هل تفضي وساطة الرئيس الموريتاني لحلحلة الأزمة الليبية؟
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
بدأ الرئيس الموريتاني، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، مشاورات مع أطراف محلية ودولية، تمهيدا لوساطة ينوي القيام بها بحثا عن حل للأزمة السياسية المتصاعدة في ليبيا.
ومن المقرر أن يتوجه ولد الشيخ الغزواني 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري إلى ليبيا رفقة رئيس الكونغو برازافيل دنيس ساسو نغيسو، الذي يرأس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد حول ليبيا، ووفد من الاتحاد الأفريقي يضم أيضا رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي محمد.
ومن المقرر أن يجري الغزواني والوفد الأفريقي على مدى يومين لقاءات مع أطراف الأزمة الليبية.
مشاورات إقليمية قبل الوساطة
وقد أجرى الغزواني مكالمة هاتفية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أبلغه خلالها عن نيته زيارة ليبيا رفقة وفد إفريقي بهدف "تقريب وجهات النظر حول الحل في ليبيا".
وذكر التلفزيون الجزائري أن الغزواني أبلغ تبون بالزيارة التي ينوي القيام بها لليبيا رفقة رئيس جمهورية الكونغو، دونيس ساسو نغيسو، بناء على دعوة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي.
ووفق بيان للرئاسة الجزائرية "فقد ثمن الرئيس تبون هذه الخطوة التي يقودها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي محمد ولد الشيخ الغزواني، وكذا دونيس ساسو نغيسو الرئيس الكونغولي المكلف بالمصالحة في الملف الليبي لدى الاتحاد الإفريقي، متمنياً نجاح المصالحة بين الأشقاء الليبيين".
كما أجرى الرئيس الموريتاني أيضا اتصالا هاتفيا بهذا الخصوص مع الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي.
ووفق وسائل إعلام موريتانية أكد الرئيسان خلال محادثاتهما "حرص موريتانيا ومصر على الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا واستعادة الأمن والاستقرار بها".
زيارات لمسؤولين ليبيين
وخلال الأسابيع الأخيرة زار العاصمة الموريتانية نواكشوط عدد من المسؤولين الليبيين، وذلك تمهيدا للوساطة المرتقبة.
ففي أغسطس الماضي زار نواكشوط رئيس حكومة البرلمان الليبي أسامة حمّاد والتقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقالت الحكومة الليبية في بيان حينها، إن الطرفان أجريا "مباحثات سياسية تشاورية مهمة".
وقبل ذلك بأيام التقى وزير الخارجية الموريتاني محمد ولد مرزوك، وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية الليبية طاهر الباعور.
فرص الوساطة
ويرى المحلل السياسي المتابع للشأن الليبي محمد الحافظ الغابد، أن هذه الوساطة "مهمة لتحريك الملف الليبي لكن ليس أمامها فرص كبيرة لحل هذه الأزمة".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن الأزمة الليبية "تتصارع فيها أقطاب دولية وإقليمية كبيرة".
ولفت إلى أن الأطراف الليبية "منقسمة على نفسها منذ فترة وكل طرف يأمل في الاستفراد بالبلد نظرا لحجم تضحياته وطموحاته".
وأضاف أن الغزواني أمامه "فرصة قيادته للاتحاد الإفريقي للعمل على تحريك الملف ولكنه تحريك محدود الفرصة بشأن الوفاق الوطني الليبي في هذا الظرف".
"لا حل قبل وقف التدخل الإماراتي "
وأوضح محمد الحافظ الغابد، أنه "ما لم يحصل تحول كبير في وقف التدخل الإماراتي المصري في تقسيم ليبيا فلا أمل في حلحلة الملف في هذا الظرف ما لم تحصل متغيرات تمكن الليبيين من التقاط أنفاسهم والرجوع للقرار الوطني بعيدا عن اختطاف الأدوات الإقليمية والدولية للقرار الليبي عند بعض الأطراف المدعومة إماراتيا ومصريا".
وتابع: "تبقى المحاولة الموريتانية الإفريقية مهمة وتسجل اهتماما مهما لتحريك البحث عن حل لهذا الملف العالق منذ سنوات".
لكن المحلل السياسي أحمد سالم ولد يب خوي، يرى أن ثمة مؤشرات تصب في صالح ولد الشيخ الغزواني للعب دور إيجابي في حل الملف الليبي.
ولفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن من بين هذه المؤشرات "مستوى العلاقات الذي يربطه بطرفي الصراع في ليبيا، إضافة إلى طول الأزمة وحاجة أطرافها ربما لإيجاد مخرج توافقي".
