الأسبوع:
2025-06-11@00:36:55 GMT

الشرق الأوسط الكبير ومسار طريق سيدنا إبراهيم ‏

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

الشرق الأوسط الكبير ومسار طريق سيدنا إبراهيم ‏

ما بين الماضي البعيد والحاضر الذي يحاول أن يتمخض عن مستقبل كما خطط له ذلك الماضي، تدور الحرب الحالية التي تقودها إسرائيل في الشرق الأوسط لتنفيذ ما تم التخطيط له علي يد الأب الروحي لذلك المخطط وهو برنارد لويس الذي يحمل الجنسية البريطانية الأمريكية والديانة اليهودية.. ولد عام 1916 وتوفي عام 2018 تخصص في تاريخ بلاد الشرق الأوسط، وتكلم العديد من اللغات منها العربية والعبرانية والفارسية والإنجليزية والفرنسية والآرامية.

وانتقل في السبعينيات إلى أمريكا، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1982.

وتتلخص رؤيته عن "الشرق الأوسط الجديد» إن سكان تلك الدول قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم، واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان.. إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم، أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال لديهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك: إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع من أن تكون مهمتنا المعلنة هي: تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، ويجب أن تقوم أمريكا بالضغط على قياداتهم (دون مجاملة ولا لين ولا هوادة) ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الفاسدة، ولذلك، يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا وتدمر الحضارة فيهما.

ومن هنا نلاحظ إن مخطط برنارد لويس قد حقق العديد من أهدافه في دول المنطقة بعد أن سخرت الولايات المتحدة ومن ورائها دول الغرب كثير من الإمكانيات والأدوات عبر عشرات السنوات، ومن أهم الأدوات التي تم استخدامها هي العولمة الثقافية التي رمت إلي تهجين ثقافي لشعوب المنطقة أدت إلى توطين ثقافة مغتربة مرتبطة بالأيدولوجيات الدينية أو الأثنية أو القبلية التي حلت مكان الثقافة القومية الوطنية وفكت الكثير من ارتباط شعوب المنطقة بعمق هويتهم وتاريخ أوطانهم.

وطبقا للمتغيرات السياسية يتم تحديث مسميات مختلفة جميعها ترتبط ارتباطا كليا بأهداف المخطط ففي عام 1992 أصدر شيمو بيربز كتاب " الشرق الأوسط الجديد" والذي يعتبر امتداد لمخطط برنارد لويس فهو يجعل إسرائيل المحرك، والقائد، والموجه عن طريق التعاون الفيدرالي في مشروعات تنموية، وإقامة نظام إقليمي متكامل في المنطقة.

وإلحاقا لرؤية برنارد وشيمون هناك وثيقة صدرت في جامعة هارفارد عام 2013 سميت "مسار إبراهيم"، ووثيقة رسمية أخري صدرت عن جامعة فلوريدا الأميركية عام 2015 تتحدث عن "الاتحاد الفدرالي الإبراهيمي".، ففي عهد إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن عام 2004 تم طرح مصطلح "يهودية الدولة الإسرائيلية"، ثم إدارة سلفه باراك أوباما التي تحدثت عن دور القادة الروحانيين في المنطقة العربية، وظهرت حينها وثائق ومستندات عن "الديانة الإبراهيمية"، ثم جاء دونالد ترامب ليضع الأسس التطبيقية والعملية في إطار أوسع سمي "صفقة القرن"، وبعده جاء الرئيس الحالي جو بادين ليؤكد مثل هذه التوجهات.

