البشرية قد تستخدم قنبلة نووية لحرف كويكب يتجه نحو الأرض
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ أ ف ب
قد تتمكن البشرية من استخدام قنبلة نووية لحرف كويكب يتجه نحو الأرض، على ما بينت تجربة مخبرية فجّر خلالها باحثون هدفاً بحجم كرة زجاجية صغيرة بالأشعة السينية.
وأجري أكبر اختبار بالحجم الحقيقي للدفاع الكوكبي عام 2022 عندما اصطدمت المركبة الفضائية “دارت” DART التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بكوكب يبلغ عرضه 160 متراً وغيرت مساره.
لكن الصدمة التي أحدثتها “دارت” والتي كانت بحجم ثلاجة كبيرة، قد لا تكون كافية لجسم أكبر مثل “تشيككسولوب”، وهو كويكب يبلغ عرضه نحو 10 كيلومترات. ومن المعروف أن تأثيره في الأرض أدى قبل 66 مليون سنة إلى فصل شتاء قضى على ثلاثة أرباع الأنواع الأرضية.
ألمع أشعة العالم
ويتناول فيلم الحركة “أرماجدون” Armageddon عام 1998 سيناريو يتوجه فيه فريق متهور وبطولي إلى كويكب يبلغ عرضه ألف كيلومتر قبل تفجيره إلى أجزاء باستخدام قنبلة نووية.
وينشر باحثون أميركيون هذا الأسبوع في مجلة “نيتشر فيزيكس” تجربة على كويكب أصغر بكثير، إذ يبلغ عرضه 12 ميليمتراً، من خلال تعريضه لدفقة من الأشعة السينية في مختبرات “سانديا” الوطنية في ألبوكيرك بنيو مكسيكو.
وقال المعد الرئيس للدراسة ناتان مور الذي يعمل في “سانديا”، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الآلة قادرة على إطلاق “ألمع شعاع في العالم”.
ومعظم الطاقة التي ينتجها الانفجار النووي تكون على شكل أشعة سينية. وفي الفضاء، بسبب نقص الغلاف الجوي، لا تكون هناك موجة صدمية أو كرة نارية.
وفي “سانديا”، أدت الأشعة السينية إلى تبخير سطح الكويكب الصغير بسهولة، ودفعت المادة المتبخرة الهدف في الاتجاه المعاكس.
والاختبار الذي عمل كـ”محرك صاروخي”، بحسب مور، أبعد الهدف بسرعة 250 كيلومتراً في الساعة، مؤكداً “للمرة الأولى” النظريات التي تنبأت بمثل هذا التأثير.
واستخدم الباحثون نوعين من الكويكبات الصغيرة، أحدهما مصنوع من الكوارتز، وآخر من تجميع سيليكا. وصمموا نموذجاً للاستنتاج بأن انفجاراً نووياً سيكون كافياً لتغيير مسار كويكب يبلغ قطره أربعة كيلومترات، شرط إصدار تحذير مسبق.
أقوى من هيروشيما
ويفترض النموذج المستخدم قنبلة بقوة 1 ميغاطن، أي أقوى بـ60 مرة من قنبلة هيروشيما، لكي تنفجر على بعد بضعة كيلومترات من هدفها، ولكن على بعد ملايين الكيلومترات من الأرض.
ويُعدّ إجراء مثل هذه التجربة في ظروف حقيقية خطراً ومكلفاً ومخالفاً لكل المعاهدات الدولية.
لكن لا مانع من دراسة المسألة و”الاستعداد لمختلف السيناريوهات”، فبحسب مور، يتمثل “الارتياب الأكبر راهناً” في أن الكويكبات “تأتي بكل الأنواع”.
وتبين أن الهدف الذي ضربته “دارت” وهو “ديمورفوس” يعادل كومة هشة من المخلفات الكونية، ومن المقرر أن تقوم مهمة “هيرا” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية التي تغادر الشهر المقبل، بفحصه بصورة أدق.
وأجرت الباحثة في مختبر “لورانس ليفرمور” الوطني في كاليفورنيا ماري بوركي، عمليات محاكاة حاسوبية لاستخدام سلاح نووي بهدف حرف مسار كويكب.
وأبدت لوكالة الصحافة الفرنسية سعادتها لأن حساباتها تتوافق مع ملاحظات فريق “سانديا”. وتُظهر عمليات المحاكاة التي أجرتها أن هذا النوع من المهمات “سيكون وسيلة فاعلة جداً للدفاع عن كوكب الأرض ضد أي تأثير”.
لكن ذلك رهن بوجود وقت كافٍ بعد المهمة لكي يتسبب الدفع الموجه للكويكب بانحرافه عن مساره وتجنب اصطدامه بالأرض.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأرض الفضاء قنبلة نووية كويكب
إقرأ أيضاً:
مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
قالت شركة "أوبن أيه آي"، المطورة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، إن استخدام المؤسسات للذكاء الاصطناعي تجاوز مرحلة الاختبار التجريبي، وبات يُستخدم الآن في العمليات اليومية بالتكامل مع أمور أخرى لسير العمل.
