طهران تُجنّد المُجرمين بدلاً من الجواسيس لتنفيذ اغتيالات في أوروبا
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
كشفت المديرية العامة للاستخبارات الفرنسية أنّ أجهزة الأمن الإيرانية عادت إلى ممارسة سياسة الاغتيالات المُستهدفة بشكل مخفي في السنوات الأخيرة، وذلك عبر تجنيد المُجرمين العاديين، وليس من خلال عملاء أو جواسيس كما في السابق، وبهدف "ضرب أهداف مدنية" من أجل "زيادة الشعور بعدم الأمان داخل المُعارضة للنظام الإيراني وداخل "المجتمع اليهودي أو الإسرائيلي".
وقبل أيّام وجّه القضاء الفرنسي، بعد سلسلة مُحاكمات مماثلة، اتهامات إلى شخص جديد في باريس، يُشتبه في أنّه خطط لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا بطلب من طهران، وذلك في إطار قضية الاشتباه بوجود "إرهاب دولة إيراني" في أوروبا، وعلى الرغم من تعزيز أجهزة الأمن الفرنسية والألمانية لقُدراتها في الكشف عن الجواسيس الاعتياديين لإيران.
Soupçons de « terrorisme d’Etat iranien » en Europe : une troisième inculpation à Paris https://t.co/8HpxA9wlTu
— The Times of Israel (@TimesofIsraelFR) September 27, 2024 إرهاب من "الباطن".. عقود مع الجريمة المُنظّمة!وحول طريقة العمل الجديدة لأجهزة المخابرات الإيرانية، يقول الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي ماتيو سوك، إنّ طهران باتت تتعاقد الآن من "الباطن" وتُبرم عقوداً مع عناصر من الجريمة المنظمة. وهو ما يكشف الوجه الجديد لإرهاب الدولة الإيراني عبر تجنيد مُجرمين عاديين لتنفيذ الاغتيالات المُستهدفة.
وفي سبتمبر(أيلول) الماضي، تمّ اتهام الأجهزة الإيرانية بالوقوف على رأس سلسلة مخططات لاغتيال يهود في فرنسا وألمانيا، حيث اعتقل في باريس شخصان هما عبد الكريم س.، 34 عاماً، وسابرينا ب.، 33 عاماً، بتهمة الارتباط بالإرهاب الإجرامي، الذي تفاقم في سياق الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وتُثير هذه الاعتقالات مخاوف من وجود أجندة سرّية لطهران حول تنفيذ عمليات إرهابية ضدّ مصالح دبلوماسية وقنصلية لكلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ضدّ دبلوماسيين ورجال أعمال.
Affaire «Marco Polo» : l'Iran aurait commandité des assassinats de juifs en Europe https://t.co/T9Mi06avZL
— CNEWS (@CNEWS) September 8, 2024 مخدرات وإرهابوفيما شكّلت حرب غزة مُنعطفاً في تصاعد الدور الإيراني التخريبي في أوروبا، فقد خلصت التحقيقات الفرنسية والألمانية إلى التأكيد على أنّ طهران باتت تقوم بتجنيد مُجرمين وأفراد عصابات وتجار مخدرات في عدد من الدول الأوروبية، لتنفيذ الاغتيالات والعمليات الإرهابية، في مسعى منها لإخفاء أجندتها بعد اكتشاف ممارساتها التقليدية وفق أعمال الاستخبارات الاعتيادية.
ومؤخراً تمّ اعتقال رجل في فرنسا، يبلغ من العمر 38 عاماً، وكان قد تمّ استجوابه بالفعل أثناء احتجازه لدى الشرطة في الربيع الماضي، ثم اعترض بشدّة على الاتهامات، ولكن لم تتم مُحاكمته حينها، إلا أنّه عاد إلى السجن حيث تمّ سجنه على ذمة التحقيق بتهمة تهريب المخدرات، فيما تبيّن خلال التحقيقات الجديدة وجود صلات إرهابية له مع إيران.
وأكد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في مدينة نانت الفرنسية أنّ قاضي التحقيق المُختص بالإرهابيين وجّه إليه أخيراً، تهمة الارتباط بالإرهاب الإجرامي. وقد مثل خلف أبواب مغلقة أمام قاضي الحريات والاعتقالات، الذي أمر أيضاً بدوره بوضعه في الحبس الاحتياطي.
