يمانيون – متابعات
يضع صورة السيد حسن نصر الله خلفية لشاشة تلفونه الشخصي منذ عام 2006، وكلما حصل على تلفون حديث، حرص بأن يكون تثبيت الصورة في الواجهة أول تحديث يقوم به.

يصف الثلاثيني فايز الجبري الذي يعمل سائق أجرة السيد حسن بأنه أيقونة النصر التي نسفت أسطورة “الجيش” الإسرائيلي، بعد عقود من الترويج لهذا “الجيش”، وترسيخ صورته في أذهان الناس بأنه “الجيش الذي لا يقهر”.

وقال في حديث لـلميادين نت: “لقد منحنا السيد الشهيد حسن نصر الله أول بارقة أمل بأن الانتصار والتغلب على العدو الإسرائيلي ممكناً، وأثبت لنا ذلك في حرب تموز 2006، عندما انتصر رجاله الأبطال على قوات الكيان الإسرائيلي، رغم الفارق الكبير في التسليح والإمكانيات العسكرية”.

ويرى الجبري أنه “من الطبيعي أن نجد الحزن يكسو ملامح الناس لاستشهاد السيد حسن نصر الله في حرب تدور بين الحق والباطل”، مشيراً إلى أن “القضية الفلسطينية فقدت باستشهاده واحداً من أهم وأصدق القادة الذين سخّروا حياتهم في مواجهة الكيان المحتل لأراضينا المقدسة”، لكنه أكد أن “الشعب اليمني سيظل وفياً لنهج السيد حسن في نصرة الإخوة في فلسطين وفي لبنان أيضاً، بعد أن أصبحت لبنان في خط المواجهة الأول مع العدو مثلها مثل فلسطين”.

بين غزة والضاحية
حين تتحدث إلى رجل الشارع في اليمن تجد في حديثهم إيماناً مطلقاً بأنهم معنيون في مساندة أي بلد عربي يقف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أو يتعرض لعدوان من قبل هذا الكيان.

وفي هذا السياق، يقول أيوب العبسي: “كانت قلوبنا تتجه صوب غزة وأرواحنا تتوق للوقوف بتلك الأرض العربية نصرة لأنفسنا ولأبناء غزة، واليوم تتحرق قلوبنا شوقاً للوقوف في الضاحية الجنوبية لننال شرف الدفاع عن العقيدة والدين والأرض والشرف”.

يعمل العبسي بائعاً في بقالة منطقة المطار شمال صنعاء، وطبيعة عمله جعلته أكثر احتكاكاً بالناس ومعرفة بأوضاعهم الاقتصادية، وحول هذا الجزئية يقول في تصريح للميادين نت: “برغم الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه معظم اليمنيين نتيجة سنوات العدوان على اليمن، إلا أنني أجد قضية فلسطين، والآن لبنان، هي القضية المحورية التي تدور عنها أحاديثهم وتشغل تفكيرهم”.

ووفقاً للعبسي، يرى الناس هنا أن غزة والضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم، هما أقدس بقاع الأرض، حيث يقف الحق واضحاً وجلياً ووحيداً، في مواجهة الباطل المسنود بكل دول الاستكبار العالمي.

ويقول: “مع الكيان الإسرائيلي، الأمر لا يخضع لأي معايير أو حسابات، فهذا هو العدو الأزلي للعرب والمسلمين، ولا يمكن أن يظلّ أيّ عربي حرّ موارباً في موقفه”.

ويتوقع مراقبون أن الحشد الأسبوعي الذي تشهده جميع المحافظات اليمنية الخاضعة لسلطة الحكومة في صنعاء لمساندة أهالي قطاع غزة، سيستمر أكثر زخماً وإقبالاً بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.

وساهم استهداف السيد حسن نصر الله من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقبله كوكبة من قيادة المقاومة في حزب الله، في تأجيج مشاعر المجتمع اليمني بشكل كبير، خاصة والسيد نصر الله يمثل للكثيرين رمزاً للمقاومة العربية والإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

أنهى زمن الخنوع
يتذكر المهندس ناصر الجمالي المرة الأولى التي تعرّف فيها إلى صورة السيد حسن نصر الله، وذلك عام 2006، أثناء الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول في حديثه لـلميادين نت: “أتذكّر كيف كنا ننتظر خطاباته بشوق وحماس، لقد منحنا الأمل في التغلّب على الكيان الإسرائيلي، ومعه انتهى زمن الخنوع بعد أن رسّخ ثقافة المقاومة ورفض الظلم في جيل كامل”.

ووصف الجمالي حياة السيد حسن بأنها كانت كلها دروساً وعبر لمن أراد أن يفهم ويتعلم ثقافة المقاومة في سبيل الحق والعيش الكريم، وأضاف: “مما قاله السيد حسن في ظهوره الأخير: مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة ولا عن أهل غزة ولا عن فلسطين ولا عن مقدسات فلسطين، وهذه أشبه بالوصية للأحرار في العالم وليس في الوطن العربي والإسلامي فقط”.

أحزان الرجال
تلمح مظاهر الحزن لاستشهاد السيد حسن نصر الله عند معظم أبناء اليمن من خلال ملامحهم ودعواتهم المتواصلة بالرحمة للشهداء والنصر للمقاتلين، وإبداء الرغبة في المشاركة بالحرب ضد الكيان إلى جوار المقاومة في غزة ولبنان.

وفي هذا السياق، يقول سمير الدعوس: “كلما دخلتُ وسائل التواصل الاجتماعي وحتى المجموعات في واتسآب أجد صور السيد نصر الله ومقولاته تمتلئ الصفحات، وهذا لا يعكس مكانة السيد حسن في قلوب الناس فقط، بل حجم التأثير الذي أحدثه على مستوى الفرد والمجتمع”.

