سرايا - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه اعترض بنجاح طائرة مسيّرة، اخترقت الأجواء بعد دوي صافرات الإنذار في محيط منطقة عسقلان، وسط البلاد، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن المسيّرة أُطلقت من العراق.

وذكرت تقارير أن هناك اشتباها بتسلّل مسلّحين إلى بلدات حدودية بالجليل الأعلى، فيما أُطلقت رشقة صاروخية صوب منطقة الكرايوت وعكا.



وأعلن "حزب الله"، أمس الخميس، عن 9 تصديات منه لقوات إسرائيلية غازية لجنوب لبنان، إضافة إلى شنّ 11 هجوما على شمال إسرائيل، أبرزها منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا.

واستهدف عدوان إسرائيلي مساء الخميس، منطقتي رأس النبع والنويري الواقعتين خارج الضاحية الجنوبية ووسط العاصمة اللبنانية بيروت، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، فيما أفادت تقارير إسرائيلية بأن المستهدف هو مسؤول الأمن الداخلي والقيادي في حزب الله وزوج شقيقة حسن نصر الله، وفيق صفا، بينما أعلن قيادي في حزب الله فشل محاولة الاغتيال ونجاة صفا.

وأحصت وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد 22 شخصا وإصابة 117 آخرين جراء العدوان الإسرائيلي على العاصمة بيروت، الخميس فقط.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

اليمن.. من أم الرشراش إلى حيفا.. قراءة في تحولات المشهد ودلالاته

 

 

