إذا كان تعلم أية لغة وإتقان أي لسان مرتبطًا بموهبة النطق وليس بالوراثة أو الولادة في المكان، فكيف يميز بعض الناس أنفسهم على أساس الجنوب والشمال أو السهول والجبال والوديان؟ فكم من ريفي أو شلحي أو زواوي أو شاوي نزح واستقر ورابط واستشهد ودفن في طنجة أو تلمسان؟ وكم من مسلم فارسي أو يمني أو تركي، أو مصري جاء فاتحا  واستقر وتأهل في مراكش أو بجاية أو وهران!؟

وإذا أبطلنا ربط السلالة والوراثة باكتساب أية لغة أو لهجة أوصنعة أو حرفة أو تعلم  وإتقان أي لسان، فعلى دعاة العنصرية أن يثبتوا هذا التميز المتوهم، بالشفرة الوراثية خارج وسيلة التواصل الآدمي بين السكان، وهي عمليًا  في متناول كل مواطن سليم الحواس والذهن للتفاهم مع بني جنسه العاقل الناطق كإنسان.

. فكيف يتخذ هذا المتغير المكتسب حجة للتميز داخل الشعب الواحد الموحد عبر القرون بالدين والمصاهرة والجهاد المتواصل حتى الآن؟

إنـهـا مغالطـة استغبائية استحلالية مناقضة للواقع والعلم والدين والـسيـاسة والثقافة ووحدة الأوطان.. إن واقع شعبنا  المغاربي المسلم في تحوله الثقافي كالشعب الفرنسي بعد اعتناق المسيحية وتبني لسان  الرومان. وقِسوا عليه شعب ألمانيا والصين وروسيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وتركيا وكوريا  واليابان و بريطانيا وإيران.

ولولا حسم الشعب الأمريكي أمره بالاستفتاء على توحيد اللسان الرسمي للدولة لكانت الولايات المتحدة  اليوم  القطع في خبر كان.

لا يمكن القيام بعملية بتر وفصل وتقسيم الجسد الواحد لكون العربي امتزج وتزوج بالأمازيغية كما أن الأمازيغية تناسلت من عربي بل أكثر من هذا إننا نتحدى من يستطيع أن يميز من بين السكان الحاليين من هو العربي ومن هو الأمازيغي ذلك أن مجموعة من الناطقين بالأمازيغية هم عرب والعكس صحيح.من  المعلوم أن سكان الشمال الإفريقي قبل الفتح الإسلامي كانوا خليطا من كل ألوان وأعراق البشر من مختلف القارات بحكم الموقع الجغرافي، ولا يهم ما يذهب إليه بعض المؤرخين، من أن بعض هؤلاء السكان قد وفدوا من المشرق العربي حصرا، وإنما الذي لا شك فيه، أن أولئك السكان قد امتزجوا جميعا في بوتقة الدين القويم الذي لا يفرق بين الناس إلا بالتقوى وكل مسلم هو أخو المسلم بقطع النظر عن أصله وفصله ومكان مولده.

وهكذا أسلموا وفتحوا البلدان وتعلموا لغة القرآن كتابة وقراءة وعقيدة وحضارة (باستثناء الأميين منهم  الذين بقوا منعزلين في الأرياف بعيدا عن مؤسسات التعليم في الحواضر). وما يزال الوضع على حاله إلى يومنا هذا ولا علاقة لموهبة النطق واللسان بأصل ومولد ولون بشرة الإنسان.

وهو ما يقره الباحث المغربي الأستاذ الحسن بلحسن الذي يقول: "لا يمكن القيام بعملية بتر وفصل وتقسيم الجسد الواحد لكون العربي امتزج وتزوج بالأمازيغية كما أن الأمازيغية تناسلت من عربي بل أكثر من هذا إننا نتحدى من يستطيع أن يميز من بين السكان الحاليين من هو العربي ومن هو الأمازيغي ذلك أن مجموعة من الناطقين بالأمازيغية هم عرب والعكس صحيح..".

