أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، ضم الفرقة العسكرية 146 إلى الفرق التي تحاول التوغل البري في جنوب لبنان، في حين كشف تحليل أجرته الجزيرة لصور أقمار صناعية محاور التوغل الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 146 انخرطت أمس في عملية برية محددة في القطاع الغربي لجنوب لبنان وتضم تحت قيادتها اللواء 2 واللواء 205.

وأضاف أنها ستعمل ضد ما سماها أهدافا وبنى تحتية لحزب الله، وذلك بعد عام كانت تقوم فيه الفرقة بأنشطة دفاعية في القطاع الغربي للحدود مع لبنان.

وتعد الفرقة 146 فرقة الاحتياط الأولى التي تنخرط في القتال في جنوب لبنان في إطار عملية "سهام الشمال" التي بدأها الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ليلة أمس عن وضع بلدات إسرائيلية عدة في الجليل الغربي ضمن المناطق العسكرية المغلقة، وذلك استعدادا لتوسيع عمليته العسكرية في لبنان.

وبانخراط الفرقة 146 يصبح عدد الفرق العاملة في جنوب لبنان أربع فرق هي الفرق 98 و36 و91، وأخيرا الفرقة 146.

ومنذ بدء عمليته البرية في جنوب لبنان قبل أكثر من أسبوع يدفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من القوات رغم ادعائه أن العملية ستكون "محدودة وقصيرة".

ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عدد عسكرييه المشاركين في محاولات التوغل البري جنوب لبنان، لكن تقديرات تشير إلى أنه لا يقل عن 40 ألفا على اعتبار أن الفرقة الواحدة بالتعريف العسكري تضم 10 آلاف عسكري على الأقل.

محاور التوغل الإسرائيلي

من ناحية أخرى، كشفت الجزيرة في تحليل لصور أقمار صناعية تم التقاطها بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين أول الجاري عن محاور التوغل العسكري في خمس قرى جنوب لبنان.

وأعدت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري التابعة للجزيرة خريطة توضح مناطق توغل الآليات من خلال محوري هجوم، الأول باتجاه قرية مرجعيون والآخر باتجاه قرية بنت جبيل.

ففي محور مرجعيون توغلت آليات الجيش الإسرائيلي في قرى عمرة وكفر كيلا وعديسة مرجعيون.

وفي محور بنت جبيل توغلت في قريتي مارون الراس ويارون.

ويعد هذا المحور هو المحور الأكبر لتوغل آليات الجيش الإسرائيلي.

وتظهر الخرائط المناطق العسكرية المغلقة التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي شمال إسرائيل في 30 سبتمبر/أيلول الماضي و6 أكتوبر/تشرين أول الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الجیش الإسرائیلی فی جنوب لبنان محاور التوغل الفرقة 146

إقرأ أيضاً:

موجة جديدة من الانقلابات العسكرية بأفريقيا تحت مجهر مؤتمر الجزيرة للدراسات

الدوحة- في ظل مشهد أفريقي يتقاطع فيه تصاعد الانقلابات العسكرية مع تراجع المسارات الديمقراطية وتنامي التهديدات الأمنية، عقد مركز الجزيرة للدراسات اليوم السبت جلسة نقاشية بعنوان "الحكومات العسكرية والتهديدات الأمنية وتنافس الإستراتيجيات الإقليمية"، ضمن مؤتمر "أفريقيا وتحديات الأمن والسيادة في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة"، الذي انطلقت أعماله صباح اليوم السبت وتستمر يومين.

وحذر الباحثون والأكاديميون المشاركون في الجلسة من أن القارة الأفريقية تشهد منذ عام 2020 موجة جديدة من الانقلابات التي تتميز بالقبول الشعبي المتزايد، مدفوعة بالفساد والتلاعب بالدساتير وفشل الحكومات المدنية في إدارة الأزمات، إضافة إلى ما أسموه "البيئة التمكينية" المتمثلة في عدوى الانقلابات والمشاعر المناهضة للقوى الأجنبية، لا سيما فرنسا.

كما رأوا أن الديمقراطية الأفريقية لم تتجذر رغم التعددية الشكلية، بسبب تحكم الأنظمة في المسار الانتخابي واستفحال الفساد والاضطرابات الأمنية، محذرين من أن استمرار هذه الأوضاع قد يبدد فرص استثمار التنافس الدولي على موارد القارة في تحقيق نهضة اقتصادية وتنموية.