وما بين مخطط الشرق الأوسط الجديد أو المسار الإبراهيمي والديانة الإبراهيمية وصفقة القرن، يأتي المسمى الحقيقي للمخطط وهو " مملكة داوود من النهر للفرات" وبالنظر إلي الدول التي نجح فيها مخطط برنارد لويس ومسار طريق سيدنا إبراهيم ارتباط وثيق جدا بتحقيق الحلم المزعوم لمملكة داوود، فمسار سيدنا إبراهيم جاء عبر العديد من الدول، التي نجح فيها المخطط، والآن الحرب بدأت منذ عام من غزة، ومن ثم في لبنان.. فهل تمتد إلي باقي دول مسار طريق سيدنا إبراهيم؟ لتحدث التغيير الديموغرافي والثقافي، والسياسي، والاقتصادي لكي تكون إسرائيل القائد والمحرك، ونربط ذلك كله بطريق الحرير الصيني الذي يمر ببعض دول مسار سيدنا إبراهيم ويكون مرتكزه الأهم في مصر على سواحل البحرين وقناة السويس، وهنا الصراع ما بين النظام العالمي القائم والتي تمثله إسرائيل ومخطط برنارد لويس، والنظام العالمي القادم والذي يمثله طريق الحرير الصيني وتمطيه روسيا والصين ومجموعة دول البريكس، وفي كل ذلك ما زالت مصر تمثل حجر الزاوية لذلك الصراع القوي، وستكون كلمة السر في تحديد الكثير من مما هو قادم لدول المنطقة.

مصطفى بكري: ما يحدث في السودان الحلقة الثانية لمخطط الشرق الأوسط الكبير

رغم ضعف الطلب.. أسعار النفط العالمية ترتفع بفعل توترات الشرق الأوسط

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: صفقة القرن دول البريكس الشرق الأوسط الكبير سیدنا إبراهیم الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد: نطمح لتوجيه خبراتنا ومواردنا نحو مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المنطقة

اختتم المؤتمر السنوي الأول لصندوق النقد الدولي للبحوث الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعماله بدعوة قوية إلى تبنّي سياسات متكاملة تستند إلى الأدلة لمواجهة التحديات الاقتصادية الملحّة التي تعاني منها المنطقة سواء القديمة منها أو المستجدة. 

الإسكان: 3 قرعات علنية لتسكين العملاء بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدةالقاهرة الجديدة تتغير.. تنفيذ وتطوير 110.5 كم من المحاور والطرق لتعزيز الربط الإقليمي

 شكّل المؤتمر الذي نظمه صندوق النقد الدولي بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مايو 2025، منصةً محورية لإعداد أبحاث متعمقة تأخذ في الاعتبار خصوصيات الواقع الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شهد المؤتمر مشاركة صانعي السياسات من مختلف أنحاء العالم وأكاديميين ومسؤولين حكوميين ومفكرين بهدف ردم الفجوة بين النقاشات الاقتصادية العالمية بواقع المنطقة وتحدياتها الفعلية. يمثل المؤتمر شراكة غير مسبوقة من نوعها بين صندوق النقد الدولي وإحدى الجامعات الرائدة في المنطقة، في خطوة تعكس التزاماً مشتركاً بتعميق الصلة بين البحث الأكاديمي وتطوير االسياسات


 

ومن جانبه أكد رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور أحمد دلال، على أهمية المؤتمر بوصفه منصة حيوية لتعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، موضحاً أن "الهدف هو بلورة أفكار عالمية مستنيرة، لكنها متجذرة بعمق في واقع منطقتنا." وأكّد دلاّل أن هذا النوع من الشراكات متعددة الأطراف يقع في صميم رسالة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويجسد التزامها بالبحث والتعليم والحوار المفتوح باعتبارها دوافع أساسية لتحقيق الاستقرار وبناء القدرة على الصمود وتعزيز النمو الشامل.

تحت عنوان "توجيه السياسات الاقتصادية الكلية والهيكلية في ظل مشهد اقتصادي عالمي متغير"، ركزت المناقشات على أربع قضايا محورية تُشكل مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاقتصاد العالمي:

السياسة المالية: مع بلوغ الدين العام مستويات تاريخية غير مسبوقة، شدّد الخبراء على أهمية إعادة بناء الهوامش المالية مع التصدي لأوجه عدم المساواة الاجتماعية، وتحديات الشيخوخة السكانية، وضغوط تغير المناخ. وتضمنت المقترحات إصلاحات في الأطر المالية، واتخاذ تدابير لتعزيز تعبئة الإيرادات، بما في ذلك من خلال ضرائب الشركات متعددة الجنسيات واعتماد ضريبة أكثر تصاعدية. 