تُظهر بيانات جديدة من المؤسسة أن الشركات في الولايات المتحدة باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال مُعقدة ومتعددة الخطوات بدلاً من مجرد طلب مُلخصات نصية مثلا. تُوضح الأرقام تغييرًا جذريًا في كيفية نشر المؤسسات للنماذج التوليدية للذكاء الاصطناعي.
يُشير أحدث تقرير لشركة "أوبن أيه آي" إلى أن أكثر من مليون عميل من الشركات يستخدمون هذه الأدوات الآن، والهدف الآن هو تحقيق تكامل أعمق.
يعني هذا التطور أن صانعي القرار أدركوا مكاسب إنتاجية ملموسة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي.
أفضل مقياس لنضج نشر الشركات للذكاء الاصطناعي ليس عدد المقاعد، بل تعقيد المهام. فقد أفادت شركة "أوبن أيه آي" بأن حجم رسائل "تشات جي بي تي" قد زاد ثمانية أضعاف على أساس سنوي.
وزاد عدد المستخدمين الأسبوعيين لـ Custom GPTs والمشاريع (وهي أدوات تتيح للعاملين توجيه النماذج بمعرفة مؤسسية محددة) بنحو 19 ضعفًا هذا العام. تتم الآن معالجة ما يقرب من 20% من جميع رسائل المؤسسات عبر هذه البيئات المخصصة.
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
وتُقدم البيانات دليلاً على توفير الوقت جراء استخدام الذكاء الاصطناعي. في المتوسط، يعزو المستخدمون ما بين 40 و60 دقيقة من الوقت المُوفَّر يوميًا إلى هذه التقنية. ويختلف التأثير باختلاف الوظيفة: إذ يُبلغ متخصصو علوم البيانات والهندسة والاتصالات عن توفير أكبر (بمعدل 60-80 دقيقة يوميًا).
أخبار ذات صلةتُشير "أوبن أيه آي" إلى ارتفاع الرسائل المتعلقة بالترميز في جميع وظائف الأعمال. فخارج أدوار الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والبحث، نمت استعلامات الترميز بنسبة 36% في المتوسط خلال الأشهر الستة الماضية. وتستخدم الفرق غير التقنية هذه الأدوات لإجراء تحليلات كانت تتطلب في السابق مطورين متخصصين.
وتُظهر بيانات الاستطلاع أن 87% من العاملين في تكنولوجيا المعلومات أفادوا بحل أسرع للمشكلات، بينما لاحظ 75% من متخصصي الموارد البشرية تحسنًا في مشاركة الموظفين.
يُبلغ المستخدمون، الذين ينخرطون في مجموعة واسعة من المهام (حوالي سبعة أنواع مختلفة)، عن توفير وقت أطول بخمس مرات مقارنةً بمن يقتصرون على استخدام ثلاث أو أربع وظائف أساسية. ترتبط الفوائد ارتباطًا مباشرًا بعمق الاستخدام، مما يعني أن خطة نشر "خفيفة" قد تفشل في تحقيق العائد المتوقع.
في حين كانت قطاعات الخدمات المهنية والمالية والتكنولوجيا من أوائل الجهات التي تبنت هذه الأدوات وتحافظ على أكبر نطاق استخدام، فإن قطاعات أخرى تتسابق للحاق بها. يتصدر قطاع التكنولوجيا بنمو قدره 11 ضعفًا على أساس سنوي، يليه قطاعا الرعاية الصحية والتصنيع بفارق كبير بنمو قدره 8 أضعاف و7 أضعاف على التوالي.
ولا يقتصر هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي على الشركات في الولايات المتحدة، حيث يشهد ارتفاعًا ملحوظًا على المستوى الدولي. وتُظهر أسواق مثل أستراليا والبرازيل وهولندا وفرنسا معدلات نمو في عملاء الأعمال تتجاوز 140% على أساس سنوي. برزت اليابان أيضًا كسوق رئيسية، حيث تضم أكبر عدد من عملاء واجهات برمجة التطبيقات للشركات خارج الولايات المتحدة.
وأظهرت أمثلة محددة في المتاجر زيادة في درجة رضا العملاء بمقدار 200 نقطة أساس عند استخدام الشركاء للذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، عندما تفاعل العملاء عبر الإنترنت مع أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بأحد متاجر التجزئة، زادت معدلات التحويل بأكثر من الضعف.
في قطاع الأدوية، استخدمت شركة Moderna الذكاء الاصطناعي المؤسسي لتسريع صياغة ملفات تعريف المنتجات المستهدفة، وهي عملية تتطلب عادةً أسابيع من الجهود المشتركة بين مختلف الوظائف. وقلّصت الشركة الخطوات التحليلية الأساسية من أسابيع إلى ساعات.
ومع ذلك، فإن الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي عالي الإنتاجية يتطلب أكثر من مجرد شراء البرمجيات؛ فهو يتطلب جاهزية مؤسسية.
مصطفى أوفى (أبوظبي)