وبحث المتحدثون في الجلسة أيضا أنماط الجماعات المسلحة في أفريقيا، من الجهادية والانفصالية إلى الإثنية وعصابات الجريمة المنظمة، وأهمية المزج بين المقاربات الأمنية والتنموية وربطها بالسياقات المحلية لضمان الفاعلية.

الكاتب والإعلامي الموريتاني محفوظ السالك شارك في جلسات مؤتمر أفريقيا وتحديات الأمن والسيادة عبر منصة "زووم" (الجزيرة)موجة جديدة من الانقلابات العسكرية

وتطرح الموجة الأخيرة من الانقلابات العسكرية في أفريقيا سؤالا عميقا حول أسباب تكرارها واتساع رقعتها، لا سيما في غرب القارة ومنطقة الساحل، وسط قبول شعبي ملحوظ في بعض الدول، مما يميزها عن الموجات السابقة.

إعلان

ولذلك يوضح الباحث النيجيري حكيم ألادي نجم الدين أن العوامل المفسرة لهذه الظاهرة تنقسم إلى 3 مجموعات:

عوامل أساسية محلية تشمل الفساد والمحسوبية، والتلاعب بالدساتير، وتمديد الفترات الرئاسية، وضعف الأداء الاقتصادي، وغياب استقلالية المؤسسات التشريعية والقضائية. عوامل محفِّزة مثل انعدام الأمن، وهشاشة الدولة، والتاريخ الطويل للحكم العسكري، إلى جانب استياء المواطنين من فشل الحكومات المدنية في تقديم الخدمات. بيئة تمكينية تتمثل في تأثير "عدوى الانقلابات"، وتنامي المشاعر المناهضة لفرنسا، وانهيار الشراكات الأمنية التقليدية، وفشل العقوبات الإقليمية في ردع من يعبث بالدساتير أو ينقلب على الشرعية.

وأشار نجم الدين إلى وجود منظورين رئيسيين لتحليل هذه الظاهرة:

الأول يرى الانقلابات انعكاسا لـ"أزمة الدولة". الثاني يعتبرها شكلا من "السيادة الجديدة" في مواجهة الهيمنة الخارجية. الباحث النيجيري حكيم ألادي نجم الدين ناقش في ورقته مستقبل الديمقراطيات في أفريقيا (الجزيرة)الديمقراطية بين الانفتاح السياسي وإجهاض التجربة

ويكشف واقع الديمقراطية في أفريقيا عن فجوة بين الشكل التعددي وصورة الانتخابات، وبين المضمون والمؤسسية الحقيقية، حيث لم تثمر موجة الانفتاح السياسي منذ التسعينيات عن ديمقراطية راسخة في معظم بلدان القارة.

وهذا ما استعرضه الإعلامي الموريتاني محفوظ السالك في ورقته التي قدمها تحت عنوان "مستقبل الديمقراطيات في أفريقيا"، موضحا أن كثيرا من الدول انتقلت من حقبة الحزب الواحد إلى التعددية، لكن الأنظمة الحاكمة ظلت تتحكم في المسار الانتخابي، مما أدى إلى إبقاء رؤساء في السلطة عقودا طويلة.

كما أشار السالك إلى أن الانقلابات العسكرية، واستشراء الفساد، وضعف الحوكمة، وانتشار الإرهاب والنزاعات المسلحة، كلها عوامل قوّضت المسار الديمقراطي. موضحا أن أفريقيا تخسر سنويا ما لا يقل عن 120 مليار دولار بسبب الفساد، وأن نحو نصف النزاعات المسلحة في العالم العام الماضي وقعت في القارة.

وأكد الإعلامي الموريتاني أن القارة تمتلك فرصا إذا أحسنت استثمارها يمكنها منافسة القوى الدولية عليها، عبر تنويع الشركاء واستغلال مواردها، شريطة وجود مؤسسات قوية، وأن تتصف بالشفافية، وتكون هناك سيادة حقيقية على المقدرات.

