ثلاثية الرعب في الأطلسي.. «وحوش جوية» تهدد الحياة على اليابسة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
في ظاهرةٍ جويةٍ نادرةٍ، شهد شهر أكتوبر اندلاع 3 أعاصير قويةٍ في وقتٍ واحد، تحركت عبر مياه المحيط الأطلسي محدثة حالة من الذعر والقلق، كان إعصار ميلتون الأشد تدميرًا بينها، إذ تطور بسرعة مذهلة من الفئة الأولى إلى الفئة الخامسة، بفعل المياه الدافئة غير المعتادة في خليج المكسيك، خلال 24 ساعة، وفي الوقت ذاته، كانت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا تراقب المشهد من نقطة لاجرانج، وتلتقط صورًا للحوض الأطلنطي النشط بشكل غير مسبوق، فماذا يحدث في موسم الأعاصير هذا العام؟ وما الذي ينتظر السواحل مع اقتراب تلك العواصف الهائلة؟
أكتوبر شهر الأعاصيرفي أوائل شهر أكتوبر، اندلعت 3 أعاصير في وقت واحد، فوق شمال المحيط الأطلسي، وهي «ميلتون وكيرك وليزلي» في الـ12 ظهرًا، ووفقًا لـ«فيل كلوتزباخ» عالم الأرصاد الجوية بجامعة ولاية كولورادو، فإنّ هذا هو أول موسم أعاصير معروف يشهد وجود 3 أعاصير في وقتٍ واحد في الحوض بعد نهاية سبتمبر.
واستشهد «كلوتزباخ» بقاعدة بيانات المركز الوطني للأعاصير (NHC)، والتي يعود تاريخها إلى عام 1851، موضحًا أنّ من المحتمل أن تكون هناك تقديرات أقل من الواقع، وربما أعاصير لم تُرصد قبل عصر الأقمار الصناعية من عام 1966 فصاعدًا.
وبحسب «ناسا» فإنّ إعصار ميلتون اشتد بشكل متفجر بسبب المياه الدافئة غير المعتادة في خليج المكسيك، وتحول من الفئة الأولى إلى الفئة الخامسة في أقل من 24 ساعة خلال الفترة من 6 إلى 7 أكتوبر الأول، ووفقًا للمركز الوطني للأعاصير تطور الإعصار مع المياه الدافئة التي كانت في طريقه.
وأشار باحث الأعاصير في جامعة ميامي، بريان ماكنولدي، إلى أنّ درجات الحرارة في خليج المكسيك - سواء عند السطح أو تحته - كانت دافئة بشكل قياسي.
وكتب ماكنولدي في التحديث: «المحتوى الحراري المرتفع للمحيطات يوفر للإعصار مصدرًا ثابتًا للوقود ويجعل من الصعب جدًا رفع المياه الباردة من الأسفل مما قد يضعف العاصفة، وهو ما ساعد الإعصار على التكثيف بسرعة والوصول إلى ذروة أعلى من الشدة».
وبلغت سرعة الرياح في ميلتون 175 ميلًا (282 كيلومترًا) في الساعة، في 7 أكتوبر، ومن المتوقع أن يصل مساء اليوم، اليابسة على الساحل الغربي لشبه جزيرة فلوريدا، وفقًا للمركز الوطني للأعاصير.
وبخلاف إعصار نيلتون، بدأ إعصار كيرك بالتطور في شرق المحيط الأطلسي الاستوائي في أواخر سبتمبر ووصل إلى ذروة شدته كإعصار من الفئة 4 في 4 أكتوبر الماضي، بينما انحرف الإعصار الرئيسي إلى الشمال الشرقي بعد التطور وتطور إلى إعصار خارج المداري، وتشير توقعات NHC إلى أن العاصفة قد تصل إلى شواطئ غرب فرنسا اليوم، في 9 أكتوبر.
وفي الوقت نفسه، هبت «ليزلي» كعاصفة من الفئة الأولى، قبل أن تطور لعدة مئات من الأميال جنوب غرب جزر كاب فيردي في غرب إفريقيا وتتحول إلى إعصار في 4 أكتوبر الماضي، ومن المتوقع أن تضعف العاصفة إلى عاصفة استوائية أيضًا.
وبحسب المصدر، فإنه من المتوقع إن موسم الأعاصير، الذي بدأ في الأول من يونيو سيستمر حتى 30 نوفمبر.
يشار إلى أنّ السلطات الأمريكية حذّرت مواطنيها بولاية فلوريدا، منذ ساعات بالإخلاء الفوري من المنازل والذهاب إلى المناطق الآمنة، وإلا سيواجهون الموت بسبب قوة الإعصار، والذي تم تصنيفه من الفئة الخامسة، وهي أعلى درجة لقوة الأعاصير، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إعصار ميلتون أعاصير فلوريدا إعصار فلوريدا أعاصیر فی من الفئة
إقرأ أيضاً:
قائد البحرية البريطانية يحذر: روسيا تنفق مليارات للسيطرة على شمال الأطلسي
وجّه قائد البحرية الملكية البريطانية، اللورد الأول للبحرية السير غوين جينكنز، انتقادات حادة إلى وزيرة الخزانة راشيل ريفز بسبب ما وصفه بضعف تمويل قطاع الدفاع، محذرًا من أن بريطانيا قد تفقد سيطرتها الاستراتيجية على شمال المحيط الأطلسي لصالح روسيا إذا لم يتم التحرك سريعًا.
جاءت تصريحات جينكنز خلال كلمة ألقاها في لندن بحضور وزير الدفاع جون هيلي، في إشارة واضحة إلى دعم وزارة الدفاع لمطالبه بزيادة الإنفاق العسكري.
وأكد جينكنز أن روسيا تواصل استثمار مليارات الجنيهات في أسطولها الشمالي، مشيرًا إلى تسجيل زيادة بنسبة 30% في التوغلات الروسية داخل المياه البريطانية خلال العامين الماضيين، ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي البريطاني.
وقال: “الميزة التي تمتعت بها بريطانيا في شمال الأطلسي منذ الحرب العالمية الثانية باتت اليوم على المحك، ونحن نتمسك بها بصعوبة كبيرة، ولا مجال لأي تهاون.”
وحذّر قائد البحرية من أن فقدان السيطرة على شمال الأطلسي قد يمكّن موسكو من عزل بريطانيا عن حلفائها، إضافة إلى تهديد البنية التحتية الحيوية في أعماق البحار، بما يشمل خطوط الطاقة وكابلات الاتصالات الدولية.
وأضاف: “خصومنا ينفقون مليارات، ونحن مطالبون بالتحرك فورًا، وإلا سنخسر هذه الأفضلية الاستراتيجية، والبديل لا يمكن حتى التفكير فيه.”
وتأتي هذه التصريحات في توقيت بالغ الحساسية، تزامنًا مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى مقر رئاسة الوزراء البريطانية، حيث يجري مباحثات مع كير ستارمر وعدد من القادة الأوروبيين للحفاظ على مسار محادثات السلام في أوكرانيا.
ويُعد هذا التصعيد العلني من أعلى قيادة البحرية البريطانية مؤشرًا واضحًا على تصاعد القلق داخل المؤسسة العسكرية من قدرة البلاد على مجاراة سباق التسلح المتسارع في ظل التوترات الدولية المتصاعدة.