“اليمن بركان نائم جنوب الجزيرة العربية، وإذا انفجر فسيجرف كل المنطقة”.
هذا ما قاله المفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل قبل عشر سنوات، وتحديداً في العام 2015 مع بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، في محاولة لتلخيص الأهمية الكبيرة التي يحتلها اليمن، والتغيرات التي يمكن أن يحدثها هذا المارد اليمني إذا خرج من محبسه، فهل كان هيكل “حوثياً”؟! أم أنه كان يرى بمنظوره الاستشرافي تحولات اللحظة الراهنة التي يصنعها اليمن؟.
تغير موازين القوى الإقليمية
الحقيقة أن المتأمل للتحولات التي صنعها اليمن منفرداً منذ التحاقه بمعركة طوفان الأقصى في أكتوبر2023 وحتى اللحظة، سيجد أنها جرفت ما صنعته الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة من توازنات قوى، وردع أمريكي، ومعادلات صراع، خصوصاً مع العدو الإسرائيلي، وكذا معادلة التفوق الإسرائيلي كقوة إقليمية في مواجهة كل الدول العربية، أو قل بمعنى أصدق عطلت مفاعيل تلك المعادلات والتوازنات، فاليمن المدمر والمحاصر لسنوات طوال، نهض من تحت ركام العدوان، ونزيف جراحاته الغائرة، ليساند المظلومية الفلسطينية، ويسطر تلك المواقف والأدوار التي أذهلت العالم، وعجزت عنها منظومة الدول العربية مجتمعة.
هذه الانبعاثة اليمنية القوية بإيمانها العميق بالله، المعتزة بقيادتها الاستثنائية وإرثها الحضاري والتاريخي قبل ترسانتها العسكرية، الراسخة بقيمها والتزامها الصادق بقضايا الأمة المركزية وعلى رأسها فلسطين، هي من صنعت تلك التحولات، وأعاقت التحالف الصهيو- أمريكي عن تحقيق أهدافه، وعن إرساء مرتكزات الشرق الأوسط الجديد على أرضية صلبة.
التصعيد اليمني وتناقضات المشهد
ففي الوقت الذي تزاحمت فيه بطريقة مذلة المنظومة الخليجية لاستقبال الرئيس الأمريكي ترامب، وتنافست على حشد كل ما لديها من ثروة لاسترضاء جلاوزة البيت الأبيض، الشريك الرئيس لمجرم الحرب نتنياهو في مذابح التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، كان اليمن يُصعّد من هجماته الصاروخية لاستهداف عمق الكيان، متوّجاً هذا الإسناد الصلب بقرار حظر الملاحة في ميناء حيفا، وأمام هذه المفارقة الرهيبة برز الإسناد اليمني تعبيراً حياً عن تطلعات الشعوب العربية المقهورة، وحاجتها في لحظة انكسار حادة، إلى من يعيد لها الإعتبار، وفي تقديري أنّ هذا الأمر سيكون له أثره العميق في إعادة تشكيل الوعي العربي من جديد، وفي ترسيخ حقيقة أن الأمة العربية التي اختارها الله لحمل راية الإسلام كرسالة سماوية خاتمة، لابد أن تظلّ ولّادة مهما بلغ مستوى الخنوع، ففي اللحظة الفارقة يبرز من أصلها منْ ينهض بعبء المسؤولية كما فعل اليمن، ويُزيل عنها عار الخنوع، وشنار هذا الذل المستطير.
ها هو اليمن الكبير يحاصر منفرداً الكيان الصهيوني بحراً وجواً، مسجّلاً انتصارات متتابعة، فمن إغلاق ميناء أم الرشراش “إيلات” جنوباً بفعل الحصار الخانق على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، مروراً بخوض معركة بحرية مباشرة مع البحرية الأمريكية انتهت بإجبار حاملات الطائرات الأمريكية على مغادرة البحر الأحمر، ثم تركيز الاستهداف على الوسط وتوجيه سلسلة من الضربات الصاروخية على مطار اللد “بن غيريون” بهدف حظر الملاحة الجوية التي تضررت بشكل كبير، وصولا إلى 19 أيار 2025 الذي أعلنت فيه القوات المسلحة اليمنية إدراج ميناء حيفا شمالاً ضمن بنك الأهداف، وحظر الملاحة إلى هذا الميناء الذي يتمتع بأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، باعتباره من أبرز مراكز الشحن في شرق البحر الأبيض المتوسط، والبوابة الرئيسية التي تربط الكيان بأوروبا، وأمريكا، وشرق آسيا، ويمر عبره بحسب بعض التقديرات حوالى 50 % من إجمالي واردات وصادرات الكيان الإسرائيلي، وتقدر حجم مناولة البضائع سنوياً بأكثر من 25 مليون طن.
إنّ حيفا ليست ميناءً استراتيجياً فحسب، بل هي بقعة جغرافية غنية بالعديد من الأهداف العسكرية الحساسة والمنشآت الصناعية الحيوية والمرافق الاقتصادية الضخمة، في مقدمتها ميناء حيفا الأكبر على مستوى الكيان، وقاعدة حيفا العسكرية، ومنشآت البتروكيماويات، وخزانات النفط، ومحطة حيفا الكهربائية، ومطار حيفا، ولأنها كذلك فإن التصعيد اليمني قد يتسع ليشمل كل هذه الأهداف الحساسة، فجولات الرصد التي قام بها حزب الله لم تُبْقِ منشأة حيوية في حيفا إلا وشملتها بالرصد الدقيق، وأتوقع أن هذا الحصاد الكبير بات في متناول القوات المسلحة اليمنية، الأمر الذي يضاعف من خطر التصعيد اليمني، ومن قدرته على توجيه ضربات قاصمة للعدو الإسرائيلي، ولا أظنه يُقْدم على كل هذه المجازفة مقابل الاستمرار في مغامرة فاشلة بقطاع غزة لن تحقق له ما عجز عن تحقيقه منذ بداية طوفان الأقصى.
يعترف بن يشاي المحلل في صحيفة يديعوت أحرونوت بمأزق الكيان قائلاً: “إن الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في القطاع حالياً، فقد كثيراً من فاعليته، فالعائد النسبي من كل جهد عملياتي من طرفنا يتناقص باستمرار”، وفي تقديري، إنّ هذا المأزق، مضافاً إليه مأزق الجبهة اليمنية وخطورة التصعيد الأخير باتجاه حيفا الغنية بالأهداف العسكرية والاقتصادية الحسّاسة، يجيبان عن التساؤل المحوري عن سرّ امتناع الكيان عن الرد على التصعيد اليمني واستعراض العضلات كما حصل في المرات السابقة؟!