وهو عين الحقيقة والصواب  في نظرنا لأنّ تحديد جنس قوم من خلال لهجة أو لغة محلية مكتوبة أو شفهية بإمكان كل فرد (سليم الحواس) أن يكتسب التحدث بها مثل أهلها بعد مدة من الإقامة بينهم فضلا عن كونه مختلطًا بهم (كأعمام أو أخوال) من أمشاج تلاقحت وتضاعفت أعدادها بمتواليات عبر القرون المتعاقبة دون انقطاع مشرقًا ومغربا (ومنها حي المغاربة في القدس المحتلة حاليا  بمقابرها التي تضم رفاة المجاهدين من كل اقطار مغزبتا  الكبير).

 ولا علاقة بيولوجية تربط بين الجينات واللغات على الإطلاق، لأن واحدة تولد مع الإنسان بلا اختيار والثانية تكتسب من الإنسان الناطق بإرادته دون إجبار.

وهذا هو معنى قول الأستاذ بلحسن بأن هناك بربرا تعربوا وهناك عربا تبربروا وتفرنسوا، وهو كلام مجرب صحيح في واقعنا المغاربي حتى الآن، وسيظل الوضع كذلك إلى ماشاء الله حتى تمحى الأمية (العلمية والمدرسية والدينية) من كل البلاد المغاربية وتستبدل العربية (الفصحى والعامية) بالبربريات الحالية التي بقيت تؤدي وظيفتها الاجتماعية مثل كل العاميات العربيات دون أي تعارض أو تناقض وطني أو قومي.

ولتقريب معنى الهوية الوطنية واللغة الثقافية الجامعة نقول، لو نسأل أي شخص عاقل (غير أمي أو عنصري جاهل) عن دولة النمسا الآن هل هي ألمانية؟

فالجواب يكون بالنفي بالنسبة للجنسية ولكنه يكون بالإثبات بالنسبة للهوية الثقافية لدى كل الألمان شأنها في ذلك شأن سويسرا الألمانية أو شأن كل بلاد المشرق العربي والشمال الإفريقي بالنسبة لوحدة الهوية الثقافية التي ورد في شأنها بند في بيان ثورة التحرير الجزائرية (الفاتح من تشرين الثاني 1954) تقول في باب الأهداف: "تحقيق وحدة شمال إفريقيا في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي"، وهو الإعلان الصريح عن الانتماء الطبيعي والهوية الوطنية ذات الأصل الثقافي (العربي الإسلامي...) وليس العرقي الذي ينفيه البيان قطعيا في مادة أخرى صريحة أيضا تقول : "احترام جميع الحريات والحقوق الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني..."، وهو عين العلم والتاريخ والحقيقة الأنثروبولوجية والسياسية التي جعلت كل بلدان الشمال الأفريقي أعضاء في الجامعة العربية بالانتماء والاكتساب وليس بفصائل الدماء المختلطة في الأرحام والأصلاب  !!

ولذلك يتعين علينا هنا رفع اللبس الذي يكتنف هذه المغالطة التي يرددها بعضهم (عن جهل أو قصد وفعل فاعل وتواطؤ مع عدو ماكر غير جاهل!؟) لتجريم بيان الشهداء المذكور آنفا وادعاء رفع المظلومية عن مكون أو حقبة من تاريخ الذات الوطنية المتمثلة في ما يسمونه بالبعد النوميدي (أو البربري) للهوية الوطنية التي أهملها البيان المذكور حسب زعمهم وكأنهم اكتشفوا البارود بهذه الهُوِيَّة الثلاثية التركيب (عربية بربرية إسلامية) الموجودة فعلا كحلقة من أطوار التاريخ الوطني في الاتجاه العمودي عبر الزمان (وليس في الاتجاه الأفقي عبر  المكان) وتتمثل في كون الهُوِيَّة الوطنية الجزائرية أو المغاربية والعربية عموما هي بربرية عربية إسلامية، أو بابلية عربية إسلامية، أو سريانية عربية إسلامية، أو فرعونية عربية إسلامية، أو كنعانية عربية إسلامية... ولكنها في الاتجاه الأفقي في المكان الواحد هي عربية إسلامية فقط... أو بربرية إسلامية فقط أو فرنسية إسلامية فقط!؟ مثلما كانت طوال 132 سنة تحت الاحتلال الفرنسي بالنسبة للجزائر بالذات!؟

وأن أي طرح لهذه الهُوِيَّة الثلاثية المركبة والمرتبة على هذا النحو المغالط والمريب لا تكون نتيجته الحتمية إلا تمزيق الوطن الواحد والشعب الواحد، إلى أشتات لا حصر لها من الشعوب والهويات القومية والطائفية والعرقية الفرعية على أساس اختلاف اللهجات المحلية على المدى القريب والبعيد مثل الدول الأوروبية الغربية الحالية.

