طلبة الطب يردون عرض وزارة التعليم العالي فاتحين الباب لمزيد من التصعيد
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
قال أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن العرض الذي تقدمت به وزارة التعليم العالي والبحت العلمي والابتكار، عبر وسيط المملكة السبت الماضي، لم يحمل جديدا لحل أزمتهم.
وأعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب، توجهها إلى « وسيط المملكة »، عبر مراسلة رسمية يوم 8 أكتوبر، للتعبير عن موقفها من عرض وزارة التعليم العالي التي يرأسها عبد اللطيف ميراوي (حزب الأصالة والمعاصرة)، كونه « لا يجيب عن العديد من التساؤلات والنقاط التي يحملها الملف المطلبي ».
وأوضحت اللجنة في تصريح صحفي، أن المقترح الحكومي خلا من مجموعة من التوضيحات بخصوص بعض من المحاور والنقط العالقة، ولم يتطرق إلى غياب الحوار مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والتي تعتبر قطاعا وصيا وفاعلا مباشرا في الملف، كما لم يتم التطرق إلى مجموعة من المكتسبات التي عبرت الوزارتان والحكومة عن قبولها سابقا.
وعبرت اللجنة الوطنية، في مراسلتها لوسيط المملكة، عن رغبتها في تمديد الأجل الذي تم اعتماده كحد أقصي للوساطة من طرف الإدارة، وذلك من أجل العمل على النقاط التي تم ذكرها أعلاه.
وشكرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، مؤسسة « الوسيط » على المجهودات الجبارة التي يبذلها من أجل الوصول إلى تسوية في هذا الملف. مؤكدين مرة أخرى على انخراطهم بكل مسؤولية وجدية في مختلف محطات الوساطة، مطالبين الحكومة بالتحلي بنفس الرغبة والتجاوب الجدي مع النقاط العالقة.
وحسب مصادر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، فقد بدأ منذ مساء أمس، تصويت طلبة الطب بجميع كليات الطب والصيدلة في المغرب، على المقترح الذي توصلوا به من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبر الاجتماع الذي ضم ممثليهم ووسيط المملكة في وقت سابق.
كلمات دلالية احتجاجات المغرب طب طلبة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: احتجاجات المغرب طب طلبة وزارة التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
حسين فخري باشا شخصية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن تاريخ مصر الحديث، فهو مثال حي على الإنسان المصري الذي جمع بين العلم، الخبرة، والوطنية الحقيقية.
ولد في القاهرة عام 1843 في عائلة شركسية مرموقة، والده الفريق جعفر صادق باشا كان حكمدار السودان، ما منح حسين منذ صغره فرصة التعلم في بيئة تتسم بالمسؤولية والانضباط.
منذ أيامه الأولى، كانت حياة حسين فخري باشا شهادة على الطموح والالتزام، إذ بدأ مسيرته الإدارية كمساعد للمحافظة عام 1863، قبل أن ينتقل إلى نظارة الخارجية، ثم ترسل إليه الحكومة المصرية لتأدية مهمة في باريس، حيث درس العلوم القانونية وعاد إلى مصر عام 1874 محملا بالعلم والخبرة، مستعدا لخدمة وطنه في عهد الخديوي إسماعيل.
لم يكن حسين فخري باشا مجرد سياسي عادي، بل كان عقلا منظما وفكرا مصلحيا، فقد شغل مناصب عدة، من ناظر للحقانية إلى وزير للمعارف والأشغال العمومية، وصولا إلى رئاسة مجلس الوزراء لفترة قصيرة، لكنه رغم قصر مدتها، ترك بصمة قوية في المشهد السياسي.
في وزارة رياض باشا الأولى عام 1879، ترأس لجنة لوضع قوانين جديدة للحقانية وفق المعايير الأوروبية، محاولة منه لتحديث النظام القضائي وتنظيم المحاكم الأهلية والشرعية، رغم أن الثورة العرابية أوقفت هذا المشروع لفترة.
ولم يكتف بذلك، فقد استمر في مسيرته الإدارية والسياسية، مطورا البنية القانونية لمصر، وأثبت في كل موقف قوته الفكرية وقدرته على الدفاع عن مصالح وطنه ضد الضغوط الخارجية، كما حدث عندما صدم المشروع البريطاني لإصلاح القضاء المعروف بمشروع سكوت.
إنجازات حسين فخري باشا في وزارة المعارف والأشغال العمومية كانت حجر الزاوية لتطوير مصر في شتى المجالات، فهو أول من أدخل تعليم الدين والسلوك في المدارس الابتدائية عام 1897، واهتم بالكتاتيب الأهلية وعمل على تشجيع تعليم البنات، مما يعكس رؤيته المستقبلية لمجتمع واع ومثقف.
كما أصر على بناء مدارس قوية ومؤسسات تعليمية متينة، أنشأ قسما للمعلمات، وأولى اهتماما خاصا بتعليم المعلمين الأوليين، كل هذا ليضمن للأجيال القادمة تعليما متينا يواكب العصر.
وفي جانب الأشغال العمومية، كان له دور بارز في مشاريع الري والبنية التحتية، من بناء القناطر والسدود، إلى التخزين السنوي للنيل وضبط مياهه، ما ساهم في تطوير الزراعة وتحسين حياة المصريين في الوجه القبلي، وأدخل مصر عصر التخطيط الحضري الحديث.
حياة حسين فخري باشا لم تكن مجرد منصب وسلطة، بل كانت رسالة وطنية صادقة، فقد جمع بين العلم والخبرة والإدارة، وكان مثالا للمسؤولية والأمانة الوطنية، يظهر حب مصر في كل قراراته وأفعاله.
ليس أدل على ذلك من اهتمامه بالحفاظ على التراث المصري والانخراط في الجمعيات العلمية والجغرافية ولجنة العاديات، ليترك إرثا حضاريا للمستقبل.
كذلك حياته العائلية تربط بين السياسة والدبلوماسية، إذ كان والد محمود فخري باشا، سفير مصر في فرنسا، وزوج الأميرة فوقية كريمة الملك فؤاد، ما يعكس أيضا ارتباط عائلته بخدمة الوطن على أعلى المستويات.
حين نتأمل مسيرة حسين فخري باشا، ندرك أن مصر لم تبنى بالصدفة، بل بجهود رجال مثل هذا الرجل الذي جمع بين الوطنية، الكفاءة، والرؤية البعيدة.
إنه نموذج للقيادي الذي يضع مصلحة بلده قبل كل اعتبار، الذي يفكر في أجيال المستقبل، ويترك بصمته في كل جانب من جوانب الحياة العامة.
حسين فخري باشا ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل هو مثال حي على روح مصر الحقيقية، على قدرة المصريين على مواجهة التحديات والعمل بجد وإخلاص لبناء وطن قوي ومزدهر، وهو درس لكل من يسعى لفهم معنى الوطنية الحقيقية وحب مصر العميق.