بموازاة هذين المأزقين، هناك مأزق ثالث يتمثل في تصاعد الانتقادات الحادة لقادة الكيان من داخل المنظومة الغربية الحليف الاستراتيجي الوحيد لجناح الصقور بقيادة مجرم الحرب نتنياهو الذي يفقد السيطرة شيئاً فشيئاً على هؤلاء الحلفاء الكبار، وهناك منْ يرى أنّ تأثيرات هذه المآزق الثلاثة مجتمعة هي ما سيجبر الكيان الصهيوني على رفع الراية البيضاء والنزول من على الشجرة عبر تسوية سياسية تنتشل الكيان الصهيوني الغارق في مستنقع غزة منذ أكتوبر2023 م، وهو الذي تمكّن في حرب 1967 م من احتلال قطاع غزة وصحراء سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان في غضون أسبوع واحد.
الرسائل والدلالات
لن أتوقف طويلاً عند المشككين الصهاينة بقدرة اليمن على استهداف ميناء حيفا، فالشواهد كثيرة والضربات الافتتاحية على حيفا والبحر الأبيض المتوسط بدأت منذ يونيو 2024 م، لتقدم تجربة كافية لقرار الحظر الجديد، كما أن المتتبع لجبهة الإسناد اليمنية، يجد أن اليمن يعتمد في تنفيذ قراراته على استراتيجية النفس الطويل، كما فعل في عملية حظر الملاحة في البحرين الأحمر والعربي التي بدأت بطيئة ثم تدرجت إلى أن وصلت إلى إغراق سفن بأكملها.
وأخيرا نذّكر بأن الترسانة اليمنية من الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والفرط صوتية كفيلة بإنجاز المهمة، وهي التي تحدث عنها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال خطاب ألقاه في حفل تخرج الأكاديمية البحرية الأمريكية في 23 مايو 2025، واصفاً معركة البحر الأحمر بالصراع الكبير مع الحوثيين، مضيفاً “يجب على المشرّعين وكبار القادة العسكريين أن يتكيفوا مع عالم تلحق فيه الطائرات من دون طيار والصواريخ المجنحة أضراراً بالغةً بأصولنا العسكرية” والحقيقة أن هذه الأصول الأمريكية لم تتضرّر إلا في البحر الأحمر، فهل وصلت الرسالة، واستوعب قادة الكيان الدروس التي خرج بها الأمريكي من الحرب مع اليمن؟
الأهم – من وجهة نظري – هو الرسائل والدلالات التي يحملها هذا التصعيد اليمني الاستراتيجي، وسأقتصر هنا على ثلاث دلالات من العيار الثقيل:
1 – نجح اليمن في الحظر الكامل للملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وإغلاق ميناء أم الرشراش “إيلات”، وصولاً إلى توسعة هذا الحظر ليشمل ميناء حيفا شمالاً، بعد تثبيت حظر جوي ناجح على مطار اللّد، وإجبار البحرية الأمريكية على الانسحاب من البحر الأحمر، والمثير للدهشة أنّ هذا الحصاد الكبير صنعه اليمن منفرداً، وعجزت عن بعضه الدول العربية مجتمعة وهي في ذروة الإجماع العربي خلال عقود الصراع مع الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل اليمن منفرداً بمنزلة منظومة عربية فاعلة لا تحتاج معها القضية الفلسطينية إلى تلك المنظومة العربية العاجزة عن حماية سيادتها أمام العربدة الصهيونية، فكيف بالدفاع عن القضية الفلسطينية.
2 – إن مشروع تصفية القضية الفلسطينية بزعامة قوى الاستكبار العالمي مآله إلى الفشل المحتوم، ما دام في الأمة العربية من يجرؤ على المواجهة المباشرة مع القوتين الأوليَين على مستوى العالم وفي المنطقة “أمريكا والكيان الإسرائيلي”، فالذي صنع هذه التحولات، هو منْ يملك القدرة على إفشال هذه المشاريع، ومعالجة المعضلة الصهيونية المزمنة من الجذور.
3 – إن الصراع الحقيقي مع العدو الإسرائيلي هو ما رأيناه في طوفان الأقصى، هذه المعركة الوجودية التي تدفع وبقوة إلى إعادة كتابة تاريخ مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي، بتنظيراتها السياسية وشعاراتها الرنّانة التي دغدغت مشاعر الأمة العربية عقوداً من الزمن، لكنها لم تصنع نصراً واحداً مشرفاً، بل سلسلة من النكبات والنكسات التي انتهت بتداعي الجبهات العربية الواحدة تلو الأخرى في مستنقع الاستسلام والتطبيع، باستثناء القلعة السورية التي ظلت صامدة إلى الأمس القريب، ولذلك تآمروا لإسقاطها وتسليمها لداعش صنيعة الاستخبارات الأمريكية.
يبدو أن عمليات الجرف بفعل انفجار البركان اليمني كما تنبّأ بها هيكل، لن تتوقف حتى ينتهي اليمن الكبير من جرف كل ما هو مصطنع وطارئ على الجغرافيا العربية، ولا يشبه حضاراتها الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، فالمستقبل حافل بالكثير من التحولات التي ستعيد رسم خريطة المنطقة لتبدو بملامحها العربية الأصيلة.

مقالات مشابهة

  • اليمن.. من أم الرشراش إلى حيفا.. قراءة في تحولات المشهد ودلالاته
  • عودة استقبل حاصباني وتابع مع محافظ بيروت اوضاع العاصمة
  • مأساة في عرادة.. حريق يودي بحياة شخصين ويصيب آخرين داخل منزل مكتظ
  • أورتاغوس إلى بيروت في هذا الموعد... هذه المقترحات ستُقدّم بسقف عالٍ!
  • غارة إسرائيلية تستهدف منطقة مكتظة بالمدنيين في غزة
  • غارة إسرائيلية تستهدف أطراف منطقة علي الطاهر في النبطية جنوبي لبنان
  • اليونيفيل تدخل منطقة في بيروت.. شاهدوا الفيديو
  • «مهرجان أهداف».. صاروخية الشحات تمنح الأهلي الهدف الخامس أمام فاركو بالدوري «فيديو»
  • هذا ما ستشهده بيروت قريباً.. وزير يعلن
  • انفجار طائرة مسيرة إسرائيلية أعلى برج للإرسال بمخيم النصيرات