وأشار إلى تحديات صعبة تواجه هذه الوساطة، قال إن من أبرزها "إيجاد حلقة وسط بين الطرفين لإيجاد مخرج، ولن يكون ذلك إلا باقتراح خارطة طريق واضحة المعالم تحفظ مصالح طرفي الصراع، مقابل التنازل لطرف ثالث ليكون في واجهة المشهد".
وأضاف: "الملف فرصة مهمة لموريتانيا إن استطاعت أن تنتهز فرصة رئاستها للاتحاد الإفريقي للعب دور محوري في حل الأزمة الليبية، كما سيكون للأمر إن حقق نجاحا مكسبا دبلوماسيا كبيرا لنظام ولد الشيخ الغزواني".
وتعيش ليبيا منذ نحو 3 سنوات أزمة صراع على السلطة بين حكومة الدبيبة المعترف بها أمميا، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، ومنها تدير كامل غرب البلاد، وحكومة أسامة حماد غير المعترف بها، والمكلفة من مجلس النواب وتتخذ من مدينة بنغازي مقرا لها حيث تدير من هناك شرق البلاد ومدنا بالجنوب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية ليبيا الغزواني موريتانيا البرلمان الليبي الدبيبة ليبيا البرلمان الليبي موريتانيا الغزواني الدبيبة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ولد الشیخ الغزوانی الرئیس الموریتانی الأزمة اللیبیة
إقرأ أيضاً:
البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي
علقت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، اليوم الثلاثاء، على انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، وذلك في جلسة أثارت جدلا واسعا وانتقادات من واسعة من خالد المشري الذي ترأس المجلس بين عامي 2018 و2022.
ورحبت البعثة الأممية بانتخاب تكالة، وقالت إنّ "التصويت جرى في ظروف طبيعية وشفافة"، مؤكدة أن "حضور ثلثي أعضاء المجلس يعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء على تجاوز الانقسام، الذي أعاق قدرة المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته خلال العام الماضي".
وأعربت عن تطلعاتها لـ"انخراط جميع أعضاء المجلس لكسر الجمود السياسي، والدفع قُدماً بالعملية السياسية"، داعية "أعضاء المجلس إلى الوفاء بواجباتهم الوطنية، والارتقاء إلى مستوى توقعات الشعب الليبي، من خلال دعم عملية سياسية يقودها ويملك زمامها الليبيون بتيسير من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".
وفي أغسطس/ آب 2024، وقع خلاف داخل مجلس الدولة خلال جلسة انتخاب، حيث حصل خالد المشري على 69 صوتا مقابل 68 لمحمد تكالة، بينما وقع جدل بشأن قانونية تصويت أحد الأعضاء، ما أسفر عن عقد جلسة الأخرى الأحد، أفضت إلى انتخاب تكالة، وهو ما رفضه المشري.
ومنذ ذلك التاريخ حتى جلسة الأحد، اعتبر كل من تكالة والمشري نفسه رئيسا للمجلس الأعلى، ما فاقم حدة الانقسام الداخلي.
تعقيب المشري
وفي تعقيبه على بيان البعثة الأممية، قال المشري، إنه تابع "باستغراب شديد بيان البعثة الأممية الذي يفتقر إلى الدقة ويجافي الحقيقة والواقع"، وفق قوله.
وأضاف، في بيان، أن "الجلسة لم تحظ بشرعية قانونية أو توافق فعلي، في ظل مقاطعة أكثر من خمسة وأربعين عضوا لها، ومخالفتها الصريحة لأحكام النظام الداخلي للمجلس"، معربا عن رفضه لما أسماه "تدخل البعثة في نزاع قضائي جار".
ورأى موقفها "تجاوزا غير مبرر يمس باستقلال القضاء وانحيازا لطرف دون آخر"، مؤكدا أن "شرعية المؤسسات تُستمد من القانون والإجراءات السليمة، لا من بيانات خارجية"، وطالب "الجميع باحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في مسارات العدالة".
ويعتبر تكالة حاليا، رئيس المجلس الأعلى للدولة ما لم يسع المشري إلى استصدار قرار من القضاء يلغي رئاسته، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.
فوز تكالة بالمرة الأولى
في 6 أغسطس/ آب 2023، فاز تكالة للمرة الأولى برئاسة المجلس الأعلى للدولة، إثر حصوله على 67 صوتا مقابل 62 صوتا لخالد المشري.
وهذه هي الدورة العاشرة لانتخابات المجلس الأعلى للدولة، وتبلغ مدة ولاية أعضاء المكتب الرئاسي عاما واحدا، تبدأ من تاريخ انتخابهم.
وتقود البعثة الأممية لدي ليبيا جهودا تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق) التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.
والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، التي تدير منها كامل غرب البلاد.
ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات التي طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).