ونتحدى فرنسا صاحبة هذا التركيب والترتيب الثلاثي (العرقي واللساني المغلوط) والمرسم عندنا لتقسيم أرض الوطن الواحد أفقيًا إلى: (أرض عربية وأرض بربرية) وبشريًا إلى (شعب عربي وشعب بربري) نتحداها أن تطبق هذا التقسيم ذاته على أرضها بتقسيمها أفقيًا إلى (أرض غالية او ظلتية  وأرض فرنسية او رومانية) وعلى شعبها بتقسيمه أفقيًا إلى (غولوا أصليين ورومان أو فرنسييين وشمال إفريقيين مستوطنين لاحقين يقدرون بالملايين..) ونفس المثال ينطبق على كل الدول الغربية مثلها على أرضها وكامل شعبها من أبنائنا وأبنائها المستوطنين على أرضها من كل الأخلاط البشرية دون أي تمييز في حقوق المواطنة والجنسية أو اعتبار لاختلاف أصولهم العرقية واختلاف لغات أمهاتهم في أوطانهم الأصلية. ودين آبائهم وأجدادهم والمعتنقين منهم للمسيحية والإسلام وغيره من الأديان بالملايين.أيضا.. لأن الدين عندهم لله وحده أما الوطن الموحد بلسانه الوطني الفرنسي الواحد والجامع فهو للجميع وعلى الجميع في الوطن دون استثناء جهوي أو طبقي أو قبلي.

وعند الاختلاف يحسم الخلاف بين الأطراف بالاستفتاء العام والحكم للأغلبية الشعبية مثل الذي حدث في أمريكا حول اللغة الإنجليزية في عهد جورج واشنطن أو الذي حدث عندنا، في الجزائر سنة 1962 والذي تم بموجب نتائجه الساحقة (97 % لصالح الاستقلال) نتيجة اختلاف مقومات الهُوِيَّة بين الشعبين (الفرنسي المسيحي الجزائري العربي المسلم) وقد تم اعتراف فرنسا رسميًا باستقلال الجزائر بناء على هذا الأساس الهوياتي الثقافي الانتمائي الحضاري !؟ولولا تمسك شعبنا بهويته الموحدة بثوابتها المقدسة المعروفة (وطنا ودينا ولسانا) لأصبحت اليوم غرناطة فرنسية بصفة رسمية بناء على نص اتفاقيات إيفيان كما قال لي الرئيس بن يوسف بن خدة ـ رحمه الله ـ الذي فاوض فرنسا على توقيف القتال وتقرير المصير والاستقلال (انظر مقالنا في "عربي21" ليوم 9 أغسطس الماضي). والعروبة كما أثبتنا في عدة مقالات موثقة (هنا في "عربي21" وفي مؤلفاتنا المتعددة ذات الصلة) هي بالثقافة والرسالة وليس بخرافة النقاوة العرقية للسلالة لأن ديننا الحنيف الذي اعتنقناه بملكنا وقد تحررنا تحت رايته الجهادية كلنا قد علمنا "إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وليس أذكاكم أو أغناكم أو أكثركم جندا ونفرا وزيتونا وتمرا!؟ وعن نبي الإسلام الذي قال لنا بأنه "لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى".. وقال للمسلم في مسألة الزواج بالمسلمة من أي لسان أو مكان "فاظفر بذات الدين تربت يداك..." وقال أيضا: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".

وهذا هو العامل الأساسي في اختلاط الدماء وتماهي الأنساب والأرحام بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على مر التاريخ الإسلامي وحتى يومنا هذا وسيظل كذلك ما دامت أغلبية شعوبنا تدين بالإسلام عن صدق وإيمان !!