الدعوس الذي يعمل محاسباً في إحدى شركات الصرافة، يرى أن ثقافة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي تحولت على يدي السيد نصر الله من مجرد كلام يتردد باستعطاف إلى أفعال على أرض الواقع تتسم بالقوة والمجابهة والتضحية، وهذا ما سيظل راسخاً في أذهان الشعوب، وفق قوله.

وفي سياق متصل، نشر الناشط فارس الشهابي صورة للسيد نصر الله أثناء شبابه وإلى جواره سلاحه وكتب في حسابه عبر منصة اكس: “هذا الشاب حارب إسرائيل طوال عمره، طردها من بلاده عام 2000، وحرر أسراه من سجونها وهزمها مرة ثانية عام 2006، وقدم ابنه شهيداً، ونصر فلسطين والقدس وغزة، وقصف إسرائيل ووضع شعبها في الملاجئ، وارتقى كما أراد شهيداً”.

وختم تغريدته بالمقولة: “المقاومة فكرة والفكرة لا تموت”.
——————————————————–
الميادين نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی السید حسن نصر الله

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي

أكد نعيم قاسم في كلمته: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع العالم كلّه، ولو قُتلنا جميعًا". اعلان

أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي قُتل بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، أن سلاح الحزب "شأن داخلي لبناني"، مشدّدًا على أن "هذا السلاح ليس وسيلة تهديد، بل جزء من استراتيجية الدفاع الوطني التي تُصان بها سيادة لبنان واستقلاله".

وأضاف قاسم أن "إسرائيل واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، بهدف الضغط على حزب الله وإجباره على التخلي عن سلاحه"، معتبرًا أن أي مطالبة بتسليمه "تخدم المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة".

وأكد أن "سلاح حزب الله ليس ضد اللبنانيين، ولا يستخدم داخل الأراضي اللبنانية أبدًا"، مشيرًا إلى أن وجوده يُعدّ "ردعًا استراتيجيًا ضد التهديدات الخارجية"، لا سيما بعد ما وصفه بـ"التوسع الإسرائيلي المتواصل في الجنوب اللبناني"، والذي يشبه ما يحدث في سوريا حسب قوله.

وقال إن "الكيان الإسرائيلي لا يهتم بأمن مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل، بل يسعى إلى توسيع نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان، وإثارة فتنة داخلية لخدمة مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد"، وفق تعبيره.

وأشار قاسم إلى أن لبنان، بكل طوائفه، يواجه اليوم "خطرًا وجوديًا حقيقيًا" من قبل "إسرائيل، والولايات المتحدة، والجماعات التكفيرية".

وأردف: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعًا، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".

وأوضح أن حزب الله "ليس ضعيفًا"، مؤكّدًا على حضوره السياسي والشعبي "القوي" داخل المجتمع اللبناني، وقال: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة عن الأمن، لم نعد نتحمل وحدنا مسؤولية التصدي للعدوان، لكننا لن نستسلم لأي محاولة لفرض تسوية تُنهي وجودنا السياسي أو العسكري".

Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثاتالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاق

على صعيد الملف الأمني، تستمر إسرائيل في تنفيذ غارات جوية في مناطق لبنانية متعددة، خاصة في الجنوب، حيث تدّعي توجيهها ضد "عناصر مسلحة مرتبطَة بحزب الله أو مواقع له". وتؤكد تل أبيب أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد يُشكل خطراً عليها"، مطالبة بوقف "إعادة ترميم القدرات العسكرية" للجماعة.

وفي المقابل، أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة تُكثف ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار وزاري رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات حول وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.

وأوضح التقرير أن المبعوث الأمريكي توم باراك لن يُرسل إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، إلا إذا تمّ التزام حكومة بيروت بخطوة واضحة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تُصرّ على إجراء تصويت سريع في مجلس الوزراء على القرار.

خارطة طريق أمريكية مقابل تمسك حزب الله بالسلاح

تجري محادثات بين بيروت وواشنطن منذ نحو ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية تنصّ على نزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها الجوية وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.

وبحسب المصادر، فإن الاقتراح الأصلي يتضمّن شرطًا مركزيًا يتمثل في إصدار قرار وزاري لبناني يتعهد بنزع السلاح، وهو ما رفضه حزب الله علنًا، لكنه قد يدرس إمكانية تقليص الترسانة العسكرية بشكل محدود.

وقد طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها الجوية كخطوة أولى، قبل المضي في أي عملية تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم.

لكن التقارير أفادت بأن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على بيروت، وبدء إجراءات رسمية لتقييد الدعم السياسي والعسكري حتى تُتخذ خطوات ملموسة.

بعد زيارة إلى بيروت، كتب المبعوث الأمريكي توم براك منشورًا على موقع "إكس"، قال فيه: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن، حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".

ووفي السياق، دعا رئيس الوزراء نواف سلام الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، إضافة الى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • حل الدولتين حلم ملوث بالأوهام
  • أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
  • الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
  • قاسم: سلاح المقاومة شأن لبناني لا علاقة للعدو (الإسرائيلي) به
  • المهمة أُنجِزت: فلسطين تولد من جديد!
  • مشهد مؤثر من التاريخ: الملك فهد في زيارة إنسانية تلامس قلوب المرضى .. فيديو
  • قماطي خلال افتتاح النصب التذكاري لفؤاد شكر: أعداء المقاومة يضعون كل ثقلهم لأجل استسلامها
  • نائب وزير الخارجية التركي: تمكين دولة فلسطين يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي