعلق بجدار القبلة فقد استخدم فيه الرخام المزخرف بشكل كبير، أما المحراب الرخامي فقد استخدم فيه بكثافة أفضل أعمال التطعيم والنقش في المبنى والتي تشتمل على أعمال نقوش معقدة التصاميم ومخطوطات قرآنية محفورة وتصاميم هندسية وزهرية، أما فيما يتعلق بنوافذ قاعة الصلاة فقد تم استخدام طبقات زخرفية رقيقة من الرخام الشفاف كما استخدم فيها الزجاج الزخرفي الملون.
مكتبة الجامع
جاء إنشاء المكتبة ضمن مرافق الجامع نظراً للقيمة العلمية والثقافية التي تحظى بها ولاية نزوى، وتقع ضمن طابقين على مساحة تصل إلى 277 مترًا مربعًا، وتتسم المكتبة بجمالية التصميم الذي يجمع بين فنِّ العمارة الإسلامية والعُمانية القديمة من جهة، والفنِّ المعماري الحديث من جهة أخرى، وهي إحدى المكتبات التابعة لمركز السُّلطان قابُوس العالي للثقافة والعُلوم، تزامنَ افتتاحها مع افتتاح الجامع يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة لعام 1436ه، وتضم بين جنباتها ما يزيد عن 7000 كتاب، ويحتضن الجامع العديد من الدروس والمحاضرات والندوات وحلقات القرآن التي تقام في مرافق الجامع ضمن البرامج المسجدية التي يقيمها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.