ولذلك أؤكد على مسؤوليتي العلمية أننا هنا في شمال أفريقيا كلنا عبارة عن خليط من مختلف الأعراق والألوان البشرية من كل القارات كما تثبت تحليلات الأحماض النووية في المخابر العلمية التي هي تحت تصرف كل المتشككين في انحدارهم من نفس واحدة في أصولها الآدمية لا يفصل بينها عندنا إلا الدين المكتسب.. (لكم دينكم ولي دين.) وأن الناس وإن ولدوا في أوطانهم وعائلاتهم مكرهين على الخروج إلى الحياة غير مخيرين فإنهم أصبحوا مسلمين بالاختيار وتصاهروا مع العرب المسلمين (كحالة الأدارسة في المغرب الأقصى) طواعية وتبركا دون إجبار كما قال الأستاذ الفضيل الورثلاني في كتابه (الجزائر الثائرة) ونحن نقره على ذلك وطنيا وعلميًا واجتماعيًا ودينيًا وسياسيًا.

ولذلك فإن ما يسمى (بالقومية البربرية) تغليطًا وتضليلًا أيديولوجيا للعامة من الناس هو غير القبائلية أو الشاوية أو الشلحية والتارقية والميزابية والسوسية والريفية وغيرها من اللهجات ذات الأصل البربري في العديد من البلاد العربية الحالية مشرقًا ومغربا... ولذلك قال أحد زعمائهم (المرتدين) في حديث موثق له بالصوت والصورة: لا توجد أمازيغية ولكن توجد قبائلية وغيرها مما ذكرنا من اللهجات مثل اللهجات اللاتينية التي أصبحت الآن لغات مستقلة بذاتها في أروبا الغربية (كالفرنسية والإيطالية والرومانية والإسبانية والبرتغالية والكتالانيية وغيرها...) ولذا قال هذا الشخص ذاته: (أنا قبائلي ولست جزائريًا ) لأن كلمة جزائري تعني بالضرورة أنه (عربي مسلم) حتى عند الفرنسيين أنفسهم لأن كل سكان شمال أفريقيا يعتبرون عربا مسلمين حتى ولو ظن بعضهم أنهم في الأصل وندالا ورومانا ونوميديين وبلغارا وأقباطا و فينيقيين وغيرهم...!!؟؟مثل الملايين الفرنسيين الحاليين من ذوي الأصول الأفريقية والشرق أوسطية والمتوسطية المقيمين على الأرض الفرنسية بقطع النظر عن أصولهم العرقية والقارية واللسانية والدينية كما اسلفنا!!

أؤكد على مسؤوليتي العلمية أننا هنا في شمال أفريقيا كلنا عبارة عن خليط من مختلف الأعراق والألوان البشرية من كل القارات كما تثبت تحليلات الأحماض النووية في المخابر العلمية التي هي تحت تصرف كل المتشككين في انحدارهم من نفس واحدة في أصولها الآدمية لا يفصل بينها عندنا إلا الدين المكتسب..مع العلم  أن نسبة الفرنسيين الحاليين الذين ينحدرون من الغولوا. (سكان فرنسا قبل الرومان على غرار البربر وغيرهم عندنا قبل الإسلام ) لا يتجاوزون 10 % من السكان الحاليين الذائبين في الثقافة واللغة الفرنسية الوطنية والرسمية الوحيدة هناك على كامل التراب الفرنسي رغم وجود أكثر من 10 لغات محلية وجهوية (مثل الغولوا عندهم فبل الرومان على غرار البربرية عندنا قبل الإسلام ) وليعلم الجميع أن عدد اللغات في العالم تقدر بحوالي 6700 منها فقط 150 ذات حروف وقواعد نَحْوِيّة يتقاسمها كل المتعلمين فوق الكرة الأرضية... ولذلك يقال بأن اللغات الشفهية مثل الحوت إذا خرجت من بحر الأمية تموت!؟

وإذا كان لكل حشد بشري لغة محلية بدائية (يتفاهم بها الأمويون فيما بينهم) الحق في المطالبة بإنشاء دولة مستقلة وعضوة في الأمم المتحدة فلماذا لا يتجاوز عدد الدول الأعضاء في المنظمة الدولية الآن أكثر من 194 دولة فقط تتقاسم 98 % منها 10 لغات حية تأتي العربية في المرتبة الرابعة بعد الإنجليزية والصينية والإسبانية وتأتي الفرنسية التاسعة قبل الألمانية...وكما قلنا بأن لغة الأم (الأمية) هي غير (اللغة الأم ) الوطنية والقومية..!!