Affaire «Marco Polo» : l’Iran soupçonné d’avoir commandité des assassinats de personnes juives en France
Lire ⤵️https://t.co/HZDuxLIQus
وتُوضح هذه القضية، المعروفة باسم "ماركو بولو"، عودة ظهور "إرهاب الدولة الإيراني" في أوروبا، بحسب تحقيقات للمديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي. وتتمحور الخلية المذكورة حول أحد كبار تجار المخدرات وزوجته من منطقة ليون (وسط شرق فرنسا)، والذي كان على الأرجح في طهران في مايو (أيار) الماضي، لتلقي التعليمات من السلطات الإيرانية.
وشملت أهداف الاغتيالات التي تمّ تحديدها في المرحلة الأولى، موظف سابق في شركة أمنية إسرائيلية وثلاثة من زملائه السابقين في باريس، بالإضافة إلى ثلاثة إسرائيليين ألمان في ميونيخ وبرلين. وقام المُتّهمون بالفعل بإشعال عدّة حرائق طالت شركات تعود ملكيتها لإسرائيليين في جنوب فرنسا.
A propos de l'enquête de Mediapart, et du terrorisme d'Etat iranien :
"Le régime islamique cible des juifs et des israéliens en Europe"@srodan ,Directrice générale de l' @AJC_Paris , au micro d' @EvaBSoto pic.twitter.com/zqUcvdp28G
وفي يونيو (حزيران) الماضي، اعتقلت السلطات الفرنسية مواطناً إيرانياً هو بشير بي آزار، قدّمته طهران كصحافي، فيما اعتبرته باريس عميلاً للمخابرات الإيرانية، وذلك قبل أن تُفرج عنه بعدّة أسابيع بهدف إبعاده إلى بلاده. وتمّ كشف تقديمه خدمات استخباراتية استثنائية، بالإضافة إلى علاقته بشكل خاص مع الوحدة 840 من فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية طهران إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل فی أوروبا م جرمین
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة الإيرانية: الغرب يسعى لتغيير هوية شعبنا منذ قرن
الثورة نت/..
حذّر قائد الثورة في إيران، السيد علي خامنئي، من ما وصفه بـ”حرب دعائية وإعلامية واسعة” تستهدف المجتمع الإيراني، مؤكداً أنّ الضغوط الخارجية لم تنجح في إخضاع البلاد، ولن تتمكن من ذلك.
وخلال لقائه عدداً من المنشدين اليوم الخميس، قال خامنئي إن جهات خارجية تعمل على إبقاء الإيرانيين في حالة “قلق وشك” عبر التلويح بإمكانية تجدد الصراع العسكري، رغم ما تشهده البلاد من “حركة وتقدّم” على حد تعبيره. وأضاف أنّ التحولات العميقة تحتاج إلى وقت، وأنّ محاولات زعزعة الثقة الشعبية لن تحقق أهدافها.
وأشار خامنئي إلى أنّ الضغوط المفروضة على إيران تتنوع بين الاقتصادية والسياسية والثقافية، موضحاً أنّ بعضها يهدف إلى السيطرة على الموارد الطبيعية، بينما يسعى بعضها الآخر إلى فرض أنماط حياة جديدة وتغيير الهوية الثقافية والدينية.
وقال إنّ الولايات المتحدة نفسها “تعترف بقوة إيران وتماسكها الداخلي”، وأن محاولاتها لإسقاط النظام “لم تنجح”.
وأكد أنّ محاولات تغيير هوية إيران ليست جديدة، بل تمتد – بحسب قوله – إلى نحو قرن من الزمن، داعياً إلى ما سماه “المقاومة الوطنية” في مواجهة الضغوط العسكرية والاقتصادية والإعلامية.
وفي سياق متصل، جدّد خامنئي دعوته الإيرانيين إلى دعم الرئيس مسعود بزشكيان وحكومته، مشدداً على ضرورة توحيد الصفوف رغم الخلافات السياسية الداخلية.
كما اعتبر أنّ الشعب الإيراني “أفشل” الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الأيام الـ12 في يونيو الماضي، مؤكداً أنّ واشنطن لم تتمكن من “خداع الإيرانيين” رغم قدراتها العسكرية.