الأكاديمي المغربي إسماعيل حمودي قال إن المقاربات الأمنية تحقق مكاسب مؤقتة لكنها تتجاهل جذور الصراع (الجزيرة)مكافحة الجماعات المسلحة

وتتوزع الجماعات المسلحة في أفريقيا على أنماط مختلفة، مما يجعل إستراتيجيات مكافحتها معقدة ومتعددة الأبعاد، تتراوح بين الحلول الأمنية البحتة والمقاربات التنموية الشاملة، حسب ما شرحه أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد عبد الله في المغرب إسماعيل حمودي، في ورقة بعنوان "إستراتيجيات مكافحة الجماعات المسلحة".

حيث صنّف حمودي هذه الجماعات إلى 4 أنماط: جهادية، وانفصالية، وإثنية، وجماعات الجريمة المنظمة. موضحا أن المقاربات الأمنية تعتمد على العمليات العسكرية، والتدخلات الدولية، وبرامج نزع السلاح ومكافحة التمويل.

وأضاف الأكاديمي المغربي أن هذ المقاربات غالبا ما تحقق مكاسب مؤقتة وتتجاهل جذور الصراع، بل قد تؤدي الانتهاكات الأمنية إلى إطالة أمد الأزمة.

إعلان

وفي ما يتعلق بالمقاربات التنموية، فقد قال حمودي إنها تركز على الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية، وتفعيل آليات الإنذار المبكر، والتحالفات الإقليمية. ورغم ذلك فإنه استدرك بأنها تواجه عقبات من ضعف الدولة، والفساد، واستمرار النزاع.

وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن الحلول الفعّالة يجب أن تنطلق من السياقات المحلية، وأن تتحمل النخب الأفريقية مسؤولية صياغتها وتنفيذها.

إحدى جلسات مؤتمر أفريقيا وتحديات الأمن والسيادة الذي ينظمه مركز الجزيرة للدراسات (الجزيرة)التحديات والفرص أمام أفريقيا

وتكشف محاور هذه الجلسة صورة متشابكة لأوضاع القارة، حيث تتقاطع فيها الأزمات السياسية والأمنية مع اختلالات اقتصادية وهيكلية مزمنة. فمن منظور حكيم ألادي نجم الدين فإن أي معالجة جادة لظاهرة الانقلابات تستلزم إصلاحا عميقا في بنية الدولة ومؤسساتها.

لكن محفوظ السالك يرى أن بناء ديمقراطية حقيقية هو المدخل الأساسي لتحويل التنافس الدولي إلى فرصة تنموية، لا أداة لاستدامة النخب الحاكمة.

ويضيف إسماعيل حمودي أن مكافحة العنف المسلح تحتاج إلى رؤية متكاملة تعالج المظالم الاجتماعية وتربط الأمن بالتنمية.

ورغم حدة التحديات، يتفق المتحدثون على أن القارة ما تزال تمتلك عوامل قوة إستراتيجية، مثل: موارد طبيعية هائلة، وموقع جغرافي مؤثر، وكتلة سكانية شابة يمكن أن تقود النهضة إذا ما توفرت الإرادة السياسية، والإدارة الرشيدة، والتعاون الإقليمي الفعّال.

يذكر أن فعاليات مؤتمر "أفريقيا وتحديات الأمن والسيادة في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة" مستمرة حتى الغد، عبر عدة جلسات يشارك فيها باحثون وأكاديميون وإعلاميون لمناقشة المزيد من القضايا التي تتعلق بمستقبل القارة ودورها في المشهد الدولي.

مقالات مشابهة

  • مقتل 6 مدنيين على الأقل في قصف مبنى الأمم المتحدة بجنوب السودان
  • الجيش الإسرائيلي ينذر بإخلاء مبان في بلدة يانوح جنوبي لبنان تمهيدا للهجوم
  • موجة جديدة من الانقلابات العسكرية بأفريقيا تحت مجهر مؤتمر الجزيرة للدراسات
  • على الرغم من التهديد الإسرائيليّ... ماذا فعل الجيش في بلدة يانوح؟
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لإخلاء قرية في جنوب لبنان قبل القصف
  • الجيش الإسرائيلي يوضح سبب الإنذار في موشاف بيتيش بالنقب
  • الطيران الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على جنوب لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • العدو الإسرائيلي يفجِّر منزلين جنوب لبنان
  • اعرف طريقك.. سيولة مرورية بمعظم محاور القاهرة والجيزة