فلغة ابن باديس والطاهر بن عاشور ومولود قاسم مع أمه الأمية ومولود معمري ومولود فرعون وكاتب ياسين وأبي القاسم سعد الله ومالك بن نبي ومالك حداد ومحمد عبد الكريم الخطابي ومحمد عزيز الحبابي وعبد الله العروي والجابري وعلال الفاسي والجنرال دوغول ذاته واتاطول فرانس وفولتير وشيكسبير وغيرهم هي غير لغاتهم الإبداعية والتأليفية الوطنية.. ولذلك قلت بأنني سأعمل دون عقدة أو حرج من أجل أن تبقى لهجتي المحلية خادمة للغتي الوطنية مثل لغة الجنرال دوغول الفرنسية التي تبناها أجداده بعد اعتناق المسيحية كما يقول في كتابه (الأمل ص 49 من الطبعة العربية بيروت 1968) وذلك تمامًا مثل أجدادنا المؤمنين الصادقين في إسلامهم بقطع النظر عن اختلاف اعراقهم وأنسابهم من الذين تبنوا لغة البيان القرآني مع الدين الإسلامي بعد الفتح ... وهي اللغة التي حاربها عندنا الجنرال ليوطي والجنرال دوغول مثل أجداده طوال حياته وفرض علينا بدلها لغة صليبه الروماني بالدعوة التبشيرية المرنة والقوة العسكرية الخشنة...!!

ولذلك أتمسك بلغتي الوطنية مثل تمسكه هو بلغته الوطنية والرسمية (وليست لغة أمه الأمية)، وأحافظ على لهجتي المحلية ولغة أمي الأمية في قريتي الصغيرة لتبقى جزءا من وطني وأمتي الكبيرة دون أي تناقض بين القرية واللهجة ولغة الوطن والأمة...وإذا فرضت عليّ مخططات الأعداء أن اختار بين لهجتي المحلية ولغتي الوطنية أو بين قريتي ووحدة وطني وأمتي، فإنني لا أتردد لحظة في أن أضحي بلهجتي المحلية، من أجل لغتي الوطنية وأضحي بقريتي من أجل وطني وأمتي..!!!لأن زوال اللهجة لا يضر بقاء وحدة اللغة  كما أن زوال القرية لا يضر بقاء وحدة الوطن والأمة، ولكن زوال اللغة الوطنية الجامعة وزوال وحدة الوطن والأمة لا تبقى معه أية لهجة أو قرية قائمة في الوجود ضمن الحدود المعلمة والمرسمة.؟! وهذا ما يريده الأعداء السابقون واللاحقون المراهنون هنا وهناك على "مسمار" الجنرال دوغول الذي غرسه في أرضنا وصانه بحركاه الذين تركهم لتحقيق مرماه في الاستحلال بعد أن عجز عن تحقيقه في الاحتلال (انظر مقالنا في "عربي21" ليوم 10 يوليو 2023) والدليل على ذلك أنه طلب ترجمة فورية لخطابه من الفرنسية الى العربية (وليس إلى القبائلية ) عندما خاطب الجماهير الشعبية المحلية أثناء زيارته الرسمية الأخيرة لمدينة تيزي وزو سنة 1961 اعترافًا منه بأن العربية هي لغة الشعب الجزائري الوحيدة الجامعة لمعظم أفراده (الأميين والمتعلمين..) على حد سواء وعلى امتداد كل تاريخ الدول الوطنية المتعاقبة على الجزائر المسلمة العربية من الفتح الإسلامي إلى غزو جيوشه الفرنسية سنة 1830 !؟

ولولا ثوابت تلك الهُوِيَّة الوطنية المتميزة (لسانا ودينا ووجدانا ) كما حددها بيان الشهداء المذكور أعلاه ما كانت الثورة الجهادية لتقوم أصلا فضلا عن أن تنجح لو كان عندنا يومها شعبان مختلفان في تصور الهُوِيَّة والتلفظ بالتحية بين أبناء الشعب الواحد: (هذا يقول أزول بالبربرية... والآخر يتشهد ويلقي السلام  بالعربية)، وهنا تكمن القضية الجوهرية في وحدة الهُوِيَّة الوطنية التي أخرجت الاحتلال من الباب وفي نفسه الشيئ الكثير من الحقد الدفين عليها لأنها بالنسبة له مسألة انتقام واستحلال ووجود وليست مسألة جنسية  وحدود!!؟؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الهوية الجزائرية تاريخ الجزائر تاريخ هوية مكونات سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عربیة إسلامیة ة الوطنیة أکثر من اله و ی