• السياسة النقدية: استعرض المشاركون الدروس المستفادة من موجات التضخم الأخيرة، مؤكدين أهمية تبني سياسات نقدية استباقية ومعلنة بوضوح بهدف التعامل مع الصدمات العالمية والاضطرابات التي تنال قطاعات بعينها، لا سيما في الأسواق الناشئة.

• السياسة الصناعية: شهدت الجلسات اهتماماً متزايداً بإحياء دور السياسة الصناعية كأداة لتعزيز النمو الشامل، والابتكار، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. وأكد المتحدثون ضرورة تحقيق توازن بين الاستراتيجيات الرأسية مع الإصلاحات الأفقية التي تحفز الاستثمار الخاص، وتدعم التكامل التجاري، وترفع الإنتاجية.

• التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي: أثار تقاطع العمل المناخي والتحول الرقمي نقاشاً معمقاً حول قدرتهما على إعادة تشكيل أسواق العمل. وركزت التوصيات على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، وتوفير شبكات أمان اجتماعي موجهة، ومواءمة أدوات السياسات لدعم خلق فرص عمل في القطاعات منخفضة الانبعاثات.


 

وعلى مدار جلسات المؤتمر كان هناك إجماع واضح على أن تعزيز صمود اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلب إصلاحات مؤسسية، وتعاوناً عبر الحدود، واستثمارات مستدامة في المهارات والابتكار. كما أكد المشاركون على أهمية دمج السياسات في الواقع المحلي - وهو نهج تعهدت كل من مفوضية الاتحاد الأفريقي وصندوق النقد الدولي بدعمه للمضي قدمًا.


 

جمع المؤتمر، بالإضافة إلى الأكاديميين والاقتصاديين البارزين من مختلف أنحاء العالم والمنطقة، والمسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، مجموعة من صانعي السياسات، منهم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر؛ والدكتور يوسف بطرس غالي، عضو المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية في مصر؛ والدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030؛ ومارتن غالستيان، محافظ البنك المركزي الأرميني.


 

وقد اختتم نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، بالقول: "يُمثل هذا المؤتمر علامة فارقة تجسد التزام صندوق النقد الدولي بتعميق التعاون مع الأوساط البحثية والأكاديمية، في إطار سعينا لضمان أن يكون دعم الصندوق للدول الأعضاء ليس فقط مُستجيبًا لاحتياجاتها، بل قائماً أيضًا على تحليلات دقيقة ومجربة، ومتسقاً بالدرجة الأولى مع الواقع المحلي. ومن خلال هذا النوع من الحوار متعدد الأطراف، نطمح إلى الوصول لفهم أعمق لكيفية توجيه خبراتنا ومواردنا نحو مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المنطقة."



 

طباعة شارك المؤتمر السنوي الأول لصندوق النقد الدولي الشرق الأوسط التحديات الاقتصادية الجامعة الأمريكية منصة حيوية الشراكات متعددة الأطراف السياسة النقدية التحول الأخضر

مقالات مشابهة

  • إبراهيم العنقري: الخلل في الأدوات التي تنفذ المشروع الرياضي
  • وزير الداخلية الألماني يكشف عن أرقام مقلقة للجماعات المتطرفة في بلاده: نحتاج إلى رد حازم
  • من الأندلس إلى الشرق الأوسط.. المستعرب الإسباني إغناطيوس غوتيريث يقدم رؤية نقدية تجاه الاستشراق الجديد
  • الأردن من أفضل دول الشرق الأوسط بنمو عدد السياح الدوليين
  • تقرير دولي: الدبلوماسية المصرية تزداد توهجًا ونشاطًا مع تعقُّد أزمات الشرق الأوسط
  • زاخاروفا تسخر من زيلينسكي.. يتوسل العالم للحصول على السلاح
  • «السوربون أبوظبي» تستضيف مؤتمر «جمعية محاضري القانون البيئي»
  • صندوق النقد: نطمح لتوجيه خبراتنا ومواردنا نحو مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في المنطقة
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط