تعدّ الحدود غير المرئية التي يضعها الأفراد حول انفسهم، أسقفاً زجاجية من شأنها المنع من تحقيق نتائج الجهود الكاملة، وتختلف أسباب ظهور هذه القيود من شخص لآخر،لكنها غالبًا ما تتعلق بالمشاعر المرتبطة بالمواقف الفاشلة والمحبطة، حيث تبدأ بذور عدم الكفاءة، والتقدير الذاتي المنخفض، أو الخوف من الفشل في النشوء.
تتعدّد العوامل التي تساهم في تشّكيل هذا السقف النفسي، و تعدّ التجارب الشخصية مثل التعرُّض للإهانة أو التمييز، مربط المشكلة، لأن التجارب غير الناجحة قد تؤدي إلى تطوير مشاعر الشك في الذات، في ظل غياب الدعم النفسي، الذي يحدّ من نمو المشاعر السلبية لدى الفرد.
هذه القيود النفسية، تؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على المستوى الشخصي، وقد يشعر الأفراد بالاستسلام، وهذا ما يؤثرعلى صحتهم النفسية، ورضاهم عن أنفسهم، وحتى على المستوى المهني، قد يفوِّتون فرص التقدم، ممّا يؤثر على التنوع والابتكار داخل محيط العمل، كما يمكن أن تؤدي هذه المشاعر، إلى تدنّي الإنتاجية والإبداع.
تعتبر خطوات التغلُّب على هذا السقف، مهمة لتحقيق النجاح. أولاً: يجب على الأفراد العمل على تعزيز تقديرهم الذاتي من خلال تحديد نقاط قوتهم، والاحتفال بالإنجازات، مهما كانت صغيرة. ثانياً: من الضروري بناء شبكة من الدعم تشمل الدعم الذاتي، ودعم المحيطين، والذين بدورهم، تقديم التشجيع والمساعدة في التغلُّب على العقبات.
إن السقف الزجاجي النفسي يُعدّ من العوائق التي يجب العمل على كسرها لتحقيق إمكانات الأفراد والمجتمعات.
من خلال الفهم، والوعي، والدعم، يمكن للأفراد أن يتجاوزوا هذه الحدود غير المرئية، ويحقِّقوا النجاح الذي يستحقونه.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ظاهرة بيئية تؤدي لكوارث عالمية.. ماذا يحدث فى القارة القطبية؟
كشفت دراسة علمية حديثة أن حركة المد والجزر في المحيطات تلعب دوراً محورياً في تسريع وتيرة انفصال الجبال الجليدية عن القارة القطبية الجنوبية، ما يتيح إمكانية التنبؤ بهذه الظاهرة البيئية الهامة، التي تعد من العوامل المؤثرة في ارتفاع مستويات سطح البحر عالميا.
ورغم أن توقيت انهيار الجروف الجليدية كان بعد سابقا من الأحداث العشوائية وغير القابلة للتنبؤ، فإن الباحث أوليفر مارش من هيئة المسح البريطانية في القطب الجنوبي، أكد أن انفصال جبل جليدي ضخم عن جرف برانت الجليدي في عام 2023 لم يكن مفاجئاً بالنسبة له، بل توقع حدوثه خلال أسابيع أو أشهر، وهو ما تحقق فعلاً خلال ذروة المد الربيعي، حين تبلغ ظاهرة المد والجزر أقصى قوتها.
الجبل الجليدي المعروف باسم "A81"، والذي يفوق حجمه 15 مرة مساحة العاصمة الفرنسية باريس، انفصل بفعل تراكب عدة عوامل طبيعية، منها المد العالي، والرياح العاتية، بالإضافة إلى التوترات الداخلية في الجرف الجليدي، وفق ما أوضحته الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications.
وأظهرت النتائج أن المياه تسربت إلى مناطق واسعة كانت مغطاة سابقاً بالجليد، مما أدى إلى تفكك الجبل الجليدي الذي يواصل انجرافه حالياً باتجاه بحر ويديل، شرق شبه جزيرة أنتاركتيكا. ويحتمل أن يقترب من جزيرة جورجيا الجنوبية، التي تشكل موطناً مهماً لتكاثر طيور البطريق والفقمات.
الجبل الجليدي الأكبر في العالموسبق أن مر الجبل الجليدي الأكبر في العالم "A23a" قرب الجزيرة نفسها في وقت سابق من هذا العام، لكنه بات الآن في مواجهة مباشرة مع أمواج المحيط الجنوبي، مما يشير إلى أن تفككه بات وشيكاً، بحسب ما ذكره مارش.
ورغم أن انفصال الجليد يعد عملية طبيعية تسهم في موازنة الكميات الهائلة من الثلوج التي تهطل على القارة المتجمدة، إلا أن وتيرة فقدان الجليد أصبحت مقلقة، إذ تخسر أنتاركتيكا جليدها بطريقتين رئيسيتين: إما عبر الذوبان الناتج عن ارتفاع حرارة المحيطات بسبب التغير المناخي، أو من خلال الانهيارات الجليدية، والتي يصعب حتى الآن تحديد مدى تسارعها.
ويعد جبل "A81" ثاني أكبر جبل جليدي ينفصل عن جرف برانت منذ عام 2021، من بين ثلاث كتل جليدية ضخمة على الأقل.
ويقول مارش: "نتوقع أن نشهد انفصالاً جليدياً ضخماً جديداً في هذه المنطقة"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن التنبؤ بتوقيت هذه الأحداث يظل مهمة معقدة، رغم التطور العلمي الحاصل في هذا المجال.