إقرأ أيضاً:

في لقاء مع اليونيفيل... أمهات القرى الحدودية يطالبن بحق العودة وإعمار المنازل

طالبت أمهات القرى الحدودية التي دمرت منازلهن ابان العدوان الأخير على الجنوب، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها الجنرال ديواتو أبنيارا خلال لقائهن في صور، بمناسبة توزيع اليونيفيل مساعدات على القرى الجنوبية وجمعياتها، "الامم المتحدة القيام بمساع حثيثة وحقيقية من اجل العودة إلى منازلهن لاعادة بنائها من جديد بعد ان هدمتها آلة الحرب العدوانية الاسرائيلية على الجنوب".

ولفتن الى أن "حلم المرأة الجنوبية عودتها إلى بيتها وأرضها بعد ان أبعدت قسرا عنه بفعل العدوان الاسرائيلي على الجنوب"، وأكدن "الحاجة اليوم إلى إبعاد العدو عن حدودنا، لنعيش بأمن وسلام ونعود لارضنا، فحلم المرأة الجنوبية أن تعود إلى بيتها وأرضها وأن تبقى بوطنها. منذ سنتين هجرنا من ارضنا ومنازلنا فقتل أطفالنا ورجالنا وهدمت بيوتنا وخرقت أرزاقنا، حتى شجر الزيتون اقتلعت من جذورها وسرقت وايضا لا نستطيع زيارة امواتنا في قرانا. لذلك نتمنى عليكم ان تساعدونا من اجل عودتنا إلى ديارنا وانتم كقوة حفظ للسلام عليكم مسؤولية تجاه ذلك وبالتالي السعي لعودتنا لارضنا، آملين من حضرتكم أن توصلوا دعوتنا ورسالتنا إلى الامم المتحدة من اجل العودة مع عائلاتنا واطفالنا إلى قرانا التي دمرها العدو الاسرائيلي".


من جهته، قال قائد اليونيفيل: "أقدر وجودكن ومعاناتكن، والمهم ان نعمل سويا ونتشارك بما لدينا. نحن مستمرون بتقديم المساعدات، والاهم بالنسبة الي هو ما احلم به لكن ولأبنائكن بأن أرى البسمة على وجوهكن. يجب ان نؤمن بالمستقبل اليوم وفي كل يوم وفي اي وقت، الحلم يمكن ان يبقى حلما ولكن نريد تحقيق هذا الحلم وجعله حقيقة ممكنة".

اضاف: "أقدر وجودكن واشعر بأنني بين عائلتي، وأتمنى الأفضل لكن ولعائلتكن، وأعترف هنا بأن النساء هن المستقبل والمرأة مدرسة".

وختم: "نحن مؤمنون بأن المستقبل أمامكن وان حلمكن سيتحقق. النساء هن المستقبل والأساس في هذه الحياة". (الوكالة الوطنية)
  مواضيع ذات صلة إعتداءات اسرائيلية متواصلة لمنع عودة الحياة إلى القرى الحدودية Lebanon 24 إعتداءات اسرائيلية متواصلة لمنع عودة الحياة إلى القرى الحدودية 31/07/2025 16:14:34 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 جنبلاط ناقش مطالب القرى والخدمات مع وفود شعبية في قصر المختارة Lebanon 24 جنبلاط ناقش مطالب القرى والخدمات مع وفود شعبية في قصر المختارة 31/07/2025 16:14:34 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 هاشم: لإعادة إعمار المناطق الجنوبية الحدودية بأسرع وقت Lebanon 24 هاشم: لإعادة إعمار المناطق الجنوبية الحدودية بأسرع وقت 31/07/2025 16:14:34 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 وسائل إعلام سورية: الجيش الإسرائيلي يتوغل في قرية القحطانية في ريف القنيطرة وينتشر بين المنازل Lebanon 24 وسائل إعلام سورية: الجيش الإسرائيلي يتوغل في قرية القحطانية في ريف القنيطرة وينتشر بين المنازل 31/07/2025 16:14:34 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً ارتفاع كبير في أسعار "الحامض" في لبنان.. ما السبب؟ Lebanon 24 ارتفاع كبير في أسعار "الحامض" في لبنان.. ما السبب؟ 14:30 | 2025-07-31 31/07/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شحادة شارك في فعالية "تيك توك" في مدينة بيروت الرقمية Lebanon 24 شحادة شارك في فعالية "تيك توك" في مدينة بيروت الرقمية 16:04 | 2025-07-31 31/07/2025 04:04:06 Lebanon 24 Lebanon 24 إشكال فردي تطور إلى إطلاق نار .. ماذا حصل في طرابلس؟ Lebanon 24 إشكال فردي تطور إلى إطلاق نار .. ماذا حصل في طرابلس؟ 16:03 | 2025-07-31 31/07/2025 04:03:40 Lebanon 24 Lebanon 24 يرجّح أنه مفتعل.. حريق كبير في طرابلس Lebanon 24 يرجّح أنه مفتعل.. حريق كبير في طرابلس 16:00 | 2025-07-31 31/07/2025 04:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 في صور.. إطلاق نار على دورية من الجمارك والجيش يتدخل Lebanon 24 في صور.. إطلاق نار على دورية من الجمارك والجيش يتدخل 15:53 | 2025-07-31 31/07/2025 03:53:23 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: "خلصِت التمثيلية" Lebanon 24 بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: "خلصِت التمثيلية" 08:29 | 2025-07-31 31/07/2025 08:29:18 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور.. هذا ما حصل داخل الضاحية Lebanon 24 بالصور.. هذا ما حصل داخل الضاحية 18:23 | 2025-07-30 30/07/2025 06:23:58 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات.. "سوق سوداء" جديدة في لبنان! Lebanon 24 معلومات.. "سوق سوداء" جديدة في لبنان! 21:39 | 2025-07-30 30/07/2025 09:39:29 Lebanon 24 Lebanon 24 عن القيادي في "الحزب" فؤاد شكر.. ماذا قال أدرعي؟ Lebanon 24 عن القيادي في "الحزب" فؤاد شكر.. ماذا قال أدرعي؟ 22:54 | 2025-07-30 30/07/2025 10:54:31 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا قرّر "حزب الله" مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف Lebanon 24 ماذا قرّر "حزب الله" مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف 23:44 | 2025-07-30 30/07/2025 11:44:31 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 14:30 | 2025-07-31 ارتفاع كبير في أسعار "الحامض" في لبنان.. ما السبب؟ 16:04 | 2025-07-31 شحادة شارك في فعالية "تيك توك" في مدينة بيروت الرقمية 16:03 | 2025-07-31 إشكال فردي تطور إلى إطلاق نار .. ماذا حصل في طرابلس؟ 16:00 | 2025-07-31 يرجّح أنه مفتعل.. حريق كبير في طرابلس 15:53 | 2025-07-31 في صور.. إطلاق نار على دورية من الجمارك والجيش يتدخل 15:44 | 2025-07-31 أحمد الحريري يعايد الجيش: الرئيس عون تحدث بلسان "الشراكة الوطنية" فيديو انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) Lebanon 24 انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) 09:31 | 2025-07-30 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) 08:32 | 2025-07-30 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 31/07/2025 16:14:34 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • في لقاء مع اليونيفيل... أمهات القرى الحدودية يطالبن بحق العودة وإعمار المنازل
  • تحركات لافتة لليونيفيل جنوباً.. ماذا حصل في بعض القرى؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • بقدرة 50 كجم في الساعة.. إطلاق أول آلة لتقشير البُن تناسب القرى الزراعية
  • سموتريتش: القرى المدمرة في جنوب لبنان لن يعاد بناؤها
  • جامعة أم القرى تعتمد نظام الفصلين الدراسيين للعام الجامعي 1447هـ
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • شيخة النويس تكشف عن مبادرة «القرى الموسيقية عبر القارات»
  • المخابر البيطرية الحكومية.. خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا
  • المخابر البيطرية الحكومية خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا